هل تعقّدت الأزمة الليبية بعد مغادرة ويليامز؟

البعثة الأممية تعود للبحث عن حلول لـ«المسار الدستوري»

لقاء سابق للقائم بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زنينغا بعمداء بلديات (البعثة)
لقاء سابق للقائم بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زنينغا بعمداء بلديات (البعثة)
TT

هل تعقّدت الأزمة الليبية بعد مغادرة ويليامز؟

لقاء سابق للقائم بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زنينغا بعمداء بلديات (البعثة)
لقاء سابق للقائم بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زنينغا بعمداء بلديات (البعثة)

بعد أيام من رحيل المستشارة الأممية سيتفاني ويليامز، عن ليبيا، بدا لكثير من السياسيين في البلاد أن الأزمة المستعصية التي تراوح مكانها منذ عِقد وأكثر «آخذةٌ في التعقيد، وربما ستطول لفترة إضافية»، لكون الدبلوماسية الأميركية المحنّكة، كانت قد قطعت شوطاً معقولاً باتجاه الحل، قبل أن تغادر منصبها كمستشارة للأمين العام للأمم المتحدة.
ومكمن الخوف لديهم، يتمثل في أن ويليامز أسهمت على مدار أكثر من عام ونصف العام في إيجاد سبيل لتطبيق المسارات التي نص عليها «اتفاق جنيف»، السياسية والأمنية والاقتصادية، تمهيداً لإجراء الاستحقاقات الانتخابية المطلوبة، ومن ثمّ الإبقاء على هدنة وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد من دون اختراق.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهتها أطراف سياسية للمستشارة الأممية السابقة، وتحميلها مسؤولية تعثر التوصل إلى توافق على المرتكزات الدستورية اللازمة للانتخابات المرتقبة، فإن هناك من يرى أن الأزمة الليبية «في طريقها لمزيد من التعقيد، إن لم تستدرك الأمم المتحدة الفجوة التي تركتها ويليامز، وتسارع بتعيين مبعوث جديد ينهض بأعباء الملف».
وللعلم فإن جميع جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لتعيين مبعوث جديد خاص له في ليبيا، اصطدمت خلال الأشهر الماضية بالرغبات المتعارضة لكثير من الدول في مجلس الأمن الدولي، ومناكفاتهم السياسية لإجهاض هذا الإجراء.
غير أن الأمين العام، وهو يثني على الفترة التي أمضتها ويليامز في ليبيا، جدد التزام المنظمة الأممية بدعم «عملية يقودها الليبيون ويملكون زمامها لمواجهة التحديات المتبقية وضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن».
ورأى غويتريش، فيما نقله عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، مطلع الأسبوع الماضي، أن ويليامز «أسهمت إسهاماً بالغ الأهمية في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، واعتماد (ملتقى الحوار السياسي) الليبي لخريطة الطريق السياسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وفي تحقيق مستوى غير مسبوق من الإجماع في اللجنة المشتركة بين مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) بشأن الإطار الدستوري للانتخابات».
وأمام مخاوف بعض الليبيين من ازدياد الجمود السياسي على خلفية مغادرة ويليامز منصبها، سارع ريزدون زينينغا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بلقاء بعض القوى السياسية في أنحاء ليبيا «لجمع خيوط الأزمة في يد البعثة» مجدداً، واستكمال ذات المسار الذي مضت فيه المستشارة السابقة، وفق وصف أحد السياسيين الليبيين لـ«الشرق الأوسط».
وخلال لقائه مع نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، أكد زينينغا ضرورة «رسم مسار للانتخابات في أقرب وقت ممكن بناءً على (إطار دستوري) توافقي».
وجددت البعثة، في بيان مساء (الخميس)، «التزامها بدعم ليبيا لتجاوز الانقسامات السياسية الحالية في هذا الوقت الحرج؛ واستئناف المسار نحو الاستقرار تماشياً مع خلاصات مؤتمري (برلين وباريس)، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وفور مغادرة المستشارة الأممية السابقة، التقى القائم بأعمال رئيس البعثة عمداء بلديات زوارة ومصراتة وسوق الجمعة وتاجوراء وصرمان والزنتان، وهم يمثلون عمداء أكثر من 130 بلدية في ليبيا، وأكد لهم أن الأمم المتحدة «تمضي في مسار واضح لإجراء الانتخابات كأولوية قصوى».
ونقلت البعثة عن العمداء «رغبة الشعب القوية في اختيار قادته ومؤسساته عن طريق الانتخابات، بالإضافة لضرورة تنظيم الانتخابات في أقرب وقت».
كما التقى القائم بأعمال رئيس البعثة في بنغازي، أعضاء اللجنة العسكرية (5+5) التابعين لـ«الجيش الوطني» الليبي، وحثهم على مواصلة الجهود في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية، بعد أن ناقش معهم الآراء حول تبعات الانسداد السياسي الراهن على الوضع الأمني في البلاد.
تحركات زينينغا، في ليبيا، ونشاطه الملحوظ، لم تخفف من حدة مخاوف ليبين كثيرين من «إطالة فترة الانشقاق السياسي، وتوسيع هوّة الانقسام، ومن ثم فشل ما حققته البعثة الأممية من تقدم عبر المسارين السياسي والأمني، والدخول في دوامة جديدة قد تُفضي للعودة إلى النزاع المسلح».
وكان يُفترض أن تلتئم لجنة «المسار الدستوري» المكونة من مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» عقب عيد الأضحى الماضي، لاستكمال التوافق حول ما تبقى من النقاط الخلافية التي تم ترحيلها من لقاءات (القاهرة وجنيف)، لكنّ الانقسام السياسي والنزاع على رئاسة الحكومة، واستقالة ويليامز، أجّل هذا اللقاء إلى موعد غير معلوم.
وسبق وقالت ويليامز إنه «لا يمكن التغلب على الجمود السياسي الحالي وأزمة السلطة التنفيذية المتكررة إلا من خلال إقرار إطار دستوري توافقي يحدد محطات واضحة، ويؤسس للعقد بين الحاكم والمحكوم، ويضع ضوابط لإنهاء الفترة الانتقالية من خلال الانتخابات الوطنية».
وعلّقت ويليامز، قبل مغادرة منصبها، الجرس في رقبة القادة الليبيين، وقالت إن «عليهم مسؤولية تجاه مواطنيهم والأجيال القادمة لتقديم التنازلات التاريخية اللازمة لإتاحة الفرصة لتحقيق الإنجاز المنشود».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

