لماذا تكثر دعوات طرد السفراء والمبعوثين إلى ليبيا؟

أشهرهم غسان سلامة وسفير إيطاليا السابق وسفيرة بريطانيا

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» في لقاء سابق بالسفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هولندال (الوحدة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» في لقاء سابق بالسفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هولندال (الوحدة)
TT

لماذا تكثر دعوات طرد السفراء والمبعوثين إلى ليبيا؟

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» في لقاء سابق بالسفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هولندال (الوحدة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» في لقاء سابق بالسفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هولندال (الوحدة)

(تحليل إخباري)
أنتجت سنوات الأزمة في ليبيا حالة من «التحفز والتشكّك» حيال سفراء ومبعوثين أممين لدى البلاد، خاصة بعد أن تعارضت تصريحاتهم السياسية مع طرفي الصراع في ليبيا، لدرجة جعلت البعض يطالب بطردهم من البلاد، واعتبارهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم.
في هذا السياق، فجّرت تصريحات السفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هولندال حالة من الغضب في صفوف عدد من أعضاء مجلس النواب، مساء أول من أمس، بسبب ما اعتبروه تأييداً لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، واعترضوا للمرة الثانية على تصريحات السفيرة، التي قالت إن «استمرار العمل مع حكومة الوحدة الوطنية يأتي لكونها أتت في سياق توافقي». لكن 53 عضواً بمجلس النواب اعتبروا هذا التصريح «تجاوزاً لقرارات مجلس النواب؛ وتدخلاً مرفوضاً في شؤون ليبيا الداخلية».
وقال الدكتور محمد العباني، عضو مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات السفيرة البريطانية «تعتبر تجاوزاً لعملها الدبلوماسي»، مشيراً إلى أن أعضاء مجلس النواب يمارسون عملهم التشريعي من خلال مجلسهم باعتباره «السلطة التشريعية العليا»، لكنه أوضح في المقابل أنه «عندما يتحدثون خارج مجلسهم، فهذا يعتبر رأياً شخصياً لهم».
ورداً على «السياق التوافقي»، الذي تحدثت عنه السفيرة البريطانية، قال النواب في بيان إن السيدة كارولين «قد تناست أن هذا السياق لم تكن له شرعية إلا باعتماد مجلس النواب»، مشيرين إلى أن هذا التصريح من جانبها «يعبر عن انحيازها لطرف يحاول فرض أمر واقع بالقوة، كما يعكس رفضها احترام قرارات الشرعية الوطنية، ويأتي ضمن إطار تدخلها المتزايد في الشأن الداخلي». ودلل النواب الموقعون على البيان بتواصل واجتماعات السفيرة التي تجريها مع أطراف محلية، التي وصفوها بـ«غير القانونية» بأنها «لم تأخذ الإذن بشأنها، بالإضافة لمحاولة التدخل في المسار الأمني، ومحاولة التشويش على عمل اللجنة العسكرية (5 5) وجهود توحيد المؤسسة العسكرية»، وقالوا إن «ليبيا ليست تابعة للمملكة المتحدة، أو غيرها».
وسبق لرئيس الهيئة العليا لـ«تحالف القوى الوطنية»، توفيق الشهيبي، اعتبار تصريحات مشابهة للسفيرة البريطانية، جاءت مؤيدة لحكومة «الوحدة»، وتزامنت مع الاحتفال بيوم استقلال ليبيا، بأنها «تمثل بالضرورة موقف بلادها»، وهو ما اعتبره «تدخلاً سافراً ينم عن عدم احترام، وأدنى درجات التعامل الدبلوماسي بين الدول».
وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات مسؤولين غربيين غضب الليبيين، فقد تعددت حالات التشكيك والاعتراض على تصرفات المسؤولين الذين توافدوا على ليبيا خلال السنوات الأخيرة، ومن بينها دعوة وجهها المفتي الليبي الصادق الغرياني، المقال من منصبه، للمواطنين قبل ثلاثة أعوام بالتظاهر ضد الدكتور غسان سلامة، المبعوث الأممي الأسبق، وذلك على خلفية إحاطة تقدم بها أمام مجلس الأمن الدولي، تحدث فيها عن «وجود مرتزقة أجانب وجماعات متطرفة، يشاركون في القتال إلى جانب قوات حكومة (الوفاق الوطني)»، الأمر الذي أغضب جميع الكيانات السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية في الغرب الليبي.
كما وجه الغرياني أكثر من مرة هجوماً عنيفاً لسلامة، داعياً الليبيين للخروج في الشوارع للتنديد بما وصفه بـ«أكاذيب سلامة»، الذي قال إنه «ارتكب جناية في حق المواطنين». ومنذ توليه مهمته في يونيو (حزيران) 2017. إلى أن غادر ليبيا، لم يحظ سلامة برضى طرفي النزاع في شرق وغرب ليبيا، إذ دأب كل منهما على اعتباره موالياً للطرف الآخر، مع كل تغير سياسي تشهده البلاد.
ولم يتوقف انتقاد سلامة عند جهة واحدة، حيث طالبت لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي، عقب الحرب على العاصمة طرابلس عام 2019 بطرد سلامة من البلاد، بعدما استهجنت ما وصفته بـ«التصرفات غير الحيادية» التي يقوم بها «لغض الطرف عن ميليشيات الإرهاب والمال العام في طرابلس، ومحاولة إهمال دور القوات المسلحة في حربها على الإرهاب». وطالبت اللجنة برئاسة المجلس المستشار عقيلة صالح، حينها، بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، وإعلامه بأن سلامة «غير مرغوب فيه». كما تعرض جوزيبي بيروني، السفير الإيطالي السابق لدى ليبيا، لموقف مشابه، عندما دخل على خط المطالبة بتأجيل الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا في أغسطس (آب) 2018. في تصريحات استفزت غالبية الليبيين، فخرجت الدعوات المطالبة للسلطات في البلاد بطرده.
وكان بيروني قال إن بلاده «ستتصدى بكل ما لها من جهد لإجراء الانتخابات (وفقاً لتاريخها المحدد في مؤتمر باريس)، إلى حين توّفر ظروف ملائمة»، وهو ما أثار غضباً رسمياً وشعبياً في ليبيا، غير أن الخارجية الليبية بالحكومة المؤقتة بشرق ليبيا اعتبرته «تدخلاً سافراً وغير مسؤول من السفير الإيطالي في الشؤون الليبية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

سلطات الجزائر تمنع قيادياً إسلامياً من السفر «بسبب غزة»

القيادي الإسلامي عبد الرزاق مقري (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
القيادي الإسلامي عبد الرزاق مقري (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
TT

سلطات الجزائر تمنع قيادياً إسلامياً من السفر «بسبب غزة»

القيادي الإسلامي عبد الرزاق مقري (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
القيادي الإسلامي عبد الرزاق مقري (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

أعلن القيادي الإسلامي الجزائري المعارض، عبد الرزاق مقري، اليوم (الخميس)، أن شرطة الحدود بمطار عاصمة البلاد منعته يوم الثلاثاء من السفر، بينما كان يستعد للتنقل إلى الدوحة وماليزيا، مندداً بـ«إجراء أمني مخالف للدستور والقوانين».

