إدارة بايدن تحاول إقناع بيلوسي بإلغاء زيارة تايوان

مسؤولون يحذرون من تحرك الصين بشكل أسرع ضد الجزيرة بالاستفادة من حرب أوكرانيا

رئيسة تايوان تساي إنغ ون تراقب مناورة عسكرية بحرية أمس (إ.ب.أ)
رئيسة تايوان تساي إنغ ون تراقب مناورة عسكرية بحرية أمس (إ.ب.أ)
TT

إدارة بايدن تحاول إقناع بيلوسي بإلغاء زيارة تايوان

رئيسة تايوان تساي إنغ ون تراقب مناورة عسكرية بحرية أمس (إ.ب.أ)
رئيسة تايوان تساي إنغ ون تراقب مناورة عسكرية بحرية أمس (إ.ب.أ)

في وقت تواصل فيه تايوان تدريباتها العسكرية و«المدنية»، التي ستمتد حتى نهاية الأسبوع، لمحاكاة «هجوم صيني» عليها، بإشراف رئيستها، تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة، على خلفية الزيارة المزمعة لرئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، للجزيرة.
وازداد قلق إدارة الرئيس جو بايدن، بشأن تصريحات الصين وأفعالها، حيث يخشى بعض المسؤولين الأميركيين، من أن القادة الصينيين قد يحاولون التحرك ضد تايوان، بشكل أسرع مما كان متوقعاً، بالنظر إلى «الدروس المستفادة» من الحرب في أوكرانيا. ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن تقوم الصين خلال أقل من عامين، بمحاولة قطع الوصول إلى الجزيرة، أو جزء من مضيق تايوان، الذي تعبره السفن الحربية الأميركية بانتظام. ومع إصدار الصين «تحذيراتها المشددة» لإدارة بايدن بخصوص زيارة بيلوسي، بحسب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية، تصاعدت تلك المخاوف، من احتمال أن تقوم الصين بعرقلة رحلتها.
ويرى مسؤولون أميركيون أنه مع استعداد الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة الحزب الشيوعي لعقد مؤتمر الحزب في الأسابيع المقبلة، الذي يتوقع أن يمدد فترة حكمه، فقد تقوم الصين بأنشطة خطيرة تؤدي إلى صراع أكبر وسوء تقدير، بشأن زيارة بيلوسي.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن تلك المخاوف اشتدت في الأيام الأخيرة، حيث تعمل الإدارة بهدوء لمحاولة إقناع بيلوسي بعدم القيام بزيارتها إلى تايوان، المقررة الشهر المقبل.
وفيما لا يوجد تقدير واضح ما إذا كانت الصين تخطط لفرض اعتبار مضيق تايوان، «منطقة سيادية مطلقة لها» بالقوة، خلافا لنظرة الولايات المتحدة ودول أخرى، الذي تعتبره مياها دولية، يرى البعض أن هذا الاحتمال قد يكون وارداً، لكن التوقيت غير واضح.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس كونز، المقرب من الرئيس بايدن، في مقابلة، إن «هناك الكثير من الاهتمام في الدروس التي قد تتعلمها الصين وجيشها والسيد شي من الأحداث في أوكرانيا». وأضاف أن البعض يرى أن تلك الأحداث قد تكون حافزا للرئيس الصيني، «للذهاب مبكرا وقويا»، قبل أن يكون هناك وقت لتقوية دفاعات تايوان». وأضاف، «ربما نتجه إلى مواجهة مبكرة، ضغط أكثر من غزو، أكبر مما كنا نظن».
وفيما يدرك المسؤولون الصينيون أن إدارة بايدن، ربما تطبق أيضا الدروس المستفادة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحاول تقوية دفاعات الجزيرة، تنقل الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم، «إنهم ليسوا على علم بأي معلومات استخباراتية محددة تشير إلى أن القيادة الصينية قررت التحرك قريبا في تايوان». لكن محللين داخل الإدارة وخارجها، يحاولون تحديد الوقت الأمثل للصين لاتخاذ إجراءات أكثر جرأة لتقويض تايوان والولايات المتحدة.
وفيما يؤكد المسؤولون الأميركيون أن التخطيط لرحلة بيلوسي يمضي قدماً رغم تحذيرات الصين، فمن المرجح أن تستخدم بيلوسي طائرة عسكرية أميركية، كما هو معتاد في مثل هذه الزيارات.
ويقول بعض المحللين إن الصين يمكن أن ترسل طائرات «لمرافقة» طائرتها ومنعها من الهبوط. وفيما يعتبر بعض المسؤولين أن هذا السيناريو هو مصدر قلق مشروع، «رغم أنه غير محتمل»، غير أن واشنطن ستعتبر أي خطوة من هذا القبيل على أنها تصعيد خطير. وقالت بيلوسي الأسبوع الماضي إنها لا تناقش خطط السفر علنا، ولكن «من المهم بالنسبة لنا إظهار الدعم لتايوان».
وإذا قامت بزيارتها للجزيرة، فستكون أرفع مسؤولة أميركية تقوم بهذه الخطوة، منذ 25 عاماً، عندما قام رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق نيوت غيتغريتش، بزيارة مماثلة.
وردا على سؤال من الصحافيين حول الزيارة المقترحة، قال بايدن يوم الأربعاء الماضي إن «الجيش يعتقد أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي». وقال أيضا إنه يعتزم التحدث مع الزعيم الصيني، في الأيام العشرة المقبلة.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

أسلحة (أ.ب)
أسلحة (أ.ب)
TT

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

أسلحة (أ.ب)
أسلحة (أ.ب)

قالت شبكة «فوكس 32 شيكاغو» إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني إلى أفراد في إسرائيل في ثلاث مناسبات عام 2022.

وكان أمين بيتوني، 37 عاماً، أقر بالذنب في وقت سابق من هذا العام بتهمة تصدير أجزاء أسلحة نارية عن علم في انتهاك للقوانين واللوائح وحُكم عليه بالسجن لمدة 46 شهراً، وفقاً للمدعين الفيدراليين.

وقال المدعون إنه وضع معلومات كاذبة على ملصقات الشحن وأخفى أجزاء البنادق في عبوات تحتوي على أجزاء سيارات أو شوايات.

وخلال تفتيش منزله، عثرت الشرطة على أكثر من 1200 طلقة من الذخيرة المتنوعة، وبندقية صيد، وبندقية، ومسدس، وثلاثة أجهزة معروفة باسم «مفاتيح جلوك»، التي تمكن البنادق من إطلاق طلقات متعددة بضغطة واحدة على الزناد.

وقال القائم بأعمال المدعي العام باس كوال في بيان: «إن انتهاكات ضوابط التصدير مهمة للغاية لأنها تقوض القوانين واللوائح التي تسعى إلى حماية الأمن الدولي وسيواصل مكتب المدعي العام العمل مع شركائنا في إنفاذ القانون لملاحقة أولئك الذين يسعون إلى استغلال قوانين ضوابط التصدير لتحقيق مكاسب مالية بلا هوادة».