العراق يواجه جفافاً غير مسبوق... وعشرات السدود الإيرانية والتركية تعمق المشكلة

أزمة المياه تتفاقم في «بلاد ما بين النهرين»

أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
TT

العراق يواجه جفافاً غير مسبوق... وعشرات السدود الإيرانية والتركية تعمق المشكلة

أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
على امتداد التاريخ، كان الاسم الأشهر لما عرف ببلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين هو «أرض السواد» لكثرة ما فيها من زرع ونخيل. وحتى ثمانينات القرن الماضي كانت أعداد النخيل في العراق تزيد عن 30 مليون نخلة، لكن المعلومات تفيد بأن ما بقي منها الآن أقل من النصف، والسبب الرئيسي هو الجفاف، ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب، وعدم الاهتمام الحكومي. كما تميز نهرا دجلة والفرات طوال معظم عقود القرن العشرين بكثرة الفيضانات، الأمر الذي أجبر الأنظمة السياسية في البلاد، ملكية أم جمهورية، على بناء سدود.
ومع أن آخر فيضان كبير بالعراق هو الذي حصل عام 1954 وأغرق معظم مناطق العاصمة العراقية بغداد، فإن السدود التي أقيمت فيما بعد، وآخرها وأهمها سد الموصل الذي افتتح عام 1986، أسهمت إلى حد كبير في حماية المدن، والسكان، خصوصاً الذين يقطنون قرب الأنهار من الفيضانات.
ورغم استمرار أزمة المياه بين العراق وتركيا بالدرجة الأولى، وسوريا شطراً من سبعينات القرن الماضي كانت مستمرة، لكن لأسباب لا تتعلق بقلة المياه التي تأتي إلى العراق بوصفه دولة مصب، بقدر ما تتعلق بالحقوق الثابتة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، التي كان يراها غير قابلة للتصرف، بصرف النظر إن كان يستخدم كل الكميات الداخلة إلى العراق بالزراعة أو توليد الطاقة الكهربائية أو تذهب إلى الخليج. لذلك استمرت أزمة المياه على المستوى السياسي مع الدول التي تتشاطأ على دجلة والفرات (تركيا وسوريا) قبل أن تنشأ في وقت لاحق أزمة مع إيران في السنوات القليلة الماضية، حين بدأت إيران تغلق الأنهار التي تغذي بعض الروافد العراقية، لا سيما في محافظة ديالى، بحيث تصل حد الجفاف الكلي مثلما هو حاصل اليوم، أو تفتحها في مواسم الفيضانات، بحيث تغرق قرى عراقية حدودية بالكامل مثلما حصل قبل بضع سنوات عندما هطلت كميات كبيرة من الأمطار في أحد المواسم.

*دجلة الظمآن
لكن الأمر اختلف الآن كلياً. فمنذ نحو أكثر من عقد يعاني العراق شحاً واضحاً في المياه إلى حد أن نهر دجلة يعبر من بعض المناطق مشياً على الأقدام، حيث بات يعاني من الجفاف والتصحر والعواصف الترابية. نهر دجلة الذي طالما تغنى به كبار شعراء العراق، في مقدمتهم محمد مهدي الجواهري، الذي يصفه قائلاً «حييت سفحك عن بعد فحييني/ يا دجلة الخير يا أم البساتين/ حييت سفحك ظمآناً ألوذ به/ لوذ الحمائم بين الماء والطين». نهر دجلة الذي هو توأم نهر الفرات وينبع من تركيا، ويمر عبر مسافة قصيرة في سوريا، ثم يدخل الأراضي العراقية من جهة محافظة نينوى، بات في حالة يرثى لها، الأمر الذي أدى إلى تقليص المساحات الزراعية بأهم المحاصيل الاستراتيجية، في مقدمتها القمح والأرز، بالإضافة إلى المحاصيل الحقلية والخضراوات، بحيث جعلت العراق يستورد كل شيء، بينما كان يصدر في خمسينات وستينات وشطر من سبعينات القرن الماضي شتى أنواع المحاصيل، ويكتفي ذاتياً بالكثير منها، في مقدمتها القمح والشعير والذرة وغيرها. الجفاف تسبب بهلاك أبرز موارد العراق المائية، في مقدمتها بحيرتا حمرين وساوة. جفافٌ بات يهدد العراقيين بأن كنوز بلاد الرافدين في طريقها للتلافي.

عراقيون يعبرون أمام نهر ديالى الذي تراجع منسوبه بشكل كبير (أ.ب)

عراقيون يعبرون أمام نهر ديالى الذي تراجع منسوبه بشكل كبير (أ.ب)

*تشخيص وحلول
وزير البيئة العراقي الدكتور جاسم الفلاحي، يقول في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن «الحديث عن الحراجة المائية يقصد به عدم وصول مياه ذات نوعية جيدة إلى محافظات أسفل النهر، على سبيل المثال البصرة وميسان وذي قار والمثنى. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن الأهوار العراقية، التي تشكل بيئة فريدة وفلتراً طبيعياً، ساهمت على مدى آلاف السنين في الحفاظ على النظام البيئي، ليس فقط في جنوب العراق وإنما في الدول المجاورة، لذلك يجب ألا تعامل على أنها خزان لخزن المياه الفائضة عن الحاجة، أو لتفادي أخطار الفيضان، وإنما ضرورة لاستدامة هذا النظام الإيكولوجي الفريد من نوعه». ويضيف أن «العراق يعاني، وللسنة الثالثة على التوالي، من جفاف نتيجة تناقص معدل تساقط الأمطار بشكل غير مسبوق، حيث تراجعت حصتنا المائية إلى أقل من 30 في المائة من احتياجاتنا الأساسية». ويرجع الفلاحي ذلك إلى «مشاريع في دول المنبع، وبسبب تأثير التغييرات المناخية، التي أثرت بشكل حقيقي على إيراداتنا المائية، فضلاً عن زيادة تأثير العواصف الغبارية والجفاف والتصحر»، مبيناً أنه «يجب العمل على تخصيص نسبة ثابتة للأهوار العراقية، خصوصاً في محافظات الوسط والجنوب».
في سياق ما يعانيه العراق على مستوى شح المياه والتصحر والجفاف، يقول خبير الحدود والمياه الدولية في «مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية» اللواء الركن الدكتور جمال إبراهيم الحلبوسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشرق الأوسط يشهد، إسوة بمناطق العالم، تغيرات مناخية بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث تعد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة الأكثر ضرراً في التأثيرات المناخية، وهذا يزيد من معاناة الدول العربية مثل مصر واليمن وعُمان والأردن وسوريا بسبب شح في المياه وازدياد في التصحر. ويأتي العراق ضمن المجموعة الثانية من دول الضرر في العقود المقبلة». ويوضح أن «من أسباب معاناة العراق من حالة الجفاف المستمرة، التزايد السكاني وتقليص الأراضي الزراعية وعدم استخدام الطرق الحديثة في الري والسقي، وتغييرات جودة ونوعية المياه البيئية بسبب المخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي، وتداخل قنوات المباذل مع الأنهار العذبة، والتبخر، وانتشار أحواض الأسماك داخل مجاري الأنهار، وتجاوزات استخدام الحصص المائية بين المحافظات».

*الدور التركي والإيراني
رداً على سؤال بشأن الدور التركي والإيراني في هذا المجال، يقول الحلبوسي إن «دور كل من إيران وتركيا يعد دوراً سلبياً جداً مع العراق رغم كل الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة معهما، حيث كانت حصة مياه العراق في نهري دجلة والفرات وروافدهما لا تقل عن 100 مليار م3 قبل عام 1990، فللعراق مع تركيا 8 أنهار تناقصت نسب حصتهما إلى 40 في المائة، بعد إنشائها أكثر من 23 سداً كبيراً وقرابة 100 سد صغير لحصاد الأمطار». وأوضح أن «إيران هي الأخرى قامت بإنشاء أكثر من 80 سداً لقطع مياه الأنهار المشتركة، البالغ عددها 42 نهراً ومجرى مائياً محددة ببروتوكول مستقل باتفاقية الجزائر ومحاضر مشتركة كثيرة، وهي مؤشرة مع إيران لمحافظاتنا (السليمانية 11 نهراً - ديالى 17 نهراً - الكوت 4 أنهار - العمارة 7 أنهار - البصرة 3 أنهار). وجراء هذا، أصبحت الأراضي العراقية في جانب دجلة تعاني من شح متزايد بسبب قلة المياه، وفي جهة نهر الفرات أيضاً أصابها شح المياه، خصوصاً في السماوة والناصرية مع تدني خزين البحيرات العراقية جميعها، وظهرت أكثر الأضرار التي حصلت الآن في الأهوار الجنوبية وبحيرات الرزازة وحمرين والحبانية وحديثة».
بشأن المعالجات والحلول، يقول الحلبوسي إن «من أهم المعالجات والحلول هي المطالبة بالحصص المائية المنصفة مع الدول المجاورة تركيا وإيران وسوريا، بموجب الاتفاقيات والبروتوكولات المشتركة واتفاقية الأمم المتحدة للأنهار والمجاري غير الملاحية الموقعة في جنيف عام 1997، التي أصبحت ملزمة لكل الدول المتشاطئة ووضع خطط محلية كفيلة باستخدام المكننة الحديثة في الري والسقي، وتدوير المياه، ومعالجة تصريف المخلفات الصناعية والطبية والصرف الصحي والمبازل وأحواض الأسماك، واستخدام المياه الجوفية للتشجير».

