السجن 10 سنوات لوزير جزائري سابق

حجز متفجرات واعتقال مهربين وتجار مخدرات في مناطق متفرقة بالبلاد

وزير العلاقات مع البرلمان طاهر خاوة (صورة من الوزارة)
وزير العلاقات مع البرلمان طاهر خاوة (صورة من الوزارة)
TT
20

السجن 10 سنوات لوزير جزائري سابق

وزير العلاقات مع البرلمان طاهر خاوة (صورة من الوزارة)
وزير العلاقات مع البرلمان طاهر خاوة (صورة من الوزارة)

أدانت محكمة بالعاصمة الجزائرية مختصة في جرائم الفساد، أمس، وزير العلاقات مع البرلمان سابقا طاهر خاوة (2015 - 2019) بالسجن 10 سنوات مع التنفيذ، بتهم فساد واستغلال النفوذ، والتربح غير المشروع، مع مصادرة أملاكه وأرصدته البنكية. كما حكم القاضي على زكرياء، نجل خاوة، بالسجن 4 سنوات مع التنفيذ ومصادرة أملاكه، وعلى محافظ باتنة (شرق) السابق محمد سليماني بالسجن ثلاث سنوات مع التنفيذ، فيما برأت المفتش العام سابقا بذات المحافظة من التهمة.
وتابعت النيابة الوزير السابق في وقائع تتعلق بممارسة نفوذه الحكومي في محافظة باتنة التي يتحدر منها، كي يستفيد ابنه من امتيازات مهمة لإطلاق مشروع صناعي، وعمره لم يتعد آنذاك 19 سنة. وبحسب التحقيق، الذي أجرته «المفتشية العامة للمالية» (هيئة حكومية مكلفة بالتحري في إنفاق المال العام)، فقد حصل زكرياء على تسهيلات حكومية مهمة تمنح للمستثمرين لبناء مصنع بباتنة، موضحا أن ذلك جرى بفضل تدخل والده لدى الوالي سليماني.
وأكدت التحريات أن ابن الوزير لم يكن مستثمرا حقيقيا، فيما صرح محافظ باتنة أمام القاضي أن «اللجنة الولائية» المكلفة بدراسة ملفات المستثمرين تعاملت مع «ملف ابن الوزير» كغيره من المستندات الأخرى ذات الصلة بالمشروعات الاستثمارية. كما أكد أن الوزير سابقا لم يتدخل لديه ولم يطلب امتيازا لنجله.
أما زكرياء خاوة فدافع عن نفسه بالقول إنه «تاجر معروف في باتنة». مشيرا إلى أنه «قدم طلبا للولاية للاستفادة من تسهيلات في مجال الاستثمار الصناعي، تمنح للمقاولين الشباب، وكانت كل الشروط متوفرة فيّ لأخوض تجربة الاستثمار، وفي النهاية لم يكتب لمشروعي أن يرى النور بسبب مشاكل فنية».
كما تابعت النيابة الوزير خاوة، بإصدار شيكات دون رصيد خلال تعاملاته مع رجال أعمال بباتنة، كانوا ناشطين في مجال بناء مساكن وبيعها. وقال أخوان يملكان مؤسسة عقارية للقاضي إن خاوة «احتال عليهما»، على أساس أنهما تسلما منه شيكات بمبالغ كبيرة، بينما كان حسابه البنكي فارغا. فيما ذكرت محاميته أثناء المرافعة أن الوقائع التي يتضمنها الملف «لا صلة لها بالفساد، بل يتعلق الأمر بنشاط تجاري عرف به الوزير قبل أن يتقلد المسؤولية الحكومية». مبرزة أن «الثقة كانت هي حجر الزاوية في كل معاملاته مع التجار في مجال بيع العقارات».
وسجن القضاء خاوة في 2021، وهو أحد وجهاء النظام السابق حتى عهد قريب. وبعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (02 أبريل (نيسان) 2019) في خضم غضب شعبي عارم ضد ترشحه لولاية خامسة، سجن قائد الجيش آنذاك الفريق قايد صالح (توفي نهاية 2019) عددا كبيرا من المسؤولين الحكوميين، أبرزهم رئيسا الوزراء سابقا أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، الذين صدرت بحقهم أحكام ثقيلة بالسجن. فيما أطلق القضاء مذكرات اعتقال دولية ضد مسؤولين آخرين، منهم وزير الطاقة شكيب خليل ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع في بيان أمس إن الجيش اعتقل 42 تاجر مخدرات في مناطق عديدة، خلال عمليات أمنية متفرقة تمت بين 27 يوليو (تموز) الماضي، والثاني من أغسطس (آب) الجاري.
وجرى في تمنراست وبرج باجي مختار وعين فزام وجانت وتندوف، بأقصى الجنوب، وبالجنوب الغربي، اعتقال 28 شخصا وحجز بندقية رشاشة «إف إم بي كيه» ومسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، وكمية من الذخيرة و17 مركبة و103 مولدات كهربائية، و74 مطرقة ضغط و30 طنا من خليط خام الذهب والحجارة، وجهاز كشف عن المعادن وكميات من المتفجرات ومعدات تفجير، وعتاد يستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، حسب ذات البيان خلال نفس الفترة. وأفادت وزارة الدفاع بأن هذه الحصيلة «تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين، لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

اتهامات بـ«اعتداء جنسي» على طفل داخل مدرسة تفجّر غضباً واسعاً بمصر

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
TT
20

اتهامات بـ«اعتداء جنسي» على طفل داخل مدرسة تفجّر غضباً واسعاً بمصر

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)

فَجَّر اتهام مسؤول بإحدى المدارس الخاصة في مدينة دمنهور، إلى الشمال من القاهرة، بـ«الاعتداء الجنسي» على طفل عمره 6 سنوات يدرس بالمدرسة حالة غضب واسعة في مصر، وتحولت القضية إلى «قضية رأي عام» يترقب الجميع الفصل فيها.

وتبدأ محكمة جنايات دمنهور، الأربعاء، نظر أولى جلسات القضية التي تعود وقائعها، وفق وزارة التربية والتعليم، إلى فبراير (شباط) من عام 2024.

حسب ملف التحقيقات، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، فإن أول تحقيق للنيابة فيها يعود إلى تاريخ 13 فبراير من العام الماضي، حين اتهم والد الطفل، مشرفاً مالياً يبلغ من العمر 78 عاماً ويعمل لدى مدرسة «الكرمة» في دمنهور بمحافظة البحيرة، بـ«الاعتداء على نجله الطالب هناك وهتك عرضه»، في حين تحدثت الأم عن «تستُّر مديرة المدرسة»، وعن أن إحدى العاملات «ساعدت المتهم على فعلته».

وتحتل القضية صدارة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وعبَّر مدونون عن تعاطفهم مع الطفل ودعمهم لأسرته، منتقدين غياب الرقابة في بعض المدارس.

وبينما تداول متابعون روايات مختلفة للواقعة، وسط انقسام بشأن تفاصيلها وحقيقة التهم الموجهة، أهابت وزارة التعليم في بيان، يوم الاثنين، رواد التواصل الاجتماعي، «تحري الدقة فيما ينشر عن القضية».

وقالت الوزارة إن مديرية التربية والتعليم بمحافظة البحيرة ستتخذ مع الممثل القانوني والجهة المالكة للمدرسة جميع الإجراءات القانونية فور صدور حكم نهائي في القضية.

تأتي القضية في وقت تشهد فيه مصر زخماً في الحديث عن التحرش الجنسي بالأطفال، بعد عرض مسلسل «لام شمسية»، رمضان الماضي، الذي تناول تلك القضية، وحاز صدى واسعاً من المتابعة والتعليقات.

لقطة من مسلسل «لام شمسية» الذي تناول قضية التحرش الجنسي بالأطفال
لقطة من مسلسل «لام شمسية» الذي تناول قضية التحرش الجنسي بالأطفال

وحفظت النيابة ملف القضية، نهاية العام الماضي، بعد استجواب المتهم ونفيه الواقعة. وكانت النيابة قد أرسلت في طلبه أكثر من مرة ولم يحضر للتحقيق، وأرجع ذلك إلى «إجرائه عملية قلب مفتوح»، وفق أوراق التحقيقات.

وفتح تظلم لأسرة الطفل على القرار ملف القضية من جديد في يناير (كانون الثاني) 2025، ليُضاف إليها شهود جدد من ضمنهم ولية أمر ثلاثة تلاميذ بالمدرسة نفسها تُدعى ندا الغزالي، وهي أيضاً صديقة مقربة لأسرة الضحية.

وقالت ندا لـ«الشرق الأوسط»: «طوال العام الماضي وأولياء الأمور يعيشون في رعب، في ظل إصرار إدارة المدرسة على نفي الواقعة»، مشيرةً إلى أن أسرة الطفل ضحية الاعتداء «فضَّلت عدم اللجوء إلى السوشيال ميديا، وسلكت الطرق القانونية، نظراً لحساسية القضية».

وأضافت: «والدة الطفل الضحية علمت بالأمر بعد ملاحظة على نجلها، وبسؤاله أفصح لها عن الواقعة»، مؤكدة أنها سمعت ذلك بنفسها من لسان الطفل فيما بعد.

وطالب مدونون بحق الطفل بعد تدشين وسم يحمل اسمه، بالتزامن مع انتشار نصائح لكيفية توعية الأطفال لحماية أنفسهم من التحرش، أو الإفصاح عنه حال تعرضوا له.

وقالت صديقة أسرة الطفل إن القضية «ستحمل العديد من المفاجآت، ولديهم حافظة أوراق جديدة تدعم موقف الطفل سيقدمونها غداً في أولى جلسات المحاكمة».

في حين دعا آخرون إلى عدم الانسياق وراء ما يقال عبر «السوشيال ميديا»، وترك الأمر للمحكمة، خصوصاً مع وجود ثغرات وعلامات استفهام كثيرة فيما جرى تداوله حول القضية حتى الآن، منتقدين نشر بيانات الطفل، لما سيسببه له ذلك من وصمة تلاحقه طيلة حياته.

وأعلنت رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، سحر السنباطي، في بيان، الثلاثاء، تكليف المجلس محامين من وحدة الدعم القانوني في المجلس، لحضور جلسة المحاكمة «لضمان حصول الطفل على كافة الحقوق القانونية».

في حين دعا رئيس مجلس أمناء أولياء أمور دمنهور السابق، أحمد رفاعي، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى سرعة تطبيق العدالة في القضية في ظل حالة القلق الواسعة لدى أولياء الأمور على أبنائهم.