واشنطن تحذر من هجمات انتقامية في الخارج بعد مقتل زعيم «القاعدة»

خبراء: مقتل الظواهري لن يعزز الأمن القومي الأميركي

زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري (رويترز )
زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري (رويترز )
TT

واشنطن تحذر من هجمات انتقامية في الخارج بعد مقتل زعيم «القاعدة»

زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري (رويترز )
زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري (رويترز )

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية «تحذيرا عالميا» حول خطر شن هجمات إرهابية محتملة ضد مواطنين أميركيين في الخارج في أعقاب الغارة الجوية الأميركية التي قتلت زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري في كابل بأفغانستان. وقالت وزارة الخارجية: «لا تزال وزارة الخارجية تشعر بالقلق إزاء استمرار التهديد بالهجمات الإرهابية والمظاهرات وأعمال العنف الأخرى ضد المواطنين والمصالح الأميركية في الخارج».
وتعتقد وزارة الخارجية أن هناك احتمالا كبيرا للعنف ضد أميركا بعد مقتل أيمن الظواهري. وأضاف التحذير الجديد «تشير المعلومات الحالية إلى أن المنظمات الإرهابية ستواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة في جميع أنحاء العالم. قد تستخدم هذه الهجمات مجموعة متنوعة من التكتيكات بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والاختطاف والتفجيرات».
وطلبت وزارة الخارجية في بيان يوم الثلاثاء من المواطنين الأميركيين الذين يسافرون إلى الخارج الحفاظ على «مستوى عالٍ من اليقظة» و«ممارسة وعي جيد بالموقف»؛ نظراً لاحتمال وقوع هجوم انتقامي. وقالت: «ستراقب منشآت الحكومة الأميركية في جميع أنحاء العالم بنشاط التهديدات الأمنية المحتملة وقد تغلق مؤقتاً أو توقف الخدمات العامة بشكل دوري لتقييم وضعها الأمني». وأضاف البيان أنه في تلك الحالات، ستبذل السفارات والقنصليات الأميركية قصارى جهدها لتوفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين.
وكان «تنظيم القاعدة» وزعيمه أسامة بن لادن مسؤولا عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص على الأراضي الأميركية. كما شارك الظواهري في التفجيرين المميتين لسفارات الولايات المتحدة في أفريقيا، مما أسفر عن مقتل 224 مدنياً، بينهم 12 أميركياً، وإصابة 5000 آخرين في عام 1998، وساعد في التخطيط للهجوم على المدمرة الأميركية كول في عام 2000 والذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً.
وقد تولى الظواهري قيادة الجماعة الإرهابية المسؤولة عن 11 سبتمبر بعد مقتل مؤسسها، أسامة بن لادن، في غارة للقوات الخاصة الأميركية أثناء اختبائه في باكستان في عام 2011، وتعهد كل من الظواهري وبن لادن بالولاء لكبار قادة «طالبان». وقد أثارت الغارة الجوية التابعة للاستخبارات الأميركية التي أسفرت عن قتل الظواهري الكثير من الجدل السياسي حول عدم وجود حمض نووي للتأكد من هوية الظواهري، وحول وجوده في وسط العاصمة كابل مما يؤكد انتهاك «حركة طالبان» لاتفاق الدوحة الموقع في فبراير (شباط) 2020 الذي تعهدت فيه بعدم جعل أفغانستان ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية.
وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس بايدن للصحافيين: «كبار قادة شبكة حقاني من (طالبان) كانوا على علم بوجود الظواهري في كابل، كما ندرك أن أعضاء حقاني من (طالبان) اتخذوا إجراءات بعد الضربة لإخفاء الوجود السابق للظواهري في الموقع»، وأضاف «تحرك أعضاء حقاني من (طالبان) بسرعة لنقل زوجة الظواهري وابنته وأطفال إلى مكان آخر، بما يتفق مع جهد أوسع للتستر على أنهم كانوا يعيشون في منزل آمن».
ويؤكد الخبراء والمحللون أن «حركة طالبان» لا تزال تملك شبكة علاقات متشابكة مع شبكة حقاني و«تنظيم القاعدة» في أفغانستان.
وقد منحت «طالبان» ملاذا آمناً لـ«القاعدة» في أفغانستان قبل 11 سبتمبر، واستمرت في حماية «القاعدة» والقتال إلى جانبها لمدة عقدين بعد الغزو الأميركي. وتقلد العديد من أعضاء شبكة حقاني المرتبطة بـ«القاعدة» مناصب عليا في حكومة «طالبان» العام الماضي.
وأثار الخبراء جدلا آخر حول هل جعل قتل الظواهري العالم أكثر أمنا، وما مدى تأثير هذه الضربة على حماية الأمن القومي الأميركي، مشيرين إلى تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية من احتمالات شن هجمات انتقامية، وقال محررو مجلة ناشيونال: «على جميع الأميركيين أن يرحبوا بهذا الانتصار، وأن خطر الجهاد تلاشى في الخلفية في السنوات الأخيرة، حيث بدأت الصين وروسيا تشكلان تهديدات متزايدة للأمن العالمي».
وقال أرون ديفيد ميللر الخبير السياسي ونائب رئيس مركز كارنيغي: «تحمل الضربة الأميركية دون طيار يوم السبت التي قتلت زعيم (القاعدة) أيمن الظواهري في كابل، تداعيات سياسية ورمزية مهمة على إدارة الرئيس جو بايدن، وتداعيات جوهرية على استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب». وقد اتهم منتقدون الولايات المتحدة بأنها لن تكون قادرة على العمل بفاعلية دون معلومات استخباراتية على الأرض، للعمل ضد الأصول الإرهابية. لكن الضربة الجوية التي استهدفت الظواهري بدقة دون إصابة مدنيين كانت ضربة تصحيحية ضرورية للغاية للضربة الأميركية الفاشلة بطائرة دون طيار قبل عام ضد «تنظيم داعش» في خراسان والتي قتلت عشرة مدنيين أفغان.
ويرى ميللر أن قتل الظواهري لن يحل مشكلة الإرهاب في أفغانستان، ولم يكن من المفاجئ أن تظل العلاقات بين «طالبان» و«القاعدة» قوية، ولذا فإن التهديد الذي تتعرض له الولايات المتحدة من «القاعدة» في أفغانستان - أو حتى «تنظيم داعش في خراسان» لا يكاد يكون حاداً مثل التحديات التي تعاني منها الولايات المتحدة داخلياً.
ويقول: «لم يكن الظواهري يمتلك الكاريزما والمهارات القيادية مثل بن لادن. ويعاني من حالة صحية سيئة ومختبئ لأكثر من عقد من الزمان»، مشيرا إلى أن الظواهري لم يكن التكتيكي والمدير اليومي لعمليات «القاعدة». والأرجح أن أهميته الحقيقية تكمن في قدرته على الحفاظ على هوية «القاعدة» وصورتها سليمة بعد وفاة بن لادن.
فيما يقول مارك ثيسن في صحيفة «واشنطن بوست»، «إنه أمر جيد بالتأكيد أننا قتلنا الظواهري، ويستحق بايدن الإشادة، لكنه يستحق أيضا اللوم على خلق الظروف التي سمحت لإرهابي مطلوب في العالم بالانتقال إلى وسط كابل وإقامة عمليات في مدينة تم تحريرها من (القاعدة) وحلفائها من (طالبان)، بدماء أفراد الخدمة الأميركية الشجعان. وأضاف أن «قتل الظواهري هو أعظم انتصار للسياسة الخارجية لبايدن لكن حقيقة أن زعيم (القاعدة) كان يتحرك بحرية كبيرة في كابل هو أكبر وصمة عار لبايدن في السياسة الخارجية».
من جهته، قال جيف جرينفيلد من «بوليتيكو»: «إذا كان الظواهري قادراً على الاختباء في أفغانستان بعد عودة (طالبان) إلى السلطة، فلا بد أن يكون هناك «آخرون من الإرهابيين الذين لديهم نيات خبيثة يبقون هناك أيضا».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
TT

