«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء وسط تعثر المفاوضات النووية

التلفزيون الإيراني أعاد مشروعه إلى مسؤول قتل بتفجير مستودع للسلاح

حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
TT

«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء وسط تعثر المفاوضات النووية

حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011
حسن طهراني مقدم العقل المدبر في برنامج الصواريخ الباليستية يقف خلف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل مقتله في مستودع صواريخ بقاعدة ملارد في نوفمبر 2011

قال مسؤول برنامج صواريخ «الحرس الثوري» الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إن قواته تستعد لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً صناعية إلى الفضاء، في خطوة ستزيد على الأرجح مخاوف الغرب وسط تسارع البرنامج النووي الإيراني وتعثر المفاوضات الهادفة لإحياء اتفاق 2015.
وصرح حاجي زاده للتلفزيون الرسمي، الاثنين، بأن قوات «جو الفضاء»؛ الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني، تريد إرسال صاروخ حاملاً أقماراً صناعية إلى مدار الأرض، يعمل محركه بالوقود الصلب.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان «الحرس الثوري» ينوي القيام بتجربة أخرى لصاروخ «قاصد»، قال حاجي زاده إن الصاروخ سيكون «جديداً» باسم «قائم»؛ دون أن يقدم معلومات إضافية عن الصاروخ.

لكن التلفزيون الإيراني أشار إلى أن الصاروخ «قائم» عرض للمرة الأولى قبل عام 2010 بحضور حسن طهراني مقدم، العقل المدبر لبرنامج صواريخ «الحرس الثوري» الذي قتل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على أثر تفجير مصنع الصواريخ الباليستية في قاعدة ملارد بضاحية طهران، في حادث خلف 36 قتيلاً من «الحرس الثوري» حسب إحصائية قدمتها السلطات الإيرانية.

كما عرض التلفزيون الإيراني صورة للمرشد علي خامنئي وطهراني مقدم، قائلاً إن خامنئي كان في جولة تفقدية للاطلاع على مشروع صاروخ «قائم».
وأشار التلفزيون الإيراني إلى إعلان «الحرس الثوري» تجريب محركات صواريخ فضائية، تعمل بالوقود الصلب، في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال حاجي زاده في يناير الماضي إلى أن الصواريخ الجديدة «مصنوعة من مواد مركبة، بدلاً من المعدن، ومحركها غير متحرك»، موضحاً أن ذلك «يزيد طاقة الصاروخ، وهي غير مكلفة»، الأمر الذي يمكنه من نقل حمولة ثقيلة مثل الأقمار الصناعية.
وأطلقت إيران سابقاً إلى الفضاء صواريخ تعمل بالوقود السائل.
في 26 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت إيران عن تجربة صاروخ «ذو الجناح» وهو قادر على حمل أقمار صناعية «لأغراض بحثية»، تمتد عملية إطلاقه على ثلاث مراحل: مرحلتان بالوقود الصلب، ومرحلة ثالثة بالوقود السائل.
وجاءت التجربة بعد مضي 3 أشهر على التقاط أقمار شركة «ماكسر تكنولوجيز» في بداية مارس (آذار)، صوراً تظهر آثار حريق وأضرار في منصة إطلاق الصواريخ بـ«محطة الخميني الفضائية» في سمنان شرق العاصمة طهران. وقال خبراء «معهد ميدلبري للدراسات الدولية»، إنها تجربة فاشلة لصاروخ إطلاق القمر الصناعي المسمى «ذو الجناح».
وقبل نشر الصورة، قال «الحرس الثوري» في 8 مارس إنه وضع قمراً صناعياً عسكرياً في المدار باسم «نور2» وقد حمله إلى الفضاء صاروخ «قاصد».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت وزارة الدفاع الإيرانية إنها أطلقت صاروخاً إلى الفضاء، يحمل 3 «شحنات بحثية». وأكدت لاحقاً فشل صاروخ «سیمرغ» الذي يعمل بالوقود السائل، في وضع حمولته على المدار لعدم قدرته على بلوغ السرعة المطلوبة.
وأثارت عمليات إطلاق الصواريخ السابقة توبيخاً من الأطراف الغربية في الاتفاق النووي، التي تقول إن إطلاق هذه الأقمار الصناعية يتحدى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إيران إلى الابتعاد عن أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.
ينتاب الولايات المتحدة القلق من أن تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى التي تستخدم لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها يمكن استخدامها أيضاً لإطلاق رؤوس حربية نووية. كما تخشى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من أن تتخذ طهران من برنامجها لإطلاق الأقمار الصناعية غطاء لتطوير صواريخ عابرة للقارات.
وأكثر ما يثير مخاوف الغربيين إمكان قيام إيران بتعديلات على الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية التي تعمل بالوقود الصلب من أجل تحويلها إلى صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ أكثر من 5 آلاف كيلومتر.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

