علماء بريطانيون يحاولون فك لغز رأس مومياء مصرية

عُثر عليها في منزل بمقاطعة «كنت»

فحص رأس المومياء المصرية باستخدام الأشعة المقطعية  (مستشفى ميدستون البريطاني)
فحص رأس المومياء المصرية باستخدام الأشعة المقطعية (مستشفى ميدستون البريطاني)
TT

علماء بريطانيون يحاولون فك لغز رأس مومياء مصرية

فحص رأس المومياء المصرية باستخدام الأشعة المقطعية  (مستشفى ميدستون البريطاني)
فحص رأس المومياء المصرية باستخدام الأشعة المقطعية (مستشفى ميدستون البريطاني)

يحاول علماء بريطانيون حالياً فك لغز «رأس مومياء» مصرية قديمة عُثر عليها في أحد المنازل بمقاطعة كنت البريطانية، يرجح أنها لـ«سيدة»، ويعود تاريخها إلى نحو 2000 عام، حيث بدأت مستشفى «ميدستون» البريطانية إجراء فحوصات على الرأس الأثرية بواسطة الأشعة المقطعية، للكشف عن تاريخها، وأصولها.
ولا يعرف مصدر الرأس الأثرية حتى الآن، لكن من المرجح أنها وصلت إلى بريطانيا في القرن التاسع عشر، كهدية تذكارية، قبل أن تنقل لصاحبها الحالي في القرن العشرين، الذي أهداها في علبة زجاجية لتنضم إلى العرض المتحفي في متحف كانتربري، حسب بيان صحافي أصدره المستشفى، وتداولته الصحف البريطانية.
وأشارت صحف بريطانية إلى أن «الرأس الأثري اكتشف محفوظاً في علبة زجاجية داخل قبو، أثناء عملية جرد لمنزل رجل متوفى، في منطقة رامسجيت بمقاطعة كنت البريطانية، وورثها شقيق الرجل المتوفى الذي نقلها بدوره إلى متحف كانتربري».
وهنا يشير الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، إلى أنه «كان من المعتاد خلال القرن التاسع عشر خروج قطع أثرية مصرية في صورة هدايا تذكارية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «في تلك الفترة انتشرت مقولة لا تترك مصر دون ورقة بردي أو قطعة أثرية»، موضحاً أن «وجود الرأس مقطوعة بهذا الشكل ربما عائد لعامل الزمن، أو أنها قطعت خصيصاً لتقدم هدية تذكارية».
وترجح الفحوصات الأولية التي أجريت على رأس المومياء الأثرية بالأشعة السينية، في جامعة «كانتربري كريست تشيرش»، أن «الرأس يعود لأنثى بالغة»، وتُجرى حالياً فحوصات أخرى بالأشعة المقطعية لمعرفة تفاصيل أكثر عنه، وتشير النتائج الأولية للفحص إلى أن «المخ أُزيل من الرأس، إضافة إلى أن الأسنان بدت منحوتة، بسبب اتباع نظام غذائي قاسٍ، ويظهر اللسان علامات حفظ جيدة» حسب البيان.
وقال جيمس إليوت، كبير اختصاصي الأشعة في مستشفى «ميدستون»، والأستاذ في جامعة «كانتربري»، في البيان الصحافي، إن «الفحص سيوفر قدراً هائلاً من المعلومات عن حالة صاحبة الرأس، بدءاً من حالة الأسنان، والأمراض التي عانت منها، وطريقة الحفظ، إضافة إلى المساعدة في تقدير عمر صاحبة الرأس»، مشيراً إلى أنه «من المقرر استخدام بيانات المسح في إنشاء نسخة طبق الأصل ثلاثية الأبعاد للرأس، ومحاولة إعادة بناء الوجه للسماح بدراسة أكثر عمقاً».
ويضيف إليوت، الذي له دراية في علم الآثار، أن «التحنيط كان ممارسة شائعة في مصر القديمة، ومن خلال التكنولوجيا الحديثة يمكننا معرفة المزيد عن التقاليد المصرية في هذا المجال»، مشيراً إلى أنه «منذ عام 3500 قبل الميلاد، اعتبر التحنيط وسيلة للحفاظ على الروح في رحلتها للعالم الآخر، وكان المصريون يعتقدون أن عقل الشخص محتجز في القلب، لذلك لم تكن هناك أهمية للمخ الذي كان يُزال للمساعدة في الحفظ والتحنيط».
بدوره يوضح الشماع أن «إزالة المخ تدل على أن صاحبة المومياء كانت ثرية، فهذه العملية كانت إحدى العمليات الدقيقة التي تتم في التحنيط للحفاظ على المومياء»، لافتاً إلى أن «أكثر ما لفت انتباهه هو تحنيط اللسان ليبدو بحالة جيدة من الحفظ وفقاً لما ذكره العلماء البريطانيون، وهو أمر يحتاج إلى دراسة».
ويستعد متحف «كانتربري» لعرض الرأس للجمهور، حسب كريغ بوين، مدير مجموعات العرض في المتحف، الذي قال في البيان الصحافي: إن «إجراء الفحوصات بالأشعة المقطعية على رأس المومياء، هو جزء من مشروع للحفاظ عليه، تمهيداً لعرضه للجمهور العام».



