«يوبيل الملكة» ينقذ متاجر بريطانيا

الاحتفالات تدعم المبيعات... والمواطنون يتخلصون من السيارات

انتعشت المبيعات من قبل المتسوقين الراغبين في الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث (أ.ب)
انتعشت المبيعات من قبل المتسوقين الراغبين في الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث (أ.ب)
TT

«يوبيل الملكة» ينقذ متاجر بريطانيا

انتعشت المبيعات من قبل المتسوقين الراغبين في الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث (أ.ب)
انتعشت المبيعات من قبل المتسوقين الراغبين في الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث (أ.ب)

أظهرت أرقام رسمية في المملكة المتحدة تباطؤ وتيرة التراجع في مبيعات التجزئة بالبلاد الشهر الماضي، حيث انتعشت متاجر البقالة بفضل الطلب الكبير على منتجات الطعام والشراب من قبل المتسوقين الراغبين في الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 1.‏0 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي، حيث إن الانتعاش في تجارة المواد الغذائية قابله هبوط آخر في مبيعات الوقود. وتوقع خبراء الاقتصاد انخفاضاً في مبيعات التجزئة بنسبة 2.‏0 في المائة خلال أحدث قراءة شهرية.
وتشير وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) إلى أن هذا التباطؤ في تراجع مبيعات التجزئة يأتي عقب انخفاض أكبر مما كان يعتقد سابقاً في تلك المبيعات خلال شهر مايو (أيار)، حيث عدل مكتب الإحصاء الوطني توقعاته بحدوث انخفاض بنسبة 8.‏0 في المائة، بدلاً من 5.‏0 في المائة.
وقالت هيذر بوفيل، نائبة مدير مكتب الإحصاء الوطني للاستطلاعات والمؤشرات الاقتصادية، «بعد الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأسعار، تراجعت مبيعات التجزئة بشكل طفيف في يونيو، ورغم أنها ظلت عند مستويات أعلى ما قبل فترة تفشي الوباء، فإن الاتجاه العام هو التراجع». وأضافت أنه رغم تراجع مبيعات التجزئة، فقد شهدت مبيعات المواد الغذائية ارتفاعاً بسبب الاحتفالات باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.
وارتفع حجم مبيعات متاجر المواد الغذائية بنسبة 1.‏3 في المائة، لتحقق انتعاشاً بعد الاتجاه الهبوطي الأخير للقطاع مع عودة المزيد من الأشخاص إلى المطاعم والحانات بعد تخفيف القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا. وخلال الأشهر الماضية، سلط تجار التجزئة الضوء على انخفاض حجم المبيعات بسبب زيادة تكلفة المنتجات وضغط الفواتير المنزلية.
وحسب أرقام المكتب الوطني للإحصاء، تراجعت المبيعات في المتاجر غير الغذائية بنسبة 7.‏0 في المائة خلال يونيو، مدفوعة بانخفاض قدره 7.‏4 في المائة في أحجام المبيعات الخاصة بمتاجر الملابس، بينما انخفضت مبيعات السلع المنزلية بنسبة 7.‏3 في المائة.
كما شهدت مبيعات الوقود انخفاضاً حاداً بشكل خاص خلال يونيو، حيث انخفضت بنسبة 3.‏4 في المائة استجابة لارتفاع قياسي في أسعار البنزين خلال الشهر نفسه. ويعد انخفاض المبيعات هو الأكبر منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حينما أدى نقص العمالة وقيود التوريد حينها إلى نقص المتاجر بجميع أنحاء المملكة المتحدة.
في سياق ذي صلة، أفادت وكالة «بلومبرغ» بانخفاض أسعار السيارات المستعملة في بريطانيا مع توجه البريطانيين لبيع سياراتهم في ظل ارتفاع تكاليف الوقود والضغط الواسع على ميزانيات الأسر. وتظهر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني أن التضخم في بريطانيا وصل إلى أعلى معدل له منذ 40 عاماً في يونيو الماضي، مدفوعاً بارتفاع أسعار المنتجات، بدءاً من وقود السيارات إلى البيض، ولكن أسعار السيارات المستعملة تراجعت بنسبة 5.‏2 في المائة للشهر الخامس على التوالي، وهي أكبر سلسلة خسائر يسجلها هذا القطاع منذ عام 2017.
وتشير «بلومبرغ» إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ في عام 2020، حينما اتجه المستهلكون خلال فترة الإغلاق إلى استخدام سياراتهم المستعملة بديلاً لوسائل النقل العام. وتوضح «بلومبرغ» أنه في الوقت نفسه أدى نقص أشباه الموصلات وتعطل سلاسل التوريد إلى مزيد من الندرة في المركبات الجديدة، ولكن الآن مع ارتفاع الأجور بوتيرة أبطأ من وتيرة ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الوقود، أصبح استخدام السيارات المستعملة نوعاً من الرفاهية.
ويقول جيسون بارلو، مدير شركة «ليوناردز موتور» التي تبيع أكثر من 4200 سيارة مستعملة سنوياً عبر 12 موقعاً في إنجلترا: «يبدو أن الناس ينظرون أكثر إلى تكلفة المعيشة... إنهم يتخذون هذا القرار الواعي، هل نحتاج حقاً إلى سيارة بعد الآن؟». وحسب تقديرات شركة تحليل البيانات «إنديكاتا»، فإن مبيعات السيارات المستعملة تراجعت بنسبة 13 في المائة في يونيو، مقارنة بالعام السابق.
وتنوه إنديكاتا إلى أن الأمر لا يقتصر على توقف البريطانيين عن شراء السيارات، بل إن البعض يقوم أيضاً ببيع السيارات، والتحول مرة أخرى إلى وسائل النقل العام، في حين يتخلى آخرون عن السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل لصالح السيارات الكهربائية.
ويضيف بارلو أن الأشخاص الذين يشترون سيارات مستعملة يفضلون الطرز منخفضة السعر، التي كان الطلب عليها مرناً نسبياً.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأصول الاحتياطية لـ«المركزي السعودي» ترتفع إلى 433.8 مليار دولار في أكتوبر

مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

الأصول الاحتياطية لـ«المركزي السعودي» ترتفع إلى 433.8 مليار دولار في أكتوبر

مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

ارتفع إجمالي الأصول الاحتياطية في البنك المركزي السعودي (ساما)، بمعدل 2.19 في المائة، على أساس سنوي، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مسجلاً 1.63 تريليون ريال (433.8 مليار دولار)، مقارنة مع 1.59 تريليون ريال (423 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.

ووفق النشرة الإحصائية الشهرية لـ«ساما»، انخفضت الأصول الاحتياطية بمعدل 4.7 في المائة على أساس شهري، حيث كانت قد بلغت 1.71 تريليون ريال (455 مليار دولار) في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتراجع وضع الاحتياطي لدى «صندوق النقد الدولي» بنسبة 8 في المائة، على أساس سنوي، إلى 12.4 مليار ريال (3.3 مليار دولار).

بينما زادت الاستثمارات في أوراق مالية بالخارج، بمقدار 3 في المائة خلال أكتوبر، لتبلغ تريليون ريال (266 مليار دولار)، مقارنة مع 986.8 مليار ريال (262 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام السابق.

وتشمل الأصول الاحتياطية السعودية، الاستثماراتِ في أوراق مالية بالخارج، والنقدَ الأجنبي، والودائع في الخارج، والاحتياطي لدى «صندوق النقد الدولي»، وحقوق السحب الخاصة، والذهبَ النقدي.