استقالات جماعية للأعضاء العرب من «الليكود»

فوز نتنياهو الساحق في الانتخابات الداخلية لا يحقق له أي زيادة أصوات

لقاء سابق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد (يمين) وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بحضور السكرتير العسكري (د.ب.أ)
لقاء سابق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد (يمين) وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بحضور السكرتير العسكري (د.ب.أ)
TT

استقالات جماعية للأعضاء العرب من «الليكود»

لقاء سابق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد (يمين) وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بحضور السكرتير العسكري (د.ب.أ)
لقاء سابق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد (يمين) وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بحضور السكرتير العسكري (د.ب.أ)

في أعقاب الانتخابات الداخلية في حزب «الليكود»، التي حقق فيها رئيسه، بنيامين نتنياهو، فوزاً ساحقاً، انفجر غضب أعضائه العرب الذين تم استبعادهم عن قائمة المرشحين، وحصلوا على المرتبة 45، وكشف أحد قادتهم أنه يعرف عن ظاهرة استقالات جماعية للأعضاء العرب.
وقال عضو مركز «الليكود» ورئيس «منتدى المجالس البلدية والمحلية الدرزية والشركسية»، جابر حمود، إن «الليكود» ينتهج نفس النهج تجاه الأقليات العربية خلال السنوات الـ15 الماضية، بقيادة نتنياهو، يثني على عطاء الدروز في أيام الذكرى والحداد على ضحايانا في الحرب، ولكنه ينساهم عندما يتعلق الأمر بالعمل السياسي والمدني. وبدوره، قال ركدا بريك عضو مركز «الليكود»، إن الحزب بدأ يشهد انسحاباً جماعياً للدروز من صفوفه.
وكان عدد من قادة «الليكود»، الذين تم استبعادهم من اللائحة الانتخابية، والذين تم دفهم إلى مواقع متأخرة في «القائمة»، قد اتهموا نتنياهو بنسج خيوط مؤامرة تصفية لأناس بذلوا كل جهد وتضحية ممكنة من أجله، ووقفوا معه في معاركه ضد الخصوم السياسيين، وضد سلك القضاء والشرطة. وقال أحدهم: «من الصعب أن تمر هذه اللعبة على خير». وقال آخر: «نتنياهو كسب هذه الجولة، لكن (الليكود) خسر كثيراً».
واتضح من نتائج استطلاع رأي جديد نشرته صحيفة «معاريف»، أمس (الجمعة)، أن قوة حزب «الليكود» تراجعت بمقعدين، في أعقاب انتخاب لائحة الحزب الانتخابية، فيما ارتفعت قوة حزب يائير لبيد، «يش عتيد»، بمقعدين. ومع أن هذه النتيجة لا تحقق لأي من الطرفين تشكيل حكومة، وما زالت احتمالات نتنياهو أفضل من لبيد، لو جرت الانتخابات الآن، فإن هناك حالة جديدة يمكن تطويرها ضد معسكر نتنياهو.
وأشار الاستطلاع إلى أن معسكر نتنياهو سيحصل على 59 مقعداً من مجموع 120، وحزب «الليكود» الذي منحته الاستطلاعات حتى الآن ما بين 34 و36 مقعداً، سيحصل على 33 مقعداً. لكن هذه النتيجة جاءت على هذا النحو لأن الاستطلاع يشير إلى سقوط حزب «ميرتس» اليساري، مقابل نجاح حزب «الروح الصهيونية»، برئاسة وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، شريكة نفتالي بنيت، قبل اعتزاله السياسة.
وأما معسكر لبيد، فلا يزال يتخبط، وتقدمه بطيء ولا يبشر بإمكانية تشكيل حكومة، إذ يمنحه الاستطلاع 51 مقعداً فقط (من دون حزب شاكيد). فجميع أحزاب هذا المعسكر، باستثناء حزب لبيد، تخسر من قوتها، فيخسر تحالف «كحول لفان - تكفا حدشاه»، برئاسة وزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير القضاء غدعون ساعر، 4 مقاعد عن قوتهما الحالية، من 14 إلى 10 مقاعد، ويخسر حزب «يسرائيل بيتينو»، بقيادة أفيغدور ليبرمان، 3 مقاعد من 7 إلى 5 مقاعد، ويحافظ حزب «العمل» على قوته (7 مقاعد)، وكذلك «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية 4 مقاعد. وفقط حزب لبيد يرتفع من 17 مقعداً حالياً إلى 25 مقعداً. ولكن هذه الزيادة تأتي على حساب حلفائه، وليس من رصيد نتنياهو. ولكي يشكل حكومة يحتاج إلى انتقال أحد أحزاب معسكر نتنياهو، وهذا مستبعَد حالياً.
وفي هذه المعادلة، لا تزال «القائمة المشتركة للأحزاب العربية» المعارضة، بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، مستقرة عند 6 مقاعد.
وقال خبير الاستطلاعات في الصحيفة إن زيادة قوة حزب لبيد هي «نتيجة مباشرة للرصيد الذي حصل عليه لبيد في أعقاب عملية بزوغ الفجر العسكرية»، أي الهجوم على غزة، في نهاية الأسبوع الماضي. لكن الاستطلاع يحتوي على معطيات أخرى تناقض هذه الفرضية؛ ففي الاستطلاع نفسه، قال 37 في المائة من المستطلعين إن غانتس يحصل على رصيد أكبر من لبيد في إدارة الهجوم على غزة، بينما اعتبر 23 في المائة أن لبيد يحصل على رصيد أكبر.
والتفسير المنطقي لهذه النتائج هو أن الجمهور يريد لبيد رئيساً للحكومة ومعه غانتس كوزير للدفاع. فأحدهما موثوق كقائد سياسي، والثاني كقائد عسكري. ومع ذلك فإن نتنياهو لا يزال يتفوق عليهما.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو أمام المحكمة: أعيش حياة صعبة للغاية

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو أمام المحكمة: أعيش حياة صعبة للغاية

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشهادته أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، لأول مرة في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة، بتهم خيانة الأمانة وإساءة الائتمان والاحتيال والفساد في ثلاثة ملفات جنائية.

وحاول نتنياهو الدفاع عن نفسه ضد التهم الموجهة إليه، وأشار إلى أنه يعيش «حياة صعبة للغاية». وقال: «أعمل 17 - 18 ساعة يومياً. أتناول وجباتي على مكتبي بين الحين والآخر... لأنني في الاجتماعات باستمرار... أدخّن قليلاً وأتحرك. لا أستطيع مواصلة التدخين، وبالمناسبة، أنا أكره الشمبانيا - أنا لا أحبها ولا أستطيع شربها».

وقالت المحكمة إن نتنياهو سيدلي بشهادته ثلاث مرات في الأسبوع، رغم حرب غزة والتطورات في المنطقة.