معارضون سوريون يرفضون مشاركة النظام السوري في «قمة الجزائر»

العمامرة ونظيره السوري فيصل المقداد خلال لقائهما في دمشق نهاية يوليو الماضي (أ.ب)
العمامرة ونظيره السوري فيصل المقداد خلال لقائهما في دمشق نهاية يوليو الماضي (أ.ب)
TT

معارضون سوريون يرفضون مشاركة النظام السوري في «قمة الجزائر»

العمامرة ونظيره السوري فيصل المقداد خلال لقائهما في دمشق نهاية يوليو الماضي (أ.ب)
العمامرة ونظيره السوري فيصل المقداد خلال لقائهما في دمشق نهاية يوليو الماضي (أ.ب)

أكد معارضون سوريون في شمال غربي سوريا رفضهم مشاركة النظام السوري برئاسة بشار الأسد في القمة العربية التي تعقد في الجزائر مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مستنكرين بـ«قوة» إصرار الجزائري على دعوته وجهودها في أوساط الدول الأعضاء للسماح للنظام السوري بحضور القمة تحت عنوان «لم شمل العرب»، على الرغم من شلال دماء الأبرياء الذي سال على الأرض السورية، والدمار الهائل الذي أحدثته آلة حرب النظام وحلفاؤه، بحق السوريين، على مدار 11 عاماً.
ورفض نشطاء معارضون في شمال غربي سوريا، مساعي وجهود الجزائر لإقناع دول أعضاء القمة العربية بالسماح للنظام السوري بالمشاركة في اجتماع القمة المقبلة، بعد منعه من حضور القمم السابقة للجامعة العربية بقرار منها، عقاباً على ارتكابه جرائم ضد الإنسانية بحق آلاف السوريين، وتدمير مدنهم وتهجير الملايين منهم، بحسب الناشط الحقوقي المعارض أيمن العلي.
وقالوا إنهم يستنكرون بشدة «الجزائر المساندة للنظام السوري، ورفعها وتيرة التعاون المشترك، وتبادل الزيارات الرسمية بين الطرفين، مستبعدة من ذاكرتها مقتل آلاف السوريين على مدار 11 عاما، بالطائرات والقنابل والغاز السام والأسلحة الكيمياوية وقذائف الدبابات والمدافع، واغتصاب النساء في المعتقلات وإنشاء مقابر جماعية للمعتقلين بعد إعدامهم».
وقال الناشط من محافظة إدلب أيهم الحسن (48 عاماً) إن «النظام السوري المتمثل برأسه بشار الأسد، فاقد للشرعية بحكم سوريا، منذ أن قُتل أول سوري برصاص القوى الأمنية والميليشيات الطائفية التابعة لنظام الأسد في في سوريا مطلع عام 2011 (بداية الاحتجاجات السورية ضد النظام)، فضلاً عن تدميره أكثر من 70 في المائة من المدن والبلدات السورية، ومساعي بعض الزعماء لإعادته إلى حضن الجامعة العربية، بنظر السوريين (وصمة عار) بحق الجامعة، وعلى الذين يحاولون التوسط للنظام أن يزوروا 1450 مخيماً للنازحين السوريين بالقرب من الحدود السورية التركية ومشاهدة معاناتهم ومأساتهم، وسماع مطالبهم».
ويضيف: «نستغرب كسوريين وساطة بعض الزعماء لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، الذي جلب كل قاتل ومارق ومجرم إلى سوريا، من شتى أصقاع الأرض لقتل السوريين، وهو حاكم ميليشيات محلية وأجنبية، بدلاً من الشعب السوري، الذي هجر غالبيته قسراً إلى كل دول العالم».
بينما قال الحقوقي أكرم جنيد إن «خطوة الرئيس الجزائري التي تهدف إلى إعادة النظام السوري للجامعة العربية وحضوره القمة المزمع عقدها لاحقاً في العاصمة الجزائرية، أمر مرفوض بالنسبة لنا كثوار سوريين، وتمثل هذه الجهود إعادة شرعية النظام السوري، وإعادته إلى الحضن العربي، بعد أن عرض الشعب السوري لأبشع أنواع العذاب والقتل والجوع والاعتقال والتهجير».
وأضاف: «نطالب الدول العربية باتخاذ موقف جدي وموحد، وإعادة النظر بالخطوات التي يقوم بها بعض الزعماء العرب، التي تطالب بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وإجباره على الرضوح للحل السياسي الذي يضمن إقالته من الحكم وعودة السوريين النازحين إلى ديارهم، وضمان العيش الكريم لهم».
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صرح في لقاءات عدة بأن بلاده تسعى بجد إلى مشاركة سوريا، العضو المؤسس للجامعة العربية، في القمة العربية المرتقبة في بلاده بداية نوفمبر المقبل. وترافق ذلك مع زيارة رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، إلى دمشق في زيارة تعتبر الأولى من نوعها منذ 10 أعوام، وسلّم خلالها الأسد رسالة تبّون تتعلق بالعلاقات الثنائية، واستمرار التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء التحديات التي تواجه المنطقة، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.