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)

يُحتجز عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا منذ أكثر من 20 عاماً. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً والأضعف جسدياً في السجن العسكري.

جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

العراقي، أقر بذنبه في تهمة قيادة متمردين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان، وهناك دعوى أمام محكمة فيدرالية، يوم الجمعة، في محاولة لوقف نقله من السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا إلى سجن في العراق. كشفت العريضة التي قدَّمها محاموه عن مفاوضات علنية كانت جارية منذ بعض الوقت لنقل عبد الهادي العراقي (63 عاماً) إلى عهدة الحكومة العراقية رغم وجود احتجاجات من طرفه ومن قِبل محاميه بأنه قد يتعرض لسوء المعاملة والرعاية الطبية غير الكافية. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة في موقع الاحتجاز البحري نتيجة مرض أصاب العمود الفقري بالشلل، فضلاً عن إجراء 6 عمليات جراحية في القاعدة. وكان قد أقر بذنبه، عام 2022، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقبول المسؤولية عن تصرفات بعض القوات الخاضعة لقيادته، في اتفاق لإنهاء عقوبته عام 2032. تَضَمَّنَ الاتفاق إمكانية أن يقضي عقوبة السجن في عهدة دولة أخرى أكثر ملاءمة لتوفير الرعاية الطبية له. وقال محاموه إن الخطة الأميركية تتمثل في أن تقوم الحكومة العراقية بإيوائه في سجن الكرخ خارج بغداد، وهو الموقع السابق لعملية اعتقال أميركية تسمى «كامب كروبر»، كان فيها مئات السجناء في السنوات السابقة.