النائب العام الليبي يأمر بحبس عمدة درنة وآخرين على خلفية كارثة الفيضانات

TT

النائب العام الليبي يأمر بحبس عمدة درنة وآخرين على خلفية كارثة الفيضانات

مشهد جوي يظهر سريان المياه في بقايا أحد المواقع التاريخية في مدينة درنة الليبية بعد كارثة الفيضان (أ.ف.ب)
مشهد جوي يظهر سريان المياه في بقايا أحد المواقع التاريخية في مدينة درنة الليبية بعد كارثة الفيضان (أ.ف.ب)

قرر النائب العام الليبي، اليوم الاثنين، حبس عميد بلدية درنة احتياطياً ومسؤولين آخرين، في التحقيق في انهيار سدين في درنة، وما تلا ذلك من فيضانات عارمة أودت بحياة الآلاف وتسببت في دمار واسع.

وقال مكتب النائب العام الليبي، عبر صفحته على «فيسبوك»، إن التحقيقات في الكارثة التي ضربت البلاد وجدت أن «عميد بلدية درنة لم يستحضر ما يدفع عنه واقع إساءة استعمال سلطة وظيفته وانحرافه عن موجبات ولاية إدارة الأموال المخصصة لإعادة إعمار مدينة درنة وتنميتها».

كما قررت لجنة التحقيق في كارثة درنة أن تحبس احتياطياً رئيس «هيئة الموارد المائية» السابق، وخلفه ومدير إدارة السدود، وسلفه ورئيس قسم السدود بالمنطقة الشرقية، ورئيس «مكتب الموارد المائية» في درنة، كما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت لجنة التحقيق إن هؤلاء المسؤولين جرى اتهامهم «بإساءة إدارة المهامّ الإدارية والمالية المنوطة بهم، وأسهمت الأخطاء التي ارتكبوها في وقوع كارثة فقْد ضحايا الفيضان وإهمالهم اتخاذ وسائل الحيطة من الكوارث وتسبُّبهم في خسائر اقتصادية لحقت البلاد».

وكان الإعصار دانيال قد ضرب شرق ليبيا، مما أدى إلى سيول انهار على أثرها سدا وادي درنة وأبو منصور، مما تسبَّب في مقتل الآلاف بفعل المياه المتدفقة من السدَّين، ودمار كبير لمدينة درنة.


تجدد الاشتباكات في دارفور... وقصف مدفعي وجوي في الخرطوم


أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش في أبريل (رويترز)
أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش في أبريل (رويترز)
TT

تجدد الاشتباكات في دارفور... وقصف مدفعي وجوي في الخرطوم


أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش في أبريل (رويترز)
أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش في أبريل (رويترز)

قالت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم (الأحد)، إنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش من طراز «ميغ» في العاصمة الخرطوم. وأضافت قوات الدعم السريع، في بيان، أن الطائرة كانت «تقصف» مناطق سكنية في العاصمة بالبراميل المتفجرة. ولم يصدر بعد تعليق من الجيش على بيان «الدعم السريع». وانزلق السودان إلى هاوية القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.

وتجددت الاشتباكات، اليوم (الأحد)، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثاني أكبر المدن السودانية.

وقال شهود تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الاشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» دارت في حي النهضة، وجرى فيها استخدام الطائرات المُسيرة.

وذكرت هيئة محامي دارفور، في بيان، اليوم (الأحد)، أن 18 شخصاً لقوا حتفهم في محلية كبم، جنوب دارفور، خلال الاشتباكات في الأيام الماضية بين مجموعتين من القبائل العربية المساندة لقوات الدعم السريع. وناشد البيان قبيلتي السلامات والبني هلبة بإيقاف إزهاق الأرواح.

كما طالب البيان قوات الدعم السريع بإيقاف نشاط العناصر المسلحة، التي ترتدي زيها وتستغل مركباتها في المناطق التي تشهد الصراعات الدامية بمحلية كبم.

وفي الخرطوم، أبلغ سكان وكالة أنباء العالم العربي بأن أعمدة الدخان تصاعدت جراء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع حول محيط القيادة العامة للجيش في شرق الخرطوم والقصر الجمهوري والسوق العربية بوسط المدينة، وأشاروا كذلك إلى ارتفاع أعمدة الدخان في أحياء جبرة والصحافة بجنوب الخرطوم جراء القتال.