وكتب مقري منشوراً طويلاً عن الحادثة بحسابه بالإعلام الاجتماعي، موضحاً أنه حاول الاستفسار من ضابط الشرطة بالمطار عن حيثيات قرار منعه من مغادرة البلاد، «فوجدته لا يعرف شيئاً عن الموضوع، سوى أنني ممنوع وأنه لا يعرف غير هذا».

الرئيس تبون مستقبلاً مقري بنهاية ولايته على رأس «حركة مجتمع السلم» (رئاسة الجمهورية)

وأكد رئيس «حركة مجتمع السلم» المعارضة، سابقاً، أن «سبب منعي من مغادرة التراب الوطني له علاقة بالقضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى خروجه إلى شوارع العاصمة «بشكل تلقائي» ليلة المجزرة، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بمستشفى الأهلي بغزة، وبأنه دعا عبر هاتفه إلى «الخروج لإظهار غضبنا كجزائريين ضد الصهاينة، مثل غيرنا من شعوب الشعوب في العالم».

ولفت مقري (63 سنة) إلى أنه لم يبلغ من الجهات القضائية بالقرار، وبأنه اختار الإعلان عنه «بعدما لم أفلح في حل المشكل عن طريق الاتصال بالجهات المعنية للأسف الشديد، ولم أستطع استئناف سفري للوجهة التي كنت أريدها والقيام بأعمالي، وفق برنامجي وتحقق الضرر الذي لحق بي». وكان مقري قد ترأس «مجتمع السلم» لمدة 10 سنوات (2013- 2023)، وانتقلت القيادة إلى أحد أبرز مساعديه، هو عبد العالي حساني في مؤتمر عُقد في مارس (آذار) الماضي.

عبد الرزاق مقري خلال تجمع شعبي عندما كان رئيساً لـ«مجتمع السلم» (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

وكان الإسلامي المعارض، حسبما تعبيره، بصدد السفر إلى الدوحة، حيث كان سيلتقي رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية لـ«تهنئته»، وبعدها كان سيتوجه إلى ماليزيا في إطار التحضير لـ«المؤتمر الدولي السابع لـ(منتدى كوالالمبور)، الذي سيعالج الانهيار القيمي والأخلاقي في العالم، وسيركز على انهيار القيم الأخلاقية للدول الغربية تجاه المحرقة الجارية في غزة». مبرزاً، أنه الأمين العام لـ«المنتدى»، بينما رئيسه محمد مهاتير رئيس ماليزيا سابقاً.

وعدّ مقري حظره من السفر «بسبب مناصرتي القضية الفلسطينية شرفاً لي، وسعادتي لا توصف أنني أتحمل ضمن الملحمة التاريخية العالمية، التي دشنها (طوفان الأقـصى)، هذا الجزء اليسير من الأذى، الذي لا وزن له مقارنة بما يكابده أهلنا في غـزة». مضيفاً أن «مواقفي في معارضة النظام السياسي، التي تجعلهم ينتقمون مني بسببها، كثيرة منذ سنوات في مجال السياسة والحريات والاقتصاد ومكافحة الفساد، ولكن الحمد لله أن القضية التي اعتدي علي بسببها هي قضية مقدسة، لا يختلف عليها الجزائريون».

وشدد مقري بأنه «لا توجد قوة خارجية تسندني، على غرار ما تفعله فرنسا وأمريكا والدول الأوربية حين يتم التضييق على أصدقائهم وحلفائهم، أو عملائهم من النشطاء السياسيين الجزائريين، بل إن سبب التضييق عليّ المتعلق بالقضية الفلسطينية سيجعل هؤلاء الغربيين يسعدون بذلك، وقد سبق لهم التحريش ضدي عبر أحد وكلائهم كما قد أبينه لاحقاً».

والمعروف أن الحكومة الجزائرية تبدي تأييداً كبيراً للمقاومة الفلسطينية، والرئيس عبد المجيد تبون سبق أن دعا منذ أيام المحامين عبر العالم إلى إيداع شكوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. ويفتخر الجزائريون في غالبيتهم بدعمهم للقضية الفلسطينية منذ عشرات السنين، وبموقف دولتهم منها، لكن قطاعاً منهم يرون أنه بإمكان السلطات اتخاذ خطوات أقوى من التنديد فيما يخص الجرائم الوحشية، التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين.


السلطات التونسية تقاضي 5 أطر أمنية بتهم «فساد مالي»

راشد الغنوشي واحد من المتهمين في ملف «التآمر ضد أمن الدولة» (رويترز)
راشد الغنوشي واحد من المتهمين في ملف «التآمر ضد أمن الدولة» (رويترز)
TT

السلطات التونسية تقاضي 5 أطر أمنية بتهم «فساد مالي»

راشد الغنوشي واحد من المتهمين في ملف «التآمر ضد أمن الدولة» (رويترز)
راشد الغنوشي واحد من المتهمين في ملف «التآمر ضد أمن الدولة» (رويترز)

مثل صباح اليوم اليوم (الخميس) خمسة أطر أمنية تابعة لإدارة العامة للحرس الوطني (الداخلية التونسية) أمام أنظار هيئة الدائرة الجنائية، المختصة في قضايا الفساد المالي بالعاصمة، وذلك لمحاكمتهم بتهمة الاستيلاء على مبالغ مالية كانت مخصصة لمنح قوات الحرس الوطني.

وبعد الاستماع للمتهمين، أرجأت النيابة العامة ملف القضية إلى شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك لعدم اكتمال النصاب القانوني لهيئة المحكمة، بسبب التحاق بعض أعضائها للعمل بمحاكم أخرى خلال الحركة القضائية الأخيرة.

وتعود أطوار هذه القضية إلى شهر مايو (أيار) الماضي، حينما تم الكشف عن استيلاء الأطر الأمنية المتهمة على منح زملائهم في سلك الحرس، وعدم تمكينهم من حقوقهم المالية طوال الأشهر الماضية.

