تساؤلات طبية حول بعض فوائد السمنة

«مفارقة السمنة» تكمن في خطورتها على شرايين القلب وحمايتها من تداعيات الإصابة بالجلطة

* استشارية في الباطنية
* استشارية في الباطنية
TT

تساؤلات طبية حول بعض فوائد السمنة

* استشارية في الباطنية
* استشارية في الباطنية

يُستخدم اليوم في أوساط البحث الطبي مصطلح «مفارقة السمنة» Obesity Paradox كتحدٍ حقيقي يجب على الباحثين إيجاد إجابات علمية حولها مدعومة بالبراهين، تفيد الأطباء وتفيد عموم الناس وذوي الوزن الزائد والبدينين منهم على وجه الخصوص. ذلك أن ظهور دراسات طبية خلال السنوات القليلة الماضية تفيد في نتائجها الظاهرة بأن ثمة فوائد صحية للسمنة ولزيادة الوزن يمثل بالفعل تحديا لجميع الإرشادات الطبية التي تعتبر أن السمنة أحد عوامل الخطورة للإصابة بكثير من الأمراض، والتي من أجلها هناك حميات خفض الوزن وهناك النوادي الرياضية للتخسيس، وهناك أدوية خفض الشهية ومعالجة السمنة، وهناك أخيرًا وليس آخرًا، عمليات تقليص وتحزيم المعدة التي تهدف إلى تحقيق خفض ملموس في وزن الجسم.
هذا، ولا تزال الأوساط الطبية العلمية، مثل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية CDC، تربط فيما بين السمنة وارتفاع الإصابات بعشرة أنواع من الأمراض، وهي أمراض شرايين القلب، والنوع الثاني من السكري، وأنواع من الإصابات السرطانية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكبد والمرارة، وتوقف التنفس أثناء النوم، وروماتزم المفاصل، واضطرابات الإخصاب والدورة الشهرية لدى النساء.

* السمنة وزيادة الوزن

المقياس الأكثر قدرة عملية على تصنيف مقدار وزن جسم الإنسان هو «مؤشر كتلة الجسم» BMI، وهو وسيلة حسابية للتصنيف إلى وزن منخفض، ووزن طبيعي، وزيادة في الوزن، وسمنة، وإفراط في السمنة. والمعادلة المستخدمة هي قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، أي لو كان وزن شخص ما 95 كيلوغراما وطوله 1.6 متر، فإن مؤشر كتلة الجسم لديه هو حاصل قسمة 95 على مربع 1.6، أي 37. والطبيعي normal weight أن يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين نحو 20 إلى نحو 25. أما أقل من 20 فهو انخفاض في الوزن underweight، وما بين أعلى من 25 إلى 30 هو زيادة في الوزن overweight، وفوق 30 في المائة هو سمنة obesity.
وتصنف السمنة نفسها إلى ثلاث درجات، وفق تقسيم الفحص الإحصائي القومي الأميركي للتغذية والصحة NHANES في إصدارته منذ عام 2006، إلى درجة أولى سمنة obesity grade 1، وهي حينما يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين أعلى من 30 إلى 34 في المائة، ودرجة ثانية obesity grade 2 سمنة فيما بين 35 إلى 40، ودرجة ثالثة سمنة obesity grade 3 لما هو أعلى من 40 لمؤشر كتلة الجسم. وهذه التصنيفات مفيدة للاستخدام الطبي ولاستخدام عموم الناس في النظر إلى شأن وزن الجسم وتأثيراته الصحية المتوقعة طبيًا. وتحديدًا، أشارت نتائج تقارير المجلس القومي للإحصائيات الصحية NCHS التابع للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض إلى أن الدرجة الثالثة من السمنة هي الأشد تأثيرا سلبيًا على الصحة، وارتفاع التوقعات الطبية باحتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، وهي فئة تمثل نحو 5 في المائة من الناس مقارنة بنحو 34 في المائة لفئة الذين لديهم سمنة من بين جميع سكان الولايات المتحدة.

