الغزيون يعودون إلى حياتهم مع كثير من الجراح والدمار

فتح المعابر وإدخال الوقود... و3 مليارات دولار لإعادة الإعمار

يتفقد أنقاض منزل عائلته الذي دمرته غارة إسرائيلية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (أ.ب)
يتفقد أنقاض منزل عائلته الذي دمرته غارة إسرائيلية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

الغزيون يعودون إلى حياتهم مع كثير من الجراح والدمار

يتفقد أنقاض منزل عائلته الذي دمرته غارة إسرائيلية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (أ.ب)
يتفقد أنقاض منزل عائلته الذي دمرته غارة إسرائيلية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (أ.ب)

عاد أهالي قطاع غزة لممارسة حياتهم اليومية، فوراً في أول يوم لانتهاء جولة المواجهة الأخيرة بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامي»، وكأن القطاع المحاصر والجريح متعطش للحياة، لكنهم استأنفوا حياتهم مع كثير من الوجع والألم ولملمة الجراح التي تركتها الغارات الإسرائيلية في ثلاثة أيام فقط. وكان على الغزيين في يومهم الأول بعد حرب قصيرة، استيعاب مرارة الفقد المفاجئ وهو شعور طالما اختبروه لكنه يبقى الأصعب، كما كان عليهم معاينة الأضرار الأخرى التي لا تحصى.
وقتلت إسرائيل 46 فلسطينياً خلال أيام المواجهة بينهم 11 طفلاً و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة، وفقاً لتقرير وزارة الصحة، وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل وجود حالات خطيرة في المشافي. وشيعت عائلات فلسطينية في غزة، الاثنين، فلذات أكبادهم الذين قضوا في وقت متأخر الأحد في آخر أيام الحرب، بما فيها جثمان الطفلة حنين وليد أبو قايدة (10 أعوام) التي قضت الثلاثاء متأثرة بجراحها. وقضى غزيون بقصف الطيران الإسرائيلي الذي استهدف منازل وبنايات في معظم الوقت.
وأظهرت إحصائية أولية أصدرتها وزارة الأشغال والإسكان بغزة، أن الاحتلال دمر خلال عدوانه على القطاع 18 وحدة سكنية دماراً كلياً، و71 بشكل جزئي غير صالح للسكن، و1675 جزئياً صالحاً للسكن. ويضاف إلى ذلك مئات المنازل التي دمرتها إسرائيل في حروب سابقة ولم يعد بناؤها حتى الآن. وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، إن قطاع غزة بحاجة إلى 3 مليارات دولار لإعادة الإعمار.
وبدون انتظار أي دعم دبت الحياة أمس في غزة، وعاد الموظفون إلى وزاراتهم وفتحت الأسواق والمحال التجارية أبوابها ودارت عجلة الاقتصاد المتعثر خصوصاً مع فتح سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة، بعد إغلاق استمر سبعة أيام متواصلة، لإدخال البضائع والمحروقات. وقالت اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع، إن سلطات الاحتلال أعادت فتح المعبر لإدخال البضائع والمحروقات وشاحنات محملة بالوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء في غزة. ويفترض أن يتم إدخال 30 شاحنة وقود لصالح محطة توليد الكهرباء بغزة، وشاحنات أخرى محملة بأعلاف وحبوب ومساعدات إنسانية.
وأعلن منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، اللواء غسان عليان، صباح الاثنين، عن إعادة فتح المعابر مع قطاع غزة لأغراض إنسانية، قائلاً إنه وفقاً لتقييم الوضع والهدوء الأمني ستتم إعادة فتح المعابر والعودة إلى حالة الروتين «الكاملة». مقابل ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سيبدأ في رفع القيود المفروضة على سكان التجمعات السكنية بالقرب من حدود غزة، وستتم إعادة فتح الطرق في المنطقة، ولن يُطلب من سكان التجمعات الحدودية أن يكونوا قريبين من منطقة محمية. كما تمت إعادة تشغيل القطارات. وفوراً عقدت الحكومة الفلسطينية جلسة خاصة، لدراسة نتائج الحرب على غزة وسبل دعم احتياجات القطاع الصحية والخدماتية، فيما أقرت لجنة متابعة العمل الحكومي التابعة لحماس في القطاع، مجموعة من التدخلات العاجلة لتقديم الإغاثة للمتضررين.
وعقدت اللجنة اجتماعاً طارئاً للبحث في تداعيات العدوان، تم خلاله إقرار مجموعة من التدخلات الحكومية العاجلة لتقديم الإغاثة للمتضررين، وإعطاء التوجيهات بسرعة الانتهاء من حصر وتقييم الأضرار في مختلف القطاعات، وتكليف الوزارات المختصة بالإعلان عنها. وأكدت نداء الاستغاثة الذي توجهت به للمجتمع الدولي خلال العدوان، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بدخول كل الاحتياجات اللازمة للقطاعات الخدماتية والإنسانية، وإنهاء جريمة العقاب الجماعي بحق مواطني قطاع غزة. وضمن القرارات التي اتخذتها اللجنة، صرف رواتب الموظفين بدءاً من يوم الأربعاء بنسبة 60 في المائة.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