ترمب يتوعد إيران بـ«ضغوط هائلة» إذا رفضت «غصن الزيتون»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُلقي خطاباً في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض اليوم (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُلقي خطاباً في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض اليوم (إ.ب.أ)
TT

ترمب يتوعد إيران بـ«ضغوط هائلة» إذا رفضت «غصن الزيتون»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُلقي خطاباً في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض اليوم (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُلقي خطاباً في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض اليوم (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه يسعى لطرح «مسار جديد» مع إيران، محذراً من عواقب وخيمة إذا فشلت المحادثات حول اتفاق نووي جديد، ورفضت «غصن الزيتون».

وحذر ترمب، في حديثه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض من أن «إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا»، وقال إن عرضه للتوصل إلى اتفاق لن يدوم إلى الأبد.

وقال ترمب إنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد مع الجمهورية الإسلامية لكن ليس قبل أن يغير زعماؤها نهجهم.

وقال في هذا الصدد: «أريد إبرام اتفاق مع إيران... لكن إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا واستمرت في مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة ضغوط قصوى هائلة، وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر كما فعلتُ سابقاً».

وشدد ترمب على أن إيران هي «القوة الأكبر والأكثر تدميراً» في الشرق الأوسط، مضيفاً أنها تسببت في «معاناة لا تُصدق في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن وغيرها».

وقال إن إيران عليها أن تختار بين الاستمرار في «الفوضى والإرهاب» أو أن تبني مسارا نحو السلام، فيما وصفه بأنه تحذير أخير واستعداد محتمل للدبلوماسية.

واستأنف ترمب حملة «أقصى الضغوط» على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، وهدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.

وأعلنت طهران وواشنطن تفضيلهما للسبل الدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، لكنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وتجنب العمل العسكري في المستقبل.

وقال مسؤولون إن مفاوضين إيرانيين وأميركيين اختتموا جولة مفاوضات لحل الخلافات حول برنامج طهران النووي، الأحد، في سلطنة عُمان، مع التخطيط لعقد جولات تفاوضية أخرى، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه طهران إصرارها ​​على مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شبكة شحن تقول إنها أرسلت ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى الصين.

وقالت طهران، الثلاثاء، إن أحدث جولة من المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت «مثمرة»، لكن فرض واشنطن عقوباتٍ إضافية لا يتماشى مع المفاوضات.

وشملت العقوبات شخصاً و15 كياناً وسفينتين، وذلك بعد يومين فقط من عقد جولة رابعة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان حول البرنامج النووي الإيراني.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية: «فرضت الولايات المتحدة اليوم عقوبات على شبكة دولية سهلت تصدير ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني بقيمة مليارات الدولارات إلى الصين لصالح هيئة الأركان العامة الإيرانية وشركتها الواجهة (سبهر إنرجي)». وأضاف البيان أن عائدات بيع هذا النفط «تتيح تمويل تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والانتشار النووي والأنشطة الإرهابية لإيران».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: «المحادثات كانت مفيدة».

وأضاف بقائي في تصريحات على هامش معرض للكتاب: «في الأيام القليلة الماضية فرضت (الولايات المتحدة) عقوبات على إيران، وهذا يتعارض تماماً مع عملية المفاوضات... سيؤثر هذا بالتأكيد على مواقفنا».