عراقيون يعملون في حقل أرز في النجف (رويترز)

عراقيون يعملون في حقل أرز في النجف (رويترز)
*صالح على خط الأزمة
الرئيس العراقي برهم صالح، أحد المهتمين الكبار في العراق بأزمة شح المياه والتصحر والجفاف، طالما حذر من المخاطر المترتبة على ذلك، لا سيما في ظل حصول انفجار سكاني كبير في البلاد. ففي كلمة له بعد تداول أخبار عن جفاف بحيرة ساوة جنوب العراق، حذر من «حدوث انفجار سكاني هائل بعد عقد من الزمن في العراق». صالح الذي كتب سلسلة تغريدات حول المشكلة، وصف بحيرة ساوة التي تقع في محافظة المثنى بأنها «لؤلؤة الجنوب في السماوة، أتذكر زيارتي لها مع والدي عندما كنتُ يافعاً، منبهراً بجمالها وبريقها»، مؤكداً أن «جفافها أمر مؤسف وتذكير قاس بخطر التغير المناخي الذي يشكل تهديداً وجودياً لمستقبلنا في العراق والمنطقة والعالم، لذا يجب أن يصبح التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية للعراق».
وأضاف أن «عدد سكان العراق اليوم أكثر من 41 مليوناً، وسيكون 52 مليوناً بعد عشر سنوات، ستترافق مع زيادة الطلب على المياه. التصحر يؤثر على 39 في المائة من أراضينا وشح المياه يؤثر الآن سلباً على كل أنحاء بلدنا، وسيؤدي إلى فقدان خصوبة الأراضي الزراعية بسبب التملح». وأشار صالح إلى أن «العراق في المرتبة الخامسة من أكثر البلدان هشاشة عالمياً لجهة نقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى»، متوقعاً «وصول العجز المائي في العراق إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035 حسب دراسات وزارة الموارد المائية بسبب تراجع مناسيب دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود وعدم تحديث طرق الري».
وكان صالح طرح العام الماضي مبادرة إنعاش بلاد الرافدين، وتمت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء.

*ماذا في جعبة إلينا؟

السفيرة الأميركية الجديدة لدى العراق إلينا رومانوسكي، أعلنت حال مباشرتها عملها في العراق مؤخراً، أنها تحمل تفويضاً لمواصلة دعم إدارة الموارد المائية في العراق وتعزيز اكتفائه الذاتي. وكتبت رومانوسكي في مقال: هنا في العراق «بلاد ما بين النهرين»، يُعد ضمان إمدادات المياه للعراق مصلحة استراتيجية تشترك فيها الولايات المتحدة مع العراقيين. لقد تزامن وصولي الشهر الماضي مع بداية صيف آخر طويلٍ حارٍ وجاف. وفي مستهلِ لقاءاتي مع المسؤولين العراقيين، أدهشني قلقهم بشأنِ أزمة شح المياه وآثار الجفاف على البلاد. وكما هو الحال مع البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، يؤدي الأمن المائي دوراً حاسماً في ضمان سلام العراق وازدهاره. بيدَ أنه يواجه العديد من العراقيين تحديات متزايدة في الحصولِ على المياه النظيفة اللازمة للحياة اليومية». وأضافت: «يعتمد العراق على جيرانه في المنبع، إذ يواجهون جميعاً تحديات المياه الخاصة بهم. وتشير التوقعات الطويلة الأمد إلى أن العراق سوف يحصل على الحد الأدنى من الأمطار الإضافية خلال الأشهر الستة المقبلة. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا الوضع بمثابة فرصة أمام العراق لإنجاز الكثير بمفرده، وحتى أكثر من ذلك مع التزام الولايات المتحدة بالعمل إلى جانب العراق بصفتها شريكاً داعماً». وأكدت رومانوسكي أن «الولايات المتحدة ترغب بمساعدة الشعب العراقي في ضمان الحصول على الموارد المائية التي يحتاجها في الحياة اليومية والزراعة والصناعة»، مبينة أن «تقليل حصة المياه المستخدمة في الزراعة من خلال استخدام تقنيات ري حديثة وفعالة والاستثمار في البنية التحتية للمياه يعد من الأمور الأساسية لمستقبل المياه في العراق. في يوليو (تموز)، سيسافر 25 مهندساً حكومياً من المختصين في مجال المياه والزراعة إلى غرب الولايات المتحدة لزيارة منطقة تواجه تحدياً مماثلاً بسبب شح المياه. حيث سيتسنى لهم التعاون مع خبرائنا والاطلاع عن كثب حول كفاءة الري والحفاظ على المياه والتحكم في الملوحة». وأوضحت أن «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية تواصل تدريب المهندسين العراقيين على كيفية حساب تراكم المياه واستهلاكها في حوض دجلة والفرات من خلال مصادر البيانات المختلفة. ستساعد هذه الجهود في ضمان حصول العراق على بيانات قابلة للتنفيذ وذات رصانة علمية عندما يتعلق الأمر بطاولة المفاوضات مع جيرانه».
ويبدو من حديث السفيرة الأميركية أن مستوى العلاقة بين بغداد وواشنطن سوف ينتقل إلى مستوى جديد يجسد إلى حد كبير روح ومضمون الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين عام 2009، التي تلزم الولايات المتحدة بتقديم شتى أنواع المساعدة للعراق على كافة المستويات في ميادين الاقتصاد والتنمية المستدامة.


مقالات ذات صلة

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

المشرق العربي انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

راجت أنباء عن وقوع محاولة لقتل مسؤول كردي سوري بارز في السليمانية بشمال العراق مساء اليوم الجمعة. فقد أورد موقع «صابرين نيوز» القريب من الحرس الثوري الإيراني، نقلاً عن «مصادر كردية»، أن قصفاً استهدف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي «في محاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيّرة». من جهتها، أعلنت مديرية قوات الأمن (آسايش) في مطار السليمانية أنها تحقق في انفجار وقع قرب سياج مطار السليمانية دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق الناجم عنه سريعاً، بحسب موقع «رووداو» الكردي.

المشرق العربي مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

في إحدى الكنائس في الأردن، تخيط العشرينية سارة نائل قميصاً ضمن مشروع أتاح لعشرات النساء اللواتي فررن من العنف في العراق المجاور، مهارات لكسب لقمة العيش. نجت نساء عديدات بصعوبة من العنف المفرط الذي مارسته «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من العراق وسوريا، قبل أن ينتهي بهن المطاف في الأردن يعانين للحصول على عمل. تنكب سارة نائل (25 عاماً)، وهي لاجئة مسيحية عراقية من بلدة قرقوش تعلمت مهنة الخياطة في الطابق الثالث في كنيسة مار يوسف في عمان، على ماكينة الخياطة في طرف المكان لتخيط قطعة قماش مشرقة زرقاء اللون تمهيداً لصنع قميص. وتقول سارة التي وصلت إلى الأردن عام 2019 وبدأت تعم

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي «الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

«الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، أمس (الاثنين)، لصالح الدفع قدماً بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة تأكيد دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال. وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتاً، أي تجاوز الستين صوتاً اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو، مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة أمس (الاثنين) لصالح الدفع قدما بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة التأكيد على دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال، وفقاً لوكالة «رويترز». وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتا أي تجاوز الستين صوتا اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع. وجميع الأصوات الرافضة كانت لأعضاء في الحزب الجمهوري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي 20 عاماً على الزلزال العراقي

20 عاماً على الزلزال العراقي

تحلُّ اليومَ، الأحد، الذكرى العشرون للغزو الأميركي للعراق، وهو حدثٌ كان بمثابة زلزال ما زالت المنطقة تعيش تداعياتِه حتى اليوم. لم يستمع الرئيسُ الأميركي آنذاك، جورج دبليو بوش، لتحذيراتٍ كثيرة، غربيةٍ وعربية، سبقت إطلاقَه حرب إطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، وحذرته من أنَّ خطوتَه ستفتح «باب جهنم» بإدخال العراق في فوضى واقتتال داخلي وستسمح بانتشار التطرفِ والإرهاب. أطلق بوش حملةَ إطاحة صدام التي أطلق عليها «الصدمة والترويع» ليلة 19 مارس (آذار) بقصفٍ عنيف استهدف بغداد، في محاولة لقتل الرئيس العراقي، قبل إطلاق الغزو البري.


برنامج الأغذية: دخول 3 قوافل إلى شمال غزة من إيريز للمرة الأولى

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

برنامج الأغذية: دخول 3 قوافل إلى شمال غزة من إيريز للمرة الأولى

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم (الخميس)، أن 3 قوافل تابعة له عبرت من معبر إيريز (بيت حانون) إلى شمال قطاع غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع، حسبما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكر البرنامج، التابع للأمم المتحدة في حسابه على منصة «إكس»، أن هذه القوافل تحمل غذاءً وطحيناً يكفيان لنحو 80 ألف شخص.

وأضاف أن 392 شاحنة محملة بالأغذية دخلت إلى قطاع غزة منذ بداية أبريل (نيسان) الحالي، وهو ما يقارب عدد الشاحنات التي دخلت في مارس (آذار) الماضي، لكنه لا يتجاوز نصف عددها في يناير (كانون الثاني).

وأكد برنامج الأغذية أن السبيل الوحيد لوقف المجاعة في غزة، هو الوصول المنتظم والمستدام للمساعدات، ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.


«فتح»: السلطة الفلسطينية ستكون حاضرة في قطاع غزة بعد الحرب

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«فتح»: السلطة الفلسطينية ستكون حاضرة في قطاع غزة بعد الحرب

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

قال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، اليوم (الخميس)، إن السلطة الفلسطينية ستكون حاضرة في قطاع غزة بعد الحرب، مؤكداً عدم وجود خلافات داخل الحركة بشأن تشكيل الحكومة الأخيرة.

وأبلغ العالول «وكالة أنباء العالم العربي»: «هذه سلطة الشعب الفلسطيني، ولم نخرج من غزة حتى نعود إليها، وغالبية القضايا التي لها علاقة بإدارة الحياة اليومية في قطاع غزة أساساً تديرها السلطة الفلسطينية، مثل المسائل التي لها علاقة بالتربية والتعليم، والصحة، والطاقة وغيرها».

وأكد العالول عدم وجود خلافات داخل حركة «فتح» حول تشكيل الحكومة الأخيرة، مؤكداً أن ما يحدث هو تباين في وجهات النظر وليس خلافاً حول شكل الحكومة، وإذا ما كانت حكومة فصائل أم حكومة من التكنوقراط.

ورفض نائب رئيس حركة «فتح» اتهامات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن المخابرات الفلسطينية حاولت العمل في قطاع غزة خلال الحرب.

وقال العالول: «هذه الادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، الشعب الفلسطيني شعب واحد، وأهلنا في قطاع غزة لا يجوز أن نتركهم هكذا، ومن أجل ذلك يجب بذل كل الجهد الممكن لدعم وجود الناس؛ لأنه لا يكفي أبداً أنني لا أريد التهجير فقط، وإنما يجب ألا أضع الناس في ظروف حياتية صعبة للغاية تؤدي إلى الهجرة».

ولتحقيق هذا الهدف، كانت هناك جهود تُبذل من مختلف الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سواء المخابرات أو غيرها؛ لمحاولة إيصال المساعدات الإنسانية، على حد قول العالول.

وأضاف: «المسألة لها علاقة بدعم الهلال الأحمر الفلسطيني في القدرة على إيصال المواد والمساعدات».

وكانت «حماس» اتهمت في وقت سابق هذا الشهر السلطة الفلسطينية بإرسال ضباط إلى شمال قطاع غزة. وقالت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها «حماس»، في ذلك الوقت، إن عناصر أمن يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله دخلوا القطاع «بهدف إحداث حالة من الفوضى في صفوف الجبهة الداخلية».

وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في مقتل نحو 34 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 80 ألفاً، ويُعتقد بأن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة والركام في قطاع غزة، الذي سوّت إسرائيل غالبية مناطقه بالأرض.

ونزح معظم أهالي قطاع غزة فراراً من القصف الإسرائيلي، ويتكدس نحو من 1.5 مليون فلسطيني حالياً في بلدة رفح في جنوب القطاع على الحدود مع مصر.

وقال نائب رئيس «فتح» إن هناك مجموعة من التحديات تواجه الحركة، وإن التحدي الدائم هو الاحتلال.

وتابع قائلاً: «تصعيد الاحتلال لإجراءاته ضد الشعب الفلسطيني، وحرب الإبادة التي يمارسها على شعبنا، وتحديداً في غزة، حربٌ ضد كل الفلسطينيين. خلال الأسبوع الماضي رأينا هذه الحرب وتطوراتها في الضفة الغربية، وكيف أن قطعان المستوطنين يهاجمون التجمعات السكانية والقرى، وبالتالي هذا هو التحدي الأساسي».

وشدد العالول على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني، ووقف «حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل».

وأكد نائب رئيس «فتح» أن الحركة تتواصل مع كل الفصائل الفلسطينية بهدف تنسيق المواقف.

وقال العالول: «حركة فتح تعمل من أجل احتواء أي خلاف مع أي حزب أو فصيل فلسطيني آخر، بما في ذلك الفصائل خارج منظمة التحرير مثل حماس التي تم الحديث معها في حوارات جرت في موسكو، والحديث عن قضايا لها علاقة بالتغيير من أجل تحقيق متطلبات الشعب الفلسطيني».

وأضاف: «أي تغييرات أو إصلاحات في البنية السياسية والإدارية هي إجراءات مطلوبة فلسطينياً، وليست إملاءات من أي طرف خارج فلسطين».

وسيطرت «حماس» على قطاع غزة في 2007 بعد قتال سريع مع السلطة الفلسطينية بعد أن حققت في العام السابق فوزاً مفاجئاً في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية.

وأكد العالول أن القيادة الفلسطينية تنسّق مواقفها مع الدول العربية، مشيراً إلى وجود تنسيق مع مصر والأردن؛ لوقف الخطط الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ومضى يقول: «ومن ثم تم توسيع إطار التنسيق في إطار لجنة سداسية تضم السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وفلسطين، بالإضافة للتواصل مع كل الأطراف العربية».


«اليونيسف»: طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة

امرأة فلسطينية وطفلها يقفان في وسط الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
امرأة فلسطينية وطفلها يقفان في وسط الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
TT

«اليونيسف»: طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة

امرأة فلسطينية وطفلها يقفان في وسط الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
امرأة فلسطينية وطفلها يقفان في وسط الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)

أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل، أمس (الأربعاء)، أن أكثر من 13800 طفل في قطاع غزة قُتلوا منذ بدء الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت راسل، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، بحسب بيان لمنظمتها: «لقد أصيب الآلاف، وهناك آلاف على شفا المجاعة»، وفقاً لما نقلته شبكة «سي إن إن».

وفي بيان منفصل، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إن «طفلاً واحداً يصاب أو يموت كل 10 دقائق» في غزة.

وأضاف البيان أن أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء الحرب، و6 آلاف منهن تركن وراءهن 19 ألف طفل يتيم.

وقالت المتحدثة باسم «اليونيسف» تيس إنغرام، التي زارت غزة مؤخراً، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، الثلاثاء، إن ما أذهلها هو «عدد الأطفال الجرحى» الذين رأتهم.

وأضافت: «ليس فقط في المستشفيات، ولكن في الشوارع، في ملاجئهم المؤقتة، حيث يعيشون حياتهم المتغيرة بشكل دائم».


لبنان: غارات على الخيام... والجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» ويوقع قتيلين

دخان يتصاعد من بلدة حدودية إسرائيلية نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان كما يُرى من إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد من بلدة حدودية إسرائيلية نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان كما يُرى من إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

لبنان: غارات على الخيام... والجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» ويوقع قتيلين

دخان يتصاعد من بلدة حدودية إسرائيلية نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان كما يُرى من إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد من بلدة حدودية إسرائيلية نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان كما يُرى من إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، أن مقاتلاته قصفت مبنيين عسكريين، قال إنهما بنى تحتية لـ«حزب الله» في منطقة الخيام جنوب لبنان، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار عبر «تلغرام» إلى أن الجنود في المنطقة أطلقوا النار لإبعاد ما عدّه «تهديداً وشيكاً».

وأضاف أنه قتل اثنين من عناصر «حزب الله» قرب منطقة كفركلا.

وكثّف الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي من تحليقه ليلاً وحتى ساعات الصباح الأولى فوق قرى قضاء صور والساحل البحري وفوق قرى القطاع الغربي، وأطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

وشهدت فجراً أطراف قرى الضهيرة والبستان وعيتا الشعب إطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي في بركة ريشة ومن المواقع المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط.

إلى ذلك، تعرضت بلدة الخيام بعد منتصف الليل لغارات عنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي ترافقت مع قصف مركّز بالقذائف الفوسفورية على البلدة، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية.

وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه استهدف عند الساعة 12:05 من فجر اليوم قوة للعدو الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها أمس في موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، وأوقع فيها إصابات مؤكدة.


«أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة

يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
TT

«أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة

يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين فلسطينيين وأميركيين وإسرائيليين، قولهم إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض طلباً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يدعوه لعدم المضي قدماً في تصويت مجلس الأمن على منح فلسطين عضوية دائمة بالأمم المتحدة.

وذكر الموقع أن إدارة بايدن تحاول منع الفلسطينيين من الحصول على أصوات كافية في مجلس الأمن لتمرير قرار العضوية الكاملة كيلا تضطر لاستخدام حق النقض ضده.

ويتوقع أن يصوت مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم الخميس على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بدلاً من وضعها الحالي كمراقب.

ووفقاً للموقع، فإن التوتر آخذ في التزايد بين الحكومة الفلسطينية والإدارة الأميركية طيلة السنوات الثلاث الماضية. وقال إن عباس يرى أن الإدارة الأميركية لا تضغط من أجل تطبيق حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال «أكسيوس» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي لم يسمّه، أن الفلسطينيون يحظون بدعم 8 أعضاء في مجلس الأمن بينهم روسيا والصين والجزائر وهم بحاجة إلى 9 أصوات لتمرير القرار.

وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن تمتنع بريطانيا عن التصويت على قرار منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة، مضيفاً أن أميركا وإسرائيل تضغطان على فرنسا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور للتصويت ضد القرار أو الامتناع عن التصويت لحرمان الفلسطينيين من الحصول على الأغلبية الكافية.

ويوم الأربعاء، ناشدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة الدول الأعضاء في مجلس الأمن ألا تعرقل مساعي حصول فلسطين على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، داعية المجلس إلى «تلبية نداء المجتمع الدولي» والموافقة على منحها لها دون تأخير.

وأضافت المجموعة العربية في بيان أن مجلس الأمن إذا لم يمنح فلسطين العضوية فسيكون بذلك قد تخلى عن مسؤوليته في تطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.


«حزب الله» يواكب التوتر الإسرائيلي ــ الإيراني


شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يواكب التوتر الإسرائيلي ــ الإيراني


شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)

واكب «حزب الله» التوتر الإسرائيلي - الإيراني بتصعيد عسكري نوعي وغير مسبوق من جنوب لبنان، حيث تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية على ضفتي الحدود أمس (الأربعاء)، وأدى رد الحزب على الاغتيالات الإسرائيلية لقيادييه إلى إصابة 18 إسرائيلياً بجروح، جراء استهداف مركز مستحدث للجيش، وسيارة في بلدة عرب العرامشة الحدودية مع لبنان بطائرتين مسيرتين مفخختين، وصاروخين مضادين للدروع، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.

ويعد هذا العدد من الإصابات الأعلى في إسرائيل في يوم واحد منذ إطلاق «حزب الله» معركة «مساندة، ودعماً لقطاع غزة» من جنوب لبنان.

وردّت إسرائيل بقصف واسع استهدف عدة بلدات جنوبية، وطال محيط مدينة بعلبك.

وتحدثت وسائل إعلامية محلية عن 3 غارات استهدفت سهل ايعات في غرب مدينة بعلبك في شرق لبنان لم تسفر عن وقوع ضحايا.

وفيما اتخذت إسرائيل قراراً بالرد على الهجوم الإيراني الأخير، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال عرض عسكري أقيم بمناسبة يوم الجيش أمس «أي هجوم للنظام الصهيوني على أراضينا سيواجه برد قاسٍ».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا أن إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها».

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه يأمل في أن تنفذ إسرائيل ذلك بطريقة تُبقي على التصعيد عند الحد الأدنى.

وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول «مجموعة السبع» أمس عزمها تشديد العقوبات على إيران في خطوة ينظر إليها على أنها تهدف لتهدئة إسرائيل، ولجم ردها على الضربات الإيرانية السبت الماضي.


إسرائيل تحضّر لاجتياح رفح مع «تعثّر» الهدنة

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
TT

إسرائيل تحضّر لاجتياح رفح مع «تعثّر» الهدنة

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)

في ظل تأكيدات لـ«تعثر» مفاوضات التهدئة وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس»، وسّع جيش الاحتلال هجومه وسط قطاع غزة، بوصفه جزءاً من خطة أوسع ستقوده نحو رفح الحدودية مع مصر.

وعمّق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية المستمرة منذ 7 أيام في المنطقة الممتدة من مخيم النصيرات إلى دير البلح في وسط القطاع، في وقت انسحب فيه من بيت حانون في الشمال.

ويسبق الهجوم المركّز على وسط القطاع، اقتحاماً مرتقباً لمدينة رفح، إذ رفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب استعداداً لمهاجمتها، بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تمت الموافقة على الفكرة العملياتية الرئيسية من قبل وزير الدفاع وهيئة الأركان، وتم عرضها على مجلس الحرب.

على صعيد آخر، قالت مصادر في «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن المحادثات حول وقف النار في غزة «لم تنهَرْ، لكنها شبه معلَّقة، بسبب الفجوات والتطورات الأخيرة». جاء ذلك بينما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن محادثات وقف النار والإفراج عن المحتجزين تمر بمرحلة حساسة وتشهد بعض التعثرات. وأضاف: «هناك محاولات قدر الإمكان لتذليل العقبات».

في غضون ذلك، جدّدت الولايات المتحدة معارضتها القويّة لمنح فلسطين العضوية الناجزة في الأمم المتحدة، ما يوحي بأنها قد تلجأ إلى استخدام حق النقض «الفيتو» اليوم (الخميس) أو غداً (الجمعة)، إذا مضت الجزائر حتى النهاية في طلب التصويت على هذه الخطوة في مجلس الأمن، حيث يبدو أن الغالبية تميل إلى الموافقة مع توقع تصويت 11 دولة على الأقل لمصلحة القرار، وامتناع بريطانيا. ولا يزال موقف اليابان وكوريا الجنوبية غامضاً.


السوداني: العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هب ودب


الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
TT

السوداني: العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هب ودب


الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن «العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هبّ ودبّ»، مؤكداً «أننا سنستخدم حقنا القانوني والدبلوماسي لحماية أراضينا من أي اعتداء».

ورأى السوداني في لقاء مع الصحافيين في واشنطن، ليل الثلاثاء – الأربعاء، أن «التحالف الدولي لمحاربة (داعش)، المكون من 86 دولة لم يعد له مبرر بعدما تمكّن العراق من هزيمة التنظيم الذي لم يعد يملك متراً واحداً في العراق». ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن الجدل الدائر حول وجود قوات قتالية أميركية في العراق، وهل تضمنت المباحثات التي أجراها مع الإدارة الأميركية جدولاً واضحاً للانسحاب، قال السوداني: «لا وجود لقوات قتالية في العراق لكي تنسحب». وأكد أن «العراق في 2024 مختلف عن العراق في 2014، حينما بدأ عمل قوات التحالف».

وفي رده على الهجمات المسلحة التي تقوم بها «كتائب حزب الله» بالعراق على المقار والمنشآت الأجنبية، قال السوداني إنه يرفض أي اعتداءات مسلحة في المناطق التي يوجد فيها المستشارون، ولا يسمح لأي مجموعة مسلحة بالعبث بالأمن والاستقرار.

ونفى رئيس الوزراء العراقي أن تكون بلاده تلقت تقارير أو مؤشرات من إيران حول إطلاق صواريخ وطائرات مسيرّة في الهجوم على إسرائيل، خاصة أن الهجوم الإيراني اخترق المجال الجوي العراقي في طريقه إلى إسرائيل. ورفض تورط العراق في التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران.

وشدد السوداني على أن المشكلة الجذرية للتصعيد الحالي هي القضية الفلسطينية، وقال: «موقفنا هو ضرورة إيقاف الحرب في غزة وتوصيل المساعدات، وأي حديث آخر عن ملفات ثانوية هو هروب عن القضية الأساسية، وهي القضية الفلسطينية».


سبعة قتلى بينهم سيدة و3 أطفال بقصف إسرائيلي على شرق رفح

فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
TT

سبعة قتلى بينهم سيدة و3 أطفال بقصف إسرائيلي على شرق رفح

فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)

أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، الأربعاء، بمقتل سبعة أشخاص بينهم سيدة وثلاثة أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف أرضاً وغرفة سكنية شرق رفح بجنوب قطاع غزة. وذكرت الوكالة أن الغرفة السكنية كانت تؤوي نازحين.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 33 ألفا و899، بينما زاد عدد المصابين إلى 76 ألفا و664 مصابا.


مفوّض «الأونروا»: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم»

شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
TT

مفوّض «الأونروا»: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم»

شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأربعاء، إن إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم» خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأضاف لازاريني، في كلمة أمام مجلس الأمن، أن إسرائيل تسعى إلى إنهاء أنشطة الوكالة في غزة، مضيفا أن طلبات الوكالة لإرسال المساعدات إلى شمال القطاع تقابل بالرفض، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار المفوض العام إلى مقتل 178 من موظفي الوكالة منذ السابع من أكتوبر الماضي وتدمير أكثر من 160 مقراً للوكالة كلياً أو جزئياً.

فلسطينيون يحملون أمتعتهم يفرون من منازلهم في النصيرات بوسط قطاع غزة وسط احتدام المعارك (أ.ف.ب)

وقال لازاريني إن عدداً من الدول ما زالت تعلق تمويلها للوكالة، محذراً من أن هذا يقوض استقرارها المالي وأن «تفكيك الوكالة سيكون له تبعات على المدى القصير وتشمل تعميق الأزمة الإنسانية وتسريع المجاعة».

ودعا المفوض العام أعضاء مجلس الأمن إلى العمل على الحفاظ على دور الوكالة.

كان جوزيب بوريل، منسق السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، قال في وقت سابق اليوم إن «سكان غزة بحاجة ماسة للإغاثة ولا يزال الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات أمرا بالغ الأهمية». وأضاف «نحن بحاجة إلى الأونروا أكثر من أي وقت مضى ودور الوكالة لا يمكن الاستغناء عنه».