قالت كوريا الشمالية إن جميع مرضى الحمى تعافوا فيما يمثل نهاية للموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا، وإنها لم تسجل أي «إصابة بالحمى» لليوم السابع على التوالي في البلاد، لكن محللين قالوا إن هناك تحديات لا تزال قائمة مع تفاقم المصاعب الاقتصادية والخطر الذي يواجه السكان غير المطعمين إذا عاد المرض للانتشار في المستقبل.
ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، الجمعة، أنه «لم يتم الإبلاغ عن حالات حمى جديدة في الأسبوع الماضي، وتعافى كل من تلقوا العلاج». وأفادت بأن «وضع مكافحة الوباء... دخل مرحلة مؤكدة من الاستقرار». وبدلاً من التباهي بالنجاح، قالت بيونغ يانغ إنها «ستضاعف جهودها للحفاظ على الكمال في تنفيذ سياسات الدولة لمكافحة الجائحة».
ولم تؤكد الدولة المنعزلة قط عدد الأشخاص الذين أصيبوا بـ«كوفيد – 19»، ويبدو أنها تفتقر إلى لوازم إجراء الفحوص. لكنها قالت إن نحو 4.77 مليون مريض بالحمى تعافوا تماماً وتوفي 74 منذ أواخر أبريل (نيسان)، ولم تسجل أي حالات حمى جديدة منذ 30 يوليو (تموز).
وتستخدم السلطات الكورية الشمالية مصطلح الإصابة بـ«حمّى» للإشارة إلى المصابين بـ«كوفيد – 19»، بسبب نقص في فحوص الكشف عن المرض، وفق تقارير.
ولطالما تباهت كوريا الشمالية، إحدى أوائل دول العالم التي أغلقت حدودها في يناير (كانون الثاني) 2020 بعد ظهور «كوفيد – 19» في الصين المجاورة، بقدرتها على احتواء الفيروس.
وأعلنت كوريا الشمالية تسجيل أول إصابة بـ«كوفيد – 19» على أراضيها في 12 مايو (أيار)، وفعّلت «أقصى نظام للوقاية من الجائحة في حالات الطوارئ»، مع إشراف الزعيم كيم جونغ أون نفسه على استجابة الحكومة.
في علامة على تراجع انتشار المرض، استضاف حزب العمال الحاكم حدثاً كبيراً دون إلزام الحضور بوضع الكمامات في أواخر يوليو؛ حيث دعا المئات من قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحرب الكورية.
وصُنف النظام الصحي الكوري الشمالي في المرتبة 193 من أصل 195 دولة في دراسة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز الأميركية العام الماضي. وتفتقر مستشفيات كوريا الشمالية إلى التجهيزات وتضمّ عدداً قليلاً من وحدات العناية المركّزة.
وقالت الخبيرة في الدراسات الكورية الشمالية آن تشان – إيل، لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الصعب تصديق دولة تقول إن العدد المؤكد من المرضى أصبح فجأة صفراً». وأضافت: «يبدو من الصائب أن نقول إن كوفيد مستخدم أيضاً لإبراز الدور القيادي لكيم جونغ أون وتعزيز (شعور) الوفاء له، مهما كانت الحقيقة، مثلما تُستخدم الأسلحة العسكرية والبرامج النووية».
في نهاية مايو، أشارت وكالة الأنباء المركزية الحكومية إلى إحراز «تقدم» في تشخيص وعلاج المرضى بـ«كوفيد – 19»، لكن الخبراء شككوا في هذا الادعاء بالاستناد إلى فشل البنى التحتية الصحية في البلاد وعدم تلقي السكان لقاحاً مضاداً لـ«كوفيد – 19».
وشكك مسؤولون وخبراء طبيون في كوريا الجنوبية في هذه الأرقام، خصوصاً عدد الوفيات. واعتبر الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو جين، أن تأكيد بيونغ يانغ أنها تسيطر على تفشي الجائحة يبدو «موثوقاً إلى حدّ ما». وأضاف أن الوضع يعود إلى طبيعته على ما يبدو، لأن «لا مؤشرات إلى تعزيز القيود على الحدود، ولم يُوجَّه أي طلب رسمي للمساعدة أو للحصول على معدات طبية إلى بكين ولا يزال الدبلوماسيون في مكانهم».
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الدوري الوطني لكرة القدم بدأ موسمه هذا الأسبوع بعد توقف دام ثلاث سنوات، وكذلك مسابقات السباحة واليخوت والبولينج.
بدوره، قال شين يونغ جيون، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هانيانغ في سيول، إنه على الرغم من أن ذروة موجة كوفيد الأولى ربما مرت، فإن عدد الوفيات المعلن شبه «مستحيل» وقد يكون هناك ما يصل إلى 50 ألف حالة وفاة.
وقال وزير الوحدة الكوري الجنوبي كون يونغ سي، المسؤول عن شؤون ما بين الكوريتين، هذا الأسبوع، إن هناك «مشكلات مصداقية» في بيانات بيونغ يانغ، لكن وضع كوفيد بدا «تحت السيطرة إلى حد ما»، حسب رويترز.
وبدا أن معظم المباريات تقام من دون متفرجين، لكن صورة لمباراة تايكوندو نشرتها يوم الاثنين صحيفة رودونج سينمون الرسمية أظهرت جمهوراً يضع كمامات ويجلس على مقاعد متباعدة.
ويقول بعض المحللين إن التحديات المتعلقة بالاقتصاد والأمن الغذائي والصحة العامة لا تزال قائمة، ويمكن أن تتفاقم إذا عادت العدوى كما في الدول الآسيوية المجاورة مع انتشار متحورات «أوميكرون» الفرعية.
ولم يرفع الزعيم كيم جونغ أون بعد القيود الصارمة المفروضة على الحركة، ولا تزال الحدود مع الصين مغلقة مع عدم سفر أي من المسؤولين إلى الخارج وبقاء البعثات الدبلوماسية في بيونغ يانغ خالية.
وقال تشونغ سونغ تشانغ، الباحث الكبير في معهد سيجونغ، إن انتشار المرض في كوريا الشمالية ربما كان أقل حدة من المتوقع، وربما شملت حالات الحمى المعلن عنها أعداداً كبيرة من المصابين بأوبئة موسمية مختلفة.
وقالت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية، في مايو، إن بعض الأمراض التي تنقلها المياه مثل التيفود أو الكوليرا كانت منتشرة بالفعل في الشمال قبل تفشي «كوفيد».
كوريا الشمالية تؤكد شفاء جميع مرضى «كوفيد – 19» لديها
كوريا الشمالية تؤكد شفاء جميع مرضى «كوفيد – 19» لديها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة