نزاعات قبلية أججها الحوثيون تخلف 30 قتيلاً وجريحاً في 4 أيام

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (تويتر)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (تويتر)
TT

نزاعات قبلية أججها الحوثيون تخلف 30 قتيلاً وجريحاً في 4 أيام

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (تويتر)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (تويتر)

أفادت مصادر يمنية مطلعة، بأن استمرار الميليشيات الحوثية في تأجيج الصراع في أوساط القبائل اليمنية تسبب في سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلاً وجريحاً خلال أربعة أيام من الأسبوع الفائت في ثلاث محافظات خاضعة للميليشيات.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن محافظات المحويت وإب وعمران تصدرت في الفترة من 23 يوليو (تموز) الماضي، وحتى 27 من الشهر ذاته قائمة المدن اليمنية، فيما يتعلق بنشوب مواجهات قبلية سعى إلى إذكائها قادة ومشرفون حوثيون.
وتمثل آخر تلك المعارك – وفق المصادر - باندلاع مواجهات بين قبائل عزلة الأهجر وأهالي قرية الحيفتين بمنطقة «ضلاع أعلى» نتج منها سقوط 3 قتلى وجرح 5 آخرين من الطرفين.
وأوضح أهالي ضلاع بالمحويت لـ«الشرق الأوسط»، أن المواجهات بين القبيلتين سببها الرئيسي يعود إلى قيام قيادات حوثية، منها حنين قطينة بإشعال حدة الصراع، إضافة إلى تحريضه طرفاً ووقوفه إلى جانبه ضد الطرف الآخر.
وقال الأهالي، إن المدعو قطينة عزز بعناصر مسلحين باشروا حينها باقتحام قرية حيفتين لإجبار الأهالي على القبول بحفر بئر مياه بمنطقة متنازع عليها واختطفوا أكثر من 10 مواطنين من أبناء المنطقة واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
وسبق ذلك بأيام، تجدد مواجهات أخرى مسلحة للمرة الخامسة بين أسرتي بيت الحاتمي وبيت الحذيفي في منطقة رماضة بمديرية العدين بمحافظة إب؛ الأمر الذي قاد إلى سقوط ما يزيد على 12 قتيلاً وجريحاً من الجانبين.
وأوضح سكان في المحافظة التي تعاني منذ الانقلاب تدهوراً أمنياً غير مسبوق أن أربعة مسلحين قتلوا وأصيب ثمانية آخرون، بينهم نجل شقيق قيادي حوثي بمواجهات دارت بين مسلحين يقودهم نجل القيادي الحوثي جمال عايض الحميري، وبين مسلحين من أسرة بيت الحذيفي، بعد استقواء أحد أفراد بيت الحاتمي بالقيادي لفتح طريق بين أملاك بيت الحذيفي.
وذكر السكان، أن معظم الصرعى كانوا من أنصار الموالي للميليشيات الحميري، منهم نجل شقيقه ويدعى أكرم الحميري، في وقت أكدت فيه مصادر أخرى، أن نجله الأكبر «صائل» لا يزال يخضع للعلاج بعد تعرضه لإصابة بالغة، وسط توتر وتحشيد مسلح لأنصار الأسرتين في المنطقة.
وأشار السكان في إب لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الخلاف القديم الجديد الحاصل بين الأسرتين منظور لدى محكمة في إب، غير أن تدخل القيادي الحوثي الحميري واستغلاله منصبه وكيلاً للمحافظة زاد من تأجيج حدة الصراع.
وكانت منطقة رماضة في إب شهدت على مدى سنوات قليلة ماضية حرباً قبلية بين أسرتي بيت الحذيفي والحاتمي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إلى جانب تضرر منازل وآبار مياه وممتلكات واسعة تابعة للطرفين في ظل تغذية حوثية مستمرة للصراع ودعمها أسرة على حساب أخرى.
وفي محافظة عمران (50 كلم شمال صنعاء)، كشف مصدر محلي عن مقتل سبعة أشخاص بينهم فتاة وجرح طفلتين في اشتباكات قبلية دارت بمديرية السودة بمحافظة عمران الخاضعة تحت سيطرة الميليشيات.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهات اندلعت بين مسلحي قبائل «أبو أحمد» من جهة، وبين مسلحي قبيلة «كعوت» المدعومين من قبل الميليشيات، على خلفية نزاع على أراضٍ زراعية.
وأضاف، أن الاشتباكات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة لا تزال توتراتها قائمة بين الطرفين، في حين تواصل الميليشيات إشعالها مجدداً، خصوصاً في ظل استمرار التحشيدات من الجانبين ومحاولات قبلية لاحتوائها.
ومنذ الانقلاب الحوثي واجتياح المدن اليمنية بقوة السلاح، لجأت الجماعة إلى ضرب مراكز قوى قبلية، كما عمدت إلى ضرب قبائل عدة ببعضها بعضاً وتهميش أعيان قبائل أخرى والتنكيل بهم بهدف تطويعها قسراً لتسهيل مهام فرض كامل السيطرة عليها.
وكانت مصادر يمنية مطلعة اتهمت الجماعة بمواصلتها تغذية الصراعات وإشعال القتال في أوساط القبائل اليمنية بالمدن تحت سيطرتها؛ بهدف الاستفادة من تفكيك المجتمعات القبلية وتسخيرها لخدمة مشروعها الانقلابي.
ويقول مراقبون، إن الميليشيات تنهج سياسة «فرّق تسد» بين القبائل في إطار مساعيها لإحكام قبضتها على القبائل والمناطق اليمنية، وتطويعها من أجل تنفيذ أجندتها ومشاريعها الطائفية.
ويشير المراقبون إلى أن الجماعة استطاعت جعل كثير من شيوخ وزعماء القبائل والمناطق اليمنية الخاضعة لقبضتها يتهافتون على الارتماء في أحضانها لتعزيز مكانتهم ونفوذهم القبلي والاستقواء على الآخرين، في حين تقوم الجماعة ذاتها بالضغط عليهم لمساندة عمليات الحشد وتعزيز جبهاتها بمزيد من المقاتلين.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.