في انتخابات أكبر الأحزاب الإسرائيلية... نتنياهو يصفّي قياديين «غير خصوم»

نجح أكثر مما يجب وضحايا الحملة يهددون بانتقام

نتنياهو يصوت في انتخابات قائمة حزب الليكود الى الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
نتنياهو يصوت في انتخابات قائمة حزب الليكود الى الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

في انتخابات أكبر الأحزاب الإسرائيلية... نتنياهو يصفّي قياديين «غير خصوم»

نتنياهو يصوت في انتخابات قائمة حزب الليكود الى الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
نتنياهو يصوت في انتخابات قائمة حزب الليكود الى الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)

في أول مراجعة لنتائج شبه الانتخابات الداخلية لقائمة مرشحي حزب الليكود، لانتخابات الكنيست، التي نشرت الخميس، يتضح أن رئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، تمكن من تحقيق فوز ساحق وجاء بقائمة لا تضم إلا الموالين له شخصيا. فقد نجحت خطته لتصفية عدد من القياديين في الحزب واستبعاد قياديين آخرين عن الأماكن الأولى في القائمة.
الضحايا الأكبر لهذه الخطة، هم مجموعة من أعضاء الكنيست، والوزراء السابقين، مثل غيلا غمليئيل، التي تعتبر من أغنى أغنياء الحزب، والدها صاحب عدة أبراج وشركات، وتساحي هنغبي، الذي يعتبر أقدم أعضاء الكنيست وتولى عدة وزارات، وهو الذي قدم طلب انتساب نتنياهو إلى الحزب قبل أربعين سنة، وكان يعتبر ذا مكانة خاصة عند نتنياهو. ثم هناك أورلي ليفي أبيكاسيس، ابنة دافيد ليفي، أحد زعماء اليهود الشرقيين، الذي كان الرجل الثاني في هذا الحزب في زمن قائده الأسبق، مناحم بيغن، وكان أبرز قيادات اليهود الشرقيين. هؤلاء جميعا أخرجوا تماما من القائمة وسيضطرون إلى اعتزال العمل السياسي في هذا الحزب. وهناك مجموعة من القادة الذين تم انتخابهم في مواقع متأخرة، مع أنهم كانوا يعتبرون قادة أساسيين للحزب، ولدى كل منهم رصيد سياسي كبير وتولوا وزارات كبيرة وسيادية.
من أمثال هؤلاء: يسرائيل كاتس، وزير المالية الأسبق ووزير المواصلات، ويعتبر أحد أقوى المرشحين لخلافة نتنياهو. حاييم كاتس، الذي يعتبر ممثلا لأقوى نقابة عملية في إسرائيل، هي الطيران وسلطة المطارات. يولي إدلشتاين، الذي فاز بالمرتبة الثانية في قائمة الليكود في الانتخابات السابقة، ودافيد أبيطان، الذي خاض معارك إلى ما قبل بضعة أسابيع فقط، استمات فيها دفاعا عن نتنياهو.
اللافت، أن هؤلاء الذين اعتبرهم نتنياهو خصوما وانتصر عليهم، لم يكونوا خصوما له حقا بل هم مخلصون له تماما. وفقط في السنة الماضية، عندما حضر جلسة المحكمة الأولى التي عقدت لمحاكمته في تهم الفساد الثلاث (الاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشى)، حضروا معه ووقفوا وراءه أمام الكاميرات عندما كان يهاجم النيابة وأجهزة إنفاذ القانون. و«جريمتهم» الوحيدة الآن، أنهم لم يشاركوا في الهجوم على الجهاز القضائي ولم يقبلوا سياسة تقويض أركان الحكم الليبرالي الديمقراطي، وسلكوا طريقا يحترم رسميات الحكم. كما أن بعضهم أبدى توجها معتدلا نسبيا في تسوية الصراع وفي التعاطي مع قضايا المواطنين (فلسطينيي 48) وحقهم في المساواة.
الفوز الساحق كان مخططا جيدا لأغراض لم تعد مستورة، لقد أراد نتنياهو كتلة توافق خطته لإلغاء محاكمته. كانت هناك آراء من حوله تقول إن ما ينقصه للفوز بالحكم، حسب كل الاستطلاعات، هو الحصول على حوالي 100 ألف صوت فيصبح لدى معسكره61 – 62 مقعدا. وهذه الأصوات موجودة لدى الناخبين الذين يعتبرون «يمينا معتدلا» يتأرجحون ما بينه وبين منافسه يائير لبيد. لكن نتنياهو ومستشاريه الاستراتيجيين، اختاروا طريقا آخر، فهم يرون أن هذه الأصوات يمكن أن تأتيه من الجمهور الذي يقاطع الانتخابات، ويقولون إن بإمكانه أن يحصد 200 – 300 ألف صوت منهم. ولكي ينجح في دفعهم إلى التصويت، عليه أن يجعلها معركة انتخابية ملتهبة، يؤجج فيها النار ضد جهاز القضاء وضد الصحافة، وضد الخصوم الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية ويرضخون للإدارة الأميركية الديمقراطية. والفكرة هي أن تكون قائمة الليكود مؤلفة من مقاتلين ومحاربين، وليس من قادة رسميين، من أناس مستعدين للموت في سبيل نتنياهو وعائلته. يريد نوابا يحاربون لكي يسن قانونا يقيد صلاحيات المحكمة العليا، وقانونا يمنع محاكمة شخص يفوز برئاسة الحكومة في الانتخابات. وهذا ما حصل، فمن يتصدر القائمة الجديدة هم أولئك الذين يبجلونه ويستعدون لتلبية كل طلب وكل أمر.
المشكلة هي أن نتنياهو نجح أكثر مما يجب في هذه الخطة وفاز بما يزيد عن الحد. بنى لنفسه «مجموعة خصوم» من دون حاجة للخصومة. دخل في صدام مع أعضاء الليكود العرب، وخصوصا أبناء الطائفة الدرزية من خريجي الجيش، وأغضب مجموعات من اليهود الشرقيين في الريف.
هؤلاء كلهم، يكظمون غيظهم الآن، ولكنهم سيترصدون له في أول فشل ويتربصون به عند أول مفرق. بعضهم أسمع تهديدات بالانتقام مع ظهور أول النتائج. ولا يستبعد مراقبون أن ينشق عنه بعضهم، بعد الانتخابات، ويجعلونه يندم على ما فعله بهم.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
TT

