أميركا تتوعد بمحاسبة المسؤولين عن «سيناريو العنف» في ليبيا

ويليامز تلتقي المشري بإسطنبول لبحث «الإطار الدستوري» للانتخابات

ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا (موقع السفارة على «تويتر»)
ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا (موقع السفارة على «تويتر»)
TT

أميركا تتوعد بمحاسبة المسؤولين عن «سيناريو العنف» في ليبيا

ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا (موقع السفارة على «تويتر»)
ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا (موقع السفارة على «تويتر»)

عبَّرت الولايات المتحدة على لسان مبعوثها الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عن تخوفها من تصاعد أعمال العنف في غرب البلاد، وقال إن الاشتباكات التي شهدتها مدينة مصراتة اليوم «تظهر الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد، وأنه ستتم محاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو».
وقال نورلاند في تصريح صحافي عبر حساب سفارته على «تويتر» اليوم، إن الولايات المتحدة تحث «جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من بين الجماعات المسلحة، على الانسحاب لتجنّب التصعيد ومزيد من الخسائر في الأرواح».
ورأى أن التوترات المتصاعدة التي شهدتها المدينة (بين أنصار رئيسَي الحكومتين المتنازعين على السلطة عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا)، تظهر أيضاً «الضرورة الملحة أن يتبنى القادة السياسيون الليبيون على الفور مساراً متفقاً عليه، لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحق، لخدمة مصالح جميع الليبيين».
وزاد نورلاند من مخاوفه، وذهب إلى أن «الجهود المسلحة سواء لاختبار الوضع السياسي الراهن، أو الدفاع عنه، تنطوي على مخاطر بإعادة ليبيا إلى حقبة اعتقد مواطنوها أنها مضت وولَّت»، وقال: «ستتم محاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو».
وشهدت مصراتة بعد يوم من الاشتباكات الدامية في طرابلس المجاورة (200 كيلومتر) مناوشات بين قوتين مسلحتين: إحداهما تتبع الدبيبة، والأخرى تتبع باشاغا، قبل أن تتوقف إثر تدخل قوة مسلحة أخرى، بعد قتال استمر أقل من ساعة تقريباً.
وكانت السفارة الأميركية قد علّقت على الأحداث التي شهدتها العاصمة، وقالت إنه «يجب على جميع الفاعلين في ليبيا حل نزاعاتهم من خلال الحوار وليس العنف».
وعبر نورلاند عن «دعم أميركا بقوة دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى ممارسة ضبط النفس، والحفاظ على الاستقرار من أجل حماية المدنيين».
وفي سياق قريب، قالت المستشارة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز، اليوم، إنها التقت بمدينة إسطنبول التركية، خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، وقالت: «كلانا أدان أعمال العنف المريعة التي اندلعت بين ليلة وضحاها في طرابلس، ما أدى إلى مصرع عدد من المدنيين، وإصابة عدد آخر منهم، من بينهم أطفال».
وشددت ويليامز على ضرورة إنجاز كل من مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» عملهما المشترك، المتعلق بإعداد (الإطار الدستوري) اللازم لتنفيذ الانتخابات الوطنية بصورة عاجلة.
وأشارت إلى أهمية التوصل بين المشري وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، إلى «توافق سريع» بشأن المسار الدستوري الذي وصفته بأنه «مسألة حساسة»، وذلك لتلبية تطلعات ما يقارب 3 ملايين ليبي، ممن سجلوا أسماءهم للتصويت في الانتخابات العامة.
ونوَّهت إلى أن المشري أطلعها على المناقشات التي جرت داخل مجلس الدولة بشأن معالجة النقاط الخلافية المتعلقة بازدواجية الجنسية بالنسبة للمرشحين للرئاسة، وكذلك التعديلات على مسودة الدستور 2017 المتفق عليها مع مجلس النواب.
وتطرق الاجتماع إلى أزمة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وشددت ويليامز على ضرورة حماية استقلالية المؤسسات السيادية وطبيعتها التقنية، مشيرة إلى أن إجراءات من هذا النوع يفضل أن تتخذ من قبل هيئة تنفيذية منتخبة وموحدة وذات سيادة وشعبية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد، عادّاً أن المسار الوحيد الممكن هو «وقف إطلاق النار والتفاوض».

وقال ماكرون خلال جولة في القرن الأفريقي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: «ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح، وكل الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دوراً إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيراً».

وأضاف وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض، وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيراً للإعجاب خلال الثورة، مكانته» في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلاً كبيراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو؛ وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً، الخميس، بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.

وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.