أميركا لبيع 20 مليون برميل نفط إضافية من الاحتياطي الاستراتيجي

الأسعار تواصل الارتفاع لليوم الثاني

حقل نفط أميركي (رويترز)
حقل نفط أميركي (رويترز)
TT
20

أميركا لبيع 20 مليون برميل نفط إضافية من الاحتياطي الاستراتيجي

حقل نفط أميركي (رويترز)
حقل نفط أميركي (رويترز)

قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، إنها ستبيع 20 مليون برميل إضافية من النفط من احتياطي البترول الاستراتيجي ضمن قرار أُعلن عنه سابقاً بهدف تهدئة أسعار النفط.
كانت الإدارة أعلنت في أواخر مارس (آذار) أنها ستفرج عن مليون برميل من النفط يومياً لمدة ستة أشهر من احتياطي البترول الاستراتيجي المخزن على سواحل ولايتي تكساس ولويزيانا.
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، لليوم الثاني على التوالي وسط مخاوف متزايدة من شح الإمدادات الأوروبية، بعد أن قطعت روسيا، وهي مورد رئيسي للنفط والغاز الطبيعي إلى المنطقة، إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة لشهر سبتمبر (أيلول) 0.6 دولار، أو 0.6 في المائة إلى 105.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش، بعد أن قفزت 1.9 في المائة في اليوم السابق. كما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر سبتمبر 0.2 دولار، أو 0.2 المائة إلى 96.94 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت 2.1 في المائة يوم الاثنين.
ومن المتوقع أن تقلص روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا، اليوم الأربعاء، بعدما قالت شركة «غازبروم» إن الإمدادات عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1» إلى ألمانيا ستنخفض إلى 20 في المائة فقط من طاقته.
وسيجعل تقليص روسيا للإمدادات الدول غير قادرة على تحقيق أهدافها لإعادة ملء مخزون الغاز الطبيعي قبل فترة زيادة الطلب في الشتاء. وتواجه ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، احتمال تقنين الغاز للصناعة للحفاظ على التدفئة لمواطنيها خلال أشهر الشتاء.
وقد يدفع هذا المستخدمين النهائيين لمبادلة منتجات نفطية بالغاز، خصوصاً الديزل. لكن هذا ينطوي أيضاً على مخاطر، لأن روسيا تزود المنطقة بمعظم وقود الديزل، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار للسائقين الذين يعتمدون على الوقود.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث في شركة «نيسان» للأوراق المالية، إن «ارتفاع أسعار الغاز، الناجم عن تقليص الإمدادات الروسية، قد يزيد التحول من الغاز إلى النفط ويدعم أسعار الخام».
وتعطلت إمدادات النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز لأوروبا بسبب العقوبات الغربية وخلافات مع روسيا حول الدفع منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، الذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة».
ومع ذلك، فقد فرض انخفاض الطلب بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام والوقود مؤخراً وتوقع زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ضغوطاً على الأسعار.
يرى محلل النفط ريكاردو إيفانجليستا بشركة ActivTrades»» للوساطة المالية، أنه «كان للقلق من تراجع معدلات واردات الغاز الروسية إلى أوروبا تأثير جانبي على أسعار النفط، إذ سيدفع الضغط المحتمل على الغاز في القارة العجوز إلى زيادة الطلب على النفط بمشتقاته، مثل الديزل وغيره».
وأوضح إيفانجليستا لـ«الشرق الأوسط»: «مع تصاعد القلق في أوروبا بشأن إمدادات الغاز، وتزايد احتمالية إغلاق روسيا لصنبور الغاز تماماً، لجأت معظم الدول للتحول من الغاز إلى النفط والديزل وغيره من أنواع الوقود الأخرى، في ديناميكية قد تدفع بسعر البرميل للقمة مجدداً».


