كبار المجرمين في إسرائيل يتخذون من تركيا ملجأ لهم

TT

كبار المجرمين في إسرائيل يتخذون من تركيا ملجأ لهم

كشفت مصادر بوليسية في تل أبيب (الجمعة)، عن مفاوضات حثيثة بين قيادة الشرطة الإسرائيلية ونظيرتها التركية لإيجاد صيغة تتيح تسليم نحو 40 شخصاً من قادة الإجرام المنظم الإسرائيليين الذين اتخذوا من تركيا ملجأ لهم.
وقالت هذه المصادر إن هناك تقدماً في المفاوضات، إذ إن أنقرة وافقت على تسليم واحد منهم. وبدأت إجراءات عملية في سبيل ذلك. وتدور محادثات لإقناع تركيا بتسليم الباقين. والهاربون هم رؤساء منظمات الإجرام الكبرى، بينهم منظمات يهودية وأخرى عربية. وهم يواصلون إدارة «أعمالهم» من هناك، بواسطة عملاء و«قطاريز» في إسرائيل نفسها. وتتركز هذه الأعمال في جباية الإتاوات وبيع فواتير مزورة ومنح قروض في السوق السوداء بفوائد عالية وتجارة المخدرات والأسلحة وأخذ مقاولات لعمليات اغتيال وتصفية للخصوم ولكل من يطلب وعمليات فساد في البلديات. وبهذه الطريقة تستمر موجة العنف المجتمعي، خصوصاً بين المواطنين العرب في إسرائيل.
وهناك من يدير عمليات احتيال في العالم العربي بما يسمى «فوريكس»، حيث يتصلون بأرقام أثرياء عرب في دول الخليج وغيرها ويقنعونهم باستثمار أموالهم في البورصة وبعد إغرائهم ببعض المكاسب، يسحبون منهم ملايين الدولارات بالنصب والخداع. وهناك جرائم اقتصادية أخرى تتم على الأراضي التركية، بعضها بمشاركة منظمات إجرام محلية.
وأفاد موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب بأن رؤساء أقوى منظمة إجرامية في إسرائيل، المعروفة أيضاً باسم «منظمة عائلة أبو لطيف» من قرية الرامة في الجليل، هربوا مؤخراً إلى تركيا، ووفقاً للتقديرات فإنهم فروا من إسرائيل بعد أن فهموا أن الشرطة الإسرائيلية وسلطة الضرائب تلاحقانهم بهدف ضرب مصدر تمويلهم. ونقل الموقع عن مسؤول في الشرطة قوله: «للأتراك لا توجد مشكلة أن يرتكب هؤلاء جرائم وهم موجودون على أراضيهم، لطالما أن الجريمة ليست موجهة إلى تركيا. بل قد يكونون راضين عن ذلك. والمجرمون العرب يشعرون بأن لديهم هنا حاضنة، ولكن يوجد أيضاً مجرمون يهود يديرون شؤونهم من تركيا».
وذكر التقرير أن الشرطة على دراية بالنشاطات الإجرامية لهذه التنظيمات وتعاونها مع اليهود، وقال: «داخل هذه التنظيمات يوجد الرؤساء الذين يديرون كل شيء لكن يوجد أيضاً لديهم أذرع في أماكن كثيرة. فقد تجد في المجتمع اليهودي من يساعد منظمات الإجرام العربية وفي الشارع العربي من يخدم المنظمات اليهودية». يذكر أن الحكومة الإسرائيلية، وبعد اتهامها بالتقصير المقصود في مكافحة الجريمة المنظمة وانتشار العنف في المجتمع العربي، اتخذت قراراً في عهد نفتالي بنيت، لتغيير الاتجاه ومحاربة الظاهرة. وحسب مسؤول الشرطة، فإن «هناك وعياً بخطورة هذا الإجرام، خصوصاً بعد أن أصبح قوياً جداً. إن مستواهم الإجرامي مرتفع جداً جداً، ويضاهي المافيات العالمية. نحن نعتقد أن هذه المنظمات الإجرامية تشكل خطراً قومياً حقيقياً، خطراً على وجودنا كدولة. فعندما تراهم يسيطرون على البنية التحتية، وعلى الشوارع الرئيسية والحفريات، وعلى مشاريع المساكن وعلى فرق رياضية وبلديات وترى أن لهم دوراً بإدارة المناقصات وإدارة السلطات المحلية، تفهم أن هذه هي القنبلة المقبلة التي ستنفجر في وجوهنا».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد - المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم "وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأضاف فيدان، أنه «مع تقدم المعارضة السورية المسلحة نحو دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، طلبت تركيا في المحادثات التي كانت تجري في قطر في ذلك الوقت من إيران وروسيا عدم التدخل عسكرياً».