* «فوائد» السمنة

وبالتتبع البحثي، فإن واحدة من بين الدراسات الطبية الأولى التي تحدثت بلغة الإحصائيات عن فوائد السمنة كانت للدكتور بول إرنسبيرغر في عام 1987 وصدرت ضمن مجلة السمنة وتنظيم الوزن J Obes Weight Regulation تحت عنوان «تأثيرات السمنة الصحية، مراجعة مختلفة»، إلا أن البداية الفعلية للنظر إلى التأثيرات الإيجابية المحتملة للسمنة وبدء ظهور مصطلح «مفارقة السمنة»، كانت مع صدور دراسة فليغال Flegal Study في عام 2005 والتي تبين في نتائجها أن مجموعة فئة زيادة في الوزن overweight group لديهم أدنى مستويات وفيات مقارنة بمن لديهم سمنة بدرجاتها الثلاث، وأيضا مقارنة بذوي الوزن الطبيعي. ولاحظت الدراسة كذلك في نتائجها أن مجموعة فئة انخفاض الوزن underweight أو النحافة leanness وبين مجموعة السمنة من الدرجة الثالثة لديهم نسبة أعلى في معدل الوفيات.
وفي ذلك الحين كانت ثمة ملاحظات بحثية إحصائية حول ظهور هذه النتائج بهذه الصفة نتيجة لاعتبار الوزن الطبيعي هو المرجعية أو مستوى الصفر الذي يُقارن معه مستويات الوفيات في المجموعات الأخرى، وهو ما يطول شرح توضيحه. كما أن هذه الدراسة ونتائجها لم تنل العناية والاهتمام في الأوساط الصحافية بخلاف الأوساط العلمية التي رأت فيها تأكيدا لعدد من الدراسات السابقة والمرافقة والتالية، ومنها على سبيل المثال دراسة NHLBI في عام 1998 والتي راجعت نحو 240 دراسة حول السمنة وزيادة الوزن والتي لاحظت في نتائجها أن أقل الوفيات بالعموم كانت حينما يكون مؤشر كتلة الجسم فيما بين 24 و30 في المائة.
وفي عام 2007 أفادت الدكتورة كاثرين فليغال في نتائج دراسة أخرى أن السمنة ترفع معدل الوفيات من أمراض القلب والسكري والكلى، وهذا التأثير السلبي يتلاشى مع تجاوز عمر سبعين سنة، وأن انخفاض الوزن مرتبط بارتفاع معدل الوفيات بسبب أمراض غير أمراض القلب وغير السرطان، بل بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الميكروبية والإصابات وحوادث الانتحار وألزهايمر وأمراض الكبد. وبالنسبة للأمراض السرطانية، كانت الوفيات أعلى في السمنة بالإصابات بأنواع السرطان ذات العلاقة بالسمنة، مثل سرطان القولون والثدي والرحم والمبايض والكلى والبنكرياس، بينما السمنة لم تكن ذات علاقة قوية بالإصابات بسرطان الرئة أو الأنواع الأخرى من السرطان، ولكن بالجملة وبالنظر إلى مجموع الأمراض السرطانية وعموم الإصابات بها كانت السمنة ذات علاقة بارتفاع الوفيات نتيجة للإصابات السرطانية.
وهذه التفصيلات الطبية مهمة لفهم النتائج العلمية للدراسات الطبية ودلالاتها وترجمتها إلى لغة مفهومة من قبل عموم الناس، مثل القول إن السمنة تحمي من الإصابة بسرطان الرئة، وهي جملة صحيحة نسبيًا وضمن سياق عبارات طبية تذكر المقارنة وتفاصيلها، ومثل القول إن السمنة لا علاقة لها بالجملة في الوفيات بسبب السرطان باعتبار مدى انتشار الإصابات بأنواع السرطان التي لا علاقة لها بالسمنة والعوامل التي ترفع من احتمالات الوفاة عند تشخيص الإصابة السرطانية.

