الحياة العارية في «أيام الشمس المشرقة»

ميرال الطحاوي تعالج مرارة الأحلام بالسخرية

معظم شخصيات الرواية من اللاجئين الذين وصلوا عبر مخاطرات مميتة ويعانون من القهر والعنف
معظم شخصيات الرواية من اللاجئين الذين وصلوا عبر مخاطرات مميتة ويعانون من القهر والعنف
TT

الحياة العارية في «أيام الشمس المشرقة»

معظم شخصيات الرواية من اللاجئين الذين وصلوا عبر مخاطرات مميتة ويعانون من القهر والعنف
معظم شخصيات الرواية من اللاجئين الذين وصلوا عبر مخاطرات مميتة ويعانون من القهر والعنف

تبدو رواية ميرال الطحاوي «أيام الشمس المشرقة»، الصادرة مؤخراً عن دار «العين» بالقاهرة، مناسبة لتأمل علاقة الكاتب المهاجر بالمكان؛ فهو من حيث الواقع غادر عالماً كان يعرفه ولم يعد فيه، وانتقل إلى عالم هو طارئ عليه، خصوصاً من يهاجر بعد الطفولة والصبا.
بعض الكُتاب مثل أمين معلوف الذي انتقل في عمر الأربعين تقريباً إلى باريس وفيها بدأ الكتابة الأدبية، حل المعضلة باللجوء إلى التاريخ والبحث عن اللحظات التي تجمع العالمين، وكأنها محاولة ذاتية لرتق تمزقات الذات التي لم تعد في أي منهما، قبل أن تكون خياراً فنياً ومعرفياً. والبعض لجأ إلى الرواية الذهنية مثل ميلان كونديرا، حيث نلحظ اتكاءه على المعرفة في رواياته التالية لانتقاله إلى باريس، أكثر مما نلمس العوالم الصاخبة بالحياة التي ظهرت في «كتاب الضحك والنسيان» و«غراميات مرحة» اللذين كتبهما في تشيكوسلوفاكيا قبل أن ينتقل هو الآخر إلى باريس.
ورأينا بين الكتاب العرب من لم يجد وسيلة للتفاهم مع الحاضنة الجديدة ويواصل تدوير ذكرياته، مثلما فعل الكاتب المصري الراحل جميل عطية إبراهيم رغم طول إقامته في سويسرا، ورأينا من استطاع حمل البطيختين في يد واحدة، مثل هدى بركات وإنعام كجه جي، فيستجيب لعوالم الحاضنة الجديدة وللعالم الأم، ويجد ما يرويه عنهما معاً.

وتبدو ميرال الطحاوي؛ التي تُدرس اللغة والأدب العربيين في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2007، قد أضافت في روايتها الجديدة، وهي الثانية للكاتبة التي تجري أحداثها في العالم الجديد بعد «بروكلين هايتس - 2010»، أثر العالم الجديد إلى عالمها الأول الذي عُرفت به قبل الهجرة؛ عالم البدو على أطراف حياة الفلاحين في صحراء محافظة الشرقية بمصر، وإن ظلت على إخلاصها لعالمها الأول في كتب بحثية، بعد أن هجنته في عالمها السردي، حيث أصدرت بين الروايتين ثلاثة كتب تنفتح على البحث التاريخي الأدبي والسيرة الذاتية «الأنثى المقدسة أساطير المرأة في الصحراء - دار بتانة 2019»، و«بنت شيخ العربان - العين 2020» و«بعيدة برقة عن المرسال... أشعار الحب عند نساء البدو - دار المحروسة 2021».
ورغم أن «بروكلين هايتس» و«أيام الشمس المشرقة» تدوران في عالم المهاجرين، إلا أن «أيام الشمس المشرقة» تبدو مختلفة تماماً؛ حيث ينفتح السرد على اللاجئين من كل الجنسيات، وليس عالم المهاجرين في ظروف أقل قسوة. معظم شخصيات الرواية من اللاجئين الذين وصلوا عبر مخاطرات مميتة ويعيشون في مستوى من الفقر والعنف وانعدام الأمان إلى الحد الذي تسميه دراسات الاجتماع «الحياة العارية»، لكن الرواية تتسع كذلك لتشمل نماذج من أساتذة الجامعة، وليس هناك من فرق بينهم وبين العمال البسطاء؛ حيث لا تفتح الجنة الأميركية أبوابها مجاناً للغرباء والغريبات اللائي يتعرضن للانتهاك قسراً أو طوعاً من أجل البقاء.
وفي حين طالعنا في «بروكلين هايتس» عالماً من الأسى، لكن بعنف أقل، تهيمن عليه شخصيته المركزية وهي أستاذة جامعية تحاول تثبيت أقدامها في العالم الجديد، تحتل شخصيات «أيام الشمس المشرقة» مساحات شبه متساوية في السرد، وكلها مرسومة بعناية، في ملامحها الجسدية والنفسية، يلاحقها السرد إلى ماضيها في بلادها الأصلية عبر موجات من الاستعادات.
يكاد القارئ لا يلحظ وجود الكاتبة بنفسها داخل الرواية، وهذا اختلاف آخر بين «أيام الشمس المشرقة» وبين كل رواياتها ابتداءً من روايتها الأولى «الخباء - 1996»، وتختلف كذلك من حيث اللغة التي تتميز بمستوى عالٍ من الجرأة، مفعمة بالحيوية من خلال المهارة في الانتقال بين لغة الراوي الخفي التي تقوم على المجاز والصور الشعرية، وبين لغات الشخصيات الخشنة بما يتناسب وتكوينها النفسي والثقافي. تنزل هذه اللغة إلى مستويات من الجرأة لا نلمسها في أي من روايات ميرال الطحاوي الأخرى.
تبدأ الرواية بمشهد رؤية «نِعَم الخباز» لابنها ممداً في دمائه، بينما يبدو على الحائط أثر الرصاصة التي اخترقت دماغه. بعد ذلك سنعرف أن إطلاق النار يتم في هذه المدينة بسبب وبدون سبب وفي أي مكان.
«الشمس المشرقة» مدينة حدودية شبه ساحلية مهجورة، كانت في السابق مقراً لعمال مناجم نحاس نضبت فتركها العمال مخلفين وراءهم بيوتاً بسيطة. يصلها المهاجرون الذين لم يبتلعهم البحر أو تبتلعهم الصحراء، وفي نية كل منهم أنها محطة للاستراحة قبل أن ينطلقوا منها إلى مدن أحلامهم، لكن كثيرين منهم مصيرهم بهذه المدينة التي تمنحهم بؤساً يضاهي بؤسهم في بلادهم التي فروا منها. لا شيء مشرق في هذه المدينة سوى الأسماء الفخمة التي لا تُكلف مالاً.
