«المقص الجيني»... استراتيجية محتملة للعلاج والوقاية من «كوفيد - 19»

أعطت نتائج «واعدة» في التجارب الحيوانية

صورة توضح شكل فيروس كورونا المستجد (أرشيف - رويترز)
صورة توضح شكل فيروس كورونا المستجد (أرشيف - رويترز)
TT

«المقص الجيني»... استراتيجية محتملة للعلاج والوقاية من «كوفيد - 19»

صورة توضح شكل فيروس كورونا المستجد (أرشيف - رويترز)
صورة توضح شكل فيروس كورونا المستجد (أرشيف - رويترز)

فيما يُعتقد أنها استراتيجية هي الأولى من نوعها، أظهر فريق بحث بقيادة جامعة ديوك الأميركية، طريقة لاستخدام تقنية المقص الجيني (كريسبر) للوقاية من عدوى «كوفيد - 19» وعلاجها بنجاح، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في 25 يوليو (تموز) الجاري بدورية «نيتشر كيميكال بيولوجي». وعدلت تجارب إثبات المفهوم خلال الدراسة، التي أجريت على الفئران، جسيمات نانوية دهنية متوفرة حالياً، لتقديم «حمض كريسبر النووي الريبي»، الذي يولد بيئة غير مضيافة في الرئتين لعدوى الفيروس.
وإذ أثبتت الأبحاث الإضافية على البشر، صحة هذا النهج، فقد يؤدي ذلك إلى استراتيجية وقائية لا تعتمد على قدرة الأجسام المضادة على التعرف على هياكل فيروسية معينة، لذلك ستكون فعالة بغض النظر عن كيفية تحور الفيروس، وهذا النهج له أيضاً فائدة علاجية؛ حيث يقلل من عبء الفيروس ويمنع رد الفعل المناعي المفرط الذي يمكن أن يصبح مميتاً أثناء العدوى.
وركز كيانبين وانغ، الأستاذ في قسم علم الأمراض بكلية الطب بجامعة ديوك، الباحث الرئيسي بالدراسة، مع زملائه، على إنزيم البروتياز، وهو إنزيم يكسر البروتين، يُدعى «كاثيبسين L» أو «CTSL».
وهذا البروتياز متوفر بكثرة في الرئتين، وقد تم تحديده منذ فترة طويلة على أنه يلعب دوراً رئيسياً في عدوى «كورونا» المستجد، والعديد من حالات العدوى بالفيروسات التاجية الأخرى، مما يمكّن الفيروس من دخول الخلايا المضيفة والتكاثر.
وحاولت فرق من الباحثين الآخرين استخدام مثبطات لهذا البروتين، ومن ثم إحباط عدوى فيروس «كورونا» لسنوات عديدة، وكانت التجارب المعملية واعدة، لكن الاختبارات التي أجريت على الحيوانات أظهرت نتائج مخيبة للآمال. وبتطبيق تقنية المقص الجيني «كريسبر»، ابتكر فريق وانغ طريقة لبدء تثبيط البروتين بأمان، باستخدام بروتين «كاس 13»، الذي يختلف عن بروتينات «كاس» الأخرى في أنه لا يحلل سوى الحمض النووي الريبي، وليس الحمض النووي، ويمارس نشاطه في قطع الأحماض النووية الريبية لدى مصادفته أي حمضٍ نووي ريبي قريب.
وتم تسليم «كريسبر - كاس 13» عن طريق الوريد من خلال جسيمات نانوية دهنية، ما أدى إلى تقليل بروتين «كاثيبسين L» في رئتي الحيوانات، وأدى ذلك بشكل فعال وآمن إلى منع الفيروس من دخول الخلايا وإصابة المضيف.
وكانت فوائد هذا النهج كوسيلة للوقاية من «كوفيد - 19» محدودة زمنياً، واستمرت عدة أيام بدلاً من الأشهر أو السنوات التي توفرها اللقاحات، لكن إذا كان من الممكن تطوير نظام التوصيل كمستنشق بدلاً من الحقن، فيمكن إعطاء الدواء ذاتياً كإجراء وقائي قبل أو بعد فترة وجيزة من رحلة طيران أو تجمع كبير. ولم يمنع هذا النهج العدوى فحسب، بل أظهر أيضاً إمكانية استخدامه كعلاج، وأظهرت تجارب أخرى على الحيوانات المصابة بالمرض أن الجسيمات النانوية المحملة بـ«كريسبر– كاس 13»، قللت من الحمل الفيروسي في رئتي الحيوانات المصابة بعدوى «كوفيد - 19»، وأثبطت العاصفة المناعية التي تسبب حالات مميتة، وكانت الحيوانات المعالجة لديها معدلات بقاء أعلى.
ويقول وانغ إن «هناك تحديات أمامنا، ولا سيما تطوير طريقة لتقديم العلاج عن طريق الاستنشاق، على غرار الطريقة التي يتم بها تناول علاجات الربو». ويضيف: «على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي توضح أن (كريسبر– كاس 13)، يمكن استخدامه كعلاج لعدوى (كورونا المستجد)، ويمكن تكييف هذا النظام النانوي بسهولة في المستقبل لاستهداف العدوى بواسطة فيروسات الحمض النووي الأخرى مثل التهاب الكبد B».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».