في السياق ذاته، تنظر دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة التونسية في عدد من مطالب الإفراج عن معتقلين سياسيين على علاقة بملف «التآمر ضد أمن الدولة»، فيما تسعى هيئة الدفاع عنهم لمحاولة إقناع هيئة المحكمة بالإفراج عنهم، متغاضية عن قرار الرفض الذي اتخذته المحكمة قبل أيام ضد ستة قيادات سياسية متهمة في هذا الملف. ورجحت مصادر حقوقية تونسية ألا تستجيب المحكمة لمطالب الإفراج عن المتهمين، وذلك بالنظر إلى «الطابع السياسي للملف»، على حد تعبيرها.

ويقبع المتهمون في هذا الملف، ومن بينهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وعصام الشابي رئيس «الحزب الجمهوري»، وغازي الشواشي الرئيس السابق لحزب «التيار الديمقراطي»، في سجن المرناقية بالعاصمة التونسية منذ عدة شهور، وقد قضى معظمهم ستة أشهر أولى رهن الاعتقال، فيما تم تمديد الإيقاف لمدة أربعة شهور، مرة واحدة بالنسبة للبعض، ومرتين بالنسبة لبعض المتهمين.

وكانت هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في قضيّة «التآمر على أمن الدولة»، قد قدّمت في 22 من أغسطس (آب) الماضي طعنا في قرار دائرة الاتهام لدى محكمة الاستئناف التمديد بأربعة أشهر في فترة الاحتفاظ بالمتهمين الموقوفين على ذمّة هذه القضيّة، بعد انتهاء فترة 6 أشهر من الإيقاف التحفظي، غير أن المحكمة قرّرت رفض جميع مطالب الإفراج عن كل من خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، ورضا بلحاج، وغازي الشواشي، وجوهر بن مبارك وعصام الشابي.

وفي المقابل، قبلت المحكمة قبل أيام طلب الإفراج عن متهمين اثنين في القضية ذاتها، هما شيماء عيسى ولزهر العكرمي، وأصدرت دائرة الاتهام قرارا في حقهما يقضي بتحجير السفر عنهما، ومنعهما من الظهور في الأماكن العامة.


الجزائر: القبض على 9 أشخاص بشبهة «دعم الإرهاب»

حجز أسلحة وذخيرة بجنوب البلاد (الجيش الجزائري)
حجز أسلحة وذخيرة بجنوب البلاد (الجيش الجزائري)
TT

الجزائر: القبض على 9 أشخاص بشبهة «دعم الإرهاب»

حجز أسلحة وذخيرة بجنوب البلاد (الجيش الجزائري)
حجز أسلحة وذخيرة بجنوب البلاد (الجيش الجزائري)

أكدت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش ألقى القبض على 9 أشخاص بشبهة «دعم الجماعات الإرهابية»، خلال عمليات متفرقة تمت في الأسبوع الأخير من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، لكن من دون تفاصيل أخرى، مثل ذكر أسماء التنظيمات التي يشتغلون لحسابها، ولا نوع الأنشطة المحظورة المنسوبة لهم.

ونشرت وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني، حصيلة لنشاط الجيش في الأيام الأخيرة، وكان أهم ما فيها تسليم إرهابي نفسه للقوات المسلحة بجنوب البلاد، يُسمى أكادي الصديق، وحجز أسلحة كانت بحوزته تتمثل في مسدس رشاش من نوع «كلاشينكوف» وماسورة رشاش عيار 14.5 ملم، مع لواحقه، و132 قذيفة ومفجراً خاصة بالهاون عيار 60 ملم و4 قذائف صاروخية «آر بي جي 2»، بالإضافة إلى 3002 طلقة نارية من مختلف العيارات، و7 مخازن ذخيرة، ومنظار ميداني.

حجز أسلحة وذخيرة بجنوب البلاد (الجيش الجزائري)

وأفادت وزارة الدفاع بأن الفترة نفسها، عرفت توقيف 55 تاجر مخدرات، وإجهاض محاولات إدخال 14 قنطاراً و11 كيلوغراماً من المخدرات من الحدود الغربية، في حين تم ضبط 125884 قرصاً، مشيرة إلى أن ذلك يندرج في إطار «محاربة الجريمة المنظمة وتواصل الجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات ببلادنا».

ووفق وزارة الدفاع، «تضمّنت حصيلة أعمال الجيش أيضاً، في الفترة ذاتها، توقيف 191 شخصا ًبشبهة التهريب في مناطق تمنراست وبرج باجي مختار وجانت بالجنوب الحدودي مع النيجر ومالي، حيث تم حجز 22 مركبة و130 مولداً كهربائياً، حسبها، و70 مطرقة ضغط و16 جهازاً للكشف عن المعادن و17 قنطاراً من خام الذهب والحجارة، بالإضافة إلى كميات من المتفجرات، ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، في حين تم توقيف 40 شخصاً آخرين، وضبط 25 بندقية صيد و56040 لتراً من الوقود، و19 طناً من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة، و75 قنطاراً من مادة التبغ».


مناوي يحذر من خروج الحرب عن سيطرة الجيش و«الدعم»

حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (الشرق الأوسط)
حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (الشرق الأوسط)
TT

مناوي يحذر من خروج الحرب عن سيطرة الجيش و«الدعم»

حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (الشرق الأوسط)
حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (الشرق الأوسط)

وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بأنها «أكبر انفجار» في تاريخ البلاد، وقد أدَّت لخسائر كبيرة وما زالت تحصد الأرواح وتسبب أكبر الخسائر للسودان، وتهدد وحدة البلاد. محذراً من «احتمالات خروج الأوضاع عن سيطرة المتحاربين».

وأكد مناوي، خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (الأربعاء)، استمرار اتصالاته بطرفي الحرب بمن فيهما، قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، الذي أفاد بأنه (أي مناوي) اتصل به (الثلاثاء). نافياً أن يكون موقفه بإنهاء الحياد في الحرب انحيازا للجيش وعدّه «حماية للمواطنين والممتلكات العامة والخاصة».

مناوي أبدى كذلك تخوفاته من مستقبل الصراع على البلاد، قائلاً: «لا نعرف هل سيظل السودان دولة واحدة، أو يتشظى لدويلات أو إمارات أو كانتونات». وتابع: «نسعى كلنا للتوصل لمستقبل واحد للسودان، لأن الحرب قد تنزلق لاتجاهات يمكن أن تكون خارج سيطرة المتحاربين أنفسهم».

وكشف مناوي عن أنه شرع في اتصالات مع قادة دول الجوار التي تشارك السودان ما سماه «آلام الحرب، وتقاسم لقمة العيش مع السودانيين» من أجل توحيد جهودهم لتحقيق السلام في البلاد، بقوله: «يجب تنشيط دور دول الجوار باعتباره دوراً مهماً مع ضرورة وجود دور المملكة العربية السعودية، وتكامل الجهود الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي و(إيغاد)».

ودعا مناوي القوى السياسية المدنية والمؤثرين لتوحيد الرأي الداخلي على وحدة البلاد وسيادتها، وتابع: «إذا استمرت الحرب فستكون أسوأ من حروب الصومال وليبيا، لأن الدولتين توحدهما اللغة والدين، والسودان متعدد»، كاشفا عن لقاءات أجراها مع كل من «الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، ورئيس جنوب السودان سفاكير ميارديت، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الكيني ويليام روتو»، وأنهم أجمعوا، بحسب مناوي، على «الحل الأفريقي للقضايا الأفريقية، حتى لا يلد الرحم الأفريقي دولة أفريقية جديدة»، وأنهم توصلوا لعقد قمة لـ«إيغاد» الشهر المقبل.

كما دعا حاكم إقليم دارفور إلى حوار وطني جامع يضع الحلول الدائمة لمشكلات البلاد، بقوله: «السودان هو الدولة الوحيدة التي لم تجد حظها في الحوار الوطني لحل مشكلاتها، وإن الزمن المناسب لهذا الحوار قد أتى، لتأسيس السودان دستورياً».

ووصف مناوي الوضع في إقليم دارفور بأنه «مذرٍ». وتابع: «لا توجد هناك دولة، الولايات الأربع في قبضة (الدعم السريع)، وغاب عنها الجيش، ما جعل معسكرات النازحين أكثر أمنا من المدن». وأضاف: «هناك نحو 4 ملايين نازح، وتحولت العاصمة الفاشر إلى معسكر نزوح كبير، وسط انتهاكات كبيرة، استبيحت خلالها الأرواح والأموال والممتلكات».

وبشأن تقييمه لأسباب الحرب بين الجيش و«الدعم السريع»، قال مناوي إن «الجيش أخطأ عندما أتاح لـ(الدعم) أن تكون أكبر منه، وبعد أن كان التجنيد علنياً وللجميع تحول إلى تجنيد عرقي، عن طريق التسليح القبلي والإثني، وهو ما جعل الحاميات تسقط تباعاً».

وحذر من عدة سيناريوهات قد تؤدي لانهيار الدولة، سيناريو انتصار أي من الطرفين على الآخر، وسيناريو الاتفاق التفاوضي، بقوله: «إذا انتصر (الدعم السريع)، أتوقع ألاّ تكون هناك دولة، لأن القوات لم تكن دولة بل قوة مساندة للدولة، فإذا أزاحت الدولة، فستكون هناك العديد من الحكومات».

غير أن مناوي رأى كذلك أن انتصار الجيش على «الدعم» ستنتج عنه «دولة مفروضة على إرادة الشعب، تعتمد على القمع والهياج من مؤيديها، لتجديد فكرة دولة القمع، ما يمكن أن يفكك الدولة»، وفق تقييمه. محذراً من أن تفاوض «الجيش» و«الدعم» لتقاسم السلطة باعتبارهما الطرفين اللذين حملا السلاح «سينتج عنه حكومة ديكتاتورية”. وخلص إلى ضرورة «بدء تفاوض يوقف إطلاق النار، تعقبه عملية سياسية تحفظ للبلاد وحدتها وسيادتها».

وحول سيطرة أتباع النظام السابق على الأوضاع في البلاد، قال مناوي: «الفلول انقسموا لثلاث مجموعات، فلول المركز – كرتي، أسامة عبد الله، وغيرهم، وهم اصطفوا مع الجيش، وفلول كردفان ودارفور اصطفوا مع الدعم السريع، بينما تبقت مجموعة (قليلة) اصطفت مع الحرية والتغيير»، وقطع بأن الحرب الدائرة الآن ليست ضد الفلول كما يدعون.

وحمل مناوي المسؤولية الكبرى عن الانتهاكات لـ«قوات الدعم السريع»، بيد أنه قال إن «الجيش عنده انتهاكات أيضا، فهو يقصف بالمدفعية والطائرات، لكن الانتهاكات الكبرى تتحمل مسؤوليتها (قوات الدعم)». وقطع بأنهم يتجنبون الصدام في دارفور، ويسعون لإقناع الطرفين بوقف إطلاق النار، بيد أنه قال: «حال الاعتداء على المواطنين فلن نقف على الحياد، ونتمنى ألاّ تحدث الاعتداءات».


معارضة تونسية تضرب عن الطعام للمطالبة بحقها في النشاط السياسي

عبير موسي أكدت أنها ستواصل الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقها (رويترز)
عبير موسي أكدت أنها ستواصل الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقها (رويترز)
TT

معارضة تونسية تضرب عن الطعام للمطالبة بحقها في النشاط السياسي

عبير موسي أكدت أنها ستواصل الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقها (رويترز)
عبير موسي أكدت أنها ستواصل الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقها (رويترز)

قالت هيئة الدفاع عن عبير موسي، المعارضة التونسية ورئيسة الحزب الدستوري الحر، إنها ستواصل الإضراب عن الطعام الذي شرعت في تنفيذه أمس (الثلاثاء) لليوم الثاني على التوالي، «احتجاجا على اضطهادها، وانتهاك حقوقها الأساسية في الحرية والصحة والنشاط السياسي والانتماء الفكري».

وأضافت الهيئة موضحة أن إضراب موسي سيتواصل على امتداد أيام الحملة الدولية المقررة في 16 يوما لـ«مناهضة العنف ضد المرأة في تونس»، مشيرة إلى أنها ستوجه خلال هذه الفترة بلاغات عاجلة إلى المنتظم الأممي، وكل المؤسسات الإقليمية والدولية التي تربطها اتفاقيات مع الدولة التونسية «لكشف ما تتعرض له من انتهاكات، والتنديد بالتقهقر الذي تشهده حقوق المرأة حاليا في تونس»، على حد تعبيرها.

وفي هذا الشأن، كشف كريم كريفة، عضو هيئة الدفاع عن موسي، عن مطالبتها إدارة السجن المدني بمنوبة الذي تقبع فيه منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتوفير المتابعة الصحية المنتظمة لها، وإشعارها بتطور وضعها الصحي، محملة المسؤولية للجهات الحكومية عن كل أضرار صحية إضافية تلحق بها.

