«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء وسط تعثر المفاوضات النووية

التلفزيون الإيراني أعاد مشروعه إلى مسؤول قتل بتفجير مستودع للسلاح

حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
TT

«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء وسط تعثر المفاوضات النووية

حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011

قال مسؤول برنامج صواريخ «الحرس الثوري» الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إن قواته تستعد لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً صناعية إلى الفضاء، في خطوة ستزيد على الأرجح مخاوف الغرب وسط تسارع البرنامج النووي الإيراني وتعثر المفاوضات الهادفة لإحياء اتفاق 2015.
وصرح حاجي زاده للتلفزيون الرسمي، الاثنين، بأن قوات «جو الفضاء»؛ الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني، تريد إرسال صاروخ حاملاً أقماراً صناعية إلى مدار الأرض، يعمل محركه بالوقود الصلب.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان «الحرس الثوري» ينوي القيام بتجربة أخرى لصاروخ «قاصد»، قال حاجي زاده إن الصاروخ سيكون «جديداً» باسم «قائم»؛ دون أن يقدم معلومات إضافية عن الصاروخ.

لكن التلفزيون الإيراني أشار إلى أن الصاروخ «قائم» عرض للمرة الأولى قبل عام 2010 بحضور حسن طهراني مقدم، العقل المدبر لبرنامج صواريخ «الحرس الثوري» الذي قتل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على أثر تفجير مصنع الصواريخ الباليستية في قاعدة ملارد بضاحية طهران، في حادث خلف 36 قتيلاً من «الحرس الثوري» حسب إحصائية قدمتها السلطات الإيرانية.

كما عرض التلفزيون الإيراني صورة للمرشد علي خامنئي وطهراني مقدم، قائلاً إن خامنئي كان في جولة تفقدية للاطلاع على مشروع صاروخ «قائم».
وأشار التلفزيون الإيراني إلى إعلان «الحرس الثوري» تجريب محركات صواريخ فضائية، تعمل بالوقود الصلب، في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال حاجي زاده في يناير الماضي إلى أن الصواريخ الجديدة «مصنوعة من مواد مركبة، بدلاً من المعدن، ومحركها غير متحرك»، موضحاً أن ذلك «يزيد طاقة الصاروخ، وهي غير مكلفة»، الأمر الذي يمكنه من نقل حمولة ثقيلة مثل الأقمار الصناعية.
وأطلقت إيران سابقاً إلى الفضاء صواريخ تعمل بالوقود السائل.
في 26 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت إيران عن تجربة صاروخ «ذو الجناح» وهو قادر على حمل أقمار صناعية «لأغراض بحثية»، تمتد عملية إطلاقه على ثلاث مراحل: مرحلتان بالوقود الصلب، ومرحلة ثالثة بالوقود السائل.
وجاءت التجربة بعد مضي 3 أشهر على التقاط أقمار شركة «ماكسر تكنولوجيز» في بداية مارس (آذار)، صوراً تظهر آثار حريق وأضرار في منصة إطلاق الصواريخ بـ«محطة الخميني الفضائية» في سمنان شرق العاصمة طهران. وقال خبراء «معهد ميدلبري للدراسات الدولية»، إنها تجربة فاشلة لصاروخ إطلاق القمر الصناعي المسمى «ذو الجناح».
وقبل نشر الصورة، قال «الحرس الثوري» في 8 مارس إنه وضع قمراً صناعياً عسكرياً في المدار باسم «نور2» وقد حمله إلى الفضاء صاروخ «قاصد».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت وزارة الدفاع الإيرانية إنها أطلقت صاروخاً إلى الفضاء، يحمل 3 «شحنات بحثية». وأكدت لاحقاً فشل صاروخ «سیمرغ» الذي يعمل بالوقود السائل، في وضع حمولته على المدار لعدم قدرته على بلوغ السرعة المطلوبة.
وأثارت عمليات إطلاق الصواريخ السابقة توبيخاً من الأطراف الغربية في الاتفاق النووي، التي تقول إن إطلاق هذه الأقمار الصناعية يتحدى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إيران إلى الابتعاد عن أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.
ينتاب الولايات المتحدة القلق من أن تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى التي تستخدم لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها يمكن استخدامها أيضاً لإطلاق رؤوس حربية نووية. كما تخشى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من أن تتخذ طهران من برنامجها لإطلاق الأقمار الصناعية غطاء لتطوير صواريخ عابرة للقارات.
وأكثر ما يثير مخاوف الغربيين إمكان قيام إيران بتعديلات على الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية التي تعمل بالوقود الصلب من أجل تحويلها إلى صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ أكثر من 5 آلاف كيلومتر.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
TT

«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، إنها قصفت مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت «كتائب القسام»، في بيان مقتضب، أن استهداف تل أبيب في وسط إسرائيل جاء رداً على ما سمتها «المجازر» الإسرائيلية بحق المدنيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، تزامناً مع إعلان «كتائب القسام» تجديد قصفها للمدينة.

وأكد الجيش، صباح اليوم، أنه واصل أمس (الخميس) قصف أهداف في قطاع غزة، حيث استهدف نحو 450 هدفاً على الأرض، من الجو والبحر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أن قواته لا تزال تسعى إلى تحديد وتدمير منافذ الأنفاق والأسلحة وغيرها من البنية التحتية. وتابع أنه خلال المساء قصفت القوات القدرات البحرية والاستخباراتية لحركة «حماس» بذخيرة دقيقة من البحر.


ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
TT

ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)

أعرب الكرملين، (الجمعة)، عن ارتياح موسكو لنتائج جولة المحادثات المطولة التي أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، (الخميس).

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن المحادثات بين الرئيسين كانت «شاملة وعميقة، وتناولت كل ملفات العلاقات الثنائية والمسائل التي تهم البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي». ووصف مجريات اللقاء الذي استمر أكثر من 5 ساعات بأنها «كانت بناءة وموضوعية».

ووفقاً للناطق الرئاسي، فقد تضمن جدول أعمال الرئيسين المسائل الخاصة بالعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى القضايا الدولية، وناقشا بشكل مستفيض الوضع في فلسطين، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

أضاف: «لقد تم تحديد القضايا الرئيسية في الكلمات الاستهلالية للرئيسين، وقد تناولت المناقشات بشقيها الموسع بحضور وفدَي البلدين، والضيق بين الرئيسين، كل الملفات المطروحة، نحن هنا نتحدث عن علاقات ثنائية تعكس شراكة متعددة الأوجه للغاية».

المحادثات الموسعة بين الوفدين الروسي والإيراني في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

ولفت الناطق إلى أن الوزراء الحاضرين في إطار الوفدين قدموا «تقارير في مجالاتهم، وتحدثوا بالتفصيل عن نقاط التقدم والتعثر في ملفات التعاون، مع التطرق إلى الحلول المتاحة، وما يجب القيام به لتسريع مزيد من التطوير والتعاون».

وعكست هذه العبارات مستوى ارتياح الكرملين لأجواء المحادثات. وكان لافتاً أن التغطيات الإعلامية الروسية توقفت مطولاً عند آفاق تطوير التعاون، في مجالَي الطاقة والبنى التحتية، وأيضاً في إطار التعاون الاقتصادي التجاري الموجه لتعزيز التنسيق في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين.

وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الفيدرالية واسعة الانتشار: «مع إيران، ليس لدى روسيا أي سوء فهم فيما يتعلق بصادرات النفط. والعلاقات الاقتصادية مع هذا البلد، آخذة في الارتفاع بشكل متسارع».

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات الرئيسين منحت دفعة قوية لمسار توقيع اتفاقية تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. مع إشارة إلى الأهمية الخاصة لهذه الاتفاقية التي ستحل محل اتفاقية مؤقتة مماثلة سارية منذ عام 2018. وتتضمن الاتفاقية الجديدة المتوقع توقيعها قبل نهاية العام إلغاء ما يصل إلى 90 في المائة من الرسوم الجمركية على عدد كبير من السلع، ما يعني أن تتكثف العلاقات التجارية بين الاتحاد الروسي وإيران بشكل حاد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحباً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

وكان رئيس مجلس النواب (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، تحدّث عن جوانب عدة تهم موسكو بشكل متزايد في العلاقة مع طهران، على رأسها التبادل التجاري الذي يعوض موسكو وطهران عن نقص الأسواق؛ بسبب العقوبات المفروضة عليهما. وقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين في عام 2022 بنسبة 70 في المائة، وبلغت نسبة الارتفاع في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نحو 30 في المائة.

ووفقاً لخبراء تحدثت إليهم الصحيفة فإن «إيران مثيرة للاهتمام بالنسبة للاتحاد الروسي بوصفها لاعباً مهماً على الساحتين الدولية والإقليمية. وفيما يتعلق بالصراع في غزة، تتخذ طهران موقفاً صارماً مناهضاً لإسرائيل. ولكن كما أظهرت الأحداث، وعلى الرغم من خطاب التهديد الذي يلقيه المسؤولون الإيرانيون، فإن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في مسار الأعمال العدائية». ورأوا أن هذا الموقف يعبّر بشكل مباشر عن تطلعات موسكو أيضاً، التي لا ترغب في توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

العنصر الثالث المهم من وجهة نظر الخبراء في العلاقة الروسية حالياً مع طهران، يكمن في أن دور إيران مهم أيضاً في منطقة القوقاز، حيث تجري عمليات تؤثر بشكل مباشر في روسيا. وهذا ما عكسته تصريحات بوتين، الذي قال إن «لدينا مشروعات بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب». وهذا يعني مشروع ممر النقل بين الشمال والجنوب الذي يربط إيران والاتحاد الروسي عبر أراضي أذربيجان. ويكتسب المشروع أهمية إضافية لموسكو؛ لأن مسألة فتح طرق جديدة مهمة أيضاً في سياق العلاقات الأذرية - الأرمنية.

ورأى خبراء أنه بسبب الموقف الإيراني إلى حد كبير، تخلت باكو عن إنشاء ما يُسمى «ممر زانجيزور» عبر أراضي أرمينيا، وهو أمر يلبي أيضاً تطلعات موسكو.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة

جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة

جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الضابطين برتبة رائد من قوات الاحتياط، أحدهما يبلغ من العمر 41 عاماً في سلاح الهندسة، والآخر 28 عاماً ويخدم في الكتيبة 699، مشيرة إلى أن عائلتيهما أبلغتا بمقتلهما في المعارك أمس الخميس.


بايدن يؤكد لنتانياهو «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يؤكد لنتانياهو «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين مع احتدام القتال في كبرى مدن غزة ومحيطها.

ودعا بايدن في مكالمته الهاتفية الأولى مع نتانياهو منذ 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى إنشاء ممرات إنسانية «لفصل السكان المدنيين عن حماس».

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان: «شدّد الرئيس على الحاجة الماسة لحماية المدنيين وفصل السكان المدنيين عن حماس، بما في ذلك من خلال ممرات تسمح للناس بالتحرك بأمان من مناطق محددة للأعمال القتالية».

كما أبلغت واشنطن إسرائيل التي تهاجم حالياً جنوب غزة بعد انهيار هدنة قصيرة الأمد الأسبوع الماضي، بأن أعداد الضحايا والنازحين ينبغي ألا تكون كبيرة كما كانت أثناء هجومها على شمال القطاع.

ومع احتدام القتال في مدن القطاع ومحيطها الخميس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن إسرائيل يجب أن تبذل المزيد من الجهود.

بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون (إ.ب.أ)

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون، ، بأنه «يظل من الضروري أن تولي إسرائيل أهمية كبيرة لحماية المدنيين».

وأضاف: «لا تزال هناك هوّة بين... نية حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض».