وأكد السكان أن الجيش نفذ قصفاً بالمدفعية من منطقة وادي سيدنا العسكرية في شمال أم درمان باتجاه مواقع لقوات الدعم السريع في جنوب وغرب المدينة وفي الأحياء الغربية لضاحية الثورة بشمال أم درمان.

واستهدف القصف المدفعي كذلك أهدافاً لقوات الدعم السريع في الأحياء الجنوبية الشرقية للخرطوم وشمال مدينة الخرطوم بحري وشرق النيل، بحسب السكان.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الأحياء الغربية لضاحية الثورة شمال أم درمان. وتشكل أم درمان وبحري والخرطوم العاصمة السودانية الأوسع على جانبي نهر النيل.

وقال وليد فتحي، وهو أحد سكان شمال أم درمان، لوكالة أنباء العالم العربي، إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في المنطقة.

وأوضح أن الجيش يستخدم ضربات مدفعية مكثفة على المنطقة التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع منذ نحو 3 أسابيع، ما تسبب في وقوع ضحايا وسط السكان وهدم بعض المنازل.

وأضاف: «في كل يوم تتساقط دانات ومقذوفات بشكل عشوائي، آخرها كان أمس، وأدت إلى مقتل 4 من سكان المنطقة، بينهم طفلان، وإلى دمار جزء كبير من المنازل بسبب القصف».

وأكد أن السكان الموجودين في المنطقة يواجهون معاناة كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية، وقال: «معظم المتاجر والمخابز أغلقت أبوابها بسبب استمرار الاشتباكات وإغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة بحواجز وكتل ترابية من قبل طرفي الصراع»، مشيراً إلى أن الذين يريدون مغادرة المنطقة لا يجدون وسيلة تقلهم سوى عربات تجرها الدواب، في غياب وسائل النقل بسبب الاشتباكات وندرة الوقود.

وفي وسط أم درمان، أفاد شهود بأن الجيش شن ضربات جوية بطائرات مُسيرة على مواقع تابعة لـ«الدعم السريع».

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


مصر: انتهاء جولة مفاوضات «سد النهضة» دون تقدم يذكر

صورة عامة لسد النهضة (أ.ف.ب)
صورة عامة لسد النهضة (أ.ف.ب)
TT

مصر: انتهاء جولة مفاوضات «سد النهضة» دون تقدم يذكر

صورة عامة لسد النهضة (أ.ف.ب)
صورة عامة لسد النهضة (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم وزارة الري المصرية، (الأحد)، انتهاء جولة التفاوض الجديدة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة «دون تحقيق تقدم يذكر».

وقال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، في بيان، إن جولة التفاوض، التي عُقدت في أديس أبابا «شهدت توجهاً إثيوبياً للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث»، وفق ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف البيان، أن أديس أبابا مستمرة في «رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، وكذا الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً، التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتَي المصب».

وأكد البيان، مواصلة الوفد المصري «التفاوض بجدية، بناءً على محددات واضحة، تتمثل في الوصول لاتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الذي يحفظ مصالح مصر الوطنية، ويحمي أمنها المائي واستخداماتها المائية، ويحقق في الوقت ذاته مصالح الدول الثلاث، بما في ذلك المصالح الإثيوبية المُعلنة».

وشدد البيان على أنه «بات من الضروري التحلي بالإرادة السياسية والجدية اللازمتَين للتوصل، بلا إبطاء، إلى اتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك في الإطار الزمني المتفق عليه بين الدول الثلاث بناءً على لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا» في يوليو (تموز) الماضي.

كما أكد البيان وجود عديد من الحلول الفنية والقانونية التي من شأنها التوصل «بلا إبطاء للاتفاق المنشود الذي يُراعي مصالح مختلف الأطراف».

كانت وزارة الخارجية الإثيوبية قالت، أمس، إن أديس أبابا ملتزمة بالتوصل إلى حل «ودي عبر المفاوضات» في المحادثات الجارية مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل سد النهضة.

واتفقت مصر وإثيوبيا على جولة جديدة من المفاوضات تستمر لأربعة أشهر، وذلك بعد لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على هامش قمة دول جوار السودان في القاهرة في يوليو.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي نجاح بلاده في إتمام الجولة الرابعة والأخيرة من ملء سد النهضة، في خطوة انتقدتها وزارة الخارجية المصرية وعدّتها «تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتَي المصب، وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي».


«الدعم السريع»: إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش في الخرطوم

تصاعد الدخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش السوداني أبريل الماضي (رويترز)
تصاعد الدخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش السوداني أبريل الماضي (رويترز)
TT

«الدعم السريع»: إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش في الخرطوم

تصاعد الدخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش السوداني أبريل الماضي (رويترز)
تصاعد الدخان فوق الخرطوم جراء الاشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش السوداني أبريل الماضي (رويترز)

قالت قوات «الدعم السريع» السودانية، اليوم (الأحد)، إنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش من طراز «ميغ» في العاصمة الخرطوم، وفق ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت «الدعم السريع» في بيان أن الطائرة كانت «تقصف» مناطق سكنية في العاصمة بالبراميل المتفجرة.

ولم يصدر بعدُ تعليق من الجيش على بيان «الدعم السريع».

وانزلق السودان إلى هاوية القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الخامس عشر من أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.