وتواجه موسي عدة تهم خطيرة، تتمثل في الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض بالسلاح، وإثارة الهرج بالتراب التونسي، وتعطيل سير العمل، ومعالجة معطيات شخصية دون إذن صاحبها، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام حسب مقتضيات القانون التونسي.

وأضاف كريفة أن الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر قرر تنظيم سلسلة احتجاجات نسائية أمام مدخل السجن المدني بمنوبة لمساندة موسي في إضرابها عن الطعام الجوع الذي شرعت في تنفيذه، احتجاجا على اضطهادها وخرق حقوقها الأساسية. مبرزا أن قيادات الحزب قررت تنظيم يوم غضب في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تنديدا بالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي تتعرض له رئيسة الحزب الموقوفة.

وكانت موسي التي أعلنت قبل فترة نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة نهاية السنة المقبلة، قد وجهت رسالة إلى أنصارها تحت عنوان «رسالة امرأة مهددة بالإعدام»، فيما طالب الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر بمساندتها في «انتفاضتها ضد العنف والتعذيب والتنكيل، وتوظيف القضاء لتنفيذ التصفية السياسية».

يذكر أن قيادات «الدستوري الحر» كشفت في 23 من هذا الشهر عن تقديمها ثلاثة مطالب إلى المحكمة الإدارية التونسية لوقف تنفيذ الأوامر الرئاسية، المتعلقة بتنظيم الانتخابات المحلية المقررة في 24 من ديسمبر المقبل، وأكدت أن هدفها من وراء هذه الخطوة إبطال المحطة الانتخابية المقبلة.

وتشمل هذه المطالب الأوامر التي أصدرها الرئيس قيس سعيد، والمتعلقة بدعوة الناخبين للمشاركة في انتخابات أعضاء المجالس المحلية، وتحديد تراب الأقاليم والجهات والولايات (المحافظات) التابعة لكل إقليم، علاوة على الأمر الرئاسي المتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية، وضبط عدد المقاعد المخصصة لانتخابات المجلس الوطني للجهات والأقاليم، كما قدمت مع هذه المطالب الثلاثة عرائض إلى المحكمة الإدارية التونسية هدفها إلغاء هذه الأوامر الرئاسية.


العمالة الوافدة في ليبيا... أزمة متفاقمة بسبب الانقسام الحكومي

صورة التقطت قبيل ترحيل 160 مهاجراً غير نظامي من غامبيا عبر مطار معيتيقة (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
صورة التقطت قبيل ترحيل 160 مهاجراً غير نظامي من غامبيا عبر مطار معيتيقة (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
TT

العمالة الوافدة في ليبيا... أزمة متفاقمة بسبب الانقسام الحكومي

صورة التقطت قبيل ترحيل 160 مهاجراً غير نظامي من غامبيا عبر مطار معيتيقة (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
صورة التقطت قبيل ترحيل 160 مهاجراً غير نظامي من غامبيا عبر مطار معيتيقة (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)

بات ملف العمالة الوافدة في ليبيا يفرض نفسه بقوة بكل أزماته على الساحة السياسية، خصوصاً في ظل ما تعانيه البلاد من انقسام حكومي.

وكان مؤتمر وزراء عمل تجمع «الساحل والصحراء»، الذي نظمته حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، واختُتمت فعالياته بالعاصمة طرابلس منتصف الأسبوع الحالي، قد ناقش آليات تنظيم وتقنين سوق العمل بين دول التجمع، بالإضافة لسبل مواجهة المهاجرين «غير النظاميين».

ووسط مطالب بضرورة وضع ضوابط حاكمة لسوق العمل، توفر فرصاً جيدة وحياة كريمة للعمالة الوافدة، استبعد عضو مجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة «وجود قدرة على تحقيق كل ذلك في ظل الانقسام الحكومي والمؤسسي الراهن، وعدم ضبط الحدود». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم اتفاقيات لجلب العمالة «بشكل آمن وتقنين أوضاعهم أمر مهم، لكن الأهم هو توضيح ما يطرحه القائمون على هذا الملف لمعالجة وتوفيق أوضاع ما يقرب من مليوني عامل، يوجدون حالياً في ليبيا»، موضحاً أن هذا الرقم «مرشح للزيادة في ظل عدم ضبط الحدود، واستمرار تدفقات المهاجرين غير الشرعيين، الذين ينضم قطاع كبير منهم للعمالة الوافدة».

جل المهاجرين يتخذون من مدن ليبيا الساحلية نقطة للانطلاق نحو أوروبا عبر قوارب الموت (رويترز)

وأضاف بن شرادة أن «قرارات هذا المؤتمر في حال اعتمادها لن تجد سبيلها للتطبيق بشرق ليبيا وجنوبها لكونهما يقعان تحت سيطرة حكومة (الاستقرار) المكلفة من البرلمان»، مبرزاً أن بعض المواطنين سيفضلون التفاوض المباشر مع الوافدين، الذين يتجمعون أسفل الجسور، أو في بعض الشوارع لقضاء بعض المهام، بدلاً من إبرام عقود رسمية معهم، وهو ما ستتبعه تكلفة أعلى من رواتب وتأمين.

ويعمل قطاع كبير من العمالة الوافدة في مجالات البناء وخدمات النظافة أو في محال السلع الغذائية، وبعض الورش وأسواق الخضار، فضلاً عن الخدمة المنزلية.

وتحدث بن شرادة عن «عدم التزام بعض عناصر التشكيلات المسلحة المنفلتة بما تقره السلطات التشريعية والتنفيذية من قوانين، وقرارات تتعلق بالعمالة الوافدة»، ورأى أنه «في ظل عدم وجود حكومة موحدة، ومؤسسات أمنية موحدة وقوية تستطيع التصدي لتلك التشكيلات فلن تتوقف الأخيرة عن مطاردة العمالة لابتزازها مادياً، مقابل عدم اعتقالهم تحت أي مبرر، ومساومة أسرهم لدفع الفدية».

خلال مداهمة سابقة لمقار مهاجرين غير نظاميين في مناطق بطرابلس (جهاز مكافحة "الهجرة غير المشروعة" بطرابلس)

وتسيطر على ليبيا حكومتان: الأولى في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في بنغازي بقيادة أسامة حماد.

وانضم رئيس مؤسسة «بلادي» لحقوق الإنسان، طارق لملوم، إلى الطرح السابق، واصفاً ما يحدث بـ«الخطوات العشوائية في ملف العمالة الوافدة». كما اختلف لملوم مع ما تضمنته الإحصاءات الرسمية للدولة عن أعداد المهاجرين والعمالة الوافدة، وقال إن وزارة العمل تتحدث عن مليوني عامل وافد، و«هذا قياساً على من يدخل البلاد عبر منافذها البرية والمطارات، أو من يقبض عليهم، لكنهم بهذا الطرح يتغافلون عن حصر من يخرجون من المنافذ يومياً».

وتطرق لملوم لـ«الشرق الأوسط» إلى «تعرض بعض المهاجرين للاحتيال من بعض أصحاب الأعمال، وذلك بحرمانهم من رواتبهم، مستغلين عدم قدرتهم على الشكوى للأجهزة الأمنية»، مشيراً إلى وجود مشكلة ثانية، تتعلق بـ«زيادة اعتراضات شرائح عدة بالمجتمع الليبي على كثرة وجود العمالة في ليبيا، وتمتعهم بدعم بعض السلع والخدمات، فضلاً عن تخوف هؤلاء من التغيير الديمغرافي ببعض المناطق كالجنوب».

مهاجرون أفارقة خلال عملية ترحيلهم إلى بلدانهم من قبل سلطات حكومة الوحدة (الوحدة)

وفي هذا السياق، لفت لملوم إلى «مسارعة البعض لتحميل العمالة الوافدة مسؤولية أي جريمة تقع بالقرب من مناطق سكنهم وعملهم». ووفقاً لإحصاءات المنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد المهاجرين «غير الشرعيين» الموجودين بليبيا يقترب من 700 ألف شخص، يشكلون جزءاً من سوق العمل بليبيا. وهم ينحدرون من 44 دولة أفريقية وعربية، تتقدمها النيجر ومصر والسودان وتشاد وبنغلاديش، بينما يقدر وزير العمل بحكومة «الوحدة الوطنية»، علي العابد، أعداد العمالة الوافدة ببلاده بنحو مليوني و100 ألف عامل؛ 70 في المائة منهم دخلوا البلاد بـ«طرق غير قانونية».

من جانبه، عبر الناشط السياسي الليبي، حسام القماطي، عن مخاوفه من توظيف مثل هذه الملفات «بالغة الأهمية للتأثير على وضع الدولة سياسياً واقتصادياً وأمنياً لصالح مكاسب خاصة بأفرقاء الأزمة». وقال القماطي لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون هدف حكومة الدبيبة ضبط سوق العمل، أو التنسيق مع دول الجوار بملف العمالة»، لكن «لا يمكن بالوقت ذاته تغافل الاتهامات التي يوجهها البعض للحكومة بمحاولة تنفيذ سياسات، تسهم في توطين المهاجرين غير الشرعيين بالبلاد قصد منعهم من الوصول إلى شواطئ أوروبا، مقابل دعمها للبقاء في السلطة». لكن حكومة الدبيبة نفت إقدامها على ذلك.

وكان مجلس النواب الليبي قد أصدر أخيراً قانون مكافحة التوطين بالبلاد، وهو ما فسّره البعض بأنه يستهدف «قطع الطريق على هذا الإجراء».


تحركات مصرية لمواجهة «مراكب الموت» بـ«الهجرة الآمنة»

مباحثات مصرية - إيطالية لمناقشة تدشين مركز لـ«تدريب وتأهيل العمالة الفنية» (مجلس الوزراء المصري)
مباحثات مصرية - إيطالية لمناقشة تدشين مركز لـ«تدريب وتأهيل العمالة الفنية» (مجلس الوزراء المصري)
TT

تحركات مصرية لمواجهة «مراكب الموت» بـ«الهجرة الآمنة»

مباحثات مصرية - إيطالية لمناقشة تدشين مركز لـ«تدريب وتأهيل العمالة الفنية» (مجلس الوزراء المصري)
مباحثات مصرية - إيطالية لمناقشة تدشين مركز لـ«تدريب وتأهيل العمالة الفنية» (مجلس الوزراء المصري)

كثَّفت مصر تحركاتها ومساعيها لتوفير مسارات بديلة لـ«الهجرة غير المشروعة»، عبر تدشين مشروعات مشتركة مع دول أوروبية لإتاحة فرص لـ«الهجرة الآمنة»، وتحقيق مكاسب للجانبين، والحد من ظاهرة ما بات يُعرف بـ«مراكب الموت» التي تنقل مهاجرين غير نظاميين من سواحل شمال أفريقيا باتجاه الشواطئ الأوروبية.

وفي هذا الصدد، استقبل وزير الداخلية الإيطالي، المسؤول عن ملف الهجرة في الحكومة الإيطالية، ماتيو بيانتيدوزي، الأربعاء، وزيرة الدولة لشؤون الهجرة والمصريين بالخارج، سها جندي؛ لبحث إنشاء وتدعيم قنوات شرعية للهجرة إلى إيطاليا، ومن ثم تعزيز التعاون الإيجابي لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» من خلال إنشاء المركز المصري - الإيطالي لتدريب وتأهيل العمالة المصرية للعمل بالسوق الإيطالية والأوروبية.

وتعدّ إيطاليا أكثر الدول الأوروبية معاناة من موجات «الهجرة غير المشروعة»؛ إذ «ارتفع عدد القادمين عن طريق البحر المتوسط إلى إيطاليا في 2022 إلى أكثر من 105 آلاف مهاجر بنسبة زيادة قُدرت بـ55.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، واحتلت مصر وتونس وبنغلاديش، المراتب الثلاث الأول على الترتيب لجنسيات المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا»، بحسب «التقرير السنوي عن الهجرة في إيطاليا» الصادر في مارس (آذار) من العام الحالي.

من جهتها، أعلنت الوزيرة المصرية إطلاق «المركز المصري - الإيطالي»، الذي سيكون معنياً بتأهيل وتدريب الشباب المصري للعمل في السوق الإيطالية، لافتة إلى «امتلاك مصر تجربة مماثلة ناجحة مع الحكومة الألمانية»، وفق بيان رسمي مصري.

وتطبق مصر منذ عام 2016 قانوناً للحد من «الهجرة غير المشروعة»؛ إذ يُعاقب بـ«السجن المشدد وبغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه (الدولار يساوي رسمياً 30.8 جنيه) أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، كل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين أو الشروع فيها أو توسط في ذلك».

وتكون العقوبة «السجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه أو غرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، إذا كان المهاجر المهرب امرأة أو طفلاً أو من عديمي الأهلية أو من ذوي الإعاقة».