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، اليوم الأحد، لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في حيفا ضد شمعون أزرزر (27 عاماً)، من سكان «كريات يام» في خليج حيفا، تتهمه فيها بنقل صور ومعلومات عن مواقع ومنشآت إسرائيلية «حساسة» إلى الاستخبارات الإيرانية.

وبحسب بيان مشترك للشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، فإن أزرزر وزوجته - وهما مواطنان يهوديان - اعتقلا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشبهة التخابر مع الاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام أمنية بتوجيه مباشر منها.

وجاء في البيان أن التحقيق كشف أن المتهم كان على اتصال مباشر مع عناصر في الاستخبارات الإيرانية منذ أكثر من عام، ونفذ لصالحها عدة مهام، بينها تصوير مواقع حساسة داخل إسرائيل ونقل إحداثياتها، كما عرض تقديم معلومات من داخل قواعد للجيش الإسرائيلي.

وأضاف البيان أن أزرزر استغل خدمة زوجته في قوات الاحتياط بإحدى قواعد سلاح الجو للحصول على معلومات عن الجيش وقواعده ومواقعها.

وأشار البيان إلى أن المتهم تلقى مقابلاً مالياً لقاء هذه الأنشطة عبر تحويلات بعملات رقمية.

أما الزوجة، وهي ممرضة في الجيش، فقد اعتقلت أيضاً بالتهمة نفسها، إلا أن لائحة الاتهام بحقها لم تستكمل بعد. وتصر على أنها لم تكن تعلم بتجنيد زوجها من قبل الاستخبارات الإيرانية، وأن ما عرفه منها جاء من أحاديث زوجية عادية وليس بنية تسريب معلومات.