مقالات ذات صلة

الديمقراطيون في مجلس الشيوخ يرفضون دعم مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الأميركية

الاقتصاد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر يتحدث مع الصحافيين (رويترز)

الديمقراطيون في مجلس الشيوخ يرفضون دعم مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الأميركية

استبعد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ دعم مشروع قانون جمهوري لوقف التمويل المؤقت، مما يقرب الولايات المتحدة خطوة من إغلاق الحكومة الفيدرالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن في المكتب البيضاوي بواشنطن 12 مارس 2025 (أ.ف.ب) play-circle 00:22

ترمب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، عن غزة رداً على سؤال صحافي، وقال إنه لن يتم ترحيل أبناء القطاع. وأضاف: «لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

تباطؤ التضخم الأميركي في فبراير... ورسوم ترمب تُهدد بارتفاع جديد

انخفض معدل التضخم في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع إلى 2.8 في المائة خلال فبراير، ما قد يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة مبكراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد علم الولايات المتحدة يرفرف أمام مبنى الكابيتول في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

ترقّب لبيانات التضخم الأميركي على وقع عاصفة الرسوم الجمركية

على الرغم من التباطؤ الطفيف في معدل التضخم الأميركي الشهر الماضي، فإن هذه الاستراحة قد تكون قصيرة الأمد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الكابيتول» في واشنطن (أرشيفية- رويترز)

«جي بي مورغان»: احتمال ركود اقتصادي في أميركا يرتفع إلى 40 %

قال كبير الاقتصاديين في بنك «جي بي مورغان» إن هناك فرصة بنسبة 40 % لحدوث ركود في الولايات المتحدة هذا العام، وخطر حدوث ضرر دائم لمكانة البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

في ظل حرب الرسوم... الدولار ينتعش بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية

أوراق النقد بالدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق النقد بالدولار الأميركي (د.ب.أ)
TT
20

في ظل حرب الرسوم... الدولار ينتعش بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية

أوراق النقد بالدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق النقد بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

انتعش الدولار قليلاً يوم الخميس بفضل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، على الرغم من تداول العملات في نطاقات ضيقة؛ حيث كافح المستثمرون لتحديد تأثير تصاعد حرب التجارة العالمية على التضخم والنمو في الولايات المتحدة.

وهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء، بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على سلع الاتحاد الأوروبي؛ حيث قال شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة إنهم سيردون على الحواجز التجارية التي أقامها بالفعل.

وأدى تصاعد التوترات التجارية العالمية والمخاوف بشأن مخاطر الركود الأميركي إلى اهتزاز الأسواق العالمية وإشعال تقلبات هائلة في سوق الصرف الأجنبي؛ حيث تذبذب المتداولون بين الارتياح والقلق إزاء التغييرات المفاجئة في سياسة ترمب.

وساد الهدوء الأسواق قليلاً في بداية الجلسة الآسيوية يوم الخميس؛ حيث حصل المستثمرون على استراحة من موجة العناوين الرئيسية حول السياسة التجارية الأميركية. وارتفع الدولار بنسبة 0.05 في المائة مقابل الين ليصل إلى 148.31، معوّضاً بعض خسائره التي تكبّدها في وقت سابق من الأسبوع عندما انخفض إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر مقابل العملة اليابانية؛ حيث أثارت المخاوف من تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة إقبالاً على العملة اليابانية كملاذ آمن.

وبالمثل، ابتعد الفرنك السويسري عن أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر الذي سجله يوم الاثنين، وبلغ آخر مستوى له عند 0.8817 مقابل الدولار.

وأظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بأقل قليلاً من المتوقع في فبراير (شباط)، لكن التحسن الذي أحدثته قد يكون مؤقتاً، إذ لم تعكس البيانات بشكل كامل سلسلة رسوم ترمب الجمركية.

وقال جيمس رايلي، كبير اقتصاديي الأسواق في «كابيتال إيكونوميكس»: «ما هو أكثر غموضاً توقعات التضخم المستقبلي وحالة النشاط الاقتصادي الأميركي، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة التجارية الأميركية».

وأضاف: «هذه القضايا هي التي تحرك الأسواق، ولم يقدم التقرير سوى القليل من الرؤى الجديدة حول أي منهما». لكن عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفعت مع مراهنة المتداولين على ارتفاع التضخم مستقبلاً؛ حيث استقر عائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوى له في أسبوع عند 4.3047 في المائة. ولم يطرأ تغيير يُذكر على عائد سندات السنتين عند 3.9866 في المائة.

وحافظ هذا على دعم الدولار، ودفع اليورو بعيداً عن أعلى مستوى له في خمسة أشهر الذي سجله يوم الثلاثاء؛ حيث وصل سعر العملة الموحدة إلى 1.0890 دولار.

وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.06 في المائة إلى 1.2968 دولار، بينما ابتعد مؤشر الدولار عن أدنى مستوى له في خمسة أشهر الذي سجله يوم الثلاثاء، واستقر عند 103.57.

ولم يطرأ تغيير يُذكر على الدولار الكندي عند 1.4372 دولار أميركي.