مصر تبحث التعاون العسكري مع «الناتو»

وزير الدفاع المصري محمد زكي يلتقي رئيس اللجنة العسكرية لحلف «الناتو» (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
وزير الدفاع المصري محمد زكي يلتقي رئيس اللجنة العسكرية لحلف «الناتو» (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
TT

مصر تبحث التعاون العسكري مع «الناتو»

وزير الدفاع المصري محمد زكي يلتقي رئيس اللجنة العسكرية لحلف «الناتو» (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
وزير الدفاع المصري محمد زكي يلتقي رئيس اللجنة العسكرية لحلف «الناتو» (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)

عقد وزير الدفاع المصري محمد زكي اجتماعاً، الأحد، مع روب باور رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ناقشا خلاله موضوعات ذات اهتمام مشترك والتعاون العسكري وتبادل الخبرات بين الجانبين.

وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية في بيان إن وزير الدفاع أشار إلى «توافق الرؤى حول مختلف القضايا والموضوعات بما يسهم في دعم ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة»، ونقل عن رئيس اللجنة العسكرية في «الناتو» إشادته «بالدور المحوري للدولة المصرية في تحقيق الأمن والاستقرار والتوازن بالمنطقة».

كما عبّر باور، وفق البيان المصري، عن «تطلعه لتعزيز آفاق التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية واللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي». وذكر المتحدث المصري أن رئيس أركان الجيش أسامة عسكر التقى أيضاً رئيس لجنة «الناتو» حيث بحثا علاقات التعاون في مختلف المجالات العسكرية.


رئيس النواب الليبي يطالب بـ«ملاحقة المُقصرين» في كارثة درنة

لقاء حفتر مع باتيلي فى بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع باتيلي فى بنغازي (الجيش الوطني)
TT

رئيس النواب الليبي يطالب بـ«ملاحقة المُقصرين» في كارثة درنة

لقاء حفتر مع باتيلي فى بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع باتيلي فى بنغازي (الجيش الوطني)

دعا عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، لاتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق «المتورطين بالتقصير» في كارثة درنة، بينما تأسّف عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى البلاد، الذي التقاه المشير خليفة حفتر، الأحد في بنغازي، لكون التنسيق بين المؤسسات في شرق البلاد وغربها «لم يكن على مستوى التضامن غير المسبوق، الذي أبداه الليبيون» من كل المناطق المتضررة في الإعصار.

اجتماع صالح مع وزير داخلية حكومة الاستقرار (مجلس النواب)

وطالب صالح خلال لقائه في مدينة القبة مساء السبت، مع عصام أبو زريبة وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، «بضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية بدون استثناء في حق كل من يثبت تورطه بالتقصير، وتحديد المسؤوليات من الجهات ذات الاختصاص وملاحقة أي شخص يتسبب في أعمال تلحق ضرراً بأملاك المواطنين الخاصة».

وقال، إنهما بحثا الإجراءات، التي اتخذتها اللجنة العليا للطوارئ بالحكومة عقب كارثة درنة، ومهام الوزارة لتأمين فرق الإنقاذ المحلية والدولية، والمدينة المنكوبة من أي أخطار تهددها خلال هذه الفترة تحديداً، بالإضافة إلى استعراض أعمال لجان التحقيق في واقعة انهيار سد درنة المائي، وتقييم الأضرار في المواقع والممتلكات.

وكان حماد، قد دعا، خلال اجتماع تشاوري بشأن التجهيزات الجارية لمؤتمر إعادة إعمار درنة المزمع عقده في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين أول) المقبل، لتكثيف جهود الجميع، «والعمل معاً يداً بيد من أجل التضامن مع أهالي وسكّان مدينة درنة والمدن والمناطق المنكوبة كافة».

لقاء اللافي مع سفير إسبانيا بطرابلس (المجلس الرئاسي)

ودعا عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي، خلال لقائه في طرابلس الأحد، مع سفير إسبانيا خافيير لاراشي إلى «توحيد كل الجهود، عبر إدارة موحدة في التعامل مع الأزمة»، لافتاً إلى أهمية الدور الدولي في مساعدة ليبيا، من خلال خبراء دوليين مختصين، لتقييم حجم الدمار.

ونقل اللافي عن خافيير، تأكيده مواصلة العمل لتقديم المساعدة الإنسانية في المدن التي اجتاحتها الفيضانات، عبر الفرق المختصة بالدعم النفسي للمتضررين، الذين فقدوا أسرهم وممتلكاتهم، لافتاً إلى أن فريقا مختصاً في الأوبئة، سيصل قريباً إلى مدينة درنة لإجراء التحاليل اللازمة للتربة ومياه الشرب.

وبعد ساعات من انتقاد عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة، لمستوى التنسيق بين السلطات في شرق البلاد وغربها، التقاه الأحد المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» في مدينة بنغازي.

وقال مكتب حفتر إن باتيلي، «الذى قدّم تعازيه للشعب الليبي وقيادته في ضحايا الفيضانات، أشاد بجهود الجيش وقيادته، وما قُدّم من عمل في المدن المُتضرّرة بالجبل الأخضر والساحل الشرقي»، مشيراً، إلى أن المنسقة المقيمة، ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا جورجيت غانيون، «أثنت على الجهود الكبيرة» لقوات الجيش التي بذلت من اللحظات الأولى لوقوع هذه الكارثة، من خلال إنقاذ العالقين والإشراف على عمليات الإخلاء وانتشال الجثامين وتوفير الأماكن الآمنة وتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية لكل المتضررين.

