تلاميذ نور الشريف يحتفون بالذكرى السابعة لرحيل «مُكتشف النجوم»

أعربوا عن امتنانهم لما قدمه لهم في التمثيل والحياة

الفنان نور الشريف
الفنان نور الشريف
TT

تلاميذ نور الشريف يحتفون بالذكرى السابعة لرحيل «مُكتشف النجوم»

الفنان نور الشريف
الفنان نور الشريف

بعد نجاح الفنان المصري الراحل نور الشريف في اكتشاف «نجوم الإخراج» في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، عبر تمثيله في أعمالهم الأولى وإنتاجها، على غرار محمد خان وسمير سيف ومحمد النجار، فقد استطاع تقديم عدد كبير من الوجوه الشابة والصاعدة إلى عالم التمثيل خلال مشواره الفني الطويل، قبل أن يصبحوا نجوماً وأبطالاً لأعمال فنية.
وفي ذكرى رحيله السابعة، حرص عدد من هؤلاء النجوم على الإعراب عن الامتنان له بمساعدتهم في الوصول للنجومية، معتبرين إياه «أستاذاً وفناناً قديراً محباً للمواهب».
من المواهب التي قدّمها الشريف لعالم الفن، أحمد صفوت، دينا فؤاد، حسن الرداد، إيناس كامل، إيمان العاصي، آيتن عامر، أحمد جلال عبد القوي، أحمد العوضي الذي وصفه في تعليق سابق له على «إنستغرام»: «أستاذي ومعلمي تعلّمت منك الكثير والكثير، كنت أوّل من آمن بي واكتشفني وعلمتني أنّ الحياة اجتهاد وإصرار وتعب... كنت وما زلت وستظل مثلي الأعلى».
كما قدّم الشّريف كلّا من: حلا شيحة وأحمد زاهر وأحمد رزق ومصطفى شعبان، نورهان، رانيا يوسف، عايدة غنيم، ومونيا.
ونشرت آيتن عامر مجموعة من الصور التي تجمعها بالفنان الراحل عبر حسابها الشخصي على «فيسبوك»، أمس وعلقت عليها قائلة: «ذكرى رحيل أستاذي العظيم نور الشريف... وحشتنا أوي أوي ولسه بتعلّم منك حتى بعد ما سبتنا ومشيت».
وأضافت: «عمري ما هنسى كلّ اللّي حضرتك علمتهولي، اللّهم ارحمه واغفر له وأنر قبره واجعله من أهل الجنة».

وقال مصطفى شعبان في تصريحات تلفزيونية سابقة إنّ «الفنان الراحل كان متواضعاً ومثقفاً ولا يمكن أن تجلس معه إلّا وتخرج بمعلومة، لم أشعر يوماً أثناء تعاملي معه أنّه يعاملني بمنطق الأستاذ والتلميذ، وهو مؤثر في كل وقت، حتى بعد رحيله ما زال تأثيره موجوداً».

محمد جابر محمد عبد الله، المشهور باسم نور الشريف، والمولود في شهر أبريل (نيسان) عام 1946، حقق نجاحات لافتة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بالسينما، وكرّر النجاح عبر الدراما التلفزيونية في تسعينيات القرن الماضي، من خلال مجموعة من المسلسلات المهمة مثل «لن أعيش في جلباب أبي، هارون الرشيد، عمر بن عبد العزيز، الرجل الآخر»، بجانب نجاحه في العقد الأول من الألفية الجديد، الذي قدّم خلاله مسلسلات: «الحاج متولي، عمرو بن العاص، حضرة المتهم أبي، الدالي، الرحايا» وغيرها.
وبحسب الناقد الفني المصري خالد محمود، فإنّ الشريف كان له دورٌ كبيرٌ في تقديم عدد كبير من نجوم الإخراج إلى الساحة، فقد قدّم المخرج محمد النجار في فيلم «زمن حاتم زهران»، والمخرج محمد خان في فيلم «ضربة شمس»، وسمير سيف في «دائرة الانتقام».
ويضيف محمود لـ«الشرق الأوسط» أنّ الشريف لم يكن نرجسياً فيما يتعلق بترتيب الأسماء على شارات الأفلام، ولم يتسبب في وقوع أزمات من هذا النوع.
ويرى أنّ «مسلسل (الدالي) للفنان الراحل يعدّ من أكثر الأعمال التي قدّم فيها الشريف وجوهاً جديدة وشابة أصبحت فيما بعد نجوماً».
وكان محمود شاهداً على واقعة بكاء نور الشريف بعد تكريمه في مهرجان الإسكندرية، عندما التفّ حوله معظم تلاميذه وعبّروا له عن امتنانهم وحبّهم له، وكانت لحظة مؤثرة جداً.

وتميّزت أعمال نور الشريف في السينما والتلفزيون، بالتنوع والاختلاف وعدم التكرار، وقوة الفكرة والمعالجة الدرامية والحوار، وإبراز قضايا مجتمعية مهمة، فقدّم دور ضابط الشرطة، وتاجر الخردة الحكيم، وتاجر الأقمشة المحب لكثرة الزواج، والمعلم المحترم، ورجل الأعمال المنضبط، بجانب الشخصيات الصعيدية والتاريخية التي تألق فيها.
ولم يكتف الشريف بعمله كممثل، بل شارك في صناعة السينما كمنتج بعد تأسيسه شركة إنتاج فني مع زوجته الفنانة بوسي، وقدما أفلاماً شهيرة من بينها «دائرة الانتقام» 1976، و«ضربة شمس» 1978، و«حبيبي دائما» 1980، و«آخر الرجال المحترمين» 1984، و«زمن حاتم زهران» 1987، و«ناجي العلي» 1991 وغيرها.
ويشارك الشريف في قائمة أفضل مائة فيلم مصري، بـ7 أفلام «زوجتي والكلب، الكرنك، أبناء الصمت، حبيبي دائماً، أهل القمة، العار، سواق الأتوبيس».