وتعد هذه القضية خامس لائحة اتهام خلال الشهر الحالي ضد مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، وغالبيتهم، وفق الجهات الأمنية، انخرطوا في التجسس بدافع المال. وينضم هؤلاء إلى نحو 40 متهماً آخرين اعتقلوا بالتهم ذاتها، خصص لهم قسم داخل سجن «الدامون» المعروف باستيعابه معتقلين أمنيين فلسطينيين.

وفي المقابل، تعتقل إيران أيضاً عدداً من مواطنيها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وقد أعلنت قبل أيام عن ضبط خلية تجسس تضم سبعة أشخاص.


إيران تعلن عن «عمليات تلقيح سحب» مع بدء تساقط الأمطار والثلوج

سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
TT

إيران تعلن عن «عمليات تلقيح سحب» مع بدء تساقط الأمطار والثلوج

سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)

باشرت السلطات الإيرانية في نهاية الأسبوع عمليات تلقيح للسحب، في ظل موجة جفاف هي من الأسوأ في البلاد منذ عقود، على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي.

وجاء الإعلان بعدما أفادت وكالة «أرنا» الرسمية السبت، بهطول الأمطار على مناطق عدة في غرب البلاد وشمال غربها.

وبثّت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو عديدة تُظهر هطول أمطار غزيرة في الأحواز وتستر (جنوب غربي)، وكذلك في سلماس وأورمية (شمال غربي)، وأبدانان (غرب). وفي بعض المناطق تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات.

كما انتشرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل من تساقط الثلوج للمرة الأولى هذا الموسم في محافظة ألبرز ومنتجع توجال للتزلج شمال طهران.

ومع بدء تساقط الثلوج في عدة مناطق شمالية، أوردت وكالة «إرنا»، ليل السبت: «أجريت اليوم عملية لتلقيح السحب في حوض بحيرة أرومية لأول مرة في السنة الهيدرولوجية»، التي تبدأ في سبتمبر (أيلول).

وبدأ منسوب بحيرة أرومية، الأكبر في إيران والواقعة في المناطق الجبلية بشمال غربي البلاد، بالانحسار منذ عام 1995 بسبب الجفاف.

وأفادت «إرنا» بأن عمليات أخرى ستجري لاحقاً في محافظتي أذربيجان الشرقية والغربية.

وتقوم هذه التقنية على الاستمطار من خلال تلقيح السحب بمواد كيميائية مثل يوديد الفضة. وأعلنت طهران العام الماضي أنها طورت تقنيتها الخاصة بهذا المجال.

وتعاني إيران منذ سنوات من الجفاف وموجات حر متتالية يتوقع أن تتفاقم على وقع التغير المناخي.

وذكرت الوكالة أن البلاد تشهد حالياً «فصل الخريف الأكثر جفافاً منذ خمسين عاماً»، ونقلت عن الأرصاد الجوية الوطنية أن المتساقطات هذه السنة أدنى بـ89 في المائة من المتوسط الطويل الأجل.

وبحسب السلطات المحلية، فإن المتساقطات في العاصمة الإيرانية هي في أدنى مستوياتها منذ قرن، ونصف المحافظات لم تشهد قطرة مطر منذ أشهر.

وتراجع منسوب المياه في السدود التي تغذي العديد من المحافظات إلى أدنى مستوياته التاريخية.

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، حذر الرئيس مسعود بزشكيان من أنّه قد يتحتم إجلاء سكان طهران بسبب نقص المياه إذا لم تهطل الأمطار قبل نهاية السنة.

وأوضحت الحكومة لاحقاً أن هذا التصريح يهدف إلى تحذير السكان حيال خطورة الوضع، وليس الإعلان عن خطة عملية فعلية.


خرازي مخاطباً ترمب: لن نستسلم... يجب إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران

خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
TT

خرازي مخاطباً ترمب: لن نستسلم... يجب إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران

خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)

قال كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الإيراني في السياسة الخارجية، إن بلاده «لن تستسلم أبداً»، داعياً الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات حقيقية مع طهران.

