محكمة إسرائيلية تسمح بإبقاء بؤرة استيطانية «أقيمت بحسن نية»

الحكم يؤسس لشرعنة سرقة باقي الأراضي

محكمة إسرائيلية تسمح بإبقاء بؤرة استيطانية «أقيمت بحسن نية»
TT

محكمة إسرائيلية تسمح بإبقاء بؤرة استيطانية «أقيمت بحسن نية»

محكمة إسرائيلية تسمح بإبقاء بؤرة استيطانية «أقيمت بحسن نية»

قضت محكمة العدل العليا الإسرائيلي ببقاء البؤرة الاستيطانية «متسبيه كراميم» المبنية على أراض فلسطينية خاصة، مناقضة، في قرار جديد مثير للجدل قرارها قبل عامين، بإخلاء المستوطنين من هناك.
وقررت المحكمة عدم إخلاء 45 منزلاً في البؤرة، وقالت إن البؤرة الاستيطانية غير القانونية ليست بحاجة إلى الإخلاء، لأن الأرض خُصصت من قبل الحكومة للمستوطنين بـ«حسن نية». ونص القرار على تعويض أصحاب الأرض المسجلين أو مَن يُثبِتون ملكيتهم للأرض.
وقررت لجنة القضاة، بالأغلبية، أن حسن النية المطلوب من مفوّض الملكية الحكومية كان غير موضوعي «على أعلى مستوى»، وأن مسألة السماح باستخدام الأرض الخاصة تم عن طريق الخطأ، «لكن بحسن نية»، ولذلك واجب تعويض أصحاب الأرض مادياً. ويمكن للحكم، الذي يؤسس لسابقة قانونية في إسرائيل، وهي إلغاء قرار المحكمة العليا الصادر عام 2020، أن يمهد الطريق نظرياً لإضفاء «الشرعية الإسرائيلية» على آلاف المنازل في عشرات البؤر الاستيطانية التي بُنيت على أراض فلسطينية خاصة.
وفي حكمها لعام 2020، بشأن البؤرة «متسبيه كراميم»، قضت المحكمة العليا بأنه يمكن، من الناحية النظرية، استخدام أداة قانونية دعمها المدعي العام آنذاك، أفيخاي ماندلبليت، المعروفة باسم «تنظيم السوق»، لحماية منازل المستوطنات والبؤر الاستيطانية من الهدم.
ويمنح مبدأ «تنظيم السوق» تقنيناً، بأثر رجعي، للمنازل الاستيطانية المبنية على الأراضي الفلسطينية، ما دامت تم بناؤها «بحسن نية». لكن القرار الأول، وضع معايير عالية نسبياً لـ«حسن النية»، وقضى بأن «متسبيه كراميم» لم تصل إلى هذا الحد، وبالتالي يجب هدمها. وفي استئناف أمام هيئة قضائية موسعة من سبعة قضاة في المحكمة العليا، قال الممثلون القانونيون عن «متسبيه كراميم»، إنهم تسلموا الأرض في عام 1999 بحسن نية من قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية، وهي مجموعة شبه حكومية تدير الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي قرار أغلبية أربعة مقابل ثلاثة، حكمت المحكمة العليا الأربعاء لصالح «متسبيه كراميم». وكتب القاضي نعوم سولبيرغ أن «كلا الطرفين في هذه الاتفاقيات اعتقد بصدق (والأهم من ذلك بحسن نية) أن هذه المنطقة جزء من المنطقة التي استولى عليها الجيش، وفي هذه الحالة يجب تطبيق مبدأ تنظيم السوق».
وفوراً رحَّب اليمين في إسرائيل بالقرار، وقال زعيم المعارضة و«الليكود» عضو «الكنيست»، بنيامين نتنياهو، أنه سيشرعن الاستيطان رسمياً، ويعمل على إضفاء الشرعية على «البؤر الاستيطانية والمستوطنات في جميع أنحاء البلاد، إذا تمكن من تشكيل حكومة يمينية جديدة بعد الانتخابات المقبلة».
كما رحب وزير القضاء الإسرائيلي، غدعون ساعر، بقرار المحكمة العليا، واصفاً إياه بحكم مهم تم فيه تحقيق العدل. وابتهج مجلس «يشع»، الذي يمثل المستوطنات في الضفة الغربية، بالحكم، قائلاً إن قرار المحكمة أيد ادعاءاته منذ عام 2011، وأنهى سنوات من التعذيب القضائي.
مقابل ذلك، دانت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، الحكم، بقولها إنه «يدوس على الحماية القليلة المتبقية للممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية، وسيسمح بإضفاء الشرعية بأثر رجعي على أراضٍ صادرها المستوطنون»، مضيفة أنه «من المؤسف أن الإجرام والسرقة تلقيا دعماً من محكمة العدل العليا».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن حركة «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن «حتى هذه اللحظة»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقال مسؤول في «حماس»، في وقت سابق اليوم، إن الحركة لا ترى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة، أو اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدَّث إلى الوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن «أي اتفاق سيعتمد على الموافقة على الانسحاب، ووقف إطلاق النار».

وأكد المسؤول أن الحركة وافقت على قائمة من 34 رهينة قدَّمتها إسرائيل للمبادلة بسجناء في اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومنذ بداية الحرب، عقب هجومٍ شنَّته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جرى التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن، بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.

وخُطف 251 شخصاً، خلال هجوم 7 أكتوبر، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي. ولا يزال هناك ما مجموعه 96 رهينة في غزة، أعلن الجيش أن 34 منهم قُتلوا أو تُوفوا.