ماذا يعني اختيار مصرفي لإدارة ملف السياحة والآثار في مصر؟

أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري في أثناء أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس (رئاسة الجمهورية)
أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري في أثناء أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس (رئاسة الجمهورية)
TT

ماذا يعني اختيار مصرفي لإدارة ملف السياحة والآثار في مصر؟

أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري في أثناء أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس (رئاسة الجمهورية)
أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري في أثناء أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس (رئاسة الجمهورية)

في ظل استمرار تداعيات جائحة «كوفيد - 19» والأزمة الروسية - الأوكرانية، الاقتصادية، وتأثيراتها على مختلف القطاعات خصوصاً قطاع السياحة، جاء تكليف وزير بخلفية مصرفية، بتولي حقيبة السياحة والآثار في مصر، مؤشراً على تغيير في طريقة إدارة هذا الملف، وصفها خبراء بأنها «دفعة» للقطاع «ومحاولة لتعزيز الاستثمارات فيه»، وإعادة استغلال الموارد السياحية والأثرية «اقتصادياً».
وأدى أحمد عيسى، أمس (الأحد)، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيراً للسياحة والآثار، بصحبة 12 وزيراً آخر شملهم التعديل الوزاري الذي وافق عليه مجلس النواب المصري (البرلمان)، السبت، وجاءت تكليفات الرئيس للوزراء الجدد خلال اجتماعه معهم عقب أداء اليمين الدستورية، لتؤكد «حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في ظل المتغيرات الدولية»، مطالباً إياهم «بحسن إدارة الموارد وتعظيم إنتاجها»، حسب بيان رئاسة الجمهورية.
ويتمتع عيسى، الذي بدأ حياته المهنية عام 1993، بخلفية اقتصادية واضحة، حيث كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لقطاع تجارة التجزئة المصرفية بالبنك التجاري الدولي، منذ 2016، كما عمل عضواً بلجنة الإدارة التنفيذية في البنك، ورئيساً للجنة البنوك والتمويل في غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة، وعضواً بمجلس إدارة جهاز تنمية التجارة الداخلية، وعضواً بمجلس إدارة شركة «مصر للطيران القابضة».
وحسب مراقبين فإن تعيين عيسى وزيراً للسياحة يأتي في إطار «خطة حكومية تسعى لجذب الاستثمار الأجنبي لقطاع السياحة خلال الفترة المقبلة»، خصوصاً أن القطاع عانى خلال الفترة الأخيرة من عدة أزمات تسببت في تراجع عائداته، من بينها جائحة «كوفيد - 19» والأزمة «الروسية - الأوكرانية».
ويرى الخبير السياحي محمد كارم أن «الاستعانة بوزير له تاريخ في القطاع المالي والإداري معناها أن الوزارة تحتاج إلى خطة إدارة جيدة وطموحة لتنشيط القطاع السياحي والأثري»، ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الوزير منصب إداري، والسياحة خدمة، هدفها تقديم ما يريده السائح»، لافتاً إلى أن «مصر تسعى لضخ دماء جديدة في الحكومة لتطوير أدائها».
وكان قطاع السياحة في مصر قد بدأ في التعافي من تأثيرات جائحة «كوفيد - 19» خلال النصف الأول من عام 2021، بنسب تقترب من المعدلات التي حققتها السياحة عام 2019 قبل ظهور الجائحة، لكن ظهور متحور «أوميكرون» أربك السوق مرة أخرى، حسب التصريحات الرسمية، وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية لتزيد من مشكلات القطاع.
ويشكل تعيين عيسى «دفعة» لملف السياحة بالوزارة، على حد قول الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق بالمجلس الأعلى للآثار، والذي يوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تعيين عيسى يعني أن السياحة ستكون الملف الرئيسي للوزير، في محاولة لزيادة العائدات المالية، من المشروعات المختلفة، ومن بينها المشروعات الأثرية، خصوصاً أن السياحة تدرّ عائدات مادية كبيرة للبلاد.
ويقدَّر عدد العاملين في القطاع السياحي بنحو 10 في المائة من قوة العمل في مصر، أو نحو 3 ملايين شخص، حسب دراسة لمعهد التخطيط القومي التابع لوزارة التخطيط، نشرها في مايو (أيار) عام 2020، ووصل عدد السياح في عام 2019 إلى 13 مليون سائح، بعائدات بلغت 12.6 مليار دولار، حسب الدراسة نفسها.
لكن عبد المقصود يشير إلى «مشكلة» تتعلق بإدارة ملف الآثار في الوزارة، ويقول إن «هذا الملف الذي كان مدعوماً من الدولة خلال الفترة المقبلة عبر مشروعات لإنشاء متاحف جديدة، وترميم وتطوير للمواقع الأثرية، قد يشكل عبئاً على الوزير الجديد، خصوصاً أن المشروعات التي تم تنفيذها لم تحقق العائدات المالية المرجوة منها»، مشيراً إلى أن «الآثار ملف علمي فني متخصص، عادةً ما يديره متخصصون لصيانة وحماية المواقع الأثرية».
وشهدت السنوات الأخيرة الإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية، وترميم وتطوير مواقع أثرية بمختلف المحافظات، إضافةً إلى افتتاح متاحف إقليمية، مع الاستمرار في إنشاء المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريباً.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.