البابا في ذكرى انفجار مرفأ بيروت: لا يمكن إخفاء الحقيقةhttps://aawsat.com/home/article/3795796/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D9%81%D8%A3-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A5%D8%AE%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9
البابا في ذكرى انفجار مرفأ بيروت: لا يمكن إخفاء الحقيقة
البابا فرنسيس (رويترز)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
البابا في ذكرى انفجار مرفأ بيروت: لا يمكن إخفاء الحقيقة
البابا فرنسيس (رويترز)
في الذكرى السنوية الثانية على تفجير مرفأ بيروت، تمنى البابا فرنسيس أن تواسي العدالة والحقيقة عائلات الضحايا الذين سقطوا في الحدث الكارثي، آملاً في أن يستمر لبنان في السير على طريق «الولادة الجديدة».
وقال البابا في تعليقه في نهاية لقائه الأسبوعي الأول بعد عطلته الصيفية التي استمرت شهراً: «يصادف غداً الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت. أوجه فكري إلى عائلات ضحايا هذا الحدث الكارثي وإلى الشعب اللبناني العزيز».
كما دعا الله أن «يعزي الجميع بالإيمان وأن تواسيه العدالة والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أبداً»، في إشارة إلى توقف التحقيق في الانفجار.
وأمل البابا أن «يواصل لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، السير على طريق الولادة الجديدة، والبقاء وفياً لدعوته في أن يكون أرض سلام وتعددية، حيث يمكن للجماعات من مختلف الأديان أن تعيش في أخوّة».
وفي 4 أغسطس (آب) 2020. وقع انفجار هائل في مرفأ بيروت اعتبر أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم. وأسفر عن سقوط أكثر من 215 ضحية وإصابة آلاف الأشخاص.
لحظة وقوع انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس 2022 (تويتر)
ونتج الانفجار من تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية، إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكنا.
وتسببت قوة الانفجار في إلحاق أضرار بالغة بالمباني، ولم تحرز التحقيقات القضائية المعلقة منذ أشهر أي تقدم، في ضوء تدخلات سياسية ودعاوى ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار يرفعها تباعاً عدد من المدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون.
هكذا بدا المرفأ المدمر بعد وقوع الكارثة (رويترز)
صورة التقطت في نوفمبر 2015 تظهر مرفأ بيروت مع إهراءاته المميزة وفي الخلفية بطاقة بريدية عليها صورة قديمة للمرفأ (رويترز)
قالت قوة شرطة الأمن النرويجية، الاثنين، إنها لم تجد أي أساس للتحقيق في صلات نرويجية بتوريد أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) الملغومة لجماعة «حزب الله» في لبنان.
أهالي غزة يخشون سيناريوهات أصعبhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5086020-%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%8A%D8%AE%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%B9%D8%A8
غزيون ينتظرون الحصول على خبر أمام فرن في مخيم النصيرات (أ.ف.ب)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
أهالي غزة يخشون سيناريوهات أصعب
غزيون ينتظرون الحصول على خبر أمام فرن في مخيم النصيرات (أ.ف.ب)
كان سكان قطاع غزة يمنون النفس لو أن الرئيس الأميركي جو بايدن خرج حاملاً لهم بشرى وقف إطلاق النار، كما فعل تماماً من خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه توقف الحرب في لبنان ضمن اتفاق تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حزب الله» برعاية أميركية وفرنسية وجهات أخرى.
هذه الأمنيات كانت في قلب وعقل وعلى لسان كل غزي، كما ولو أنها باتت حقيقة أو اقتربت من التحقق، كما يقولون بالمثل الشعبي: «إن مطرت في بلاد بشر بلاد تانية».
لكن ذلك لم يمنع مخاوف كثيرين من سيناريوهات أكثر تشاؤماً قد تزيد من صعوبة واقع الحرب على سكان قطاع غزة مع توقفها في جبهة لبنان، خصوصاً أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال إن أحد دوافع قبوله بوقف النار في لبنان هو التفرغ لعزل «حماس» التي يخوض حرباً ضدها منذ أكثر من عام في القطاع.
أماني الغزيين
ويقول المواطن لؤي سالم لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ظروف الأجواء الباردة وانعدام الكهرباء، فإنني مثل أعداد كبيرة من السكان في القطاع، تابعت باهتمام الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، وكنت سعيداً للأشقاء والأهل هناك، وكنت أتمنى لو كان ذلك شملنا». وأعرب سالم عن أمله في أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة في أقرب فرصة، حتى ولو كان ذلك ضمن اتفاق تدريجي يتم تنفيذه في بعض بنوده المتعلقة بالانسحاب وعودة النازحين. ولفت إلى أن المواطن بغزة كل ما يريده هو «توقف هذه الحرب فقط بأي ثمن كان».
المسنة الستينية هدى صلاح النازحة من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، تقول من جانبها: «عقبالنا ما يجي دورنا وتخلص هالحرب، بيكفينا اللي عشناه، من عذاب ما عاد فينا نتحمله».
وأشارت إلى أنها سعيدة بوقف الحرب في لبنان، ولكنها ستكون أسعد حين تتوقف بقطاع غزة، وتعود لما تبقى من منزلها المتضرر جزئياً في مخيم الشاطئ للاجئين الذي نزح غالبية سكانه مع بدايات الحرب إلى جنوب القطاع؛ أملاً في البحث عن مكان آمن.