مدينة بهذا البؤس تحمل اسماً بهذا الإشراق، فلا بد أن تحمل ضاحيتها الغنية اسم «الجنة الأبدية» والمرأة التي تقود ثلاث أو أربع عاملات لتنظيف البيوت أو قتل الحشرات تسمي مجموعتها «شركة» تحمل اسماً طويلاً فخماً، يبدو في تضاد ساخر مع الحقيقة. حتى الموت في تلك المدينة لم يفلت من استراتيجية التسمية الساخرة، فقد حملت المقبرة اسماً يزين الموت «حديقة الأرواح»! وهي في الحقيقة شواهد قبور مغمورة بشواهد صغيرة تكاد لا تلحظها العين على ربوة عشبية بلا سياج، يتساوى فيها الموتى ولا يكترثون لأصولهم المختلفة.
وكما تكذب المدينة في أسمائها؛ فكل سكانها يكذبون فيها بشأن ماضيهم الذي هربوا منه، ويرسلون إلى أوطانهم بكذب آخر بشأن حاضرهم!
يدعي الكثير منهم أنهم حصلوا على الشهادات العليا في بلادهم، ثم ينسون تلك الأكاذيب الصغيرة بعد أن يكتشفوا أنها لا تقدم ولا تؤخر في تحديد هوياتهم المحتملة. أبو عبد القادر أحد هؤلاء. له سمت وقور، ويدعي أنه يحمل درجة الدكتوراه في الفقه والدراسات القرآنية، وأنه ذات يوم كان أستاذاً للشريعة في جامعة إسلامية، لكنه ليس بحاجة إلى كل هذا الادعاء؛ فهو مجرد إمام لمسجد صغير ملحق بالمقابر، ومهمته الأساسية تغسيل الموتى المسلمين وإقامة صلاة الجنازة على أرواحهم. لكن لديه عمل آخر يبدو أكثر نفعاً للأحياء حيث يمارس التصوير ويتقن العمل على برامج تركيب الصور.
يطلب خدمات «أبو عبد القادر» أولئك الذين يريدون إرسال صور إلى ذويهم في البلاد الأم بخلفيات تؤكد ثراءهم وتحققهم جالسين خلف مكاتب فخمة أو داخل فيلا أنيقة أو واقفين في حدائق وارفة.
يمارس «أبو عبد القادر» مهمته في تزييف الحاضر بسرية وتفهم مثلما يُكفن الموتى، فيظهر البؤساء من خدم البيوت ومزاولي الأعمال الهامشية في صور أطباء ناجحين ورجال أعمال وأزواج سعداء، يستخدم في ذلك خلفيات من مكاتب وبنايات فخمة، كما يستدعي المقابر للشهادة الزور؛ حيث تصلح التدرجات اللونية لأحراشها دليلاً على الطبيعة السخية لعالم الأحلام الأميركي، وهو خبير في تصوير رابية الموت من بعيد وبزوايا محددة تضمن عدم انكشاف حقيقتها كمقبرة.
ورغم كل الأسى؛ فالحلم الأميركي لم يتحول إلى كذبة مطلقة. يظل الثراء ممكناً لقلة دفعت الثمن أو رفعها الحظ، تسكن ضواحي غنية نشأت على التلال حول «الشمس المشرقة»، وأصبح بوسع سكان المدينة البائسة أن ينظروا إلى السماء ليتأملوا الفروق المعمارية بين منتجعات بالغ كل منها في اسمه: يتأملون الحافة الشرقية التي تطل منها «جنة عدن» و«تلال الجنة»، ثم يتحولون إلى الحافة الغربية، حيث يطل منتجع «وادي الجنة الأبدية»، وبالقرب منه منتجع «نسمات الجنة».
تنتهي الرواية بمركب مهاجرين جدد يحمل بدوره اسماً ساخراً (عين الحياة) يجبره حرس الحدود على العودة بحمولته من البشر، ويستدير المركب تاركاً فرق الإنقاذ أمام مشهد لم يتوقعه أحد: سبعة أجساد صغيرة تطفو في سترات النجاة الصفراء وقد بدت مثل بالونات يتقاذفها المد والجزر، وصار الأطفال السبعة مادة لانقسام الإعلام خارج «الشمس المحرقة»؛ البعض منه يدين حرس الحدود أخلاقياً لأنه مارس العنف ضد «عين الحياة»، وأعاد أبرياء إلى بيئات خطرة فروا منها، والبعض أدان الأمهات اللائي تخلين عن أطفالهن، بينما كان شعب «الشمس المشرقة» يركض لملاحقة الكوارث الموسمية المتلاحقة.
وإذا كانت الرواية قد بدأت بجثة طازجة، فقد انتهت بالعثور على أخرى لامرأة مختفية؛ إذ ظهرت جثة «ميمي دوج» إلى جانب جثث كلاب بحر نافقة على الشاطئ، لكن لا يبدو أن «الشمس المشرقة» ستتوقف عن النمو أو استقبال المزيد من المتطلعين لفرصة عمل في الجنات المتناثرة فوق التلال على مشارفها.

 

 

مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».