من جانبها، أشارت رئيس «اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير المشروعة» في مصر، نائلة جبر، إلى وجود ما وصفته بـ«التطور النسبي» في الرؤية الأوروبية المتعلقة بالتعامل المتكامل مع ظاهرة «الهجرة غير المشروعة»، مشيرة إلى أن الأوروبيين باتوا يدركون أن التنمية المشتركة هي السبيل لمواجهة موجات «الهجرة غير النظامية».

وأوضحت جبر لـ«الشرق الأوسط»، أن «خلق مسارات آمنة للهجرة، عبر العمل المشترك بين الدول المصدرة والمستقبلة للمهاجرين يوفر فرصاً لتحقيق مكاسب مشتركة، سواء في الدول المصدرة التي تعاني وفرة في أعداد الشباب وقوة العمل، والدول الأوروبية التي تواجه خللاً في الهرم السكاني وانتشار الشيخوخة؛ ما يجعلها في حاجة إلى مهاجرين ذوي مهارة وأيدٍ عاملة مدربة».

و«اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير المشروعة» في مصر، تأسست عام 2017، وتتبع رئيس مجلس الوزراء المصري، وتختص بالتنسيق على المستويين الوطني والدولي لمكافحة ومنع «الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر».

وأكدت جبر، الأربعاء، أن مصر اعتمدت الكثير من برامج «الهجرة الآمنة» مع دول أوروبية كبرنامج الهجرة الموسمية مع اليونان، إضافة إلى دعم مشروعات التعاون للتدريب الفني. وأضافت، أن مصر من الدول التي «تعمل بجدية لحل أزمة (الهجرة غير المشروعة)»، فرغم أنها تستضيف على أراضيها أكثر من 9 ملايين مواطن من أبناء دول أخرى كنازحين، «لم تحصل على دعم لوجود كل هذا العدد في مصر رغم الضغوط الاقتصادية»، بل إن «مصر تعمل مع دول المنطقة لتوفير خبراتها في مكافحة «الهجرة غير المشروعة».

يُذكر، أن مصر استضافت، الثلاثاء، اجتماع مركز العمليات الإقليمي لمكافحة الجريمة المنظمة، والذي يستهدف التنسيق بين الدول الأعضاء لتعزيز التعاون المشترك لمكافحة الجريمة المنظمة، ومن بينها «الهجرة غير المشروعة». ويضم المركز 12 عضواً، هم: مصر، والسودان، وجنوب السودان، والصومال، وجيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، وتشاد، واليمن، والكونغو وبوروندي.

ووفق مراقبين، شددت دول البحر المتوسط خلال الآونة الأخيرة، من «إجراءاتها للحد من وصول موجات المهاجرين غير النظاميين»، وبحسب «منظمة الهجرة الدولية»، فإن «ما لا يقل عن 20 ألف شخص لقوا مصرعهم منذ عام 2014 أثناء محاولتهم عبور مياه البحر المتوسط نحو السواحل الأوروبية».


السيسي يؤكد أهمية تحرك المجتمع الدولي نحو تسوية القضية الفلسطينية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يؤكد أهمية تحرك المجتمع الدولي نحو تسوية القضية الفلسطينية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أهمية التحرك (الجاد) للمجتمع الدولي نحو التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية»، في حين تواصل مصر جهودها للإسراع في نقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة للمساهمة في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.

وتلقى السيسي، الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا. ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، تم خلال الاتصال «تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية وفي الأراضي الفلسطينية». وحرص رئيس الوزراء الياباني على الاستماع إلى رؤية الرئيس المصري بشأن كيفية تهدئة التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الرامية لـ«تثبيت الهدنة الجارية، والبناء عليها نحو الوقف الدائم لإطلاق النار».

وأكد بيان «الرئاسة المصرية» أن الاتصال تطرق إلى الجهود المصرية لتوفير المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع، وأعرب رئيس وزراء اليابان عن تقدير بلاده لـ«دور مصر وجهودها على مختلف المحاور ذات الصلة بالأزمة الراهنة وبتعزيز الاستقرار في المنطقة».

إلى ذلك، شهد معبر رفح الحدودي «انفراجة» لافتة في إغاثة الفلسطينيين، عبر عبور الأجانب والجرحى. وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، الأربعاء، إن «حجم المساعدات الطبية التي تم إدخالها إلى قطاع غزة حتى مساء الثلاثاء، بلغ 2973 طنا، وبلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية 11972 طنا، وحجم المياه 9111 طنا، بالإضافة إلى 2611 طنا من المواد الإغاثية الأخرى». وأضاف رشوان أنه «تم إدخال 1178 طناً من الوقود حتى مساء الثلاثاء، كما بلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة 2670 شاحنة منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى مساء الثلاثاء».

وذكر رشوان أن «مصر قد استقبلت في الفترة نفسها 575 مصاباً من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية ومعهم نحو 320 مرافقا، إضافة إلى عبور 8691 شخصاً من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، و1258 مصريا من قطاع غزة، وتسهيل دخول 421 فلسطينيا عالقا بمصر إلى القطاع».

قوافل مساعدات مصرية في طريقها للمرور من معبر رفح (الهلال الأحمر المصري)

وفي السياق نفسه، أكدت مصر «دعمها الدائم وغير المحدود للشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته باعتبارها القضية الأولى للأمة العربية». وذكرت القاهرة أن «ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير، وأن التزامها بمسؤوليتها إزاء القضية الفلسطينية التزام أصيل، تبذل في سبيله كل غال ونفيس حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة».

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، في «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، طالبت مصر المجتمع الدولي بـ«التحرك الجاد والحازم لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وكامل الأرض الفلسطينية المُحتلة، ورفع الظلم والمعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني». كما طالبت بـ«الوقف الدائم وغير المشروط لإطلاق النار في قطاع غزة حقناً لدماء الأبرياء، وتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية اللازمة بشكل كاف ومستدام للتعامل مع المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».

كما أكدت مصر أن «الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط لن يتحقق؛ إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهو الأمر الذي يقتضي تكاتف المجتمع الدولي بكل جدية لإنفاذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

في غضون ذلك، وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الأربعاء، الطائرة الإغاثية السعودية الـ23 والتي يسيّرها مركز «الملك سلمان للإغاثة» تحمل على متنها مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد إيوائية وغذائية وطبية بوزن إجمالي يبلغ 31 طناً، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.


نقابات تونسية تقرر وقف عضويتها في منظمات دولية

سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (موقع الاتحاد)
سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (موقع الاتحاد)
TT

نقابات تونسية تقرر وقف عضويتها في منظمات دولية

سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (موقع الاتحاد)
سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (موقع الاتحاد)

كشف سامي الطاهري، المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، اليوم الأربعاء، عن تعليق بعض النقابات التونسية لعضويتها في منظمات نقابية دولية، وذلك بسبب انحيازها إلى إسرائيل في العدوان الأخير على الفلسطينيين.

