مستشار الأمن القومي البريطاني: العالم يدخل عصراً جديداً خطيراً من التهديدات

مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لوفغروف (موقع الحكومة البريطانية)
مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لوفغروف (موقع الحكومة البريطانية)
TT

مستشار الأمن القومي البريطاني: العالم يدخل عصراً جديداً خطيراً من التهديدات

مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لوفغروف (موقع الحكومة البريطانية)
مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لوفغروف (موقع الحكومة البريطانية)

قال مستشار الأمن القومي البريطاني، إن العالم يدخل «عصر انتشار جديداً خطيراً»، مع تهديدات من الأسلحة الجينية والليزر والرؤوس الحربية النووية.
أثار السير ستيفن لوفغروف شبح «الدخول بصراع خارج عن السيطرة» ما لم يتم ابتكار أساليب لردع الأعمال العدائية وفرض ضوابط على انتشار الأسلحة الفتاكة التي أصبح من السهل الحصول عليها بشكل متزايد، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
في خطاب علني نادر وصريح للغاية خلال زيارة للولايات المتحدة، حذّر من أن الآليات التي تطورت خلال الحرب الباردة من قبل، وبين الحلفاء الغربيين والاتحاد السوفياتي آنذاك لمنع أي من الجانبين من الاشتباك النووي، لم تعد كافية. وسلط الضوء على المخاوف بشأن برنامج الأسلحة النووية الصيني على وجه الخصوص.
وقال لوفغروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «يجب أن نكون صادقين - الاستقرار الاستراتيجي في خطر». ووصف الحرب الروسية في أوكرانيا بأنها مظهر من مظاهر المنافسة الأوسع التي تتحدى النظام الدولي. وأضاف «بينما تتكشف هذه المنافسة، ندخل عصراً جديداً خطيراً من الانتشار، حيث يزيد التغيير التكنولوجي من الضرر المحتمل للعديد من الأسلحة، وتتوافر هذه الأسلحة على نطاق أوسع... نحن في حاجة إلى البدء في التفكير في النظام الأمني الجديد».
* سهولة الحصول على الأسلحة الخطرة
تضمن ذلك نظرة «عاجلة» إلى عنصرين ساعدا في الحفاظ على السلام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يتعلق الأمر أولاً بقدرة الحلفاء الغربيين على ردع هجمات أعدائهم. والآخر عبارة عن شبكة من الاتفاقات الدولية للسيطرة على انتشار الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية.
وقال لوفغروف «السؤال هو كيف نعيد ضبط الاستقرار الاستراتيجي للعصر الجديد - إيجاد توازن بين التعقيد غير المسبوق حتى لا ندخل في صراع خارج عن السيطرة». وتابع «لا يمكن تربيع الدائرة إلا إذا جددنا كلاً من الردع وتحديد الأسلحة، واتخذنا نهجاً أكثر شمولاً وتكاملاً لكليهما».
قال السير ستيفن، الذي طرح التحدي، إن هناك مجموعة متزايدة من الأسلحة التي أصبح من السهل الحصول عليها بشكل متزايد - وليس فقط من قبل الحكومات الوطنية. وهذا يشمل الأسلحة السيبرانية والطائرات من دون طيار والتهديدات الكيماوية والبيولوجية.
قد لا تكون هذه الأدوات كافية لإشعال الحرب، ولكنها قد تسبب عدم استقرار مع عواقب لا يمكن توقعها.
وأوضح مستشار الأمن القومي، أن هناك بعد ذلك مجموعة من التقنيات الناشئة التي طورتها أقوى الدول فقط، والتي يمكن أن «تخل بالتوازن الاستراتيجي». وأشار إلى الإنترنت في هذه الفئة إلى جانب «الأنظمة الفضائية»، و«الأسلحة الجينية»، و«صواريخ كروز التي تعمل بالطاقة النووية، وأسلحة الطاقة الموجهة، ومركبات الانزلاق التي تفوق سرعتها سرعة الصوت».
يبدو ما يسمى الأسلحة الجينية وكأنه شيء من رواية خيال علمي، لكن عضواً في الكونغرس الأميركي كشف خلال منتدى أمني في أسبن بولاية كولوراد، الأسبوع الماضي أنه يجري تطوير أسلحة بيولوجية تستخدم الحمض النووي للهدف لملاحقة شخص معيّن.
* مخاوف بشأن التحديث النووي الصيني
كما حذر مستشار الأمن القومي البريطاني من «التقنيات النووية الجديدة»، خصوصاً المرتبطة بالصين. وقال «لدينا مخاوف واضحة بشأن برنامج التحديث النووي الصيني الذي سيزيد عدد وأنواع أنظمة الأسلحة النووية في ترسانتها».
وأشار إلى إن التصدي للتهديد الذي يمثله انتشار الأسلحة الجديدة هو «احتمال مخيف»، وبينما كان تأمين اتفاقيات دولية جديدة مع القوى الكبرى هدفا طويل الأمد، إلا أنه «ليس هناك احتمال فوري» لحدوث ذلك.


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

العالم السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

أعلنت السلطات في ولاية تكساس، اليوم (الاثنين)، أنّها تلاحق رجلاً يشتبه بأنه قتل خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ ثماني سنوات، بعدما أبدوا انزعاجاً من ممارسته الرماية بالبندقية في حديقة منزله. ويشارك أكثر من مائتي شرطي محليين وفيدراليين في عملية البحث عن الرجل، وهو مكسيكي يدعى فرانشيسكو أوروبيزا، في الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية الأسبوع، حذّر غريغ كيبرز شريف مقاطعة سان خاسينتو في شمال هيوستن، من المسلّح الذي وصفه بأنه خطير «وقد يكون موجوداً في أي مكان». وعرضت السلطات جائزة مالية مقدارها 80 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح الوصول إل

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
TT

لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)

أعلنت واشنطن، اليوم (الاثنين)، أنها ستصدر لوائح جديدة تهدف إلى التحكم في وصول الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة في الولايات المتحدة.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، ستنظم اللوائح تدفق رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأميركية اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، فماذا نعرف عن هذه اللائحة؟

تقسيم العالم إلى 3 مستويات

قالت الحكومة الأميركية، الاثنين، إنها ستفرض المزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي وتقنياتها بغرض ضمان الحفاظ على الهيمنة في مجال الحوسبة للولايات المتحدة وحلفائها، مع إيجاد المزيد من السبل لحرمان الصين من الوصول إليها.

وتضع اللوائح الجديدة حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن تصديرها إلى معظم البلدان، وتسمح بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية لأقرب حلفاء واشنطن، مع الإبقاء أيضاً على حظر الصادرات إلى دول أخرى.

وتتجاوز التدابير الجديدة المُسهبة التي تم الكشف عنها في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مجرد فرض قيود على الصين، وتهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على مكانتها المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال التحكم فيه حول العالم.

وتقسم اللوائح العالم إلى 3 مستويات. وسيتم إعفاء 18 دولة من القواعد برمتها. وسوف يكون لنحو 120 دولة أخرى، من بينها إسرائيل، قيود خاصة بكل دولة. فيما سيتم منع الدول الخاضعة لحظر أسلحة مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من تلقي التكنولوجيا تماماً.

وجاءت الدول التي تم إعفاؤها من هذه القيود كالتالي: أستراليا، وبلجيكا، وبريطانيا، وكندا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وآيرلندا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، ونيوزيلندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والسويد، وتايوان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

ما هي الرقائق المحظورة؟

تقيّد اللوائح تصدير الرقائق المعروفة باسم «وحدات معالجة الرسومات» أو (GPUs)، وهي معالِجات متخصصة تم إنشاؤها في الأصل لتسريع عرض الرسومات. وعلى الرغم من أنها معروفة بدورها في الألعاب، فإن قدرة وحدات معالجة الرسومات، مثل تلك التي تصنعها شركة «إنفيديا» الرائدة في الصناعة ومقرها الولايات المتحدة، على معالجة أجزاء مختلفة من البيانات في وقت واحد، جعلتها ذات قيمة للتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، تم تدريب «تشات جي بي تي» الخاص بشركة «أوبن إيه آي» وتحسينه على عشرات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات. ويعتمد عدد وحدات معالجة الرسومات اللازمة لنموذج الذكاء الاصطناعي على مدى تقدم وحدة معالجة الرسومات، وكم البيانات المستخدمة لتدريب النموذج، وحجم النموذج نفسه، والوقت الذي يريد المطور قضاءه في تدريبه.

هل هناك استثناءات؟

نعم. إذا طلب المشتري كميات صغيرة من وحدات معالجة الرسومات، فلن يتم احتسابها ضمن الحدود القصوى، وستتطلب فقط إخطاراً حكومياً، وليس ترخيصاً.

وقالت الولايات المتحدة إن معظم طلبات الرقائق تقل عن الحد المسموح به، خاصة تلك التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الطبية والمنظمات البحثية. وهناك أيضاً استثناءات لوحدات معالجة الرسومات للألعاب.

إدارة ترمب

وسيكون بمقدور الشركات الكبرى المتخصصة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون»، الحصول على تراخيص عالمية لبناء مراكز بيانات، وهو جزء مهم من القواعد الجديدة التي ستعفي مشاريعها من حصص رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة للدول. وللحصول على تصاريح الموافقة، يتعيّن على الشركات المصرح لها الالتزام بشروط وقيود صارمة، بما في ذلك متطلبات الأمان ومتطلبات تقديم التقارير، وأن يكون لديها خطة أو سجل حافل من احترام حقوق الإنسان.

ورغم أنه من غير الواضح كيف ستنفذ إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب القواعد الجديدة، فإن الإدارتين تشتركان في وجهات النظر بشأن التهديد الذي تمثله المنافسة مع الصين. ومن المقرر أن تدخل اللوائح حيز التنفيذ بعد 120 يوماً من النشر، مما يمنح إدارة ترمب وقتاً لإعادة تقييمها.

ويمكن أن تتسع استخدامات الذكاء الاصطناعي لتصل بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية والتعليم والغذاء وغير ذلك، لكنها يمكن أيضاً أن تُساعد في تطوير الأسلحة البيولوجية وغيرها والمساعدة في شن هجمات إلكترونية ودعم أنشطة التجسس، إلى غير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.