كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقوا رئيس القوات الأميركية المشتركة، مارتن ديمبسي، وبينهم وزير الدفاع، موشيه يعالون، مارسوا الضغوط عليه خلال اجتماعاتهم به هذا الأسبوع، في إسرائيل، كي يركز على موضوع الدعم الأمني الطويل الأمد الذي تقدمه بلاده، ليس فقط فيما يتعلق بجودة الأسلحة ووسائل القتال، وإنما في زيادة الكميات أيضا.
وقال معلق عسكري في تل أبيب، إن ديمبسي، الذي حضر إلى إسرائيل في زيارة وداع كونه سيترك منصبه قريبا، وجد نفسه مطالبا بتقديم «هدية وداع» لها، بدلا من أن يحظى بهدية كهذه. فراح المسؤولون السياسيون والعسكريون على السواء، يطالبونه بالتدخل لزيادة عدد الأسلحة المطلوبة، وذلك في سبيل تحقيق عدة أهداف، وهي: «تثبيت معادلة التفوق الإسرائيلي على خصوم تل أبيب مجتمعين، وتوفير ما تحتاجه إسرائيل لمجابهة حرب صاروخية تنطلق ضدها من عدة جبهات في آن واحد، الذين تدعمهم إيران، التي تشكل نفسها تهديدا شديدا لإسرائيل، وكذلك لمواجهة التسلح العربي، إذ أن الولايات المتحدة، وفي إطار محاولاتها تجنيد الدعم للاتفاق مع إيران في الدول الخليجية، وخصوصا السعودية والإمارات، سيتم تزويدها بصفقات أسلحة ومعدات حربية».
وكان الجنرال ديمبسي قد عقد لقاء توجيه في تل أبيب للمراسلين الذين رافقوه خلال زيارته لإسرائيل، أول من أمس، فكشف لهم أن «إسرائيل تريد ضمان، ليس فقط مساعدتنا لها من حيثُ الجودة، فالمفهوم السائد، هو أنّ الحجم هو الذي يقرر». ووفق أقوال رئيس أركان القوات المشتركة، فإن إسرائيل تسعى من خلال ما تطلبه من الولايات المتحدة، ليس فقط إلى تفوقها على الدول العربية من حيثُ الجودة: «إنما تريد أن تتفوق عليهم أيضا من حيثُ الكميات». وأكد ديمبسي أنه لم يقدم خلال الزيارة، وعودا تتعلق بتزويد الأسلحة والوسائل القتالية. ومع ذلك، أفاد بشكل عام بأن البنتاغون سيواصل التعاون مع إسرائيل بهدف تعزيز قوة جيشها. ووعد بأنه لا يؤدي الاتفاق مع إيران لأي أذى لأمن إسرائيل، وأن لا يتغير توازن القوى بين إسرائيل والدول العربية، حتى بعد تزويد هذه الدول بأسلحة جديدة ومتطورة.
يذكر أن ديمبسي وصل إلى إسرائيل في خامس زيارة له كرئيس للأركان. وقد التقى أمس، مع كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس رؤوبين رفلين، ومع وزير الدفاع، موشيه يعالون، ورئيس الأركان، غادي آينزقوط، وحرص على طمأنتهم بأن وقفة بلاده مع إسرائيل والتزامها بأمنها تتجاوز الصداقة العادية ولا تتأثر من الخلافات السياسية بين القيادتين.
وكان موشيه يعالون، قد ألقى محاضرة أمام مؤتمر هرتسليا للحصانة القومية، تحدث فيها عن «الواقع الاستراتيجي في المنطقة»، وذلك قبيل لقائه مع ديمبسي. فقال: إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين وهو على قيد الحياة. وأضاف يعالون: «يؤسفني، وبناء على تجربتي الكبيرة، القول: إنني لا أرى اتفاقا مستقرا سيتم توقيعه وأنا على قيد الحياة، وأنا أنوي العيش لفترة أخرى. من الواضح أن التهديد التقليدي تقلص، لكن تهديد الصواريخ والإرهاب كبير، وهناك السعي إلى التسلح النووي، لكن أكثر سلاح يتم استخدامه اليوم هو سلاح نزع الشرعية عن إسرائيل». وقال يعالون: «الأنباء الجيدة هي أنهم يئسوا من طريق الإرهاب، ولا يسود خطر تعرضنا لاجتياح عسكري عربي، كما أننا عثرنا على رد جيد للإرهاب والصواريخ، رغم أنه ليس مطلقا».
وتطرق يعالون إلى الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والقوى العظمى، فطرح علامة استفهام حول إمكانية توقيعه في الوقت المحدد، في الثلاثين من يونيو (حزيران) الجاري. وقال: «إنه سواء تم توقيعه في 30 يونيو أو بعده، من الواضح أن الجانب الغربي معني بالاتفاق. وبالنسبة لإسرائيل هذا اتفاق سيئ فعلا. فبعد اتفاق كهذا سنحصل على نظام إيراني يتمتع بقدرات العتبة النووية، التي ستسمح له بتحقيق الاختراق وإنتاج القنبلة، ولو بعد سنة».
وأضاف أن إيران هي العامل المسيطر والقائد في سوريا، وحزب الله هو المتواجد في طليعة الحرب الأهلية هناك. وقال: حزب الله ينشغل في الحرب داخل سوريا، وقد خسر أكثر من ألف عنصر وأصيب خمسة أضعاف هذا العدد من عناصره، ولكن هناك أمرا ينبغي معرفته. فمن هو الزعيم الحقيقي هناك. إنه ليس لبنانيا، وإنما إيراني. وتطرق يعالون إلى ما يحدث في غزة، وقال: إن «قطاع غزة اليوم متعلق بإسرائيل، فالطريق إلى مصر مغلق، والأنفاق أيضا، ونحن نعتبر طريق غزة الوحيد إلى الخارج».
يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي
إسرائيل تطلب من ديمبسي زيادة الأسلحة نوعاً وكماً كـ«هدية وداع»
يعالون: حزب الله خسر أكثر من ألف عنصر ولن تقوم دولة فلسطينية في حياتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة