مجلة «الشارقة الثقافية»: المسعودي والأدب الجغرافي العربي

مجلة «الشارقة الثقافية»: المسعودي والأدب الجغرافي العربي
TT

مجلة «الشارقة الثقافية»: المسعودي والأدب الجغرافي العربي

مجلة «الشارقة الثقافية»: المسعودي والأدب الجغرافي العربي

صدر أخيراً العدد (70) لشهر أغسطس (آب) من مجلة «الشارقة الثقافية» التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة. وقد توقفت الافتتاحية عند العلاقة الوطيدة والمميزة بين الشعر والحضارة، وهي علاقة «بناء وسبر وحفر في الجذور والتاريخ والزمن، وهي أيضاً علاقة أخذ وعطاء، عبور ووصول، تأثير وتأثر. فعندما يحفظ الشعر مفردات التراث، ويوثق الأحداث والأيام والمحطات المضيئة والأليمة، فهو بذلك يشكل ذاكرة للحضارة، وسجلاً لسيرورتها، وعندما يسهم الشعر في إثراء اللغة وبناء الشخصية والارتقاء بالثقافة، فهو بذلك أيضاً يكون قد حصَّن مقومات الحضارة».
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فلاحظ في مقالته «النقد يحاكي النص الأدبي إبداعاً»، أن بعض الكتابات النقدية: «تحولت إلى غزل مكشوف، أو ما يشبه التقارير التي تركز على مضمون النص الإبداعي، وتكتفي بتفسير النص وشرحه، بطريقة أقرب ما تكون إلى الحصص المدرسية، متناسين أن متناول النص الإبداعي يجب أن يتجاوز عمل الدارس ويرتقي إلى رتبة الناقد، بعد ترسيخ مفهوم النقد الحقيقي، والذي يفرق بين الدارس الذي يتكئ على معرفة ومعلومات عامة، وبين الناقد الفنان المبدع الذي يقدم لنا من خلال قراءته النقدية، رؤية حية للنص المبدع بعد تفاعله معه فكرياً وفنياً».
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ تناول يقظان مصطفى، أحد أعلام العلماء العرب والمسلمين، وهو المسعودي، والأدب الجغرافي العربي. وتوقفت وراد خضر عند جماليات الشعر الإسباني لدى الجيل الجديد، فيما تابع محمد حسين طلبي احتفالية الجزائر بمرور ستين عاماً على استقلال «رياض الفتح»، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة أبها التي تعتبر عاصمة السياحة العربية، وهي من المصايف المشهورة في السعودية.
أمّا في باب «أدب وأدباء»؛ فنقلت فائزة مصطفى أجواء احتفالية توزيع جائزة «الشارقة– اليونيسكو» في العاصمة باريس، إذ ثمن الفائزون الدور الذي تلعبه الشارقة في سبيل ترقية الثقافة، وتعزيز التقارب بين الشعوب. وقارن الدكتور محمد صابر عرب ما بين نجيب محفوظ (الطبيب)، ونجيب محفوظ (الأديب)، فكلاهما «سعى إلى النبوغ والتفوق». وتناول الدكتور رضا عطية، الكاتب إبراهيم عبد المجيد، والتحولات في مشروعه السردي. وقدم عبد الله بن ناجي مداخلة حول رواية «قواعد العشق الأربعون»، حيث السرد وجماليات البناء والتلقي عند إليف شافاق. وكتب هشام عدرة عن الشاعر عدنان قيطاز ، فيما تناولت هالة عبد الهادي مسيرة الروائي طارق إمام ، وحاور أحمد اللاوندي الروائي زهران القاسمي، وغيرها.
وفي باب «فن. وتر. ريشة»؛ نقرأ الموضوعات الآتية: «عز الدين المدني... علامة مضيئة على خشبة المسرح» لمحمد إسماعيل، و«عبد الجبار لوزير جسد القيم الأخلاقية عبر فن الفكاهة» لمحمد العساوي، و«بنات عبد الرحمن... دراما اجتماعية تلامس هموم المرأة العربية» لانتصار دردير.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات، لمجموعة من الأدباء والمبدعين العرب، هم: كرم الصباغ (بخفة عصفور)، قصة، وغسان حداد (كسرة خبز)، قصة قصيرة، ومحمد محمود عثمان (البهجة الممكنة)، قصة قصيرة، ورابعة الختام (بطعم القهوة)، قصة قصيرة، وعمرو مصطفى (ذو العكازين) قصة قصيرة، ورفعت عطفة (دائماً تحت الضوء) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبد الرزاق إسماعيل.
وتضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».