«شارع الأشراف»... متحف قاهري مفتوح للأضرحة التاريخية

بدء تطوير خدمات المنطقة وترميم الأبنية

شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
TT
20

«شارع الأشراف»... متحف قاهري مفتوح للأضرحة التاريخية

شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)

بدأت مصر مشروعا لتحويل شارع الأشراف إلى متحف مفتوح ومسار لزيارة الأضرحة الشهيرة بالقاهرة التاريخية، بما يعطي الشارع التاريخي فرصته للكشف عن المزيد من أسراره وثراء معالمه التراثية من مساجد تاريخية وأضرحة شهيرة؛ مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة، ويضيف عوامل جذب جديدة للسياحة الدينية التي تجذب المصريين والأجانب على السواء.
ويهدف المشروع الذي تنفذه وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة إلى إبراز قيمة المناطق التاريخية والأثرية وعودة القاهرة لسابق عهدها كمنارة تاريخية تشع بتاريخها العريق، وانعكاس ذلك على جذب السياحة الداخلية والخارجية، ويتضمن خطة ترميم وتطوير لتحويل شارع الأشراف بحي الخليفة (جنوب القاهرة) إلى نموذج ثان لشارع المعز بالقاهرة التاريخية، ومحاكاة عصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيلها واستحضار الصورة الذهنية لجميع العناصر، تماشيا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر، وبمواصفات عالمية مع الحفاظ على الهوية البصرية للمشروع.
وبدأ المشروع بتطوير البنية التحتية للمنطقة ومعالجة مشكلات المياه الجوفية وفق ناجي حنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروع يتضمن تطويرا شاملا للمنطقة والشارع من خلال إحلال وتجديد مرافق المياه والصرف الصحي ورصف الأرضيات، ونظم إضاءة تراثية، وطلاء واجهات المنازل السكنية بألوان تتناسب مع روح وعبق العصر الفاطمي، إضافة إلى تطوير الآثار والمساجد والأضرحة الموجودة بالشارع».

كما تجري عمليات ترميم كاملة للعديد من البنايات التراثية بالشارع الذي يتوقع أن يتم افتتاحه قريبا، وقال حنفي: «يتضمن التطوير أيضا إنشاء بازارات سياحية وساحات انتظار للسيارات، واستخدام الفراغات العامة بالشارع للحفاظ على روح وعبق القاهرة التاريخية، كما تم الانتهاء من إنشاء مسجد جديد باسم السيدة رقية، وتم تسليمه إلى وزارة الأوقاف، حيث سيكون جزءا من افتتاح مشروع تطوير الشارع».
وتشكل عملية التطوير نقلة نوعية لشارع الأشراف التاريخي ليتحول إلى مسار لزيارة أضرحة آل البيت، حيث يبدأ المسار من مسجد السيدة نفيسة وحتى مسجد السيدة زينب مروراً بعدد من المساجد والأضرحة، والعديد من المزارات والبنايات التاريخية.
يعود تاريخ شارع الأشراف إلى العصر المملوكي، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان الأشرف خليل بن المنصور قلاوون، حيث تم تغيير الاسم من الأشرف إلى الأشراف، حيث يضم عدداً كبيراً من مقامات وأضرحة ومشاهد آل البيت، منها مسجد وضريح السيدة نفيسة، ومسجد وضريح السيدة زينب، وقبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، والذي أنشئ عام 1388 ميلادية، ومقام فاطمة خاتون الذي يعود إلى عصر المماليك البحرية، ومشهد السيدة رقية ابنة الإمام علي، ومقام السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين، كما يضم الشارع آثاراً متنوعة، منها مقام ينسب إلى ابن سيرين مفسر الأحلام، وحمام السلطانة الشهيرة شجرة الدر، التي لقيت مصرعها بين جدرانه.
وتمثل الأبنية الأثرية الموجودة في الشارع طرزاً متنوعة من فنون العمارة الإسلامية وفقا للدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الآثار المتنوعة بشارع الأشراف تبرز طرزا وأنماطا مختلفة من فنون العمارة الإسلامية، ومنها العمارة الدينية التي حظيت باهتمام وازدهار كبير في العصر المملوكي ويغلب عليها روحانية التصاميم».
ويشير الكسباني إلى أن «أضرحة آل البيت حظيت باهتمام خاص في العمارة وفنونها على مر العصور، كما تنوعت أشكالها وطرزها ما بين مشاهد ومقامات، وقباب فردية أو متعددة، وتشكل جميعها ملامح تطور عمارة الأضرحة والعمارة الدينية، وكل منها يعكس تطور وتنوع فنون العمارة الإسلامية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


ما «حاجة رمضان» التي «تُرهق» ميزانية أسر مصرية؟

كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
TT
20

ما «حاجة رمضان» التي «تُرهق» ميزانية أسر مصرية؟

كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)

حين توجهت فاطمة عبد الفتاح (على المعاش) إلى السوبر ماركت في أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة، قبل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان، لم تتخيل الزحام الذي وجدته في المكان، حتى إنها لم تجد سيارة تضع فيها السلع التي تشتريها من داخل المحل الكبير، وفق قولها.