وقال البيت الأبيض، إن بايدن رحب بقرار إسرائيل السماح بدخول مزيد من الوقود بعد انهيار الهدنة «لكنه شدد على أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدة في جميع المجالات».

كما دعا حماس إلى السماح للصليب الأحمر بزيارة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

وقال البيت الأبيض، إن بايدن تحدث بشكل منفصل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فيما تتواصل الجهود لإعادة إقرار الهدنة القصيرة الأمد التي انهارت الأسبوع الماضي.

وأضاف البيان، أن الزعيمين اتفقا على العمل من أجل «سلام دائم ومستدام في الشرق الأوسط يشمل إقامة دولة فلسطينية».


محادثات بوتين ورئيسي تركز على التعاون الاقتصادي وتطورات غزة

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

محادثات بوتين ورئيسي تركز على التعاون الاقتصادي وتطورات غزة

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)

تطابقت مواقف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، خلال اجتماعهما في الكرملين أمس الخميس، حول الملفات الإقليمية والتعاون الثنائي وفي مقدمتها تطورات الحرب في غزة.

وأبلغ الرئيس الروسي نظيره الإيراني خلال الاجتماع بأهمية مناقشة القضية الفلسطينية، فرد رئيسي بالقول إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وإن القصف يجب أن يتوقف في أقرب وقت ممكن.

وأعرب بوتين عن ارتياحه للتعاون بين البلدين في جميع المجالات تقريباً، بما في ذلك الطاقة. وقال: «لدينا مشاريع بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب. وبطبيعة الحال، نحن نعمل بشكل تقليدي في تطوير التعاون في مجال الطاقة». وأضاف أن البلدين يعملان بشكل نشط لضبط الساعات حول قضايا الساعة التي تهم البلدين، مقترحاً مناقشة الوضع حول فلسطين. كما لفت إلى الأهمية الخاصة لتوقيع اتفاق الشراكة بين طهران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي متوقعاً أن يتم التوقيع قبل نهاية العام الجاري.

بدوره، أعرب رئيسي عن ارتياح لمستوى تطور العلاقات، وقال إن البلدين وضعا أسساً متينة لتطوير التعاون في كل المجالات. وتوقف مُطوّلاً في كلمته خلال الأولية حول الوضع في فلسطين، وقال إن المطلوب العمل سريعاً على وقف «الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني»، ملاحظاً أنه «تم قتل أكثر من 6000 طفل في هذا العدوان المتواصل، وهذا الموضوع لا يخص منطقة الشرق الأوسط وحدها بل كل البشرية».

وكان رئيسي، مهد لدى وصوله إلى موسكو في زيارة لم يتم الإعلان عنها إلا قبل يومين، أن زيارته لروسيا تهدف للتشاور بشأن العديد من القضايا الحساسة في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. ولفت رئيسي إلى أن استكمال ممر النقل الدولي «شمال - جنوب» سيكون أحد محاور المحادثات مع الرئيس الروسي.

وقال السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي إن صادرات إيران إلى روسيا زادت بنسبة 30 في المائة خلال 9 أشهر.


تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
TT

تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)

عبّرت تركيا واليونان عن رغبتيهما في حل المشكلات والخلافات بينهما عبر الحوار البنّاء، وحُسن الجوار، والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سبق انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين برئاستهما في أثينا، الخميس، إنه يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب على مستقبل أفضل.

وأضاف ميتسوتاكيس أن البلدين قررا، في الأشهر السابقة، تنشيط العلاقات بينهما وبحثا الخطوات التي ستُتخَذ في مجال الاقتصاد وتحقيق هدف رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار. وتابع: «كما حققنا نتيجة مهمة للغاية فيما يتعلق بالهجرة غير القانونية بالتعاون بين الشرطة وخفر السواحل بين البلدين، واتفقنا على تطوير التعاون في المستقبل».

