نفّذت الصين مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان أمس الاثنين، تعبيراً عن غضبها من زيارة لأعضاء من الكونغرس الأميركي للجزيرة بعد أيام على زيارة مشابهة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أثارت رداً عنيفاً، ميدانياً وسياسياً.
ودفعت الزيارة الجديدة التي تستمر يومين ولم تكن معلنة سابقاً، الصين إلى التأكيد مجدداً بأنها «ستستعد لحرب» بشأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي، بينما يطالب بها القادة الصينيون وتعهدوا باستعادتها وإن كان بالقوة.
والتقى الوفد المكوّن من خمسة أعضاء في الكونغرس بقيادة السيناتور إد ماركي الذي يمثّل ولاية ماساتشوستس، بالرئيسة التايوانية تساي إنغ - وين. وأعلن بيان أميركي أن «الوفد حظي بفرصة لتبادل وجهات النظر بشأن مجموعة واسعة من القضايا المهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وتايوان على حد سواء». فيما قالت تساي إن الجزيرة تواصل التعبير للمجتمع الدولي «عن التزامها بالحفاظ على الوضع الراهن المستقر في مضيق تايوان»، مشيرة في المقابل، إلى أن التدريبات العسكرية الصينية «تهدد بشكل خطير الاستقرار والسلام الإقليميين». وقالت للوفد الأميركي: «إن الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر أن الدول السلطوية تهدد النظام العالمي». وأعربت عن «أمل تايوان في التعاون بصورة وثيقة مع أميركا للحفاظ سوياً على الاستقرار الإقليمي وتعزيز العلاقات الاقتصادية وبناء سلاسل إمداد أكثر أمناً»، مؤكدة أن «تايوان والولايات المتحدة تتشاركان قيم الديمقراطية والحرية المشتركة».
ومثلما حصل عند زيارة بيلوسي، أثارت الزيارة الراهنة للوفد الذي ضم شخصيات من الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» حفيظة بكين التي أعلنت تنظيم «دورية للتأهب لمعارك مسلّحة ومناورات قتالية في البحر والمجال الجوي حول تايوان». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان إن «جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدرّب والاستعداد للحرب والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وسحق أي شكل من أشكال استقلال تايوان الانفصالي ومحاولات التدخل الخارجية بشكل حازم». وأضاف: «نحذّر الولايات المتحدة وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي (الحاكم في تايوان) من ان استخدام تايوان لاحتواء الصين مصيره الفشل... والفشل هو مصير حفنة من الساسة الأميركيين الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم ويحاولون تحدي مبدأ صين واحدة».
وجاءت مناورات أمس الاثنين بعد تدريبات ضخمة استمرت عدة أيام في محيط تايوان غداة زيارة بيلوسي، وأرسلت بكين خلالها سفناً حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء القريبة من الجزيرة التي لم يحكمها الحزب الشيوعي الصيني قط لكنه يتوعد باستخدام القوة لاستعادتها ويندد بأي خطوات قد يعتبرها تعاملاً مع الجزيرة على أنها دولة ذات سيادة.
من جهتها، تتمسّك تايوان بموقفها، وقال رئيس وزرائها سو تيسنغ - تشانغ إن الجزيرة ترحب بـ«جميع البلدان والأصدقاء من حول العالم» الذين يرغبون في دعمها. مؤكداً: «علينا ألا نخاف من القيام بأي شيء أو من السماح بقدوم زوار أو أصدقاء فقط لوجود جار شرير لدينا». كما أدلى وزير خارجية الجزيرة جوزيف وو بتصريحات مشابهة بعد اجتماع مع الوفد الأميركي. وقال في تغريدة: «لا يمكن للصين الاستبدادية أن تملي على تايوان كيف تقيم علاقات صداقة وتحظى بالدعم وتبقى صامدة وتشع كشعلة حرية».
مناورات عسكرية صينية جديدة حول تايوان
زيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى الجزيرة يشعل غضب بكين مجدداً
مناورات عسكرية صينية جديدة حول تايوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة