بعد إغلاق «كورونا»...كيف تساعد أطفالك في تكوين الصداقات؟

أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس «كورونا» في الصين (أرشيفية - رويترز)
أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس «كورونا» في الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

بعد إغلاق «كورونا»...كيف تساعد أطفالك في تكوين الصداقات؟

أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس «كورونا» في الصين (أرشيفية - رويترز)
أطفال يرتدون الأقنعة الواقية للحماية من فيروس «كورونا» في الصين (أرشيفية - رويترز)

لم تهيئ السنوات القليلة الماضية للوباء ظروفاً مثالية لأطفالنا لتكوين صداقات أو تعميقها.
في البداية، كانت هناك عزلة جسدية، وهي عائق واضح لبناء الاتصال أو الحفاظ عليه. ثم انتقلنا إلى الالتزام في سياسات كل أسرة بشأن فيروس «كورونا». بالتأكيد، أطفالنا يريدون التسكع، ولكن الظروف كانت صعبة بما يكفي للإبقاء على اتصال مع الأصدقاء القدامى، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ومع تخفيف القيود المرتبطة بالفيروس، أصبح الكثير من الآباء ومقدمي الرعاية أكثر ليونة، ولكن بحلول ذلك الوقت كان الأطفال غير جاهزين للعودة للحياة الاجتماعية. ربما كان لديهم أصدقاء، ولكن من وجهة نظر الوالدين، كان هناك شيء مفقود: علاقة قوية يتذكرونها من صداقات طفولتهم.
وقالت أنيا كامينتز، مراسلة تربوية ومؤلفة الكتاب القادم «العام المسروق: كيف غيّر فيروس (كورونا) حياة الأطفال وأين نذهب الآن»: «لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به حيال الانتكاسات الاجتماعية... الآن هناك بعض الخطوات الذي يجب القيام بها».
ويقول الخبراء إن الصداقات جزء أساسي من الطفولة. ليس فقط للأسباب الواضحة التي تجعل التواصل مع الآخرين شعوراً جيداً، ولكن أيضاً لأنها تخلق فرصاً تنموية مهمة تؤدي إلى أداء أفضل في المدرسة وفي الحياة.
الاحتمالات هي أن جميع أطفالنا يمكنهم استخدام القليل من المساعدة لإعادة بناء الروابط الاجتماعية مع دخولهم هذا العام الدراسي.
وقالت كارين فان أوسدال، كبيرة مديري الممارسات في «كاسل»، التعاونية من أجل التعلم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي: «بالنسبة للشباب، ترتبط مرحلة بناء هويتهم بشكل كبير بأقرانهم... الصداقات هي الأماكن التي يمكننا فيها تجربة أفكار جديدة، وممارسة مهارات اجتماعية جديدة، والتفرع من منطقة الراحة الخاصة بنا، ومشاركة مشاعرنا». وعلى الرغم من أهمية الروابط العائلية، فإن الأصدقاء يوفرون منفذاً اجتماعياً مهماً خارج الأسرة، حيث يمكن للأطفال الحصول على مساحة أكبر لمعرفة ذاتهم، على حد قولها.

فيما يلي بعض الطرق للتعامل مع هذا التحدي ومساعدة الأطفال في بناء الصداقات:
*البداية من الأساسيات
قالت فان أوسدال: «يحتاج الأطفال إلى ممارسة أشياء صغيرة، مثل التعريف عن أنفسهم. أشياء بسيطة مثل: (مرحباً، اسمي كذا... ما اسمك؟ هل تريد أن تلعب معي؟)». وأشارت إلى أنه من المهم مساعدتهم «في بداية المحادثة، كيف يتحدثون عن الاعتذار والمشاركة، وجعلهم يتدربون مع أسرهم أولاً».
*تحفيز الفضول
قال موريس جيه إلياس، أستاذ علم النفس في جامعة روتجرز في نيوجيرسي والمؤلف المشارك لكتاب «التربية العاطفية الذكية»: «أعتقد أن الآباء يمكن أن يساعدوا أطفالهم في تكوين صداقات أعمق من خلال طرح أسئلة عليهم حول أصدقائهم... أحد أسباب عدم عمق الصداقات هو أن الأطفال في كثير من الأحيان يركزون فقط على أنفسهم».
يمكن أن يحدث الفضول في العوالم الخيالية أيضاً. قال كامينتز: «اقرأ الكتب أو شاهد الأفلام معاً، ثم تحدث عن شعور الشخصية. إنها حقاً طريقة رائعة لإجراء محادثة حول المشاعر».
يمكنك أيضاً التحدث عن حياتك الخاصة، وهي ليست مثيرة مثل فيلم أو برنامج تلفزيوني ولكن لها قيمة مضافة تتمثل في كونها حقيقية. قالت فان أوسدال: «شارك بأمثلة عن مدى أهمية الصداقة بالنسبة لك، حتى يبدأ الأبناء في فهم قيمة الحفاظ على الصداقات بمرور الوقت».

*كن منفتحاً بشأن الأصدقاء المحتملين
عادة ما يميل الآباء ومقدمو الرعاية، سواء أدركنا ذلك أم لا، إلى التفكير فيمن هو الصديق المناسب للأطفال ومن ليس كذلك. تقترح كامينتز أن نوسع أفكارنا حول نوع الأصدقاء الذين قد يصنعهم أطفالنا، ومن أين قد يأتي هؤلاء الأصدقاء. وقالت: «سيكون أداء بعض الأطفال أفضل مع الأصغر سناً، وقد يكون أداء بعضهم أفضل مع الأطفال الأكبر سناً. كن داعماً لذلك أيضاً».
ومن المهم التأكد من أن أطفالك يعرفون أن كل شخص قد يكون صديقاً محتملاً. أوضحت كامينتز «يمكننا جميعاً التفكير في طرق لكيفية أن نكون حلفاء أفضل، وأن نعمل على أن يصبح الأطفال أكثر شمولاً مع الأشخاص الذين يختلفون عنهم مثل الذين يأتون من أعراق أو ديانات مختلفة».
* الوقت أمام الشاشات
قال إلياس: «الصداقات يمكن أن تتعثر في مرحلة اللعب الموازي لفترة طويلة بسبب الأجهزة الإلكترونية». اللعب الموازي، وهو أمر شائع عند الأطفال الصغار جداً، هو عندما يلعب الأطفال بجانب بعضهم البعض، ولكن لا يتفاعلون مع بعضهم البعض. قال أيضا إن هذا النوع من اللعب يجعل من الصعب التواصل من خلال المحادثة، وهي خبز وزبدة العلاقات الدائمة.
بالنسبة للأطفال الذين قد يحتاجون إلى جرعة صغيرة من الوقت الرقمي للمساعدة في الشعور بالراحة في التواصل الاجتماعي مرة أخرى، يقترح إلياس محاولة حثهم على ممارسة لعبة تحتاج للتواصل. قال: «تأكد من وجود تفاعل ومحادثة، وأنهم يعملون معاً على شيء ما».

*التمهل
سواء تم تشخيصهم سريرياً باضطراب القلق أو أنهم حساسون قليلاً للضغوط الاجتماعية للوباء، فهناك بعض الأطفال الذين سيحتاجون إلى مزيد من الدعم أو الإمساك باليد أكثر من غيرهم عندما يتعلق الأمر بإصلاح الصداقات وتكوينها. يقول الخبراء إن الشيء الأكثر أهمية هو أن تأخذ الأمر ببطء.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.