مسيرة احتجاجية للمعارضة السودانية تنديداً بـ»العنف القبلي»

شبان غاضبون هاجموا قادتها بقنابل الغاز والعصي في غياب قوات الأمن

العضو السابق في مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان ملوحا بشارة النصر ضمن موكب للمعارضة في الخرطوم (رويترز)
العضو السابق في مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان ملوحا بشارة النصر ضمن موكب للمعارضة في الخرطوم (رويترز)
TT

مسيرة احتجاجية للمعارضة السودانية تنديداً بـ»العنف القبلي»

العضو السابق في مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان ملوحا بشارة النصر ضمن موكب للمعارضة في الخرطوم (رويترز)
العضو السابق في مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان ملوحا بشارة النصر ضمن موكب للمعارضة في الخرطوم (رويترز)

خرج آلاف السودانيين في العاصمة والولايات المختلفة، في مظاهرات للمطالبة بالحكم المدني، والتنديد بأعمال العنف القبلي التي انتظمت في أنحاء السودان، أخيراً، استجابة لدعوة من ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد «الحرية والتغيير»، تحت شعار «السودان... الوطن الواحد».
وشوهد متظاهرون بالعاصمة الخرطوم يحملون العلم السوداني وهم يهتفون: «السودان وطن لكل الناس». كما هتفوا: «لا للقبيلة ولا للجهوية»، فيما دعا آخرون الجيش «للعودة إلى الثكنات».
وشارك سياسيون رفيعو المستوى في التظاهرات، بينهم محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق، وخالد عمر يوسف وزير شؤون رئاسة الوزراء السابق، ووجدي صالح عضو لجنة تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وهؤلاء من بين مجموعة المسؤولين المدنيين الذين أطاحهم رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان من السلطة، إثر إجراءات عسكرية أعلنها في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي تعتبره المعارضة «انقلاباً عسكرياً».
وشهدت مواكب العاصمة أحداث عنف مؤسفة، اعتدى خلالها شبان غاضبون على عدد من قادة المعارضة، وحطموا سيارات لمشاركين في الموكب، وسط غياب تام لقوات الأمن والشرطة. وتسلح بعضهم بالعصي، والهراوات وحتى قنابل الغاز المسيل للدموع.
ورجحت المصادر أن يكون المعتدون مدفوعين من أجهزة الأمن، خصوصاً أن بعضهم يحمل قنابل الغاز. لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن بعض أعضاء لجان المقاومة أعلنوا من وقت باكر رفضهم المشاركة في موكب الأحزاب السياسية، بل وعدم ترحيبهم، بمرورهم في منطقتهم «باشدار» بضاحية الديوم وسط الخرطوم، ما يشير بوضح إلى انقسام أفقي ورأسي بين قوى المعارضة التي تعمل على استعادة المدنية وتحقيق العدالة للضحايا.
ويعد تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الذي قاد الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التي أطيح بها عبر قرارات الجيش في 25 أكتوبر 2021 الأكبر في السودان ويضم طيفاً واسعاً من الأحزاب السياسية. وشهد السودان في عهدهم إنجازات ضخمة، من بينها إلغاء ديون السودان، وهي نحو 60 مليار دولار وإخراج السودان من قائمة الإرهاب الأميركية، وإنهاء عزلة السودان الدولية.
