عفراء سلطان لـ«الشرق الأوسط»: لا أريد منافسة أحد

«محبوبة العراق» تقول إنها كسرت القواعد وانتهت منتصرة

عفراء سلطان «محبوبة العراق» (الشرق الأوسط)
عفراء سلطان «محبوبة العراق» (الشرق الأوسط)
TT

عفراء سلطان لـ«الشرق الأوسط»: لا أريد منافسة أحد

عفراء سلطان «محبوبة العراق» (الشرق الأوسط)
عفراء سلطان «محبوبة العراق» (الشرق الأوسط)

لم يكن فوز عفراء سلطان بلقب «محبوبة العراق» لها وحدها. شاركناه جميعاً، باسم المنتصرات على الخوف. تأتي الشابة العراقية بأحلام تحرسها الفراشات، لتُلهم بتجاوز الصعب وتكثيف المحاولة. بهدوء، تتحدّث إلى «الشرق الأوسط». تترك حياتها تنساب بصفاء، ساعية خلف النجاح بما يحاكي قناعتها. فهي لا تلهث خلف منافسة ولا تكترث لتصنيفات «لا تعني شيئاً». تبحث عن لون فنّي خاص وبصمة، وتريد عراقاً ينعم بالأمان والسلام.
كيف تغيّر مفهومها للمسؤولية منذ «محبوبة العراق» إلى اليوم، وهل تعتبر أنها بلغت مرحلة النضج؟ تعترف «أشياء عدّة تغيّرت. عالم الأضواء صعب جداً. في (عراق أيدول)، كنت أضع خططاً قبل النوم لأقوم بالواجبات المطلوبة مني في اليوم التالي. لم أتعامل مع البرنامج كنتيجة مضمونة، ولو أنه اختصر لي عبور محطات كثيرة. أما النضج فهو على الأرجح حالة فطرية. منذ طفولتي وأنا أشعر بالمسؤولية كأنني الكبيرة في المنزل. أجل، هناك فارق طرأ. ربما لم أكن أتحلّى بالكثير من الصبر ولم أرتّب أوراق المستقبل. في البرنامج تهذّبتُ فنياً، بعدما لم أكن أملك أساساً للقاعدة».
جديدها أغنية «بنيّة مكسورة»، حزينة كدمع عراقي. نسألها عن الألوان الغنائية، وهل تشاء التفرّد بلون أم أنها تفضّل التنويع؟ وماذا عن الغناء بغير لهجات؟ تكشف بصراحة، عن أنّ الأغنية طُرحت عليها قبل مشاركتها في الموسم الثاني من «محبوب العراق» (إم بي سي) «سجّلتُها رغم كلماتها القوية ولحنها وتوزيعها، لكنها ليست لي. أدّيتُها بإحساسي، لكنني أريد التفرّد بلون يلائم صوتي لتوقي إلى صناعة بصمة فريدة. أميل للغناء العربي القديم وإلى استحداثه لاستخرج (مكس) يشبه شخصيتي».

