إسرائيل تخشى المزيد من «الهجمات المنفردة» بعد عملية القدس

صيدواي لا ينتمي إلى فصيل فلسطيني وغير متطرف دينياً

الأمن الإسرائيلي يتفقد حافلة بعد هجوم خارج البلدة القديمة بالقدس الأحد (إ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي يتفقد حافلة بعد هجوم خارج البلدة القديمة بالقدس الأحد (إ.ف.ب)
TT

إسرائيل تخشى المزيد من «الهجمات المنفردة» بعد عملية القدس

الأمن الإسرائيلي يتفقد حافلة بعد هجوم خارج البلدة القديمة بالقدس الأحد (إ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي يتفقد حافلة بعد هجوم خارج البلدة القديمة بالقدس الأحد (إ.ف.ب)

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أن منفذ عملية القدس، فجر الأحد، لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني ولم يرسله أحد، ولم يتلق أي مساعدة، ولم يبلغ عنه أي شخص، وتحرك بدافع شخصي. وأظهرت التحقيقات أيضاً أن صيداوي ليس «متطرفاً دينياً».
وقال إيلي ليفي المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إن تحرك صيداوي منفرداً، يثير قلق الأجهزة الإسرائيلية على نحو خاص، لأنه لم يكن مصنفاً كشخص يمكنه الاتجاه للعمل ضد إسرائيل. وصيداوي مصنف بأنه صاحب سجل جنائي، وهو سجين سابق لضلوعه في شجار عائلي أسفر عن مقتل شخص أطلق سراحه بشروط مقيدة قبل انتهاء فترة محكوميته.
وقال ليفي إن الأجهزة الأمنية عززت جهودها الاستخبارتية، وتنسق فيما بينها من أجل منع هجمات منفردة على غرار صيداوي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه عادة تلهم مثل هذه العمليات فلسطينيين آخرين. ومع نهاية يوم الأحد، مددت محكمة الصلح في القدس بثمانية أيام فترة اعتقال أمير صيداوي (25 عاماً).
ودفعت إسرائيل بتعزيزات أمنية دائمة في القدس، بعد عملية نفذها فلسطيني يحمل الهوية الإسرائيلية في المدينة، أصاب خلالها 7 إسرائيليين بالرصاص، في ليلة طويلة شهدت مطاردة واعتقالات وتطويق مناطق قبل أن يسلم المنفذ الذي تحرك منفرداً نفسه وسلاحه للشرطة الإسرائيلية.
وكان فلسطيني من القدس فاجأ المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي كانت منتشية بتحقيق إنجازات ضد حركة «الجهاد الإسلامي» في غزة وضد مسلحين في نابلس، ونفذ هجوماً في القدس فجر الأحد أدى إلى إصابة 8 إسرائيليين بينهم 2 في حالة خطيرة. وهاجم أمير صيداوي (25 عاماً) وهو من سكان القدس ويحمل الهوية الإسرائيلية، إسرائيليين في ساحتين مختلفتين في القدس، ثم فر باتجاه حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة والذي طوقته القوات الإسرائيلية، وشنت فيه حملات واسعة بمشاركة مروحية وطائرات درون، دون أن تتمكن من اعتقاله قبل أن يسلم نفسه بعد ساعات.
واستهدف صيداوي حافلة تابعة لشركة «أيجد» في شارع معالي هشالوم في البلدة القديمة بالقدس، ثم هاجم إسرائيليين في موقف قبر ديفيد هميلخ قبل أن يصل أفراد من الشرطة والشاباك والجيش الإسرائيلي إلى المنطقة، ويشرعون في عملية مطاردة وراء منفذ العملية في جميع أنحاء المدينة.
وقال لبيد إن «قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي سيعملان على استعادة السلام والشعور بالأمن في المدينة». ثم أضاف مطمئناً الإسرائيليين والسياح الأجانب «أود التأكيد على أن عاصمة إسرائيل آمنة ومفتوحة وقوية وترحب بسياحها وبسكانها على حد سواء».
وفوراً، شرع محققو الشرطة والطب الشرعي بالتحقيق في الهجوم، وساعدت مروحية من وحدة جوية تابعة للشرطة الإسرائيلية في عمليات المسح معززة القوات الخاصة التي نشطت في المدينة، وطوقت القوات بشكل كبير بلدة سلوان وعزلتها، لكن بدون اعتقاله حتى قام بتسليم نفسه وسلاحه. وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن المشتبه به سلم نفسه مع السلاح.
ونشرت الشرطة صورة للمسدس الذي سلمه صيداوي، لكنها لم تحدد المكان الذي سلم فيه نفسه. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن صيداوي استقل سيارة أجرة إلى مركز للشرطة في القدس وسلم نفسه. وهنأ وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، شرطته، وقال إن إسرائيل «ستلاحق في أي مكان وزمان، أولئك الذين يلتمسون الأذى، وستضع يدها عليهم، كما أثبتنا في الأسابيع الأخيرة وفي أكثر من جبهة». هذا، وسلم صيداوي نفسه بعد اعتقال 3 من أقاربه بينهم والدته.
ووقع الهجوم بعد أسبوع من جولة قتال مكثفة استمرت ثلاثة أيام بين إسرائيل وحركة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، قتلت فيها إسرائيل 49 فلسطينياً بينهم قادة في «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد»، وبعد أيام قليلة على اغتيال 3 فلسطينيين في نابلس، بينهم قائد «كتائب الأقصى» التابعة لـ«فتح» إبراهيم النابلسي.
وسارعت حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وفصائل أخرى، إلى الإشادة بالهجوم، واصفين إياه بأنه «بطولي»، ويأتي «كرد طبيعي على جرائم الاحتلال اليومية». ومقابل ذلك، استنكر سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، توم نيدس، بشدة، هذه العملية، وكتب في تغريدة له على «تويتر»، أنه يصلي من أجل الشفاء العاجل لجميع المصابين الذين قالت وسائل إعلام إسرائيلية «إن بينهم مواطنين أميركيين».
ولم يتبن أي فصيل فلسطيني الهجوم، لكن المتحدث باسم «الجهاد الإسلامي»، طارق عز الدين، قال إن العملية «تأتي في سياق استمرار مقاومة الاحتلال في وحدة الساحات ضد هذا المحتل». وكانت «الجهاد» أطلقت على مواجهتها الأخيرة مع إسرائيل اسم «وحدة الساحات». لكن في إسرائيل، قالوا إن صيداوي لم يكن له ماضٍ أمني، وإنما اعتقل سابقاً لأسباب جنائية، وأعلن لبيد نفسه أن المنفذ عمل لوحده.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يجدّد حظره عودة سكان قرى في جنوب لبنان حتى إشعار آخر