وكان باتيلي قد شدد على ضرورة «أن تجتمع السلطات في الشرق والغرب من أجل إجراء تقييم مشترك لحاجيات الاستجابة العاجلة وإعادة البناء»، وقال في بيان عبر منصة «إكس» في ساعة متأخرة من مساء السبت، عقب اجتماعه في العاصمة طرابلس، مع أعضاء من لجنة الشؤون السياسية بمجلس الدولة، إنه «من المهم للغاية، أن يرتقي القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة، وأن يعملوا يداً بيد من أجل تجاوز آثار المأساة».


«سد النهضة»: سجال مصري - إثيوبي في أروقة الأمم المتحدة

سامح شكري خلال إلقائه كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (وزارة الخارجية المصرية)
سامح شكري خلال إلقائه كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (وزارة الخارجية المصرية)
TT

«سد النهضة»: سجال مصري - إثيوبي في أروقة الأمم المتحدة

سامح شكري خلال إلقائه كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (وزارة الخارجية المصرية)
سامح شكري خلال إلقائه كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (وزارة الخارجية المصرية)

بموازاة انطلاق جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، عادت قضية «سد النهضة» الإثيوبي مجدداً إلى الواجهة الدولية، عبر أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ برزت القضية في كلمتيْ وزيري خارجية مصر وإثيوبيا أمام المنظمة الدولية، وسط شكوك بشأن إحراز تقدم في جولات التفاوض الجارية حالياً بغية التوصل إلى اتفاق بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».

وركز وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال كلمته التي ألقاها (السبت) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أزمة «سد النهضة»، إذ أشار إلى الندرة المائية الحادة التي تواجهها مصر، واعتمادها بصورة أساسية على نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بما يجعلها عُرضة للتأثر بأي استخدام غير مستدام لمياه النهر، منوهاً بوجود عجز مائي سنوي يزيد على 50 في المائة من احتياجات مصر المائية، ما يفرض عليها إعادة استخدام المياه المحدودة المتاحة مرات عدة».

وأضاف أنه «لا مجال للاعتقاد الخطأ بإمكانية فرض الأمر الواقع، عندما يتصل الأمر بحياة ما يزيد على 100 مليون مصري»، لافتاً إلى أن ندرة الموارد المائية، والعجز في نصيب الفرد من المياه في مصر، أديا إلى استيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة 15 مليار دولار سنوياً».

وشدد شكري على «موقف مصر الراسخ، والمُستند إلى قواعد القانون الدولي، برفض أية إجراءات أحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، والتي يُعد أحد أمثلتها (سد النهضة) الإثيوبي الذي بدأ إنشاؤه دون تشاور ودراسات وافية سابقة أو لاحقة للآثار على الدول المشاطئة».

وأوضح أن مصر «تحرص على استمرار الانخراط بجدية في عمليات التفاوض الجارية والتي امتدت ما يزيد على عقد كامل للوصول إلى اتفاق ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل بما يحفظ الحقوق والمصالح المشتركة، وننتظر أن يقابل التفاعل المصري بعزم صادق من إثيوبيا».

وفي المقابل، شدد نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية ديميكي ميكونين على أهمية التعاون الإقليمي، ورحب باستئناف المحادثات الثلاثية مع مصر والسودان حول «سد النهضة». وفي كلمته أمام الجمعية العامة قال ميكونين إن بلاده «عازمة على التعاون مع جيرانها في مجالات التجارة والاستثمار والتكامل الإقليمي»، وأضاف أن أي عوائق أمام الازدهار المشترك للمنطقة «يجب أن تُعالج بنهج متضافر».

وأضاف نائب رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده ترحب باستئناف المحادثات الثلاثية مع مصر والسودان بهذا الشأن، مؤكداً «مواصلة الالتزام بالوصول إلى نتيجة تفاوضية تعود بالنفع على الجميع بتيسير من الاتحاد الأفريقي».

كلمات وزيري خارجية البلدين تزامنت مع انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات بين الدول الثلاث؛ مصر والسودان وإثيوبيا، والتي استضافتها الأخيرة (السبت).

ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء «سد النهضة» وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق، وتوقفت عملية التفاوض منذ عام 2021، قبل أن يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، خلال لقائهما في القاهرة في 13 يوليو (تموز) الماضي عن اتفاق لاستئناف التفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة» خلال 4 أشهر.

ولم تسفر جولة التفاوض التي استضافتها مصر خلال أغسطس (آب) الماضي عن إحراز أي تقدم وفق بيان رسمي لوزارة الموارد المائية والري المصرية، بينما أعلنت إثيوبيا في العاشر من الشهر الحالي إتمام الجولة الرابعة والأخيرة من ملء «سد النهضة»، في خطوة انتقدتها وزارة الخارجية المصرية وعدّتها «تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتي المصب، وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي».

ومن جانبه، أشار وزير الموارد المائية والري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، إلى أن تركيز مصر على إعادة طرح قضية «سد النهضة» في المحافل الدولية، يأتي انعكاساً لصعوبة الوضع المائي في مصر، مشيراً إلى أن حصتها من مياه النيل توفر نحو 500 متر مكعب للفرد في السنة، أي نصف الحد الأدنى للفقر المائي كما حدده البنك الدولي.

وأعرب علام في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن التفاوض الحالي حول أزمة «سد النهضة» «لن يحقق جديداً»، مشيراً إلى أن ظروف السودان ومصر لا تتيح عوامل ضغط كافية لتحقيق حلحلة هذه الأزمة الإقليمية، ولفت إلى أن العودة إلى مجلس الأمن «لن توفر حلاً حاسماً لهذه القضية».