وخاطب خرازي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً: «تعالوا إلى مفاوضة حقيقية مع إيران؛ مفاوضة تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة. نحن لا نهرب من التفاوض، لكن لن ندخل مفاوضات تُفرض بالقوة أو الحرب».

وبدأت إيران والولايات المتحدة، في أبريل (نيسان) الماضي، مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها توقفت قبل الجولة السادسة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو (حزيران) الماضي.

وكان ترمب قد حذر من أنه سيأمر بشن هجمات جديدة على المواقع النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة في يونيو.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الشهر الماضي، عرض ترمب استئناف المفاوضات، قائلاً: «ترمب يدّعي أنه صانع صفقات، لكن الصفقات القائمة على الإكراه ليست سوى فرض واستقواء».

وكان خرازي يتحدث، الأحد، خلال مشاركة في منتدى طهران للحوار الذي ينظمه سنوياً مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية.

ويترأس خرازي «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية»، الخاضع لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يقدم استشارات تساهم في رسم السياسية الخارجية للبلاد.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خرازي قوله: «للأسف، رغم كل الجهود المبذولة، تحول حكم القانون في الساحة الدولية إلى حكم القوة، خصوصاً مع مجيء ترمب الذي لا يؤمن أصلاً بالقانون الدولي».

وأشار خرازي إلى حرب الـ12 يوماً التي شنتها إسرائيل على إيران، وبدأت بضرب منشآت نووية وعسكرية إيرانية. وقال: «أراد الأعداء إحداث انهيار في البلاد، لكن الإيرانيين في الداخل والخارج أظهروا وحدتهم ورفضهم للعدو».

وانتقد خرازي موقف الأمم المتحدة خلال الحرب الأخيرة، قائلاً: «الأمم المتحدة لم تقدّم أي مساعدة لإيران، وكل ما فعله الأمين العام هو الدعوة إلى ضبط النفس. لم تلعب المنظمة الدور الذي كان ينبغي أن تقوم به».

وقال خرازي: «أثبتت هذه التطورات أن الإيرانيين لا يقبلون بالإذلال، ويقفون أمام القوة، ولا يساومون على استقلالهم. فهم يعتمدون على أنفسهم، وفي الوقت نفسه أهل للحوار والتفاوض، وقد أظهروا ذلك مراراً». وأضاف: «على عكس دول تضع استقلالها في المزاد، إيران لا تستسلم أبداً».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال ترمب في مؤتمر صحافي، إنه كان «المسؤول والمشرف» على الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 12 يونيو الماضي، واصفاً الهجوم بأنه «قوي للغاية»، مضيفاً أن «الخسائر في اليوم الأول كانت تعادل خسائر جميع الأيام التالية».

وقُتِل في اليوم الأول من الهجوم عدد كبير من قادة «الحرس الثوري»، ومسؤولون بارزون في البرنامج النووي الإيراني، كما بدأت إسرائيل بشن ضربات على المنشآت النووية وقواعد صاروخية تابعة لـ«الحرس الثوري».

وقال خرازي: «اعترف الرئيس الأميركي مؤخراً بمسؤوليته عن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران. وبناءً على هذا الاعتراف، يجب على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية القانونية، ومن حق إيران المطالبة بالتعويضات المالية والبشرية والنفسية عن هذا العدوان».

وأضاف: «على الأميركيين والغربيين أن يدركوا أن السلام لا يتحقق بالقوة. إيران ستقف دائماً في وجه الاستبداد».

وتابع: «لطالما أكدنا استعدادنا لمفاوضات تقوم على المساواة والاحترام، لكن الأميركيين غير مستعدين لذلك. هم يريدون فرض مطالبهم وتحقيق أهدافهم بالضغط العسكري والاقتصادي. هذه الطريقة فاشلة، والإيرانيون لن يقبلوها».

وقبل تعرض منشآتها النووية للهجوم، كانت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة القريبة من مستوى 90 في المائة المطلوب للاستخدامات العسكرية.

وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة مدنية لإنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي تخصب اليورانيوم عند مستوى 60 في المائة.