«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور
TT

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد البحث الطبي في اضطرابات النمو العصبي بجامعة كاليفورنيا الأميركية، عن فروق مهمة في كيفية ظهور «متلازمة ريت» التي تكون عادة أثر شيوعاً في الإناث. ويميل الذكور المصابون بالمتلازمة إلى إظهار أعراض أكثر حدة تظهر في وقت مبكر من الحياة بسبب كروموسوم «إكس» X الأنثوي الوحيد لديهم. وفي العادة تمتلك الإناث كروموسومي «إكس».

«متلازمة ريت»

«متلازمة ريت» Rett syndrome اضطراب وراثي نادر يصيب الفتيات في المقام الأول، حيث تبدأ المتلازمة الناجمة عن طفرات في جين MECP2 على الكروموسوم «إكس» عادة بعد فترة من النمو الطبيعي في مرحلة الطفولة؛ ما يؤدي لاحقاً إلى أعراض مثل فقدان وظيفة اليد وصعوبات التنفس والنوبات وضعف كبير في الكلام والحركة والأكل.

ويحتاج الأطفال والبالغون المصابون بـ«متلازمة ريت» إلى المساعدة في أداء معظم المهام اليومية، مثل تناول الطعام والمشي واستخدام الحمَّام، ويمكن أن تكون هذه الرعاية المستمرة واضطراب النوم أمراً منهكاً ومسبباً للتوتر للعائلات، ويمكن أن تؤثر على صحة أفراد العائلة ورفاهيتهم. وفي الدراسة التي نُشرت في عدد 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 في مجلة Communications Biology، وأشرفت عليها جانين لاسال، الباحثة من قسم الأحياء الدقيقة الطبية والمناعة كلية الطب بالجامعة، فحص الباحثون نماذج الفئران الذكور والإناث لـ«متلازمة ريت».

وركَّزت الدراسة على كيفية تحول التعبير الجيني في خلايا المخ عبر ثلاث مراحل، هي: قبل ظهور الأعراض وعند ظهورها وفي المرض المتقدم، حللت التعبير الجيني في 14 نوعاً من خلايا الدماغ لفهم الاختلافات في كيفية تقدم المرض في كلا الجنسين. خلل تنظيم الجينات

وأظهرت الفئران الإناث «تأثيراً متأرجحاً» عند حدوث خلل في تنظيم الجينات، حيث حاولت الخلايا التي تعبّر عن الجين الطبيعي تعويض الخلايا التي تحتوي على الجين المتحور.

وهذا التوازن في التعبير الجيني ذهاباً وإياباً الذي يُرى بشكل أساسي في الخلايا العصبية في وقت مبكر أو مع تطور الأعراض في المراحل اللاحقة، يسلط الضوء على كيفية محاولة أدمغة الإناث للحفاظ على التوازن مع تقدم المرض، حيث يكون الاختلال أسوأ في المراحل المبكرة، لكنه يستقر بمرور الوقت.

كما أظهرت الدراسة أيضاً أن الفئران الإناث لديها عدد أكبر من الجينات غير المنظمة قبل ظهور الأعراض مقارنة بالوقت الذي تظهر فيه لاحقاً، حيث تحتوي خلايا الدماغ في الإناث المصابات بـ«متلازمة ريت» على نمط فسيفسائي من التعبير الجيني يعبّر نصف خلاياها عن جين MECP2 الطبيعي ويعبّر النصف الآخر عن الجين المتحور.وهذا يتناقض مع التوقعات بأن اختلال تنظيم الجينات يرتبط ارتباطاً مباشراً بشدة الأعراض؛ ما يشير إلى وجود عملية تنظيمية معقدة.

وأكدت جانين لاسال أن نماذج الفئران الأنثوية أكثر أهمية للبحوث البشرية؛ لأنها تعكس بشكل أفضل التعبير الفسيفسائي لجين MECP2 الموجود لدى الفتيات المصابات بـ«متلازمة ريت». ولا تلتقط الفئران الذكور التي تُستخدم غالباً في الأبحاث هذا التعقيد الفسيفسائي، حيث لا يمتلك الذكور سوى كروموسوم «إكس» واحد؛ ما يعني أن جميع خلاياهم تتأثر بطفرة الجين MECP2.

جين يرتبط بأمراض أخرى

وربط الباحثون أيضاً طفرة MECP2 بمسارات أخرى مثل تلك التي تشارك في مرض ألزهايمر والإدمان؛ وهو ما يشير إلى أن الطفرة قد يكون لها آثار أوسع نطاقاً تتجاوز «متلازمة ريت»، وقد تؤثر على حالات عصبية أخرى.