وتوقفت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد، منذ يناير (كانون الثاني) 2021، ولجأت مصر إلى مجلس الأمن في يوليو (تموز) 2020، إلا أن الأخير اكتفى بِحَثِّ الدول الثلاث على استئناف المفاوضات، بدعوة من رئيس الاتحاد الأفريقي، بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزم للأطراف، وعلى وجه السرعة، بشأن ملء وتشغيل «سد النهضة»، ضمن إطار زمني معقول، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

وعدّ السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية تركيز مصر على قضية «سد النهضة» في المحافل الدولية بمثابة «تحميل المؤسسات الدولية مسؤولياتها تجاه السلم والأمن الإقليميين والدوليين»، مؤكداً أنه رغم عدم اتخاذ مجلس الأمن قراراً حاسماً بشأن النزاع المتعلق بالسد الإثيوبي، فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يمثلان «المرجعية الدولية» في هذا الشأن.

وأضاف الحفني لـ«الشرق الأوسط» أن إثيوبيا «أفرغت الدور الأفريقي من محتواه»، مشيراً إلى عدم تجاوب أديس أبابا مع جهود الكثير من رؤساء الاتحاد الأفريقي لدورات متعددة، وهو ما يدفع القاهرة إلى التعويل على الدور الدولي، خصوصاً في ظل تفاقم أزمات المناخ، وتصاعد المخاطر المائية في المنطقة، إضافة إلى التحولات التي تعترض مواقف الأطراف والمؤسسات الدولية من حين إلى آخر، وهو ما يعني ضرورة الاستمرار في إطلاع المجتمع الدولي على تطورات الأزمة.


«رئاسية مصر»: جدل تعدد مرشحي المعارضة المحتملين يتصاعد

لافتات لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
TT

«رئاسية مصر»: جدل تعدد مرشحي المعارضة المحتملين يتصاعد

لافتات لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)

وسط توقعات بإجرائها منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وترقب للجدول الزمني الذي ينتظر أن تعلنه الهيئة الوطنية للانتخابات، (الاثنين)، أثار تعدد مرشحي المعارضة المحتملين في الانتخابات الرئاسية المصرية جدلاً واسعاً، وعدّه مراقبون «تفتيتاً للأصوات»، كما انتقد متابعون ما قالوا إنه «عدم القدرة على التوافق حول مرشح واحد».

وتصاعد الجدل حول تعدد مرشحي المعارضة المحتملين في الانتخابات الرئاسية منذ إعلان كل من رئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل، الأسبوع الماضي نيتهما خوض السباق الرئاسي، ليصبح عدد المرشحين المحتملين المنتمين للحركة المدنية الديمقراطية 3 مرشحين، حيث ينتمي البرلماني السابق أحمد طنطاوي للحركة، وشغل سابقاً موقع رئيس حزب «الكرامة».

وتركز الجدل من المتابعين حول «عدم قدرة الحركة على التوافق حول مرشح واحد»، وما يمثله ذلك من «رسالة سلبية للجماهير»، وأيضاً اعتبار تعدد المرشحين «تفتيتاً للأصوات».

وتعقد الحركة المدنية الديمقراطية (تجمع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة) اجتماعاً، مساء (الأحد)؛ لبحث «التوافق حول مرشح واحد». وقال القيادي في حزب «التحالف الشعبي» (عضو بالحركة المدنية الديمقراطية) طلعت فهمي، لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع الحركة سوف يناقش التوافق حول مرشح واحد، وسوف نطرح على المرشحين المحتملين الثلاثة هذا التوافق»، موضحاً أنه «ستتم مناقشة آليات هذا التوافق، وكيف يتم تنفيذه في حال الاتفاق، فلا بد أن يوافق المرشحون المحتملون الثلاثة على اختيار مرشح واحد».

وبحسب فهمي، فإنه «في حال عدم التوافق، سيقوم كل حزب بدعم مرشحه منفرداً، وستكتفي الحركة بالتركيز على المطالب والمبادئ المتعلقة بنزاهة العملية الانتخابية».

وتعقد الهيئة الوطنية للانتخابات، (الاثنين)، مؤتمراً صحافياً لإعلان الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية، وكانت الهيئة أعلنت (الأربعاء) الماضي، انتهاءها من «الإجراءات اللوجيستية» الخاصة بتنظيم الانتخابات، وتعهدت بـ«الحيادية». وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة المستشار أحمد البنداري، إن «الهيئة تقف على مسافة واحدة من المرشحين كافة».

ورجحت تقارير مصرية متواترة «احتمال إجراء الانتخابات منتصف ديسمبر المقبل وقبل نهاية العام الحالي»، مع دعوة نحو 60 مليوناً يحق لهم التصويت إلى المشاركة، وفق مصادر قضائية.

وبينما لم يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عزمه الترشح لولاية جديدة، ضمت قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المصرية حتى الآن البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «السلام الديمقراطي» أحمد الفضالي، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل.

وحددت الهيئة ضوابط إجرائية لقبول الترشح، نصّت على أن «يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكّي المرشح عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقـل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح».

وحول إمكانية توافق الحركة المدنية حول مرشح واحد، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس لدى الحركة اختيار، إذ إنه ليس لديهم تمثيل برلماني كافٍ لدعم 3 مرشحين، ويجب أن يتفقوا على مرشح واحد حتى يمكن دعمه ومساندته في الحصول على التزكيات البرلمانية أو توكيلات المواطنين». وأشار ربيع إلى أن أسباب تصاعد الانتقادات لمرشحي المعارضة المحتملين، هو «شعور وإدراك الجمهور لدلالات عدم قدرتهم على الاتفاق حول مرشح واحد، وكذلك ما يؤدي إليه تعدد المرشحين من تفتيت للأصوات».

ويشكّل الحصول على تزكيات أعضاء مجلس النواب (الغرفة الرئيسية للبرلمان)، أو توكيلات من المواطنين تحدياً كبيراً أمام بعض المرشحين المحتملين. ولدى أحزاب «الحركة المدنية الديمقراطية» مجتمعة 18 عضواً بمجلس النواب، ويرى مراقبون أنه «يمكن للحركة استكمال التزكيات في حال التوافق على مرشح واحد».


الحكومة الصومالية تُعلن استعادة 45 % من أراضٍ تسيطر عليها «الشباب»

رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري يلقي كلمة بلاده في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري يلقي كلمة بلاده في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

الحكومة الصومالية تُعلن استعادة 45 % من أراضٍ تسيطر عليها «الشباب»

رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري يلقي كلمة بلاده في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري يلقي كلمة بلاده في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (وكالة الأنباء الصومالية)

أعلنت الحكومة الصومالية نجاحها في تحرير 45 بالمائة من المناطق التي كانت تحت سيطرة حركة «الشباب»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بينما تعهد رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، بـ«تطوير الخدمات في المناطق المحررة».

وأطلقت القوات الصومالية في أغسطس (آب) من العام الماضي هجوماً واسع النطاق ضد حركة «الشباب»، وتؤازرها في حملتها ميليشيات تابعة للعشائر، في عملية تدعمها قوة الاتحاد الأفريقي، وتساندها الولايات المتحدة بضربات جوية.

وخلال كلمته في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، تحدث بري عن ما وصفه بـ«التقدم الذي أحرزته الحكومة الفيدرالية في الحرب ضد ميليشيات الشباب»، مشيراً إلى أن «الحكومة نجحت في تحرير 45 بالمائة من المناطق التي كانت بيد الإرهاب، وأن الدولة تسعى إلى تطوير الخدمات الاجتماعية».

وطلب بري، مساء السبت، من مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات المفروضة على الصومال منذ أكثر من 30 عاماً، حتى «تنتصر على الإرهاب، ويتولى الجيش الوطني مهمة أمن البلاد». وقال إن «الصومال ضحية لآثار تغير المناخ، وشهد سلسلة من موجات الجفاف والفيضانات»، داعياً إلى «المساعدة في إيجاد حلول للمشكلات الناجمة عن تلوث الهواء وتغير المناخ».

ودعا رئيس الوزراء إلى «إصلاح المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وبنك التنمية والنظام العام للاقتصاد العالمي، من أجل إيجاد حلول جديدة».

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن العدالة، اليوم الأحد، مقتل 70 عنصرا من «الشباب» في عملية مشتركة للجيش وقوات محلية بمنطقة مدغ في جنوب البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الصومالية عن العدالة القول إن العملية المشتركة استهدفت «مخبأ وتجمعا» للحركة في مدغ، ووجهت «ضربة قوية للجماعة الإرهابية».

وكان 13 شخصاً قُتلوا وأُصيب 20 آخرون بجروح في وسط الصومال، السبت، بعدما عمد «انتحاري إلى تفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات قرب نقطة تفتيش في مدينة بلدوين»، وفق ما أعلنت الشرطة.

وأعلن المسؤول في الشرطة المحلية أحمد آدن لوكالة الصحافة الفرنسية العثور على «جثث 13 شخصاً غالبيتهم من المدنيين الذي يقطنون على مقربة» من الموقع. وأفاد بنقل «نحو 20 جريحاً إلى المستشفيات»، وتابع: «نعتقد أن أعداد الضحايا مرشّحة للارتفاع».

وقال المسؤول في الشرطة عبد القادر ياسين الذي توجّه إلى الموقع عقب التفجير، إن عناصر الإغاثة كانوا يعملون على انتشال الجرحى من تحت الأنقاض ونقلهم إلى مكان آمن، وشدّد على أن التفجير «سبّب دماراً هائلاً»، مشيراً إلى انتشال أكثر من 10 جثث «ومرجّحاً ارتفاع الحصيلة».

ولا تزال قوة الاتحاد الأفريقي التي انتشرت في الصومال في عام 2007 بتفويض مدّته 6 أشهر، موجودة في البلاد، وراهناً تسعى الحكومة إلى إرجاء عملية خفض عدد القوات الأجنبية لمدة 3 أشهر.

وتدعو قرارات الأمم المتحدة إلى خروج قوة الاتحاد الأفريقي من الصومال بنهاية العام المقبل، ونقل المسؤوليات الأمنية إلى جيش البلاد وشرطتها.


توثيق 3845 حالة وفاة في الإعصار الليبي

فرق «الهلال الأحمر» الليبي تواصل عملية الإغاثة داخل المناطق المنكوبة بشرق البلاد (الهلال الأحمر)
فرق «الهلال الأحمر» الليبي تواصل عملية الإغاثة داخل المناطق المنكوبة بشرق البلاد (الهلال الأحمر)
TT

توثيق 3845 حالة وفاة في الإعصار الليبي

فرق «الهلال الأحمر» الليبي تواصل عملية الإغاثة داخل المناطق المنكوبة بشرق البلاد (الهلال الأحمر)
فرق «الهلال الأحمر» الليبي تواصل عملية الإغاثة داخل المناطق المنكوبة بشرق البلاد (الهلال الأحمر)

خصص المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، الأحد، معسكراً سابقاً لصالح سكان مدينة درنة، بينما أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا مواصلة العمل على منع تفشي الأوبئة في المناطق المنكوبة بشرق البلاد.

وتكثّف فرق الإنقاذ المحلية والعربية والدولية العاملة في المدن الليبية المنكوبة جهودها لاستخراج الجثث العالقة تحت الركام، في وقت قالت فيه حكومة أسامة حمّاد بشرق البلاد، إنها وثّقت 3845 حالة وفاة دُفنت حتى الآن فقط، لكنها تحدثت عن إجراءات لمنع التضارب في إحصاءات الضحايا.

فريق هيئة البحث عن المفقودين ينتشل بعض الجثث من مدينة درنة (الهيئة)

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها في ليبيا أنها تعمل على «توسيع نطاق استجابتها لمواجهة تداعيات الفيضانات، وتقديم الدعم لضمان الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية»، كما تسعى «لمنع تفشي الأمراض ومكافحتها في المناطق المتضررة، ومن بينها البياضة في منطقة الساحل».

وأوضحت أن الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، التقى مدير «مستشفى البياضة» وفريقه وبعض أهالي المنطقة، «وسلم المستشفى شحنة عاجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية لدعم خدمات العيادات الخارجية التي من المأمول أن تستأنف خدماتها تدريجياً خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

متطوعون يحملون جثة قبل دفنها في مقبرة جماعية في أعقاب الفيضانات في درنة بليبيا في 19 سبتمبر 2023 (رويترز)

وكانت وكالات تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة جراء فيضانات خلّفت آلاف القتلى والمفقودين، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى «أزمة ثانية مدمرة»، بينما نفت لجنة الطوارئ في الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب انتشار الأوبئة في المناطق التي ضربها إعصار «دانيال».

وقالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي تواصل أعمالها في أخذ عينات وتحليل مياه الآبار العامة والخاصة في المناطق المتضررة بالفيضانات والسيول كافة، كما لفتت إلى توزيع مادة الكلور لتطهير المياه، وتوعية وإرشاد المواطنين عن كيفية استخدام المياه بطرق آمنة.

وأُعلن في ليبيا (الأحد) أيضاً أن ألمانيا أرسلت محطات لتنقية المياه لاستخدامها في المدن المنكوبة. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية في الشرق الأوسط دنيس كوميتات، بحسابه على منصة «إكس»: «سيستعيد 15 ألف شخص قريباً إمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة بفضل محطات التنقية التي أنشأها (الصليب الأحمر) الألماني». وأضاف: «وصلت (المحطات) وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى بنغازي».

وبحث فريق للطوارئ والاستجابة السريعة بحكومة الدبيبة برئاسة محمد بن حليم مع منسق إدارة المعلومات والتقييم بوكالة الأمم المتحدة روبرت ليمونا، أوجه التعاون لإجراء مسح معلومات شامل، وتبادلها حول آثار الفيضانات والسيول بـ15 بلدية متضررة. وأكد ليمونا ضرورة الشروع في إنجاز عينة المسح، وملء الاستبانة الخاصة بذلك في أقرب وقت، والانتهاء من أعمال المسح في موعد أقصاه الثلاثاء المقبل.

وأعلنت الحكومة أن مهندسي الشركة العامة للكهرباء يقتربون من استكمال مشروع خط «11 ك.ف» المتضرر بالكامل بمنطقة عمر المختار غرب البيضاء، وذلك بعد انقطاع الكهرباء عن المنطقة أكثر من 12 يوماً جراء السيول.

وفي ما يتعلق بإيواء المتضررين من الفيضانات، نقلت وسائل إعلام محلية مقربة من القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» أن قائده المشير حفتر أمر بنزع الطابع العسكري عن أرض «معسكر عزوز» المملوكة للجيش في درنة، وتخصيصها إقامة مشروع سكني على مساحة نحو 30 ألف متر مربع للمتضررين بالمدينة.

حفتر خلال تفقده درنة في منتصف الشهر الحالي (القيادة العامة)

ولا تزال أرقام ضحايا الإعصار التي تعلنها هيئات ومؤسسات دولية وشخصيات غير رسمية تتضارب، لكن حكومة حمّاد أعلنت على لسان محمد الجارح، المتحدث باسم «اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة» التابعة لها، تسجيل نحو 3845 حالة وفاة بسبب الفيضانات، وفقاً للأرقام الموثقة والمسجّلة لدى وزارة الصحة.

وتحدث الجارح في مؤتمر صحافي، مساء السبت، عن أن عدد الوفيات المعلن عنه مرتبط فقط بالحالات التي جرى توثيقها من قِبل وزارة الصحة، منوهاً بـ«أن هناك جثثاً جرى دفنها من دون توثيقها»، لكن «عمليات الحصر لا تزال مستمرة».

ولفت الجارح إلى اللجنة التي شكّلها النائب العام المستشار الصديق الصور، «لحصر الوفيات وتوثيقها»، في ظل مسارعة بعض المناطق المنكوبة بدفن جثامين عُثر عليها في اليوم الأول لوقوع الكارثة.