بوادر مواجهة بين ترمب وبنس في الساحة الانتخابية

ترمب وبنس خلال فعالية انتخابية في ميشيغان في 2 نوفمبر 2020 (أ.ب)
ترمب وبنس خلال فعالية انتخابية في ميشيغان في 2 نوفمبر 2020 (أ.ب)
TT

بوادر مواجهة بين ترمب وبنس في الساحة الانتخابية

ترمب وبنس خلال فعالية انتخابية في ميشيغان في 2 نوفمبر 2020 (أ.ب)
ترمب وبنس خلال فعالية انتخابية في ميشيغان في 2 نوفمبر 2020 (أ.ب)

في الوقت الذي ظهرت بوادر «مواجهة انتخابية» مبكّرة بين الرئيس الأميركي السابق ونائبه، تواصل لجنة التحقيق في أحداث اقتحام الكابيتول كشف تفاصيل جديدة عن دور دونالد ترمب ومساعديه، أملاً بدفع وزارة العدل الأميركية لمحاكمته.
وطرحت اللجنة البرلمانية، في جلستها الثامنة، قضية «رفض الرئيس السابق الدفاع عن الكابيتول خلال اقتحام عصابة عنيفة له، بهدف وقف احتساب الأصوات الانتخابية وعرقلة نقل السلطة». وقال متحدث باسم اللجنة إن «إحدى النقاط الأساسية التي يتم التركيز عليها هي أن الرئيس ترمب كانت لديه السلطة لوقف العصابة، بل كان الشخص الوحيد الذي يستطيع وقفها لكنه قرر عدم التصرف».
وضمن تحقيقاتها العلنية التي شملت إفادات من مسؤولين سابقين في إدارة ترمب، استمعت اللجنة هذه المرة إلى إفادة نائب مدير مجلس الأمن القومي السابق ماثيو بوتينغر، ونائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض السابقة سارة ماثيوز اللذين استقالا بسبب أحداث الاقتحام. وقال بوتينغر لأعضاء اللجنة إن قراره بالاستقالة جاء بعد أن رأى تغريدة من الرئيس تنتقد نائبه مايك بنس، وتقول إنه لم يتمتع بالشجاعة الكافية للاعتراض على نتيجة الانتخابات خلال ترؤسه لمراسيم المصادقة عليها في الكونغرس. وأضاف بوتينغر: «قرأت تلك التغريدة، وقررت في تلك اللحظة أن أستقيل. علمت حينها أنني سأغادر».
وقد دفعت التغريدة نفسها بنائبة المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ماثيوز للاستقالة، فقالت للجنة: «كان من الواضح أن هناك تصعيدا سريعا للأحداث، وعندما صدرت تلك التغريدة عن مايك بنس، أذكر أننا قلنا إنه لم يكن من المفترض أن يحصل ذلك. فالوضع كان سيئاً بما فيه الكفاية، وتلك التغريدة كانت بمثابة صب الزيت على النار».
بنس في مواجهة ترمب
مما لا شك فيه أن الدور الذي لعبه مايك بنس يوم المصادقة على الانتخابات أدّى إلى تعزيز موقعه في صفوف جناح المحافظين من الحزب الجمهوري. ويبني نائب الرئيس السابق على هذا الدعم للتمهيد لترشحه للرئاسة، على الأرجح بمواجهة ترمب. وسيشارك الرجلان، كل على حدة، في أنشطة انتخابية في ولاية أريزونا يوم الجمعة لدعم مرشحين مختلفين لمنصب حاكم الولاية. كما سيلقي بنس خطاباً في واشنطن قبل يوم من خطاب لترمب في العاصمة، في الـ26 من الشهر الحالي.
ومن ضمن التحركات التي يقوم بها بنس لحشد الدعم، لقاء عقده مع أكبر تجمع محافظ في مجلس النواب يوم الأربعاء، حيث أشاد النواب بـ«شجاعته» خلال يوم المصادقة على نتائج الانتخابات، معربين عن امتنانهم الشديد له.
محاكمة ستيف بانون
وفيما تحتدم ساحة المعارك الانتخابية، من المتوقع أن يحسم القضاء مصير مستشار ترمب السابق ستيف بانون الذي تمت محاكمته بتهمة عرقلة عمل الكونغرس.
ويواجه بانون، الذي رفض الاستجابة لطلب لجنة التحقيق باقتحام الكابيتول المثول أمامها، احتمال السجن أو التعويض بمبلغ مالي بسبب عدم امتثاله لطلب اللجنة، التي اعتبرت أنه يتصرف وكأنه «فوق القانون».
وقد وُجّهت له تهمتان، الأولى بسبب رفضه المثول أمام اللجنة، والثانية رفضه تسليم وثائق. وفي حال إدانته، قد تترتب على كل تهمة حكم بالسجن يتراوح ما بين 30 يوماً إلى عام، وغرامة تصل إلى 100 ألف دولار.
إصلاح النظام الانتخابي
بالتزامن مع التحركات القضائية ومساعي لجنة التحقيق باقتحام الكابيتول لدفع وزارة العدل للنظر في دور ترمب في عرقلة المسار الانتخابي، اعتمد أعضاء مجلس الشيوخ مساراً آخر يقضي بتعديل القوانين الانتخابية للحؤول دون حصول حوادث مشابهة في المستقبل. وأعلنت مجموعة من المشرعين من الحزبين التوصل إلى اتفاق لتنظيم القانون الانتخابي بشكل يحمي الولايات من أي نفوذ خارجي يضغط عليها لتغيير قواعد المجمع الانتخابي، كما يحدد الطرح المذكور دور نائب الرئيس في مسار المصادقة على نتائج الانتخابات، ليقول بشكل واضح إن صلاحياته في هذا الشأن صورية، وإنه «لا يتمتع بأي صلاحية لحسم أي خلاف في المجمع الانتخابي أو الاعتراض عليه أو الموافقة عليه».


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، اليوم الثلاثاء، عن عدد من التغييرات الشاملة التي ستغير بشكل كبير الطريقة التي يتم بها تعديل المنشورات ومقاطع الفيديو والمحتوى الآخر عبر الإنترنت.

وستعدل «ميتا» سياسات مراجعة المحتوى على «فيسبوك» و«إنستغرام»، حيث سيتم تسريح مدققي الحقائق وتعتمد بدلاً منهم على «ملاحظات المجتمع» التي يُنشئها المستخدمون، على غرار موقع «إكس» المملوك للملياردير إيلون ماسك.

تأتي التغييرات قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه مباشرة. وانتقد ترمب زوكربيرغ و«ميتا» لما يراه رقابة على الأصوات اليمينية.

وقال زوكربيرغ في مقطع فيديو يعلن فيه عن السياسة الجديدة، اليوم الثلاثاء: «كان مدققو الحقائق متحيزين سياسياً للغاية، ودمروا المزيد من الثقة أكثر مما خلقوها». وتابع: «ما بدأ كحركة لتكون أكثر شمولاً تم استخدامه بشكل متزايد لإسكات الآراء وإقصاء الأشخاص ذوي الأفكار المختلفة، وقد ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك».

ومع ذلك، أقر زوكربيرغ بوجود «مقايضة» في السياسة الجديدة، مشيراً إلى أن المزيد من المحتوى الضار سيظهر على المنصة نتيجة لتغييرات تعديل المحتوى.

وقال جويل كابلان، رئيس الشؤون العالمية المعين حديثاً في «ميتا»، لشبكة «فوكس»، اليوم الثلاثاء، إن شراكات «ميتا» مع مدققي الحقائق من جهات خارجية كانت «حسنة النية في البداية، ولكن كان هناك الكثير من التحيز السياسي فيما اختاروا التحقق من الحقائق وكيفية ذلك»، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ويأتي هذا الإعلان في خضم تحول آيديولوجي أوسع نطاقاً نحو اليمين داخل صفوف شركة «ميتا» العليا، وفي الوقت الذي يسعى فيه زوكربيرغ إلى تحسين علاقته مع ترمب قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأعلنت «ميتا» أن حليف ترمب والرئيس التنفيذي لبطولة القتال النهائي المعروفة باسم «UFC» دانا وايت، سينضم إلى مجلس إدارتها، إلى جانب مديرين جديدين آخرين. كما قالت «ميتا» إنها ستتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب، وإن زوكربيرغ يريد أن يلعب «دوراً نشطاً» في مناقشات السياسة التكنولوجية.

واعترف كابلان، وهو جمهوري بارز تمت ترقيته إلى أعلى منصب سياسي في الشركة، الأسبوع الماضي، بأن الإعلان الصادر، اليوم الثلاثاء، مرتبط بشكل مباشر بالإدارة المتغيرة. وقال إنه «لا شك أن هناك تغييراً على مدى السنوات الأربع الماضية. لقد رأينا الكثير من الضغوط المجتمعية والسياسية، وكل ذلك في اتجاه المزيد من المحتوى، والاعتدال، والمزيد من الرقابة، ولدينا فرصة حقيقية. والآن لدينا إدارة جديدة، ورئيس جديد قادم من المدافعين الكبار عن حرية التعبير، وهذا يُحدث فرقاً».

وعدّت شبكة «سي إن إن» أن تلك التغيرات تمثل انقلاباً مذهلاً في كيفية تعامل شركة «ميتا» مع الادعاءات الكاذبة والمضللة على منصاتها.

في عام 2016، أطلقت الشركة برنامجاً مستقلاً للتحقق من الحقائق، في أعقاب مزاعم بأنها فشلت في منع الجهات الفاعلة الأجنبية من الاستفادة من منصاتها لنشر المعلومات المضللة وزرع الفتنة بين الأميركيين. في السنوات التي تلت ذلك، استمرت في التعامل مع انتشار المحتوى المثير للجدل على منصتها، مثل المعلومات المضللة حول الانتخابات، والقصص المناهضة للتطعيم، والعنف وخطاب الكراهية.

أسست الشركة فرقاً للسلامة، وقدمت برامج آلية لتصفية أو تقليل ظهور الادعاءات الكاذبة، وأنشأت نوعاً من المحكمة العليا المستقلة لقرارات الاعتدال الصعبة، والمعروفة باسم مجلس الرقابة.

وعدّت الشبكة الأميركية أن زوكربيرغ يسير على خطى زميله زعيم وسائل التواصل الاجتماعي إيلون ماسك، الذي قام بعد الاستحواذ على «إكس»، المعروفة آنذاك باسم «تويتر»، في عام 2022، بتفكيك فرق التحقق من الحقائق في الشركة، وجعل تسميات السياق التي ينشئها المستخدم، والتي تسمى «ملاحظات المجتمع»، هي الطريقة الوحيدة للمنصة لتصحيح الادعاءات الكاذبة.