وشوهد عدد من قادة الأحزاب السياسية البارزين، والمسؤولين السابقين في الحكومة المدنية الانتقالية المقالة، بين المحتجين، وأصيب عدد منهم بإصابات بينهم القيادي البارز في تحالف المعارضة «كمال بولاد» بطعنة سكين، كما أصيب حفيد الزعيم الديني الروحي والسياسي الراحل الصادق المهدي ونجل الأمين العام لحزب الأمة القومي والقيادي بالحرية والتغيير محمد أحمد بإصابات بليغة. وحطم الشبان الغاضبون عدداً من السيارات بينها سيارة مراسل التلفزيون «العربي» الذي كان يشارك بتغطية الموكب الاحتجاجي.
وقال القيادي بالتحالف وحاكم ولاية الخرطوم السابق أيمن نمر لـ«الشرق الأوسط» إن الموكب الاحتجاجي يستهدف تأكيد حقيقة راسخة تتمثل في وحدة السودان ونبذ الخطاب الجهوي، الذي درج على إشاعته «النظام الانقلابي» والحواضن العنصرية من الإسلاميين وفلول النظام السابق، وتابع: «هذا هو الشعب السوداني يؤكد أن المواطنة هي الأساس، وأن التنوع والتعدد هو الضامن لوحدة الوطن».
ودعا نمر لوحدة قوى المعارضة الحزبية والشبابية لتحقيق ما أطلق عليه «الواجب اللازم لإسقاط هذا الانقلاب، ووحدة قوى الثورة التي نعمل جميعًا على تأسيس حكم مدني ديمقراطي مستدام»، وذلك قبل دقائق من هجوم المجموعة التي ترتدي ثياباً مدنية على المحتجين.
وبدوره قال القيادي في تجمع المهنيين السودانيين القاضي السابق إسماعيل التاج لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يواجهون «انقلاباً عسكرياً غاشماً» يغذي الجهوية والعنصرية، وكشف شروع تحالف الحرية والتغيير في خطوات تستهدف توحيد قوى المعارضة، وتابع: «التغيير لن يأتي إلا إذا جلسنا مع بعض وردمنا الهوة، حتى لا تكون هناك جفوة بين مكونات الثورة المجيدة، وإن أي ضعف في قوى الثورة سيطيل انقلاب 25 أكتوبر».
وقالت المحتجة إجلال الفاضلابي لـ«الشرق الأوسط» إنها تشارك في الموكب الاحتجاجي الذي دعت له قوى إعلان الحرية والتغيير، دون أن تكون منتمية لأي حزب سياسي، وأضافت: «أنا أنتمي للشارع منذ 2018 حتى الآن، والموكب بالنسبة لي جزء من مبادئي وقناعاتي التي تنبذ العنصرية والجهوية والتفرقة، ونعمل على توحيد أنفسنا جميعاً».
واضطرت قيادة الموكب لإصدار تعليمات بفض التظاهرة لتلافي احتمالات الاصطدام العنيف مع الشباب المتطرفين، ثم شهدت المنطقة أثناء محاولة الانسحاب أعمال عنف ومطاردات استهدفت بشكل أساس قادة تحالف المعارضة، رجحت المصادر أنها مجموعة متظاهرين تنضوي تحت اسم «غاضبون، وملوك الاشتباك» إلى جانب لجنة مقاومة الديوم شرق، تتهم تحالف المعارضة بالتفريط أثناء توليهم السلطة قبل إجراءات أكتوبر الماضي.
وكانت لجان مقاومة قد أعلنت مقاطعة الموكب الاحتجاجي وقالت إنها «لن تسير مع الأحزاب، فيما أعلنت تنسيقية لجان مقاومة «الديوم شرق» في بيان قبل يوم من الموكب الاحتجاجي، وقالت في بيان أول من أمس، إنهم لن يسيروا خلف «قوى الحرية والتغيير، وإن تنسيقيتهم لن تسمح لأي «حزب أو تحالف أن يقيم منصة أو يخاطب الجماهير، في تقاطع باشدار سوى لجان المقاومة».
وتنقسم المعارضة السودانية إلى ثلاث مجموعات رئيسية، تمثلها الأحزاب المنضوية في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وتحالف قوى التغيير الجذري الذي يقوده الحزب الشيوعي، إضافة إلى لجان المقاومة السودانية التي تقود الاحتجاجات طوال التسعة أشهر الماضية، وواجهتها السلطات العسكرية بعنف مفرط أدى لمقتل 115 وإصابة أكثر من 5 آلاف بحسب إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزية ومنظمة «حاضرين» المهتمة بمتابعة ضحايا العنف ضد المحتجين السلميين.
وفي وقت لاحق تبرأت لجان المقاومة مما حدث من عنف وأعلنت اعتذارها.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.