تصعيد عسكري غير مسبوق للنظام و«قسد» شمال سوريا

قصف بري من قوات النظام على جبل الزاوية جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
قصف بري من قوات النظام على جبل الزاوية جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
TT

تصعيد عسكري غير مسبوق للنظام و«قسد» شمال سوريا

قصف بري من قوات النظام على جبل الزاوية جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
قصف بري من قوات النظام على جبل الزاوية جنوب إدلب (الشرق الأوسط)

في حين تجري القوات الروسية بالاشتراك مع قوات النظام السوري و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» مناورات عسكرية للتصدي للعملية العسكرية التركية (المرتقبة)، شمال حلب، تشهد منطقة «خفض التصعيد»، التي تضم أجزاءً واسعة من محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، شمال غربي سوريا، قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً، من قبل النظام والميليشيات الإيرانية، بتركيز على منازل المدنيين في كفرتعال وصابويران بريف حلب، ما أسفر عن استشهاد طفلين ومقتل اثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة، ونفوق نحو 25 رأساً من الأغنام.
وأثار القصف مخاوف المدنيين من تصاعد حدة التوتر والتصعيد العسكري على بلداتهم ووقوع قتلى وجرحى في صفوفهم. وقال أبو محمد (56 عاماً)، وهو أحد أبناء منطقة تقاد بريف حلب الغربي: «يعيش نحو 30 ألف نسمة في مناطق كفرتعال وتقاد وسحارة وأرحاب، الواقعة بالقرب من خط التماس مع قوات النظام، ظروفاً صعبة، نظراً إلى التصعيد العسكري الذي تمارسه قوات النظام السوري بشكل يومي، كذلك الميليشيات الإيرانية التي اتخذت من القرى القريبة من خطوط التماس قواعد عسكرية تضم راجمات صواريخ ودبابات ومدافع ثقيلة. ويخشى سكان المنطقة من تصاعد حدة التوتر وانطلاق العملية العسكرية التركية (المرتقبة)، ضد (قسد) وأن يجري قصفهم من قبل قوات النظام، رداً على العملية التركية المحتملة».
من جهتها، تحدثت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، في بيان، عن أن مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية شمال غربي سوريا، تشهد تصعيداً عسكرياً متواصلاً خلال الآونة الأخيرة، من قبل قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات المساندة لها، و«قسد»، وأن 12 مدنياً؛ بينهم أطفال ونساء، قضوا بقصف جوي روسي استهدف مدجنة بريف إدلب الشمالي الغربي، وقصف بري استهدف مخيماً للنازحين بالقرب من مدينة عفرين شمال حلب.
مصدر عسكري في فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة قال في تصريحات إن قوات النظام السوري و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، بدأت، بالاشتراك مع قوات روسية، إجراء مناورات عسكرية (تحاكي المعارك الحقيقية)، في مناطق قريبة من مدينة حلب، يشرف عليها ضباط روس وضباط برتب عالية من قوات النظام السوري، «بهدف تدريب العناصر على مواجهة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، خلال العملية العسكرية (المرتقبة)، التي تحضر لها تركيا، ضد (قسد) بشمال حلب».
وأضاف أن «المناورات والتدريبات العسكرية تستخدم مختلف أنواع الأسلحة؛ من مدفعية ثقيلة ودبابات وراجمات صواريخ، إضافة إلى وسائط الدفاع الجوي وطائرات»، مشدداً على جهوزية فصائل المعارضة السورية في مواقعها، بعد استكمال القوات التركية وفصائل المعارضة تجهيزاتها العسكرية والقتالية «لخوض العملية المحتملة في تحرير كل من منبج وتل رفعت بريف حلب».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: نتابع من كثب مع السلطات الإيطالية حادثة مصرع أحد مواطنينا في ميلانو

مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
TT

مصر: نتابع من كثب مع السلطات الإيطالية حادثة مصرع أحد مواطنينا في ميلانو

مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)

قالت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، إنها تتابع من كثب مع السلطات الإيطالية حادثة مصرع شاب مصري في ميلانو، أثارت وفاته احتجاجات عنيفة في المدينة الإيطالية.

وذكرت الخارجية في بيان أن الوزير بدر عبد العاطي وجَّه القنصلية العامة المصرية في ميلانو بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والاطلاع على تقرير الجهات المختصة لمعرفة ملابسات واقعة وفاة الشاب رامي الجمل.

صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالعاصمة المصرية القاهرة يظهر فيها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي بقصر التحرير (د.ب.أ)

كانت تقارير إعلامية قد أفادت باندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإيطالية ومهاجرين محتجين بعدما لقي الجمل حتفه في حادث سير خلال ملاحقة أمنية في وقت سابق هذا الأسبوع.