وقال الطاهري إن نقابتي (المصارف والبنوك والتأمين)، و(الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) «استنكرتا بيان الاتحاد الدولي للشبكات واعتبرتاه منحازا للكيان الصهيوني، فأرسلتا له موقف النقابات الفلسطينية الرافض لفحوى هذا البيان، ومن ثم، قررتا تعليق عضويتهما في هذا الاتحاد».

وأضاف الطاهري موضحا أن رجوع النقابتين التونسيتين إلى النشاط في الاتحاد الدولي للشبكات «سيكون مرتبطا بتراجعه عن هذا البيان، وإصدار بيان آخر يحمّل إسرائيل مسؤولية قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف المنازل والأسواق والمستشفيات، والنازحين والمدارس ومراكز الإيواء، في جريمة لم يشهد مثلها التاريخ الحديث»، على حد تعبيره.

كما أوضح الطاهري أن عددا من الاتحادات الدولية، كالاتحاد النقابي الدولي للخدمات العامة، والاتحاد الدولي للشبكات ضمنت في بيانات صدرت عنها مواقف لا تدين الحرب التي يتم شنها على غزة منذ أكثر من 45 يوما، ما دفع النقابات المهنية المنضوية تحت غطاء الاتحاد العام التونسي للشغل إلى تعليق عضويتها في هذه المنظمات، بحسب تعبيره.

يذكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل يعد من أهم مناصري القضية الفلسطينية في تونس، وقد نظم عدة مظاهرات ووقفات تضامنية دعما للقضية في مختلف المناسبات، التي تحيي هذه القضية، كما دعم الأطراف السياسية التي تعمل على تمرير مشروع قانون يجرم التطبيع أمام البرلمان التونسي.


«رئاسية مصر»: إعلان رؤية السيسي... وخلاف المعارضة يتواصل

مؤتمر جماهيري للمرشح فريد زهران (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)
مؤتمر جماهيري للمرشح فريد زهران (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)
TT

«رئاسية مصر»: إعلان رؤية السيسي... وخلاف المعارضة يتواصل

مؤتمر جماهيري للمرشح فريد زهران (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)
مؤتمر جماهيري للمرشح فريد زهران (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)

في الوقت الذي يستعد فيه المصريون بالخارج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة المقبل، ألقت خلافات المعارضة بظلالها على السباق الرئاسي، فيما عرضت حملة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، جانباً من رؤيته، لولاية ثالثة تبدو «متوقعة»، تمهيداً للإعلان عن برنامج انتخابي متكامل لاحقاً.

ويدلي المصريون في الخارج بأصواتهم في الانتخابات، الجمعة، لمدة 3 أيام متتالية، من خلال 137 مقراً انتخابياً بالسفارات والقنصليات المصرية، في 121 دولة حول العالم، في حين تجري الانتخابات داخل البلاد، أيام 10 و11 و12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وبالإضافة إلى السيسي، يشارك في السباق الانتخابي، فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، وعبّر الأخيران عن مواقف مؤيدة للرئيس الحالي في إفادات سابقة.

وألقت خلافات المعارضة بظلالها على الانتخابات، وقال المرشح فريد زهران، إن «الحركة المدنية الديمقراطية»، وهي تجمّع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة، «لديها خلافات داخلية كثيرة» بشأن المشاركة في الانتخابات، مشيراً في مقابلة تلفزيونية، مساء (الثلاثاء)، إلى أن هذه الخلافات «تؤثر على الانتخابات... لكنها لا تعني انتهاء الحركة»، معرباً عن أمله في أن «يتم تجاوز أي شروخ».

وقال زهران إن «كل الناس مفعمة بحسن النوايا، وتريد إحداث توافق داخل (الحركة المدنية)، ومهما حدث فسيتم تجاوز الخلاف في المرحلة المقبلة».

ودعت أحزاب «الحركة المدنية» إلى مقاطعة الاستحقاق، بدعوى حدوث ما وصفته بـ«انتهاكات» خلال مرحلة جمع التوكيلات للنائب السابق أحمد الطنطاوي، والذي كان يعتزم تقديم أوراق ترشحه. وبعدها أعلن حزبا «المصري الديمقراطي الاجتماعي» و«العدل»، المشاركان في حملة دعم فريد زهران، إرسال خطاب داخلي للحركة المدنية أعلنوا فيه «رفضهم للمقاطعة، وتجميد نشاطهما داخل الحركة».

ويرى المتحدث باسم «الحركة المدنية الديمقراطية» خالد داود، أنه «من الوارد تجاوز الخلافات بين أحزاب الحركة... لكن بعد الانتخابات الرئاسية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الراهن تحظى حرب غزة والقضية الفلسطينية بكل الاهتمام، خاصة ما يتعلق بخطورتها على الأمن القومي المصري».

بدوره، قال المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الانتخابية للسيسي، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، إن «فلسفة الرؤية الانتخابية للمرشح السيسي ترتكز على ضرورة استكمال المشروع التنموي الذي خرج من رحم ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013»، وبحسب فوزي، تضم رؤية السيسي «ثلاثة محاور: سياسية واقتصادية واجتماعية»، موضحاً أنه «من أهداف المحور السياسي: زيادة التعددية وتنشيط الحياة الحزبية، وتبني نظام انتخابي يوسع التمثيل النيابي، وتعزيز منظومة حقوق الإنسان».

وتُعنى رؤية السيسي الاقتصادية، وفق رئيس حملته الانتخابية، بـ«مواجهة التضخم، وزيادة الإنتاج، وتوطين الصناعة، وزيادة الرقعة الزراعية، وجذب المزيد من الاستثمارات»، فيما يركز المحور الاجتماعي على «مزيد من تمكين المرأة، وإعطاء أولوية لتطوير التعليم والابتكار والبحث العلمي».

وتوقع عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، الإعلان عن البرنامج الانتخابي المتكامل للسيسي، خلال الساعات المقبلة، وقال عبر منصة «إكس»، الأربعاء: «خلال الساعات القليلة القادمة يتوقع أن يعلن رئيس الحملة الانتخابية للسيسي عن برنامج المرشح للمرحلة القادمة في كافة الاتجاهات والمحاور».

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن يقدم برنامج السيسي «رؤية لاستكمال ما بدأه، وتصويب مسار بعض التوجهات، والتركيز على بعض الأولويات الجديدة (الملحة)، مثل الأسعار والسياسات المالية».