بعد مرور تسعة أعوام على وجودها بداعي «مكافحة حركات مسلحة متشددة»، أنهت فرنسا، أمس (الاثنين)، وجودها العسكري في مالي (غرب أفريقيا)، على خلفية علاقات متوترة بينها وبين المجلس العسكري الحاكم في باماكو. ووفق رئاسة الأركان الفرنسية «فقد غادرت آخر كتيبة من قوة برخان موجودة على الأراضي المالية الحدود بين مالي والنيجر».
ويأتي إتمام الانسحاب الفرنسي، عقب مظاهرة نظمها العشرات في مدينة بشمال مالي، للدّفع باتجاه تسريع رحيل قوة «برخان» الفرنسية، حسبما قال منظمو المظاهرة ومسؤولون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتظاهرون الذين قدّموا أنفسهم على أنهم «القوى الحية» لمدينة غاو الواقعة في شمال مالي: «نمنح اعتباراً من هذا الأحد 14 أغسطس (آب) 2022 إنذاراً مدته 72 ساعة لرحيل برخان نهائياً». وتؤوي غاو آخر الجنود الفرنسيين الموجودين في مالي، الذين سيُغادرون إلى النيجر.
وتدهورت العلاقات بين المجلس العسكري الحاكم في باماكو وباريس بشكل حاد خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما منذ وصول القوات شبه العسكرية من مجموعة «فاغنر» الروسية إلى مالي، ما دفع البلدين إلى قطيعة، بعد 9 سنوات من الوجود الفرنسي المتواصل لمحاربة الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة.
وأظهرت صور متظاهرين يلوّحون بلافتات كُتبت عليها عبارات «برخان ارحلي» و«برخان عرابة الجماعات الإرهابية وحليفتها» و«لا يمكن لأي قوة أجنبية أن تجعل مالي غنيمة لها».
وتعترض فرنسا على رغبة المجلس العسكري في الاحتفاظ بالسلطة، بعد قرار رئيس المجلس الكولونيل أسيمي غويتا تمديد الفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد إلى 24 شهراً انطلاقا من 26 مارس (آذار) 2022 إلى مارس 2024.
وعزت دراسة سابقة أعدها خبير الشؤون الأفريقية الدكتور حمدي عبد الرحمن، ونشرها «مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة»، الانسحاب الفرنسي من المنطقة لعدة أسباب؛ بينها تصاعد الغضب الشعبي ضد الوجود الفرنسي، كما تجسده احتجاجات الجماهير في شوارع باماكو.
وأدى تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي بشكل عام، ومالي على وجه الخصوص، إلى تغيير هيكل التحالفات، ودفع حكام مالي العسكريين إلى اللجوء إلى روسيا لملء هذا الفراغ الأمني، كما يشير عبد الرحمن، الذي يعتقد أن الدعم الروسي المناسب شجع حكام مالي على محاولة تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في فبراير (شباط) 2022، مشيراً إلى أن «المجلس العسكري بقيادة العقيد غويتا منذ توليه السلطة يغازل موسكو كبديل للمقاربات العسكرية الغربية والدولية الفاشلة».
والأسبوع الماضي، احتفل المجلس العسكري الانتقالي في مالي، بتسلم معدات وأجهزة عسكرية جديدة من الحليف الروسي، بينها 5 طائرات ومروحية عسكرية. وبحسب وزير الدفاع المالي، فإن الدعم الروسي العسكري يشمل تعزيز قدرات مالي الاستطلاعية والهجومية بطائرات L39 المقاتلة وسوخوي 25، التي أضيفت إلى طائرات من طراز «سوبر توكانو» وطائرات أخرى مستخدمة بالفعل.
فرنسا تسحب آخر كتيبة من قوة {برخان} في مالي
بعد مرور 9 أعوام على وجودها بداعي «مكافحة متشددين»
فرنسا تسحب آخر كتيبة من قوة {برخان} في مالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة