حزب بنيت تفكك... وشاكيد تحاول إثبات وجودها

نتنياهو يضع خطة للتخلص من «المرشحين الجنائيين» في قائمة «الليكود»

TT

حزب بنيت تفكك... وشاكيد تحاول إثبات وجودها

مع بقاء أقل من 100 يوم على موعد الانتخابات الخامسة المبكرة في إسرائيل، أُعلن، أمس (الأربعاء)، عن تفكك حزب «يمينا»، الذي كان يقوده رئيس الوزراء السابق، نفتالي بنيت، وتمزقه إلى عدة فرق تبحث عن أطر أخرى وتحالفات جديدة. وفي المقابل، كشفت مصادر سياسية أنَّ رئيس الوزراء السابق ورئيس المعارضة حالياً، بنيامين نتنياهو، قرر التخلص من المرشحين المسجلين في ملفات جنائية ويريدون أن يتم انتخابهم نواباً ضمن لائحة حزبه «الليكود».
وكانت وزيرة الداخلية، أييلت شاكيد، التي ورثت رئاسة حزب «يمينا» بعد إعلان بنيت اعتزال السياسة بعد الانتخابات المقبلة، عقدت، أمس (الأربعاء)، اجتماعاً لمئات من مؤيديها، في محاولة تظاهرية لإثبات وجودها. وقد لجأت إلى هذا الاجتماع، بعدما تبين أنه لم يبقَ لديها من نواب الحزب السبعة سوى نائبين، هي وبنيت. فقد انسحب ابيحاي شيكلي قبل سنة وانسحبت عيديت سيلمان قبل ثلاثة أشهر ونير أورباخ قبل شهر ونصف الشهر والوزير السابق، متان كهانا، يبحث عن مصيره في أحزاب أخرى.
وعلى أثر ذلك، تجمع استطلاعات الرأي على أن شاكيد لن تستطيع تجاوز نسبة الحسم والأصوات التي حصل عليها حزبها في السنة الماضية، وبلغت نحو 274 ألف صوت، وانتقلت إلى أحزاب أخرى. ولم يبقَ لها سوى 25 – 30 ألفاً منها.
وباشرت شاكيد محاولات التفتيش عن رمق يبقي مجموعتها على قيد الحياة في الحلبة السياسية. ولجأت إلى زميلها وزير الاتصالات، يوعاز هندل، الذي كان قد أسس مع النائب تسفي هاوزر، حزب «ديريخ إريتس»، وتحالفا في حينه مع وزير الدفاع، بيني غانتس، ثم مع وزير القضاء، غدعون ساعر. واتفقت معهما على تشكيل تحالف جديد تحت اسم جديد، وخوض الانتخابات القادمة تحت مظلته.
وكشفت مصادر سياسية أن شاكيد وهندل متفقان تماماً على المبادئ السياسية؛ حيث إنهما ينتميان إلى اليمين الراديكالي، لكنهما مختلفان حول شكل الحكومة المقبلة. فالوزير هندل يضع شرطاً بألا يدخل حزبهما، في حال عبوره نسبة الحسم، إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وهي ترفض وضع التزام كهذا لأنه يبعد عنهما جمهوراً واسعاً في اليمين. وقد اتفقا في نهاية المطاف على ألا يدخلا إلى حكومة برئاسة نتنياهو إذا كانت كتلتهما هي لسان الميزان، وأن يدخلا حكومة كهذه إذا كانت وحدوية واسعة.
من جهة ثانية، يسعى نتنياهو إلى تحسين صورة لائحته الانتخابية، بغرض كسب أصوات من مركز الخريطة الحزبية. فحسب استطلاعات الرأي، يتضح أنه ما زال أقوى المرشحين لرئاسة الحكومة وحزبه سيرتفع من 30 مقعداً حالياً إلى 35 وحتى 36 مقعداً. ولكن الائتلاف الذي يسير معه يحرز 59 – 60 مقعداً من مجموع 120. وهذا يعني أنه لن يفوز بأكثرية 61 مقعداً. وستبقى الأزمة السياسية كما هي. وقد تتجه إسرائيل إلى انتخابات سادسة في غضون أربع سنوات. ووفقاً لهذه المعطيات، يحتاج نتنياهو إلى نحو 60 ألف صوت إضافية فقط حتى يعبر خط الأكثرية، ولكن يجب أن تأتيه هذه الأصوات من الوسط الليبرالي وليس من معسكر اليمين.
ولهذا، قرر العمل حالياً على أن تكون لائحته الانتخابية قوية ومقبولة على هذا الوسط. وفي سبيل ذلك، نصحه مستشاروه بالتخلص من المرشحين الإشكاليين. فمن بين 14 مرشحاً جديداً في اللائحة، يوجد شخص أدين في الماضي بتهمة سرقة بيت لزوجين مسنين، وآخر أدين بمحاولة خطف عاملة فلبينية، وثالث معروف بمشاركته في مظاهرات رفع فيها شعارات تعتبر موظفي النيابة «خونة»، لأنهم قدموا لوائح الاتهام بالفساد ضد نتنياهو وظهروا في المحكمة باسم الدولة.
وقال: «إنهم أناس حقيرون. يجب وضعهم في صف واحد وإطلاق الرصاص عليهم بلا رحمة». وطالب ببناء ثلاثة سجون من الآن، لأنه يريد مع عودة نتنياهو إلى الحكم اعتقال كل من وقفوا ضده وتسببوا في نزوله عن الحكم، مثل الصحافيين ومحققي الشرطة والسياسيين.
وقد أكد مستشاروه أن وجود هؤلاء في اللائحة سيدمغها كلها بالصفات الجنائية، ولذلك عليه أن يسعى بكل قوته لإفشالهم وإسقاطهم وإبعادهم تماماً، مع أنهم يعتبرون جميعاً مقربين منه. وقد قبل النصيحة وباشر في تجنيد أصوات لصالح منافسيهم.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.