«ذهبت لإحضار مستلزمات المنزل لشهر رمضان، على الأقل الأيام الأولى من الشهر، حتى لا أضطر للنزول مرة أخرى في بدايات الشهر»، هكذا توضح السيدة المصرية سبب شرائها كميات من الأطعمة والمواد الغذائية التي اشتهر بها شهر رمضان في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

وتشهد الأيام الأخيرة قبل حلول شهر رمضان في مصر زحاماً كبيراً لشراء السلع الغذائية ومستلزمات رمضان التي تسميها بعض الأسر «حاجة رمضان». وتتنوع هذه السلع بين اللحوم والمواد التموينية من جهة، وكذلك الياميش والتمر والقطائف والكنافة من جهة أخرى.

ويرى الخبير الاقتصادي محمود العسقلاني، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، أن «حاجة رمضان هي عادة مصرية يلتزم بها كثير من الأسر المصرية، خصوصاً من الطبقة المتوسطة حتى يتفرغوا للراحة والعبادة في أول أيام الشهر الفضيل».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «الأيام الأخيرة قبل رمضان يمكن أن تجد شخصاً يشتري شيكارة سكر، نحو 10 أو 12 كيلوغراماً، في الأيام العادية لا يشتري سوى كيلو أو اثنين، لكن لأن السكر مهم في صناعة الحلويات والكنافة والقطائف التي يهواها المصريون في رمضان يتم شراء مخزون كبير منه، وهكذا من السلع الأخرى مثل الياميش والتمر وقمر الدين وخلافه».

وصل حجم واردات مصر من «ياميش رمضان» الذي يتضمن المكسرات والتمر وقمر الدين وغيره من السلع، إلى 140 مليون دولار في عام 2024، وفق تصريحات صحافية سابقة لمسؤول بغرفة القاهرة التجارية، لافتاً إلى انخفاض الكميات في العام الجديد 2025 بسبب ارتفاع الأسعار العالمية لمكونات الياميش.

أنواع من التمور والياميش تنتشر في السوق المصرية (الشرق الأوسط)
أنواع من التمور والياميش تنتشر في السوق المصرية (الشرق الأوسط)

ويرى مهندس الكومبيوتر محمد السعيد (39 عاماً) أن السبب الرئيسي للزحام على المحلات وشراء الناس لما يطلقون عليه «حاجة رمضان»، هو أن «الكثير من المحلات الكبرى تقدم خصومات وعروضاً كبيرة على السلع، فيسعى كثيرون للاستفادة منها، وفي الوقت نفسه يجهزون مؤونة بعض أيام الشهر، دون أن يشغلوا بالهم بالتسوق مرة أخرى في فترة قريبة».

وتراوحت أسعار مكونات الياميش بحسب الأصناف؛ فسعر كيلو اللوز يتراوح بين 480 إلى 600 جنيه، (الدولار يساوي 50.66 جنيه مصري)، بينما يصل سعر كيلو الكاجو إلى 800 جنيه، وكيلو البندق المقشر إلى 680 جنيهاً، وتتراوح أسعار الزبيب ما بين 30 إلى 70 جنيهاً للكيلو، أما البلح فيتراوح سعره بين 20 إلى 90 جنيهاً للكيلو، بحسب إفادة لشعبة العطارين بالغرف التجارية في القاهرة.

وأشار العسقلاني إلى أن «السلع موجودة في معارض (أهلاً رمضان) و(سوق اليوم الواحد) التي تتيح السلة الغذائية بأقل سعر ممكن، وبأسعار أقل عن الأسواق الخاصة، بخصومات تصل لنحو 30 في المائة، ويمكن أن تكون مسألة الإتاحة هذه ساهمت في زيادة هذه الظاهرة وإقبال الناس على شراء السلع المختلفة أو (حاجة رمضان)».

وتوضح أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس بالقاهرة، الدكتورة سامية خضر صالح، أن «الناس اعتادوا على شراء حاجيات رمضان قبل حلول الشهر بفترة؛ حتى لا يُفاجأوا بنقص في مواد معينة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف شراء بعض الأسر للسلع بكميات كبيرة يؤدي إلى إهدار أو فساد هذه السلع، فبعض الناس يشترون كميات كبيرة لتنظيم ولائم أو عزومات عائلية ويصنعون طعاماً يفيض عن الحاجة، ويضطرون للتخلص من بعضه».

وعلى الرغم من تحذيرها من الإسراف والتبذير في الشهر الكريم، تشير سعاد إلى أن «البعض يحب الاحتفاظ بكميات كبيرة من السلع لكفاية بيته لعدة أيام في رمضان أو للتصدق بها على الفقراء في الحي الذي يعيش فيه».