لو كنت أعلم
وتقول بلغتها البسيطة: «لو عرفت أنني لن أتمكن من العودة إلى بيتي لما نزحت منه ولكنت متّ فيه، لهذا أريد أن تقف الحرب، وأرجع إلى بيتي الذي اشتقت إليه ككثير من الناس الذين اشتاقوا إلى بيوتهم ومناطقهم... لم نعد قادرين على العيش في الخيم والتشرد».
فيما تقول الشابة تالا نجم، من سكان حي الزيتون جنوب مدينة غزة النازحة إلى حي الشيخ رضوان، إن «ما جرى في لبنان يعطينا بصيصاً من الأمل في أن الحرب قد تنتهي في أي لحظة، لكن الأماني وحدها لا تكفي، ولا بد من تحرك جاد من قبل الفصائل الفلسطينية والعالم لإجبار الاحتلال على وقفها». وأضافت: «السكان هنا لا يريدون شيئاً سوى السلام والهدوء ووقف هذه الحرب، وعودة أهالينا النازحين».
ويقول أحمد السري النازح من مدينة غزة إلى دير البلح: «حياتنا صعبة، ولا نعرف أين سنذهب إن قرر الاحتلال الدخول إلى مناطق نزوحنا». وأضاف: «في الأيام الأخيرة بدأ الاحتلال يستهدف خيام النازحين بشكل غير معتاد، ويكثف من قصفه الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من المناطق التي يصنفها على أنها إنسانية، ولكنه بات يزيد من عمليات الاستهداف فيها، ما يشير إلى إمكانية دخوله براً في الفترة القريبة».
ورأى أن وقف إطلاق النار في لبنان، سيعني تفرغ الاحتلال فعلياً لقطاع غزة، وهو الأمر الذي قاله بشكل صريح نتنياهو.
بينما يقول المواطن ياسر ماضي، إن «الخوف من توسيع عمليات القصف وحتى الدخول البري لمناطق عدة من غزة، أمر طبيعي، بعد أن أصبح جيش الاحتلال مرة أخرى متفرغاً لجبهة قطاع غزة». وأضاف ماضي وهو من سكان حي النصر بمدينة غزة: «دخول الاحتلال لمناطقنا مجدداً يعني أننا سننزح لمناطق أخرى، وهذا يعني أننا سنعود وكأن الحرب في بداياتها وليس نهاياتها».
خوف الغزيين
ولا يخفي الغزيون خشيتهم من أن وقف الحرب في لبنان قد يزيد من الضغط الإسرائيلي عليهم، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال في أعقاب الاتفاق مع لبنان، إنه سيتفرغ لعزل «حماس»، وزيادة الضغط عليها ومواصلة القضاء عليها.
وحذّر الناشط الإعلامي علي إصليح، من إمكانية أن تنعكس عملية وقف الحرب في لبنان، على قطاع غزة الذي قد يشهد زيادة موجة العمليات الإسرائيلية قريباً خاصة البرية لتطال مناطق إضافية غير تلك التي توجد فيها قوات الاحتلال حالياً.
وقال إصليح لـ«الشرق الأوسط»: «إسرائيل ستستغل الهدوء على جبهة لبنان، وربما جبهات أخرى، لتوسيع عملياتها في غزة بزعم ممارسة ضغوط عسكرية على حركة (حماس) لإجبارها على تقديم مزيد من التنازلات والمرونة في ملف الأسرى بشكل خاص».
وأشار إلى أن إصرار إسرائيل على رفض الالتزام بالانسحاب من بعض المناطق بقطاع غزة، مثل محوري فيلادلفيا ونتساريم، يعقد من حقيقة إمكانية نجاح التوصل لصفقة، ولذلك هي تتحمل أيضاً المسؤولية عن إفشال جهود سابقة في هذا المضمار.
إطباق السيطرة
فيما قال المختص بالشؤون الفلسطينية والصحافي من قطاع غزة ضياء حسن إن نتنياهو معني باستمرار الحرب على جبهة القطاع، لأنها تخدم بشكل أساسي مصالحه السياسية، وتحافظ على ائتلافه اليميني المتطرف الذي يسعى لإعادة الاستيطان لغزة وتوسيعه بالضفة التي يسعى أيضاً لإطباق السيطرة عليها بالكامل.
وأشار حسن إلى أن هذه الأسباب قد تحرم الغزيين من فرحة إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، لأن السيناريو المتوقع هو أن تزيد القوات الإسرائيلية من نشاطاتها في غزة، وإجبار سكان بعض المناطق على النزوح تحت ضربات جوية وتنفيذ مناورات برية جديدة.
زيادة الضغط
ويرجح حسن أن تقدم إسرائيل على تنفيذ مناورات برية في مناطق توجد بها أعداد كبيرة من النازحين، مثل مناطق غرب ووسط وجنوب القطاع وتحديداً دير البلح وخان يونس، الأمر الذي سيزيد الضغط على السكان من أجل محاولة إجبارهم على تقديم معلومات حول تحركات عناصر «حماس» من جهة، ومحاولة الحصول على أي معلومة مجانية حول أسراه، ولكن هذا السيناريو ستكون له تبعات خطيرة على واقع حياة الغزيين، وسيزيد من معاناتهم، ويعقد من المشهد بالنسبة لحركة «حماس».
وعدّ أن تصريحات نتنياهو في هذا المضمار تؤكد على صعوبة التوصل لاتفاق مستقبلاً، في ظل إصراره على مواصلة القتال بحجة القضاء على «حماس».