عودة جزئية لموظفي القطاع العام اللبناني

بغرض صرف المساعدة الاجتماعية للعسكريين

TT
20

عودة جزئية لموظفي القطاع العام اللبناني

لم تنهِ العودة الجزئية لموظفين في وزارة المالية في لبنان، أزمة إضراب موظفي القطاع العام الذين يطالبون برفع رواتبهم بعد تدهور قيمتها، وصرف بدلات نقل للوصول إلى مراكز العمل، ولوحوا بالتصعيد واللجوء إلى الشارع، فيما احتوت الحكومة جزءاً من الأزمة بتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين.
وعاد جزء من موظفي وزارة المالية إلى العمل مؤقتاً بمهمة محصورة بصرف المساعدات الاجتماعية للعسكريين. وأعلنت الوحدات المالية في بيروت والمحافظات أن العودة الجزئية جاءت «بعد المداولات التي حصلت بين رؤساء الوحدات في وزارة المالية حول التطورات الجديدة الحاصلة والتي تمثلت بتأمين جزء من مطالب موظفي الإدارة العامة، وذلك لمدة شهرين فقط على أن يصدر المرسوم الخاص بتلك التعويضات قريباً». وقالت الوحدات في بيان: «لمقابلة هذا التطور الإيجابي بإيجابية، تم الاتفاق أن تعمد مديريتا الصرفيات والخزينة إلى دفع المساعدة الاجتماعية للعسكريين والمتقاعدين على أن يتم متابعة مسار المرسوم المتعلق بتعويضات موظفي الإدارة العامة وبالتالي يبقى إضراب موظفي وزارة المالية قائما في الوقت الراهن».
ورحب وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل بهذه الخطوة، حيث نوه، في بيان: «بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، حضورهم إلى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة لتحضير وإنجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين»، مجدداً التأكيد على متابعة جهوده لتحسين أوضاع جميع العاملين في القطاع العام.
وحاولت الحكومة اللبنانية إيجاد حل لموظفي القطاع العام لمدة شهرين، حيث اتخذت اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، قراراً بمنح مساعدة مالية إضافية تعادل قيمة راتب كامل وبدل نقل يومي مقداره 95 ألف ليرة يستفيد منها جميع مَن شملهم قرار مجلس الوزراء ذو الصلة، بشرط حضور يومين على الأقل. كما أقرت إعطاء تعويض إنتاج عن كل يوم حضور فعلي إلى مركز العمل في الإدارات العامة وتعاونية موظفي الدولة وذلك لشهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) يصل إلى 300 ألف ليرة يومياً، على ألا يستحق التعويض المذكور إلا بحضور الموظف فعلياً إلى مركز عمله ثلاثة أيام على الأقل أسبوعياً خلال الدوام الرسمي.
ورغم رفض نقابات الموظفين العموميين هذا القرار، فإن هناك مخاوف داخل النقابات من انقسام في الموقف، وقالت مصادر مواكبة لحراك الموظفين إن فرضية عودة بعض الموظفين عالية، بالنظر إلى أن الإجراء الحكومي يوفر جزءاً من حاجيات الموظفين، حيث قد يؤدي إلى ارتفاع قيمة الرواتب ثلاثة أضعاف وضعها الحالي، وهم بأمس الحاجة إلى ذلك. وفي المقابل، يقول نقابيون إن ما قدمته الحكومة «محاولة منها لامتصاص النقمة وتأمين مصلحتها، لكنه لا يفي الموظف حقه».
ويطالب الموظفون في الإدارات العامة بتصحيح الأجور بما يتناسب مع الغلاء، في وقت ارتفعت قيمة جميع الخدمات التي باتت بالدولار، ولم يبق على سعر صرف 1500 ليرة للدولار، إلا رواتب الموظفين «التي تبلغ 5 في المائة من قيمتها السابقة فقط في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار. ويدعو الموظفون لأن تصبح قيمة الرواتب على سعر صرف الدولار المصرفي (8 آلاف ليرة للدولار، ما يعني ارتفاعها نحو خمسة أضعاف) وهو أدنى سعر صرف معتمد في لبنان الآن، وذلك كمرحلة أولى رغم أنهم ينفقون لتأمين تكلفة المعيشة على سعر صرف الدولار في السوق الموازية أي 28 ألف ليرة.
وأمام هذا الانقسام بين الموظفين، برز موقف لافت لـ«اللقاء التشاوري النقابي الشعبي»، رفض فيه القرار الحكومي. وأكد اللقاء «التأييد والدعم الكامل لإضراب الموظفين في القطاع العام وتقديم التحية للقيادة النقابية التي تمكنت من توحيد الموظفين كافة ونجاحها في تنفيذ إضراب شامل من أجل تصحيح الأجور المجمدة منذ سنوات رغم التضخم الذي تجاوز 1000 في المائة ومن أجل توفير الخدمات الصحية والاستشفائية والدوائية والمطالبة بزيادة موازنة تعاونية الموظفين لرفع تعرفتها وتقديماتها»، كما «الحق ببدل انتقال (مالي أو لترات بنزين) يمكنهم الالتحاق بالعمل ذهابا وإيابا».
ورفض اللقاء «سياسة التهويل والتهديد والترهيب للموظفين في محاولة لوقف الإضراب بعد أن عجزت السلطة عن خلق شرخ بين الموظفين»، وقال في بيان أصدره أمس: «يحذر اللقاء السلطة من سياسات القمع والتقسيم لأن اللقاء التشاوري وجميع الهيئات النقابية والديمقراطية لن تترك رابطة الموظفين وحيدة في مواجهة ضرب الحريات النقابية وحق التعبير والإضراب التي تحميها القوانين والمواثيق الدولية، بعد أن قدمت اللجنة الوزارية حلولا لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تمكن الموظفين من الالتحاق بعملهم».
وتتراوح رواتب هؤلاء بين 700 ألف ليرة، و4 ملايين ليرة تقريباً شهرياً، أي بين 25 و150 دولارا، في وقت ترتفع تكاليف العيش بشكل كبير، حيث تبلغ أقل فاتورة اتصالات 125 ألف ليرة، وجرة الغاز 350 ألف ليرة، وصفيحة البنزين نحو 700 ألف ليرة، فيما تحتاج الإضاءة إلى أكثر من مليون ليرة شهرياً بدل اشتراك في شبكة الكهرباء الموازية على أقل تقدير.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الشرع يطمئن السوريين ويدعو إلى الوحدة الوطنية

الرئيس السوري أحمد الشرع (أرشيفية - سانا)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أرشيفية - سانا)
TT
20

الشرع يطمئن السوريين ويدعو إلى الوحدة الوطنية

الرئيس السوري أحمد الشرع (أرشيفية - سانا)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أرشيفية - سانا)

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم (الأحد)، إن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن «التحديات المتوقعة»، مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية وفلول النظام السابق في المنطقة الساحلية من البلاد.

ودعا الشرع إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على السلام الأهلي خلال ظهوره في تسجيل مصور بجامع الأكرم بمنطقة المزة في دمشق.

ودعا الشرع السوريين إلى «الاطمئنان، لأن البلاد تتمتع بمقومات للبقاء»، مضيفاً: «قادرون على العيش معاً في هذا البلد».

وكانت السلطات في سوريا أعلنت أمس (السبت)، تعزيز انتشار قوات الأمن بمنطقة الساحل بغرب البلاد، وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى مقتل أكثر من 700 شخص خلال اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة.

وفي وقت تراجعت فيه حدة الاشتباكات، السبت، أفادت «وكالة الأنباء الرسمية السورية» (سانا) بأنّ قوات الأمن عززت انتشارها، لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة بهدف «ضبط الأمن».