* مفارقة السمنة

الفكرة في «مفارقة السمنة» هي أن للسمنة آثارًا صحية ضارة وفي نفس الوقت لها فوائد، وبدايات استخدام هذا المصطلح ترافق مع صدور دراسة فليغال وصدور دراسة «أدهير» ADHERE التي نشرت في عام 2007 ضمن المجلة الأميركية للقلب Am Heart J، والتي تابعت معدل الوفيات لدى نحو 110 ألف شخص ممنْ تم إدخالهم إلى المستشفى نتيجة الإصابة بالفشل الحاد في عمل القلب acute heart failure. والتي لاحظ الباحثون فيها أن معدلات البقاء على قيد الحياة خلال وما بعد الدخول إلى المستشفى نتيجة الضعف المفاجئ في عمل القلب، مثل نتيجة نوبة الجلطة القلبية، هي أعلى لدى ذوي الوزن المنخفض مقارنة بالأشخاص السمينين. ومن بعد ذلك توالت الدراسات التي لاحظت في نتائجها أن للسمنة تأثير حماية ضد عدد من الأمراض والحالات الصحية، والتي ملخصها أن السمنة صحيح ترفع من معدلات الإصابة بأنواع شتى من الأمراض، ولكن عند الإصابة بها يستطيع السمينون البقاء لفترة أطول على قيد الحياة مقارنة بذوي الوزن المنخفض. ولذا يبقى السؤال التالي مطروحًا: متى هذه المفارقة لا تبقى مفارقة؟ أي متى يزول تأثير الحماية النسبي للسمنة، وهو موضوع تم طرحه لأول مرة في مقالة تحريرية لمجموعة من أطباء القلب في عام 2007 ضمن مجلة الدورة الدموية Circulation الصادرة عن رابطة القلب الأميركية (AHA) تحت عنوان «فشل القلب، مؤشر كتلة الجسم والمستقبل المتوقع».
وفي عدد مايو (أيار) 2009 لمجلة كلية طب القلب الأميركية Journal of the American College of Cardiology، نشر الباحثون من مركز أوكشنر الطبي في نيو أورلينز نتائج دراستهم حول السمنة ومعدلات البقاء على قيد الحياة والاستجابة للمعالجة الطبية لدى مرضى فشل القلب، ولاحظوا أن السمينين أقل إصابة بالسكتة الدماغية ونوبات الجلطات القلبية مقارنة بذوي الوزن الطبيعي والوزن المنخفض من بين مرضى القلب، وليس من بين عموم الناس بالجملة.
وفي حينه علق الدكتور كارل ليفي، الباحث الرئيس في الدراسة، بالقول: «وحتى الآن فإن كثيرا من أطباء القلب لم يسمعوا بهذا الأمر ولن يُصدقوا هذه النتائج. ولكن الواضح أن مجموعة البدينين هم أكثر استفادة من المعالجة مقارنة بمرضى آخرين لديهم نفس المشكلة الصحية وأوزانهم طبيعية. ولنكن واضحين لا أحد يقول إن كون الإنسان سمينا هو أمر صحي للقلب، إنه ليس كذلك».
وقريبًا منها نتائج عدد من الدراسات البريطانية التي لاحظت أن من بين مرضى السكري، يُعاني ذوو الوزن الزائد بنسبة أقل من الإصابات بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك بالمتابعة لمدة عشر سنوات. وآخرها صدر عن مؤسسة القلب البريطانية هذا الشهر حول ارتفاع احتمالات البقاء على قيد الحياة بين السمينين بعد الإصابة بنوبة الجلطة القلبية وإجراء عملية القلب المفتوح لتخطي الشرايين مقارنة بذوي الوزن الطبيعي أو الوزن المنخفض.
والواقع أن السمنة لا شك أنها عامل خطورة يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، ونسبة المُصابين بأمراض شرايين أعلى فيما بين السمينين مقارنة بذوي الوزن الطبيعي أو المنخفض، ولكن عند الإصابة بتلك الأمراض يُلاحظ أن السمينين يستطيعون مقاومة تأثيرات تلك الإصابات المرضية القلبية بقوة أكبر مما يمتلكها ذوو الوزن الطبيعي أو الوزن المنخفض. ولذا فإن السمنة شيء يجب الاهتمام بتعديله وصولاً بوزن الجسم إلى المعدلات الطبيعية للوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية، وأن على ذوي الوزن الطبيعي أو الوزن المنخفض الاهتمام بمعالجة حالتهم الصحية واتباع إرشادات الأطباء لتخطي المراحل الحرجة في إصاباتهم القلبية وعدم الاعتماد على الوزن كعامل حماية مؤكدة من تبعات ومضاعفات وتداعيات أمراض القلب.



فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار
TT

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك Florida Atlantic University بالولايات المتحدة، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة pretend play في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

وألعاب المحاكاة هي التي يتظاهر فيها الأطفال بمحاكاة البيئة المحيطة بهم سواء القيام بأعمال البالغين أو تقمص شخصيات خيالية أو حتى الحيوانات.

تطور معرفي واجتماعي

وأكد العلماء دورها الكبير في التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي للطفل، مما ينعكس بالإيجاب على نمو الطفل العضوي والنفسي ويجعله مستعداً للدراسة الأكاديمية المنتظمة في المدرسة لاحقاً.

وأوضحت التوصيات التي نُشرت في مجلة علم الأعصاب والسلوك الحيوي Neuroscience and Biobehavioral Reviews في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، أوضحت أن التعليم من خلال اللعب ربما يكون أكثر أهمية من التعليم الأكاديمي في هذه المرحلة العمرية، لأن مخ الطفل يكتسب المعرفة والإدراك من الثقافة المجتمعية والبيئة من خلال الملاحظة وتقليد العديد من سلوكيات البالغين وبالتالي يقوم بممارستها أثناء اللعب.

كما أوضح العلماء أن ممارسة هذه الألعاب تساعد في تطور اللغة بشكل أساسي لأنها تعتمد على التواصل مع الآخرين. وعلى سبيل المثال فإن القيام بالتظاهر بممارسة مهنة معينة مثل الصيد البحري يستلزم ضرورة الحديث مع الآخرين الذين يمثلون طاقم السفينة أو المشترين، حتى لو كان هذا الحديث يتم بشكل بدائي وغير مترابط. ولكن مع الوقت يحدث نمو في تطور اللغة بشكل كبير وتعلم مهارات لغوية مثل المجاز والاختصارات وغيرها، بجانب توفير الفرصة لممارسة وتعلم كلمات ومفاهيم جديدة. وعندما يمارس الأطفال المحاكاة فإنهم يتعلمون كيفية توصيل أفكارهم للآخرين.

تنمية شخصية الطفل

تساعد هذه الألعاب في تنمية شخصية الطفل وتحفيز الطاقة الإبداعية عنده لأنه يختلق أحداث كاملة من وحي الخيال يتخللها التعامل مع تحديات معينة والتغلب عليها، بجانب نمو الجانب الاجتماعي لأن هذه الألعاب في الأغلب تحتاج إلى عدة أفراد أو على الأقل فرد آخر، مما يجعلها بمثابة فصول تعليمية متكاملة تنمي الشخصية، وتجعل الطفل قادراً على التعامل مع معطيات معينة وإيجاد حلول لها بمساعدة الآخرين، ما ينعكس بالإيجاب على شخصيته ومستواه الدراسي أيضاً فيما بعد.

وقال العلماء إن انتشار التعليم النظامي في مرحلة ما قبل المدرسة في العقود الأخيرة في العديد من البلدان المتقدمة لم ينعكس بالإيجاب على التلاميذ (كما كان متوقعاً) لأن هذا التعليم النظامي يركز على المعلومات المباشرة direct instruction التي يتم نسيانها بعد فترة معينة مثل المواد الدراسية الأخرى. وهي طريقة مصممة للأطفال الأكبر عمراً، ولكن في هذه المرحلة المبكرة من الطفولة يتعلم الطفل بشكل غير مباشر من البيئة المحيطة به. وأهم عامل في هذه البيئة هو اللعبlearning through play، لذلك فإن هذه الألعاب على بساطتها تتفوق على الكتب والفيديوهات التعليمية.