قضايا خلافية

وذكر رئيس الوزراء اليوناني أنه ناقش مع إردوغان مسألة إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة السفر إلى الجزر اليونانية، وتَقرَّر السماح بالسفر من دون تأشيرة إلى 10 جزر يونانية لمدة 7 أيام. وحسب وزير الهجرة اليوناني، ديميتريس كيريديس، فإن الجزر المندرجة ضمن نطاق الاتفاقية هي: يمنوس، وليسبوس، وخيوس، وساموس، وليروس، وكاليمنوس، وكوس، ورودس، وسيمي وكاستيلوريس.

إردوغان وميتسوتاكيس بعد توقيع إعلان مشترك في أثينا الخميس (رويترز)

وعن القضايا العالقة، قال ميتسوتاكيس: «سنكون مستعدين أيضاً لمناقشة قضايا الجرف القاري والفضاء البحري عندما يحين الوقت المناسب. واتفقنا على الالتزام بحالة نزع السلاح في جزر بحر إيجه، والقضاء على جميع المواقف المتطرفة، واحترام القيم الإنسانية في العلاقات بين البلدين». وتابع: «ناقشنا أيضاً الدعم الذي ستقدمه اليونان لتركيا في عملية مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي».

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال ميتسوتاكيس إن «قرارات مجلس الأمم المتحدة بشأن قضية قبرص مهمة للغاية بالنسبة لنا، وإن التطورات بشأن هذه القضية تسير في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن هناك «مجموعات في كل من اليونان وتركيا لا تتفق مع نهجنا، ولكن يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب وأن تسعى لخلق مستقبل أفضل».

تفاؤل بالمستقبل

من جانبه، قال إردوغان: «نريد تحويل بحر إيجه إلى بحر سلام وتعاون. ونود أن نكون مثلاً للعالم من خلال الخطوات المشتركة التي سنتخذها مع اليونان». وأكد أن تركيا واليونان ترغبان في حل مشكلاتهما الحالية من خلال الحوار البنّاء وحُسن الجوار والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي».

وأضاف إردوغان: «تبادلنا وجهات النظر مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس حول مواقفنا في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وطلبنا من وزيري خارجيتنا مواصلة العمل على حل الخلافات». ولفت إلى أن «الحل العادل والدائم والمستدام للقضية القبرصية على أساس الحقائق في الجزيرة سيكون في صالح المنطقة بأكملها».

إردوغان وميتسوتاكيس يتحدثان إلى الصحافة بعد اجتماعهما في أثينا الخميس (أ.ف.ب)

وقال إردوغان: «نحن سعداء بإغلاق اليونان معسكر لافريون (الذي كان يؤوي عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة إرهابية وعدّته تركيا خطراً على أمنها)»، مؤكداً ضرورة توخي الحذر لمنع إنشاء معسكرات مماثلة توفر المأوى للإرهابيين في اليونان.

وأضاف إردوغان: «نحن واليونان نتقاسم نفس البحر والجغرافيا، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف في الرأي بين بلدين جارين، لكن لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بيننا، ما دمنا نركز على الصورة الكبيرة ولا نكون ممن يَعبرون البحر ويغرقون في النهر، وسيكون من دواعي سروري استضافة رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون رفيع المستوى». وتابع أنه سيكون من المفيد لكلا البلدين أن يعقدا اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى مرة في العام، بدلاً من الاضطرار إلى أخذ مثل هذه الراحة بين الاجتماعات. وأشاد الرئيس التركي بنتائج خطة العمل المشتركة التي أُقرت عام 2021، مؤكداً العمل على تطوير العلاقات السياحية والثقافية، وزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.

وأشار إردوغان إلى أنه «جرت مناقشة (ما يجري) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة غزة. وشددنا على أننا، كتركيا، لا نوافق على استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال منذ البداية». وأضاف: «لقد أكدنا مرة أخرى أن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 أمرٌ لا مفرّ منه. وأعلنّا أننا مستعدون لأن نصبح ضامنين، ونواصل مساعداتنا لغزة بسرعة، وأعتقد أن المجتمع الدولي سوف يُظهر الحساسية اللازمة».

رئيسة اليونان لدى استقبالها إردوغان في القصر الرئاسي بأثينا الخميس (إ.ب.أ)

وقبل مباحثاته مع ميتسوتاكيس، التقى إردوغان رئيسة اليونان، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، التي أكدت أنه «من الضروري لأثينا وأنقرة تطوير الإرادة السياسية الإيجابية الحالية أكثر من أي وقت مضى». وقالت إن «المآسي التي شهدها بلدانا هذا العام أظهرت أن الشعور بالتضامن والدعم في الظروف الصعبة هو السمة المشتركة التي تجمع الشعبين، هذا الوضع يخلق أساساً قوياً لتعميق التعاون في العلاقات الثنائية، والإرادة السياسية المتبادَلة، ويخلق مناخاً من شأنه إزالة التوترات».

بدوره قال إردوغان: «أعتقد أن الاجتماع الخامس للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى سيعزز فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا واليونان واستمراراها».

وعبَّر عن سعادته بزيارة اليونان بعد 6 سنوات، مضيفاً: «نعمل لزيادة حجم التجارة من 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار. وسوف نناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها وفي أي المجالات في هذا الصدد». وجاءت زيارة إردوغان لليونان بعد آخر زيارة قام بها منذ 6 سنوات في عام 2017، التي كانت الأولى لرئيس تركي منذ 70 عاماً، كما أن مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين لم يُعقَد منذ 7 سنوات.


بوتين ورئيسي لـ«ضبط الساعات» في العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

بوتين ورئيسي لـ«ضبط الساعات» في العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)

برز تطابق، الخميس، في مواقف موسكو وطهران حيال غالبية الملفات الإقليمية، خلال محادثات الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي. ومع تأكيد ارتياح الطرفين لمسار تطور العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون في الملفات المختلفة، بدا أن مسائل تنسيق الجهود لمواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، والتعامل مع الملفات الإقليمية الساخنة، وخصوصاً الوضع حول غزة كانت على رأس أولويات المناقشات.

واستهل بوتين اللقاء بتوجيه عبارات مازحة إلى ضيفه لم تخلُ من دلالات سياسية، فهو قال إن طائرته مرت فوق الأجواء الإيرانية أثناء رحلته إلى المملكة العربية السعودية والإمارات (الأربعاء)، وإنه كان ينوي أن يهبط في طهران للقاء رئيسي «لكن زملائي أبلغوني أنكم تنوون زيارة موسكو اليوم». ورأى معلقون، أن إشارة بوتين كانت مقصودة لجهة تأكيد الحرص الروسي على تعميق الاتصالات مع كل بلدان المنطقة.

بعد ذلك، تطرق بوتين إلى مستوى العلاقات مع إيران، التي قال: إنها «تتطور بشكل جيد للغاية».

وطلب من رئيسي نقل «أطيب تمنياته» إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال: إنه «بفضل دعمه، اكتسبنا زخماً جيداً في السنوات الأخيرة. وفي العام الماضي، زاد حجم التجارة بنسبة 20 في المائة وحققنا نتائج جيدة».

ولاحظ بوتين أن روسيا وإيران «تتعاونان بشكل نشط في جميع المجالات تقريباً، بما في ذلك مجال الطاقة». وزاد: «لدينا مشروعات بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب. وبطبيعة الحال، نحن نعمل بشكل تقليدي في تطوير التعاون في مجال الطاقة».

وشدد بوتين على أن البلدين يعملان بشكل نشط لضبط الساعات حول قضايا الساعة التي تهم البلدين، مقترحاً مناقشة الوضع حول فلسطين. كما لفت إلى الأهمية الخاصة لتوقيع اتفاق الشراكة بين طهران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي متوقعاً أن يتم التوقيع قبل نهاية العام الحالي.

ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي مستقبلاً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى وصوله إلى موسكو (الرئاسة الإيرانية)

بدوره، أعرب رئيسي عن ارتياحه لمستوى تطور العلاقات. وقال: إن البلدين وضعا أسساً متينة لتطوير التعاون في كل المجالات. وتوقف مطولاً في كلمته الاستهلالية حول الوضع في فلسطين، وقال: إن المطلوب العمل سريعاً على وقف «الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني» ملاحظاً أنه «تم قتل أكثر من 6000 طفل في هذا العدوان المتواصل، وهذا الموضوع لا يخص منطقة الشرق الأوسط وحدها، بل كل البشرية».

وأجرى الزعيمان بعد الشق المفتوح من المحادثات جلسة مناقشات مغلقة بحضور وفدي البلدين.

وكان الكرملين مهّد للقاء بتأكيد أن الرئيسين سوف يركزان على الملفات الإقليمية والدولية، وأنهما سوف يوليان اهتماماً خاصاً لمناقشة ملفات التعاون الثنائي، وخصوصاً ما يتعلق بمشروعات النقل والطاقة ومشروعات في المجال التجاري والاقتصادي.

وكان رئيسي، مهّد لدى وصوله العاصمة الروسية في زيارة لم يتم الإعلان عنها إلا قبل يومين، بأن أهم محاور زيارته إلى روسيا ستكون القضية الفلسطينية، ووقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على أن موسكو وطهران لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن السلام والاستقرار في المنطقة.

وأشار رئيسي إلى أن زيارته إلى روسيا هدفها التشاور بشأن الكثير من القضايا الحساسة في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

ولفت رئيسي إلى أن استكمال ممر النقل الدولي «شمال - جنوب» سيكون أحد محاور المحادثات مع الرئيس الروسي.

في غضون ذلك، بدا أن الطرفين يوليان أهمية خاصة لتعزيز التعاون التجاري الاقتصادي في إطار تعزيز قدرات البلدين على مواجهة الضغوط الغربية ورزم العقوبات المفروضة عليهما. وقال السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي: إن صادرات إيران إلى روسيا زادت بنسبة 30 في المائة خلال 9 أشهر.

ورأى جلالي، في حديث مع وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، أن هذه الكمية من الصادرات الإيرانية غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، في حين أشار إلى تناقص حجم الواردات الإيرانية من روسيا خلال الفترة ذاتها.

وأضاف جلالي، أن معظم التجارة بين البلدين تركزت في الماضي على المحاصيل الزراعية والبستنة، لكننا نشهد اليوم تصدير منتجات تكنولوجية مختلفة.

وأشار جلالي إلى التعاون بين إيران وروسيا في مجال التوربينات والمستلزمات الطبية والصحية والحلويات وصناعة الحقائب والأحذية والملابس والأثاث، قائلاً: إننا نشاهد اليوم بعض المنتجات الإيرانية بما فيها الشوكولاتة والحلويات والمستلزمات الصحية معروضة في المحال التجارية الروسية.

وأعرب جلالي عن تفاؤله إزاء مستقبل التعاون بين البلدين في مجال السيارات وقطع الغيار، عادّا أنه أحد المجالات الجادة للتعاون الثنائي.

وأوضح سفير إيران لدى روسيا، أن إيران وروسيا تعملان في مجال صناعة المحركات المتطورة للسيارات.

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر بانكين، بأن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران يستعدان لتوقيع اتفاقية حول إنشاء منطقة تجارة حرة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وزاد: «إذا تحدثنا عن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فهذه اتفاقية موحدة في جوهرها - فهي تختلف بالطبع في المحتوى – وهي اتفاقية حول إنشاء منطقة تجارة حرة تتضمن مجموعة معينة من السلع المتفق عليها بين البلدين».

وأضاف، أن توقيع هذه الوثيقة سيتم على هامش اجتماع المجلس الاقتصاد الأوراسي الأعلى. ولم يكشف بانكين عمن سيوقع هذه الوثيقة من جانب إيران.


الجيش الإسرائيلي يطلق برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يطلق برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الخميس)، إن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أطلقا برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية لمساعدتها في التصدي لأي هجمات أو عمليات تسلل.