معسكر «العدالة» في خليج غوانتانامو بكوبا العام الماضي (نيويورك تايمز)

وقال المحامون في ملفهم المكوَّن من 27 صفحة: «بسبب إدانته هنا والمشكلات التي لا تُعد ولا تحصى التي يعاني منها نظام السجون في العراق، لا يمكن إيواء السيد التمير بأمان في سجن عراقي». وأضافوا: «إضافة إلى ذلك، فإنه لا يعتقد أن الحكومة العراقية يمكن أن توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها لحالته التي تفاقمت بسبب الرعاية الطبية غير الكافية أثناء وجوده في غوانتانامو». وتسعى الدعوى إلى إحباط صفقة هي جزء من محاولة إدارة بايدن لتقليل عدد المحتجزين في السجن قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه. وقد أُعيد 4 سجناء إلى الوطن خلال أقل من شهر، من بينهم رجلان ماليزيان أقرا، مثل عبد الهادي، بذنبهما في ارتكاب جرائم حرب. وخلافاً لعبد الهادي، لم يعترض أي من هؤلاء الرجال الأربعة، بمن فيهم مواطن تونسي ومواطن كيني، على تسليمهم إلى أوطانهم. من غير المعروف متى تعتزم وزارة الدفاع الأميركية تسليم عبد الهادي إلى العراق. بيد أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بالخطة في 13 ديسمبر (كانون الأول). وإذا التزمت الإدارة الأميركية بالاشتراط القانوني المتمثل في إخطار الكونغرس قبل 30 يوماً، فيمكن نقله من غوانتانامو في الأسبوع الذي يصادف 12 يناير (كانون الثاني) 2025.

مدخل معسكر «دلتا» في غوانتانامو حيث يُحتجز سجناء «القاعدة» و«طالبان» (نيويورك تايمز)

ووافق المحامون الحكوميون على سرعة معالجة هذا التحدي، وأخطروا القاضي إيميت جي. سوليفان من المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة كولومبيا بأنهم يودون الرد على مسألة الأمر القضائي الأولي بحلول يوم الأربعاء. رفض المتحدثان باسم وزارتي الخارجية والعدل مناقشة القضية. مثّل عبد الهادي في الالتماس كل من بنجامين سي. ماكموراي وسكوت كيه. ويلسون، المحاميان العامان الفيدراليان في ولاية يوتاه. كما وقَّعت عليها السيدة سوزان هنسلر، وهي محامية تعمل في وزارة الدفاع، وتمثله منذ عام 2017. واستشهد المحامون بتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 حول المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والذي ذكر على وجه التحديد «ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة». وطلبوا من المحكمة أن تمنع مؤقتاً نقله إلى حين النظر في القضية. «إن الضرر الدائم يبرر إصدار أمر أوَّلي بمنع النقل الفوري للسيد التمير إلى سجن عراقي لقضاء عقوبته». وُلد عبد الهادي في الموصل، بالعراق، عام 1961.

فرَّ من العراق عام 1990

وفرَّ من العراق عام 1990 لتجنُّب التجنيد في جيش صدام حسين لما كان أول غزو أميركي للعراق، ثم استقر في أفغانستان. في عامي 2003 و2004، في وقت مبكر من الغزو الأميركي، استخدمت قوات «طالبان» و«القاعدة» تحت قيادته بشكل غير قانوني غطاء المدنيين في الهجمات التي قتلت 17 من القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان.

على سبيل المثال، طلبت قواته من مقاتل أن يتنكر في هيئة سائق سيارة أجرة في سيارة محملة بالمتفجرات. في غوانتانامو، اعتمد على كرسي متحرك ومشاية ذات 4 عجلات، وهو محتجَز منذ سنوات في زنزانة مجهَّزة بمرافق لإيواء المعاقين.

وقال محاموه في ملفهم إن المسؤولين الأميركيين أبلغوهم بخطة إعادة عبد الهادي «قبل أسبوع من رأس السنة»، مضيفاً أن «المسؤولين الحكوميين أبلغوا محامي الدفاع بأنهم خلصوا إلى أن العراق هو الخيار (الوحيد)». اعترض كل من السجين والمحامين على النقل، وفقاً لما جاء في الملف، مشيراً إلى التزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والدستوري بعدم إرسال شخص إلى بلد قد يتعرض فيه لسوء المعاملة. قال سكوت روهم من مركز ضحايا التعذيب، وهو منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه يدرك أن «كبار المسؤولين في وزارة الخارجية قد قرروا سابقاً أنه لا يمكن إرسال السيد التمير إلى سجن عراقي من دون انتهاك الحظر المفروض على التعذيب».

حواجز معسكر «دلتا» في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

وأضاف أن «تقارير حقوق الإنسان الخاصة بوزارة الخارجية، التي تتفق مع هذا القرار، ترى أن السجون العراقية مليئة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب. إذا كانت الحكومة الآن لديها وجهة نظر مختلفة، فيتعين عليها أن تفسر السبب، من خلال نشر تحليلها علناً».

* «نيويورك تايمز»