المنشور الذي نشره الجيش الإسرائيلي ويتضمّن أسماء القرى في جنوب لبنان التي يحظّر عودة السكان إليها حتى إشعار آخر (الجيش الإسرائيلي)
المنشور الذي نشره الجيش الإسرائيلي ويتضمّن أسماء القرى في جنوب لبنان التي يحظّر عودة السكان إليها حتى إشعار آخر (الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي يجدّد حظره عودة سكان قرى في جنوب لبنان حتى إشعار آخر

المنشور الذي نشره الجيش الإسرائيلي ويتضمّن أسماء القرى في جنوب لبنان التي يحظّر عودة السكان إليها حتى إشعار آخر (الجيش الإسرائيلي)
المنشور الذي نشره الجيش الإسرائيلي ويتضمّن أسماء القرى في جنوب لبنان التي يحظّر عودة السكان إليها حتى إشعار آخر (الجيش الإسرائيلي)

قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه يعيد تذكير سكان جنوب لبنان، وحتى إشعار آخر، إنه يحظر عليهم الانتقال جنوباً إلى خط قرى ومحيطها في الجنوب حدَّدها الجيش في بيانه.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على موقع «إكس»: «جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم، ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط - يعرض نفسه للخطر».

وأورد أدرعي في بيانه أسماء القرى التي يحظر الجيش العودة لسكانها وهي: «الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، إبل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، أم توتة، صليب، أرنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين إبل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة».