اقتحمت مجموعات مسلحة، أبرزها «حركة رجال الكرامة»، في محافظة السويداء جنوب سوريا، صباح الأربعاء، المقار العسكرية التابعة لـ«قوات الفجر» المحسوبة على جهاز الأمن العسكري للنظام السوري في بلدة عتيل.
وقال مسؤول شبكة «السويداء 24» ريان معروف، لـ«الشرق الأوسط»، إنه بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استمرت منذ صباح الثلاثاء، سيطرت المجموعات المحلية على جميع مقار ونقاط المجموعة المتعاونة مع الأجهزة الأمنية، بعد أن حاصرت المنازل والمقار التي كان يتحصن فيها راجي فلحوط وعناصر مجموعته في بلدة عتيل، كما لاحقت بقية عناصر المجموعة الذين انسحبوا إلى بلدة قنوات، وهاجمت مناطق وجودهم في أكثر من نقطة من المحافظة.
وسقط خلال هذه المواجهات أكثر من 10 قتلى من المجموعة الأمنية، وسلم عدد منهم نفسه للمجموعات المحلية المقتحمة، وآخرون تم أسرهم. وبث موقع «السويداء 24» اعترافات لأحد الأسرى لدى الفصائل المحلية، قال فيها: «كان فلحوط يوزع علينا الحشيش والكبتاغون ورواتب شهرية تتراوح بين 400 و500 ألف ليرة سورية». وأفاد بأنه أصيب خلال الاشتباكات بين مجموعة راجي فلحوط الأمنية والمجموعات المحلية، 30 شخصاً، وقتل 5 من المجموعات المحلية بينهم شقيقان.
وتشهد المحافظة منذ أيام، انتفاضة شعبية ضد ممارسات المجموعة الأمنية التي يقودها راجي فلحوط التي ارتكبت جرائم خطف واعتقالات بحق الأهالي في المنطقة، ونشرت وروجت للمخدرات في المحافظة. وشاركت في العمليات العسكرية ضد هذه المجموعة الأمنية المرتبطة باستخبارات النظام، مجموعات محلية مسلحة وأفراد عاديون غير تابعين لفصائل محلية، وعشائر السويداء.
وقال شهود عيان في المنطقة، إن التوتر كان قد عاد إلى محافظة السويداء مجدداً، بعد إعلان التهدئة مساء الاثنين الماضي، والتوصل لاتفاق بين أهالي مدينة شهبا ومجموعة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري، إلا أنها نقضت اتفاق التهدئة الذي قضى بانسحاب حواجزها وإطلاق سراح جميع المعتقلين، مقابل إطلاق سراح 4 ضباط من النظام السوري كان أهالي شهبا احتجزوهم للضغط على المجموعات الأمنية، وفتح طريق دمشق – السويداء، والإفراج عن المخطوفين من عائلة الطويل لدى مجموعات الأمن العسكري المحلية. في حين أطلقت المجموعات المحلية سراح 3 من المخطوفين واحتفظت بالرابع، وفتح أبناء مدينة شهبا طريق دمشق - السويداء، وأطلقوا سراح الضباط واثنين من أبناء بلدة عتيل، كبادرة حسن نية للاتفاق. وعندما استمرت حواجز المجموعات التابعة للأمن العسكري التي يقودها راجي فلحوط بالتصعيد، واعتقلت أحد أبناء مدينة شهبا مجدداً، اعتبر الأهالي الأمر نقضاً للاتفاق واستمراراً للانتهاكات.
وتدخلت «حركة رجال الكرامة»، يوم الثلاثاء، لمؤازرة أهالي شهبا. وبحسب شبكة «السويداء 24»، فقد أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين، الممثلة بالشيخ حكمت الهجري «النفير العام في المحافظة، والتصدي للعصابات المسلحة التي يقودها الإرهابي راجي فلحوط، التي عاثت قتلاً وفساداً في المحافظة». وتم تعميمه عبر مكبرات الصوت في بلدة قنوات، مقر الرئاسة الروحية. وتوافد العديد من أهالي وعشائر السويداء إلى مدينة شهبا لمؤازرتها، وأرسلت الحركة تعزيزات من عناصرها، ونصبت العديد من الحواجز في قرى وبلدات المنطقة.
يذكر أن الفصائل المحلية المسلحة، لم تمارس أفعالاً عدائية ضد قوات النظام السوري والأجهزة الأمنية في المحافظة، بحسب ما أكدت وسائل إعلام محلية بالسويداء. كما أن الأجهزة الأمنية في السويداء، لم تتدخل في الاشتباكات الأخيرة، رغم تبعية راجي فلحوط لشعبة المخابرات العسكرية التي أكدها عثور الفصائل المحلية على بطاقة شخصية تعود له في مقره الرئيسي ببلدة سليم، تحمل عبارة «بطاقة أمن مؤقتة صادرة عن شعبة المخابرات العسكرية الفرع 217».
السويداء تشطب «قوات الفجر» المحسوبة على النظام السوري
بعد إعلان النفير العام من «حركة رجال الكرامة»
السويداء تشطب «قوات الفجر» المحسوبة على النظام السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة