يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي

إسرائيل تطلب من ديمبسي زيادة الأسلحة نوعاً وكماً كـ«هدية وداع»

يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي
TT

يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي

يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقوا رئيس القوات الأميركية المشتركة، مارتن ديمبسي، وبينهم وزير الدفاع، موشيه يعالون، مارسوا الضغوط عليه خلال اجتماعاتهم به هذا الأسبوع، في إسرائيل، كي يركز على موضوع الدعم الأمني الطويل الأمد الذي تقدمه بلاده، ليس فقط فيما يتعلق بجودة الأسلحة ووسائل القتال، وإنما في زيادة الكميات أيضا.
وقال معلق عسكري في تل أبيب، إن ديمبسي، الذي حضر إلى إسرائيل في زيارة وداع كونه سيترك منصبه قريبا، وجد نفسه مطالبا بتقديم «هدية وداع» لها، بدلا من أن يحظى بهدية كهذه. فراح المسؤولون السياسيون والعسكريون على السواء، يطالبونه بالتدخل لزيادة عدد الأسلحة المطلوبة، وذلك في سبيل تحقيق عدة أهداف، وهي: «تثبيت معادلة التفوق الإسرائيلي على خصوم تل أبيب مجتمعين، وتوفير ما تحتاجه إسرائيل لمجابهة حرب صاروخية تنطلق ضدها من عدة جبهات في آن واحد، الذين تدعمهم إيران، التي تشكل نفسها تهديدا شديدا لإسرائيل، وكذلك لمواجهة التسلح العربي، إذ أن الولايات المتحدة، وفي إطار محاولاتها تجنيد الدعم للاتفاق مع إيران في الدول الخليجية، وخصوصا السعودية والإمارات، سيتم تزويدها بصفقات أسلحة ومعدات حربية».
وكان الجنرال ديمبسي قد عقد لقاء توجيه في تل أبيب للمراسلين الذين رافقوه خلال زيارته لإسرائيل، أول من أمس، فكشف لهم أن «إسرائيل تريد ضمان، ليس فقط مساعدتنا لها من حيثُ الجودة، فالمفهوم السائد، هو أنّ الحجم هو الذي يقرر». ووفق أقوال رئيس أركان القوات المشتركة، فإن إسرائيل تسعى من خلال ما تطلبه من الولايات المتحدة، ليس فقط إلى تفوقها على الدول العربية من حيثُ الجودة: «إنما تريد أن تتفوق عليهم أيضا من حيثُ الكميات». وأكد ديمبسي أنه لم يقدم خلال الزيارة، وعودا تتعلق بتزويد الأسلحة والوسائل القتالية. ومع ذلك، أفاد بشكل عام بأن البنتاغون سيواصل التعاون مع إسرائيل بهدف تعزيز قوة جيشها. ووعد بأنه لا يؤدي الاتفاق مع إيران لأي أذى لأمن إسرائيل، وأن لا يتغير توازن القوى بين إسرائيل والدول العربية، حتى بعد تزويد هذه الدول بأسلحة جديدة ومتطورة.
يذكر أن ديمبسي وصل إلى إسرائيل في خامس زيارة له كرئيس للأركان. وقد التقى أمس، مع كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس رؤوبين رفلين، ومع وزير الدفاع، موشيه يعالون، ورئيس الأركان، غادي آينزقوط، وحرص على طمأنتهم بأن وقفة بلاده مع إسرائيل والتزامها بأمنها تتجاوز الصداقة العادية ولا تتأثر من الخلافات السياسية بين القيادتين.
وكان موشيه يعالون، قد ألقى محاضرة أمام مؤتمر هرتسليا للحصانة القومية، تحدث فيها عن «الواقع الاستراتيجي في المنطقة»، وذلك قبيل لقائه مع ديمبسي. فقال: إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين وهو على قيد الحياة. وأضاف يعالون: «يؤسفني، وبناء على تجربتي الكبيرة، القول: إنني لا أرى اتفاقا مستقرا سيتم توقيعه وأنا على قيد الحياة، وأنا أنوي العيش لفترة أخرى. من الواضح أن التهديد التقليدي تقلص، لكن تهديد الصواريخ والإرهاب كبير، وهناك السعي إلى التسلح النووي، لكن أكثر سلاح يتم استخدامه اليوم هو سلاح نزع الشرعية عن إسرائيل». وقال يعالون: «الأنباء الجيدة هي أنهم يئسوا من طريق الإرهاب، ولا يسود خطر تعرضنا لاجتياح عسكري عربي، كما أننا عثرنا على رد جيد للإرهاب والصواريخ، رغم أنه ليس مطلقا».
وتطرق يعالون إلى الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والقوى العظمى، فطرح علامة استفهام حول إمكانية توقيعه في الوقت المحدد، في الثلاثين من يونيو (حزيران) الجاري. وقال: «إنه سواء تم توقيعه في 30 يونيو أو بعده، من الواضح أن الجانب الغربي معني بالاتفاق. وبالنسبة لإسرائيل هذا اتفاق سيئ فعلا. فبعد اتفاق كهذا سنحصل على نظام إيراني يتمتع بقدرات العتبة النووية، التي ستسمح له بتحقيق الاختراق وإنتاج القنبلة، ولو بعد سنة».
وأضاف أن إيران هي العامل المسيطر والقائد في سوريا، وحزب الله هو المتواجد في طليعة الحرب الأهلية هناك. وقال: حزب الله ينشغل في الحرب داخل سوريا، وقد خسر أكثر من ألف عنصر وأصيب خمسة أضعاف هذا العدد من عناصره، ولكن هناك أمرا ينبغي معرفته. فمن هو الزعيم الحقيقي هناك. إنه ليس لبنانيا، وإنما إيراني. وتطرق يعالون إلى ما يحدث في غزة، وقال: إن «قطاع غزة اليوم متعلق بإسرائيل، فالطريق إلى مصر مغلق، والأنفاق أيضا، ونحن نعتبر طريق غزة الوحيد إلى الخارج».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.