اتهمت بلدية أم الفحم في إسرائيل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، التي يقف على رأسها وزير الأمن إيتمار بن غفير، بالتقصير في محاربة جرائم القتل، وموجة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، واعتبرت أن هذا التقصير هو السبب الرئيسي في استمرار وتفاقم الجريمة. وجاء بيان البلدية بعد مقتل الشاب مهدي حريري البالغ من العمر 19 عاما من سكان أم الفحم، بإطلاق النار عليه على طريق بالقرب من (الطبية)، وهو الحادث الذي أصيب فيه كذلك شاب عشريني من سكان برطعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة، وفي ضوء تحريض علني من صحيفة «الصوت اليهودي» التابعة لحزب «القوة اليهودية» الذي يتزعمه بن غفير، على أبناء أم الفحم في قضية الجريمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

اجتمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الجهود المبذولة بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، في تصريح يناقض فيه تصريحات رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن حركته جزء مهم من المحور الذي تقوده إيران في سوريا ولبنان واليمن. وجاء في تغريدة لأبو مرزوق على حسابه على «تويتر»: «نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني». وأضاف مسؤول مكتب العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحركة «حماس»: «نشكر كل من يقف معنا مساعداً ومعيناً، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأمم المتحدة ستحيي الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني لأول مرة، في 15 مايو (أيار) المقبل. كلام عباس جاء خلال إفطار رمضاني أقامه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط)، مساء السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا». وشارك في الإفطار قادة ومسؤولون فلسطينيون، ورجال دين مسلمون ومسيحيون، وعدد من السفراء والقناصل، وعائلات شهداء وأسرى وجرحى. وبحسب «وفا»، طالب عباس «الفلسطينيين في كل مكان بإحياء الذكرى 75 للنكبة، لأنه لأول مرة، لا يتنكرون (الأمم المتحدة) فيها لنكبتنا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

مُسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان

أحد المنازل المهدَّمة جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان 17 فبراير 2025 (أرشيفية-أ.ب)
أحد المنازل المهدَّمة جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان 17 فبراير 2025 (أرشيفية-أ.ب)
TT

مُسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان

أحد المنازل المهدَّمة جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان 17 فبراير 2025 (أرشيفية-أ.ب)
أحد المنازل المهدَّمة جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان 17 فبراير 2025 (أرشيفية-أ.ب)

استهدفت مُسيّرة إسرائيلية، اليوم الأربعاء، سيارة عند رأس الناقورة في جنوب لبنان.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، اليوم، أن «مُسيّرة مُعادية استهدفت سيارة عند رأس الناقورة»، مشيرة إلى توجه فريق من الدفاع اللبناني إلى المنطقة.

وكان شخص قد قُتل جراء غارة إسرائيلية، أمس الثلاثاء، استهدفت سيارة في بلدة رشكنانية في قضاء صور بجنوب لبنان.

يُذكر أنه دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أن تنسحب إسرائيل بعد 60 يوماً من الأراضي اللبنانية، ومدَّدت مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الماضي، ولم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق، ولا تزال قواتها موجودة في خمس نقاط بجنوب لبنان.