تحشيد جديد للميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية

صالح يدافع عن شرعية حكومة باشاغا

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي للاجتماع الموسع الذي عقد بطرابلس مساء الخميس
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي للاجتماع الموسع الذي عقد بطرابلس مساء الخميس
TT

تحشيد جديد للميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي للاجتماع الموسع الذي عقد بطرابلس مساء الخميس
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي للاجتماع الموسع الذي عقد بطرابلس مساء الخميس

عادت التحشديات العسكرية المفاجئة مجدداً إلى العاصمة الليبية طرابلس، بينما أعاد رئيس مجلس النواب، الذي أنهى للتوّ زيارة إلى تركيا، التأكيد أن حكومة «الاستقرار» الجديدة برئاسة فتحي باشاغا هي الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، نافياً قبوله عرضاً لتشكيل حكومة جديدة.
ورُصدت مساء أول من أمس، تحركات لميليشيات مسلحة في عدة مناطق داخل طرابلس، وسماع صوت انفجار في وسط وشرق المدينة، مع تحليق الطيران «المسيّر» في سمائها.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان سماع أصوات أسلحة متوسطة بالقرب من طريق الشط، وانتشار عدد من السيارات المسلحة في زاوية الدهماني في عين زارة.
كما رصد سكان وناشطون محليون دخول قوات تابعة لأسامة جويلي، المحسوب على باشاغا، إلى ضـواحي العاصمة، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني.
وتسببت تحركات القوات الموالية لجويلى، الذي أقاله عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، مؤخراً من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات العسكرية في توتر الوضع الأمني والعسكري في العاصمة التي تعيش منذ أيام هواجس اندلاع قتال جديد بين القوات المحسوبة على الحكومتين المتصارعتين على السلطة في البلاد.
في شأن آخر، ورداً على تقارير إعلامية ادّعت اتفاقه مع خالد المشري رئيس مجلس الدولة، على إمكانية تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، نفى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، قبوله بأي عرض لتشكيل حكومة جديدة.
وقال بيان للمركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب، إن حكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب هي «الحكومة الشرعية والقانونية في ليبيا»، التي جاءت بالتوافق الليبي - الليبي بين مجلسي النواب والدولة، لافتاً إلى أن صالح قام بزيارة وُصفت بـ«الإيجابية» لتركيا بناءً على دعوة رسمية، حيث التقى رئيسها رجب طيب إردوغان ورئيس برلمانها مصطفى شنطوب.
وكانت تقارير قد قالت إن صالح رحّب بعرض قدّمه المشري خلال لقائهما في تركيا بتشكيل حكومة جديدة في البلاد، كبديل للنزاع المحتدم بين حكومتي باشاغا والدبيبة. بدوره، زعم مفتى ليبيا المقال من منصبه الصادق الغرياني أن الوقوف على الحياد بين حكومة الدبيبة، و(المشير خليفة) حفتر (القائد العام لـ«الجيش الوطني» بمثابة «حرام وتمكين للباطل»).
وقال في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن التعايش مع أي حكومة تمثل حفتر «مستحيل». ورأى أن تشكيل حكومة ثالثة انتحار للمنطقة الغربية.
في غضون ذلك، بحث المجلس الرئاسي في اجتماع موسع بحضور الدبيبة والمشري ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ورئيسي ديوان المحاسبة خالد شكشك، وهيئة الرقابة الإدارية سليمان الشنطي، الإجراءات المتخذة في حادثة انفجار صهريج الوقود ببلدية بنت بية، ومتابعة الشؤون العامة للدولة خلال النصف الأول من العام الحالي، ومتابعة خطوات الإفصاح والشفافية من مصرف ليبيا المركزي ووزارة المالية، والعمل على تعزيزها.
وأعلن مصدر طبي مساء أول من أمس، ارتفاع عدد وفيات حادثة بنت بية إلى 12 شخصاً بعد تسجيل حالتي وفاة بمستشفى الحروق.
وكانت حكومة الدبيبة قد أعلنت وصول الدفعة الثالثة من المصابين جراء الانفجار إلى إسبانيا، والتي تضم 3 حالات حرجة، تكفلت وزارة الصحة بالحكومة بترحيلهم إلى الخارج عبر الإسعاف الطائر الليبي لتلقى العلاج اللازم.
بدوره، قال أمس السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، إنه زار ضحايا الانفجار الذين يتلقون العلاج في تونس، بدعوة من القائم بأعمال السفارة الليبية مصطفى بن قدارة، مشيداً بتقديم الطاقم الطبي التونسي الرعاية اللازمة والضرورية لهم، وعبّر في بيان عبر «تويتر» اليوم (الجمعة) عن تعاطفه ودعمه المعنوي لهم ولجميع الضحايا وتمنى لهم الشفاء العاجل والعودة الآمنة إلى ديارهم.
بدوره قال قدارة إنه بحث مع نورلاند مباشرة عمل السفارة الأميركية من داخل ليبيا قريباً.
من جهته، خصص باشاغا، مبلغ 50 مليون دينار لحل مختنقات الجنوب الليبي، وأوضح في قراره أن هذه القيمة خصماً من بند المتفرقات بالميزانية العامة للعام الحالي، مشيراً إلى تشكيل لجنة برئاسة نائبه سالم الزادمة لإقرار المصروفات المستحقة للدفع.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».