عفراء سلطان

تعني بالبصمة قدرة الناس على تخمين اسم الفنان لمجرّد الاستماع إلى الموسيقى الخاصة به. أي أن يصفق المستمع يداً على يد ويقول «إنه فلان أو فلانة!». يحرّكها هذا الحلم. «أما الغناء بلهجات عدّة فهو ملعبي. في البرنامج تميّزتُ بغناء أكثر من لون وأطمح بتسجيل أعمال عربية بلهجات متنوّعة».
يحضر سؤال عن استمرارية نجوم برامج الهواة؛ أي ظروف تضمنها؟ وهل خشيت عفراء سلطان بعد انطفاء الكاميرات من انطفائها؟ لا تخفي الخشية «أجل، شعرتُ بها، لكن قبول الناس شجّعني لأبذل جهدي فأقدّم لهم أعمالاً جميلة مقابل محبّتهم. هم مَن يجعلونني أسعى وراء النجاح، وهذا يحتاج إلى ذكاء وتريّث وشجاعة».
برأيها، الفنان الخائف من الانطفاء لم يبذل مجهوداً كافياً لترسيخ خياراته ولم يبلغ مرتبة الكيمياء مع الجمهور. والأخيرة، تتابع «لا بدّ منها ليفهم أحدهما الآخر. فالكيمياء بين الجمهور والفنان وعلاقتهما الوطيدة، فإفساح الفنان المجال ليكون قريباً منهم، وربما مشاركتهم جوانب من حياته؛ كلها عوامل نجاح. القاعدة ثابتة: يريد المحبّ أن يكون قريباً من محبوبه».
يربكها سؤال يتراءى بسيطاً: ما هي أحلام عفراء سلطان؟ فتختصره بثلاث كلمات «لا نهاية للأحلام». تريد الشابة العراقية المزيد «لكن الأمر يحتاج إلى الصبر وتكثيف العمل». محاولة استدراجها إلى البوح بملامح أحلامها، تنتهي بهذه الإجابة «الاحتفاظ بالعائلة كداعم ثابت وجمهور أول، فتكون حاضرة في جميع محطاتي. أحبّ عائلتي وأشعر بينها بالدفء. هنا، أعود طفلة».
لا مهرب من سؤال المنافسة، فمَن تنافس وكيف تختزل الطموح؟ أي موقع تريده لنفسها بين نجمات العراق؟ تسدّ الطريق على زجّها في معادلات الآخرين «لا أريد منافسة أحد لأنّ المنافسة تتضمّن ربحاً وخسارة. أطمح بالمحافظة على استمراريتي. أما التصنيفات فلا تعني شيئاً. كل مواقع النجمات برأيي هو الأول. يهمّني أن يبقى اسمي موجوداً».
فلنتمهّل أمام الخوف، وقد زاركِ في ماضي الأيام وسكن طويلاً. أشاقٌ التغلّب عليه، أم أنّ ترسباته ستظلّ حاضرة إلى الأبد؟ تصفه بـ«الشعور القاسي جداً، يُفقد المرء لذة الحياة»، وتكمل «التغلّب عليه جهادٌ كبير. أجل، كسرت القواعد وانتهيتُ منتصرة. مضت أيام الخوف وبدأتُ حياة جديدة». لا تخفي إحساسها بضيق في صدرها حين تستعيد صوراً من الماضي. ما تفعله اليوم هو «الحمد ألف مرة». إجاباتها خاطفة على سؤال عن أقسى الذكريات وأحلاها «أقساها لا يُذكر. أسعدها كان حين مرَّ البأس». أتغيّرت عفراء بعد الشهرة؟ ماذا تفعل الأضواء بالمرء؟ تخشى ألا تبدو إجابتها صادقة وهي تتحدّث عن التواضع «أنا بالفعل ما كنتُ عليه، قريبة من الناس ولا أنظر بفوقية إلى أحد. أما الأضواء فتفعل الكثير. هي حرية والتزام في آن معاً. على الفنان احتساب خطواته بتفاصيلها، وهنا تكمن الصعوبة».
عفراء سلطان تحضّر لأغنيتين، عراقية وخليجية، تستعدّ لتسجيلهما قريباً. ماذا عن الحفلات؟ جوابها صريح بلمسة الحسرة «حتى الآن، لم تحدث. لكن الصبر جميل».
إلى «محبوبة العراق»، سؤال أخير: أي عراق تريدين، وبماذا تردّين على مَن يحرّمون الفن؟ تريد الأمن والأمان وأن يعمّ السلام؛ فـ«نحن شعب يستحق العيش الكريم. لو كان الفن حراماً، لما خلّدت الروائع والعجائب ولما قرأنا التاريخ. لو كان الفن حراماً لما استمر عظيماً على مدى قرون».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)
المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)
TT

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)
المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير الذي كان يميّز هذا الطريق.

والفيل البرتقالي، الذي كان مثبتاً في حقل على جانب طريق «إيه 38» قرب قرية كينفورد القريبة من مدينة إكستر، قد رمّمته عائلة تافرنر التي تملكه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ورُشَّت كلمتا «لا للقمامة» عليه، ويُعتقد أنّ ذلك كان رداً على خطط مثيرة للجدل لإنشاء موقع مكبّ نفايات مؤقت على الأرض المملوكة للعائلة.

المعلم يخضع لعملية ترميم بعد التخريب (مواقع التواصل)

يُعدُّ اقتراح إنشاء موقع مكبّ للنفايات جزءاً من طلب تخطيط مُقدَّم من شركة «بي تي جنكنز» المحلّية، ولم يتّخذ مجلس مقاطعة ديفون قراراً بشأنه بعد.

بدورها، قالت الشرطة إنه لا شكوك يمكن التحقيق فيها حالياً، ولكن إذا ظهرت أدلة جديدة على وجود صلة بين الحادث ومقترح إنشاء مكبّ للنفايات، فقد يُعاد النظر في القضية.

أما المالكة والمديرة وصانعة «الآيس كريم» بشركة «آيس كريم الفيل البرتقالي» هيلين تافرنر، فعلَّقت: «يخضع الفيل لعملية ترميم بعد التخريب الرهيب الذي تعرَّض له»، وأضافت: «ندرك أنّ ثمة اختلافاً في الآراء حول الخطط، ونرحّب بالمناقشات العقلانية، لكنْ هذه ليست المرّة الأولى التي نضطر فيها إلى مُطالبة الشرطة بالتدخُّل».

وتابعت: «نطالب الجميع بالاستفادة من هذه اللحظة، فنتفق على إجراء هذه المناقشة بحكمة واحترام متبادَل».