شروط حوثية وضغوط أميركية قبيل التمديد المرتقب للهدنة اليمنية

وسط مساعٍ عمانية لإقناع الميليشيات بالموافقة على المقترح الأممي

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي أثناء اجتماعه الشهر الماضي في جدة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي أثناء اجتماعه الشهر الماضي في جدة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)
TT

شروط حوثية وضغوط أميركية قبيل التمديد المرتقب للهدنة اليمنية

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي أثناء اجتماعه الشهر الماضي في جدة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي أثناء اجتماعه الشهر الماضي في جدة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)

وسط استمرار المساعي العمانية لدى قادة الميليشيات الحوثية والضغوط الأميركية الرامية إلى تمديد الهدنة اليمنية للمرة الثانية، اشترطت الميليشيات الحصول على مكاسب اقتصادية جديدة قبيل الموافقة المنتظرة على التمديد.
وفي حين تسود توقعات بأن يتمكن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من انتزاع موافقة الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية على تجديد الهدنة قبل انقضاء التمديد الأول (الثلاثاء)، واصلت الحكومة الأميركية ضغوطها على مجلس القيادة الرئاسي في سياق الدعم لمقترحات المبعوث.
وفي بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال إن الوزير أنتوني بلينكن أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، «على أهمية دعم الحكومة اليمنية لتمديد الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة والهادفة إلى تخفيف معاناة اليمنيين وتوسيع الفوائد الملموسة لهم، والساعية إلى تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية أكثر شمولاً ولا تستثني أحداً».
وبحسب البيان الأميركي، شدد بلينكن على «أن الهدنة توفر أفضل فرصة للسلام حصل عليها اليمنيون منذ سنوات»، كما أكّد من جديد «دعم الرئيس بايدن القوي لمجلس القيادة الرئاسي»، مشيدا بالدور الريادي الذي لعبه المجلس حتى الآن بشأن الهدنة. إلى ذلك أعرب الوزير بلينكن عن «رغبة الولايات المتحدة في مواصلة التعاون الثنائي الأوسع مع حكومة الجمهورية اليمنية».
المصادر اليمنية الرسمية من جهتها قالت إن العليمي تلقى اتصالاً من الوزير الأميركي (الأحد) للبحث في المستجدات المحلية، والجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن مجلس القيادة الرئاسي أكد التزامه بـ«نهج السلام العادل والشامل القائم على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، خصوصاً قرار مجلس الأمن 2216».
ونوه العليمي، في السياق نفسه، بالجهود التي بذلها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل الوصول إلى الهدنة في اليمن، وبتشارك ضبط النفس مع مجلس القيادة والحكومة إزاء الانتهاكات، والخروقات الواسعة من جانب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
ومع وجود النية لدى «الرئاسي اليمني» للموافقة على تمديد الهدنة للمرة الثانية، قالت المصادر الرسمية إن العليمي خلال حديثه مع بلينكن أعاد التذكير بتجارب التهدئة مع الميليشيات الحوثية المخيبة للآمال، وصولاً إلى الهدنة القائمة التي تنصلت فيها الميليشيات من التزاماتها كافة، بما في ذلك إبقاء الحصار على مدينة تعز والمحافظات الأخرى وعدم دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، والتلكؤ في تنفيذ التفاهمات المتعلقة بملفي الأسرى والمحتجزين، وناقلة النفط صافر.
وجدّد العليمي «حرص المجلس والحكومة على دفع جميع رواتب موظفي الخدمة العامة في مختلف أنحاء البلاد، على أن تفي الميليشيات الحوثية بتعهداتها بموجب اتفاق ستوكهولم الملزم بتوريد جميع عائدات موانئ الحديدة وتخصيصها لهذا الغرض».
وفي سياق الجهود الإقليمية الداعمة لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، وصل وفد عماني (الأحد) إلى صنعاء رفقة المتحدث باسم الميليشيات محمد عبد السلام فليتة، في مسعى لإقناع قادة الجماعة بالموافقة على المقترح الأممي بتمديد الهدنة وتحسينها.
وعلى ما أفاد به الإعلام التابع للميليشيات، التقى الوفد العماني، رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، وناقش اللقاء القضايا المرتبطة بالهدنة والمقترحات التي طرحها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، وكذلك المقترحات المتعلقة بمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية.
وزعمت وسائل إعلام الجماعة الانقلابية أن المشاط «أشار إلى ضرورة أن يرافق أي هدنة تحسين ملموس للوضع الاقتصادي والإنساني، بما في ذلك صرف مرتبات جميع موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين»، في إشارة إلى تنصل الجماعة من صرف الرواتب من عائدات ميناء الحديدة وإلقاء المسؤولية على الحكومة الشرعية.
إلى ذلك، نقلت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن المشاط جدّد اشتراط جماعته «الفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، وصرف مرتبات جميع موظفي الجمهورية اليمنية من إيرادات النفط والغاز».
وفي الوقت الذي يأمل المبعوث الأممي أن توافق الأطراف على تمديد الهدنة هذه المرة لستة أشهر، لاقت هذه الدعوة مساندة من 30 منظمة دولية عاملة في اليمن مع الالتزام بتنفيذ كل بنود الهدنة، بما فيها إعادة فتح الطرق في تعز المحاصرة.
وجاء في البيان الصادر عن منظمات «أوكسفام»، و«فتيات مأرب»، والمجلس النرويجي لشؤون اللاجئين، و27 منظمة إنسانية دولية أخرى، أنه «قبل انتهاء اتفاقية الهدنة الحالية التي تقودها الأمم المتحدة في 2 أغسطس (آب) 2022، تحث المنظمات الإنسانية في اليمن جميع أطراف النزاع على الالتزام بالهدنة وتمديدها لحماية المدنيين في جميع أنحاء البلاد والسماح لهم بإعادة بناء واستعادة حياتهم».
وقالت المنظمات إنها «تدرك وتشيد بالخطوات المهمة التي اتخذها جميع أطراف النزاع للحفاظ على الهدنة»، مشيرة إلى أنه «في الأشهر الأربعة الماضية شهد اليمنيون أطول فترة هدوء في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات»، وأن «عدد الضحايا من المدنيين تراجع بشكل ملحوظ».
وأبدت المنظمات مخاوفها، وقالت «إن أرواح المدنيين لا تزال مهددة بسبب انتهاكات الهدنة في بعض المناطق؛ خصوصاً مع ارتفاع ملحوظ لعدد الضحايا في الآونة الأخيرة، في الشهر الماضي».
وحثّ البيان «جميع أطراف النزاع على تمديد الهدنة لمدة ستة أشهر أو أكثر، والالتزام ببنودها، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لحماية المدنيين، والوفاء بجميع بنود الاتفاقية بما في ذلك إعادة فتح الطرق في تعز».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.