تطور المخ

تساهم هذه الألعاب في تطور المخ عن طريق إدراك الفكر الرمزي، بمعنى القدرة على فهم أن شيئاً ما يمكن أن يرمز إلى شيء آخر. على سبيل المثال يمكن أن يتظاهر الطفل بأن العصا تمثل سيفاً ما يطور القدرة التخيلية للطفل ويجعله يدرك الفرق بين الحقيقي والمتخيل حيث لا توجد حدود أو قواعد ثابتة للعبة (بعكس الألعاب النظامية مثل الكرة).

وهذا ما يساعد الأطفال على استكشاف أفكار جديدة وتجربة أدوار مختلفة واستخدام إبداعهم في إيجاد حلول للمشاكل المختلفة بجانب أن هذا النوع من الألعاب يعلم الأطفال الاستقلالية وتولي أدوار القيادة ومواجهة تحديات جديدة في كل مرة مما يعزز الثقة بالنفس واحترام الذات وكل هذا ينعكس بالإيجاب على نفسية الطفل.

وجدت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على التأثيرات طويلة المدى للتعليم المباشر على الأطفال في سن ما قبل المدرسة من خلفيات اجتماعية منخفضة الدخل، أن الأطفال استفادوا بالفعل من التعليم المباشر في البداية إلا أن هذه الفوائد تضاءلت بمرور الوقت وتفوق الأطفال في مجموعة المراقبة (الذين لم يتلقوا تعليماً نظامياً) على أولئك الذين خضعوا لبرنامج التعليم المباشر. ومع الوقت اتسعت هذه الفجوة تماماً لصالح الأطفال العاديين.

الألعاب على بساطتها تتفوق على الكتب والفيديوهات التعليمية

لعب الصغار أهم من الدراسة

ونتيجة لهذه الدراسات قام الباحثون بالتركيز على اللعب أكثر من الدراسة الأكاديمية في هذه الفئة العمرية، خاصة الأطفال الذين يعانون من مشكلات في التعلم مثل صعوبة القراءة وصعوبة التعامل مع الأرقام.

وحذر الباحثون من تقليص فترات اللعب الحر في المدارس سواء للأطفال في مرحلة الحضانة أو في السنوات الأولى من الدراسة في البلدان المتقدمة حتى لو كان البديل هو اللعب الموجه من قبل البالغين بدلاً منها. واللعب الموجه هو اللعب المصمم لتقوية مهارات معينة مثل ألعاب الذاكرة على الكومبيوتر. وذلك لأن لعب المحاكاة كلما كان عفوياً كانت فائدته أكبر بجانب أهمية الجانب الحركي في هذه الألعاب الذي يجعلها تتفوق على ألعاب الكومبيوتر.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين شاركوا في ألعاب المحاكاة كانت لديهم مهارات أفضل في الدراسة الأكاديمية لاحقاً سواء في القراءة والكتابة أو الرياضيات. وربما يكون ذلك راجعاً إلى تنمية الخيال لأن هذه الألعاب تُعد عملاً إبداعياً خالصاً يساعد الطفل بعد دخوله المدرسة على استيعاب المواد المختلفة والحسابات البسيطة.

لذلك نصحت الدراسة بتشجيع الأطفال على ألعاب المحاكاة والخيال؛ لأن فوائدها تتعدى مجرد التسلية. وأكدت أن اللعب يساعد الطفل في التعرف على نفسه والعالم. وتُعد تجارب اللعب التمثيلي من الطرق الأولى التي يتعلم بها الأطفال ما يحبونه وما يكرهونه واهتماماتهم وقدراتهم.

* استشاري طب الأطفال.