وذكرت الصحيفة أن هذه الفرق «غالباً ما تكون أول من يتصدى لعمليات التسلل والهجمات»، مشيرة إلى أن العديد منها في المناطق القريبة من حدود غزة لم يستطع الصمود أمام مقاتلي «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث افتقر بعضها للأسلحة والمعدات الكافية.

ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله، في بيان، إنه سيبدأ بالمناطق المتاخمة لقطاع غزة، حيث سيزود 12 فرقة أسبوعياً بالمعدات، على أن يشمل البرنامج في نهاية المطاف كل التجمعات السكنية في إسرائيل.

تتواصل معارك عنيفة، اليوم (الخميس)، في قطاع غزة بين «حماس» والجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مدينة خان يونس، حيث يطارد زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار المتهم بأنه مهندس هجوم 7 أكتوبر.

ومع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية المتزايد، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» في قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، مما أثار تنديداً من إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.


مراهقة إسرائيلية أُطلق سراحها تلقت «دعماً معنوياً» من كلبتها أثناء أسرها

ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
TT

مراهقة إسرائيلية أُطلق سراحها تلقت «دعماً معنوياً» من كلبتها أثناء أسرها

ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)

تحدثت ميا ليمبرغ، وهي مراهقة أفرج عنها نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، أمس (الأربعاء) عن «الدعم المعنوي» الذي قدمته كلبتها بيلا، التي أبقتها منشغلة أثناء أسرها، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميا البالغة 17 عاماً في مقابلة مع هيئة البحث العامة: «ساعدتني كثيراً وأبقتني منشغلة. كانت بمثابة دعم معنوي لي».

وأطلق سراح الفتاة مع والدتها غابرييلا ليمبرغ (59 عاماً) وقريبتهما كلارا مارمان (62 عاماً) في 28 نوفمبر.

وانتشرت صور إطلاق سراحها في كل أنحاء العالم حاملة كلبتها الصغيرة البيضاء ومحاطة بمقاتلَين ملثمَين أحدهما من حركة «حماس» والآخر من «الجهاد» عند تسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ميا ليمبرغ وكلبتها بيلا (رويترز)

وروت المراهقة التي اختطفت من كيبوتس نير يتسحاك: «كنا نعطيها بقايا طعامنا، وكانت تحاول التجول في كل الأماكن التي كنا محتجزين فيها».

وبعدما احتجزت سبعة أسابيع، تشعر ميا اليوم بأنها «ليست على ما يرام»، لكنها قالت: «لا أشعر بأنني مصابة بالصدمة. لا أشعر بأنني لا أستطيع النوم، لكنها كانت تجربة صعبة».

واندلعت حرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم شنّته الحركة داخل جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وقضى غالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وقتل في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصاً منذ بدء الحرب، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة «حماس».

ميا ليمبرغ وكلبتها بيلا (رويترز)

وأتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر (كانون الأول)، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم «حماس» بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ف.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ف.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ف.ب)

نقل تلفزيون «آي 24 نيوز» عن الجيش الإسرائيلي قوله، اليوم (الخميس)، إن اثنين من جنوده قتلا في غزة، ليرتفع إجمالي عدد قتلاه إلى 85 منذ بدء الهجوم البري في القطاع.

وأوضح الجيش أن أحد الجنديين توفي متأثراً بجروح أصيب بها في معارك اندلعت، أول من أمس، بجنوب قطاع غزة، بينما لقي الثاني حتفه في وسط القطاع.

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، إن قوات الجيش هاجمت عشرات الأهداف لحركة «حماس» في قطاع غزة الليلة الماضية، وقتلت عدداً من المسلحين خلال العمليات، لكنه لم يذكر عدداً محدداً.

وأشار هغاري إلى أن عدداً من المسلحين قُتلوا في مدينة خان يونس بجنوب غزة في هجمات جوية وبرية، كما لفت إلى وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة مخيم جباليا بشمال غزة، وقال إن القوات البرية هاجمت موقعاً عسكرياً لكتيبة جباليا التابعة لحركة حماس وقتلت عدداً من المسلحين.

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة منذ يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».