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
TT

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)

شهدت الجلسة الافتتاحية في النسخة الثانية من «مؤتمر النقد السينمائي» بالرياض، مساء الأربعاء، احتفاءً بالمخرج السعودي عبد الله المحيسن، مع عرض فيلمه الوثائقي «اغتيال مدينة»، الذي قدَّمه عام 1976 في الجلسة الافتتاحية مع محاورته من جانب الناقديْن؛ المصري أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، والسعودي أحمد العياد.

وعبّر المحيسن عن فخره بالاحتفاء بمسيرته في المؤتمر، الذي عدّ استمرارية انعقاده، للعام الثاني على التوالي، دليلاً على أهمية تطوير الحركة السينمائية بالسعودية، مشيراً إلى أن العمل السينمائي المستند إلى النقد الواعي الهادف الصادق يُعد المحرك الرئيسي للتطور والإبداع.

وشدّد على أن إبراز مفهوم الصدق والإخلاص لرسائل الأعمال الفنية قد يكون مفتاح وصول الأعمال السعودية المتنوعة للعالمية، مشيراً إلى أن السينما الحقيقية تبدأ من البيئة المحلية.

وأضاف أن المخرجين عندما يقدمون أعمالاً من بيئتهم المحلية، وتعبر عن خصوصيتهم، ستكون انطلاقتهم الحقيقية للعالمية، مشيراً إلى أهمية أن تكون الأفلام معبرة عن مجتمعها، وليست مجرد إعادة إنتاج لأفكار وأفلام الغرب، عبر إقحام أفكارهم في أعمالنا.

جانب من الندوة (هيئة الأفلام السعودية)

ولفت إلى أن القصص التي تُلامس الواقع وتعبر عن الهوية السعودية ستكون قادرة على الوصول للجمهور العالمي، مشدداً على أهمية الصدق في التعبير عن أنفسنا وثقافتنا، دون محاولة إرضاء تصورات وتوقعات الغرب المحددة عنا، الأمر الذي سيمكّن من استخدام السينما بصفتها أداة لتعريف العالم بنا وبتنوعنا الحقيقي، وليس ما يتوقعونه منا.

وأكد أن النقد السينمائي أسهم في مسيرته بشكل كبير، خصوصاً بعد عرض فيلمه «اغتيال مدينة» في افتتاح الدورة الثانية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، مستذكراً حديث الناقد المصري الراحل سمير فريد معه وطلبه منه أن يقدم أشياء أطول وأكثر تعقيداً بعد مشاهدته فيلمه الأول، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً على مسيرته الفنية.

واستعاد المحيسن ذكريات تقديم الفيلم بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان بوقت قصير، خلال منتصف السبعينات من القرن الماضي، وهو البلد الذي عاش فيه عدة سنوات، خلال دراسته في المرحلة الثانوية، في نهاية الستينات وأوائل السبعينات، قبل أن يتجه إلى لندن لاستكمال دراسته، مؤكداً أنه مزج في الفيلم بين استخدام الرسوم المتحركة في البداية، واللقطات التي وثّقها، لافتاً إلى أنه استخدم الرسوم المتحركة في بداية الأحداث لإيصال رسالة الفيلم بطريقة رمزية مبتكرة.

وأضاف أن ما قد يراه البعض الآن سهلاً عند مشاهدة الفيلم، لم يكن سهلاً وقت تقديمه، خصوصاً أن الأفلام الوثائقية لم تكن لها منافذ عرض تصل من خلالها إلى الجمهور، بالإضافة إلى عدم وجود تجارب عربية سابقة استُخدمت فيها الرسوم المتحركة بأعمال وثائقية، الأمر الذي لم يكن مألوفاً عند تقديم الفيلم.

وقال الناقد السعودي أحمد العياد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتفاء بمسيرة المحيسن في الملتقى يأتي تقديراً لما قدّمه للسينما السعودية؛ ليس فقط عبر أفلامه التي جعلته من الرواد الحقيقيين للسينما السعودية، ولكن أيضاً لما قدّمه من دعم مستمر للشباب، خلال مسيرته الممتدة على مدار أكثر من 50 عاماً.

وتستمر أعمال مؤتمر «النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثانية بمدينة الرياض حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام.

يقام المؤتمر تحت عنوان «الصوت في السينما» (هيئة الأفلام السعودية)

وأرجع رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف اختيار الصوت ليكون موضوع هذا العام بوصفه «نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء أكان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أم حواراً يُظهر الحقيقة، أم صمتاً هو أقوى من كل صوت».

وأثنى الناقد السينمائي المصري أندرو محسن، لـ«الشرق الأوسط»، على تركيز المؤتمر على الصوت بوصفه أحد العوامل المهمة في صناعة الشريط السينمائي، وعَدَّ النقد من الأمور التي تساعد على تحسين جودة الإنتاج السينمائي.