5 من قيادات الخط الثاني مطروحون لرئاسة الحكومة العراقية

TT

5 من قيادات الخط الثاني مطروحون لرئاسة الحكومة العراقية

أعلنت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعي أنها شكّلت لجنة مؤلفة من عدد من قيادات الخط الأول لاختيار المرشح لشغل رئيس الحكومة العراقية المقبلة، لكن من بين صفوف الخط الثاني.
اللجنة التي تم اختيارها لفحص المرشحين تتكون من زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «المجلس الأعلى الإسلامي» همام حمودي، وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي.
وطبقاً للمعلومات المتداولة في أروقة «الإطار التنسيقي»، فإن هذه اللجنة بدأت عملها في تصفية أعداد المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء، وعددهم 25 شخصية، وذلك باستبعاد 20 شخصية ليستقر العدد النهائي على 5 أسماء سيتم في غضون يومين اختيار واحد منها.
وفيما لم تعلن اللجنة أسماء الشخصيات الخمس التي جرى الاتفاق على اختيار إحداها لتولي المنصب، فإن هناك أنباء متضاربة بشأن طرح رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي بوصفه أحد الأسماء المرشحة. بينما يجري تداول أربعة أسماء أخرى وهي: محمد شياع السوداني، وقاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي، وأسعد العيداني محافظ البصرة، وعبد الحسين عبطان.
ويرى كثيرون أن هذه اللجنة أمام مهمة في غاية الصعوبة، نظراً لتباين وجهات النظر بين مختلف قيادات «الإطار التنسيقي»، سواء فيما يتعلق بالأسماء المتداولة أو بالمواصفات التي يتعين بموجبها تفضيل أحدها على الآخرين في حال استقر رأي اللجنة على شخصية واحدة.
التسريبات من داخل أروقة «الإطار التنسيقي»، تتحدث عن أن التسجيلات المسربة المنسوبة لزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي أسهمت كثيراً في استبعاد قادة الخط الأول، ومن بينهم المالكي نفسه، في المنافسة على منصب رئيس الوزراء، أو في تحديد آلية الاختيار.
فقبل تسريب التسجيلات التي نسبت للمالكي - وعددها 5 حتى الآن - كان المالكي وكل من زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري وزعيم «ائتلاف النصر» حيدر العبادي، وهم ممن يصنفون من قادة الخط الأول، من بين المتنافسين.
ويجري أيضاً تداول أسماء أخرى حتى اللحظة من دون أن يكون هناك تأكيد أو نفي على أنها يمكن أن تكون جزءاً من المنافسة في حال لم يتم الاتفاق على إحدى الشخصيات الخمس، وهم كل من: علي الشكري وزير التخطيط الأسبق، وطارق نجم القيادي البارز السابق في حزب «الدعوة»، وعدنان الزرفي المكلف السابق لتشكيل الحكومة عام 2020 قبل تكليف الكاظمي بتشكيلها.
وعلى الرغم مما توحي به أجواء التفاؤل بشأن قرب التوصل إلى اسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء، فإن سياسياً مطلعاً على أجواء المفاوضات واللقاءات أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المهمة لا تزال معقدة ويشوبها الكثير من الصعوبات، كون اللجنة المكلفة بالاختيار لديها تباينات في وجهات النظر بشأن بعض الأسماء المطروحة».
وقال السياسي المطلع طالباً عدم الإشارة إلى اسمه: «اللجنة تريد الاحتكام إلى آليات بشأن الاختيار، فيما لا تزال هناك اختلافات على بعض هذه الآليات، ومنها مثلاً الخط الأول الذي تم استبعاده. فهناك من يرى أن شخصية مثل حيدر العبادي يمكن أن يكون مرشح تسوية ناجحاً، فضلاً عن وجود اتجاه للتجديد لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي على الرغم وجود اعتراضات عليه لدى غالبية قادة الإطار بسبب ما يعده البعض رغبة إيرانية في بقائه كونه لا يزال يمسك بملف العلاقات الخارجية لا سيما ملف العلاقة بين إيران ودول الخليج العربي، وإيران والولايات المتحدة».
ويرى السياسي المطلع أنه «في الوقت الذي يتعين على اللجنة المكلفة الأخذ في الاعتبار توصيات قيادة الإطار التنسيقي، فإنها في المقابل لا تستطيع تجاهل موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من الاسم الذي يمكن أن يتم الاتفاق عليه لترؤس الحكومة»، موضحاً أن «شبح الصدر والفيتو العريض الذي يرفعه بوجه عدد من قيادات الإطار التنسيقي وفي مقدمتهم المالكي يجعل من مهمة اللجنة صعبة، الأمر الذي يمكن أن يؤجل الحسم إلى أيام أخرى وليس خلال 72 ساعة كما تقول أوساط الإطار».
كما أن المسألة لن تنتهي لمجرد إعلان «الإطار التنسيقي» عن اسم المرشح لرئاسة الوزراء؛ حيث لا يزال الخلاف الكردي قائماً بشأن المرشح لمنصب رئيس الجمهورية.
ففي موازاة اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» في بغداد، فإن اجتماعات يجري الحديث عن كونها حاسمة تعقد في أربيل لحسم ملف منصب رئيس الجمهورية بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني).
والأهم في كل ما يجري الحديث عنه هو إمكانية قبول زعيم التيار الصدري للاسم المرشح من عدمه. ففي حال غض الصدر الطرف عن اسم المرشح، فهو ضوء أخضر لقبوله لدى الكتل السياسية الأخرى. أما إذا رفض الصدر المرشح، فإن الحكومة، حتى وإن تشكلت، لن تستمر كون الصدر سوف يحرك الشارع الغاضب ضدها.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لم يشهد سكان غزة، اليوم الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال اللذان أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية جديدة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة استهدفت منزلاً في حي الشجاعية بمدينة غزة في شمال القطاع. كما قُتل ثلاثة آخرون في غارة بالقرب من مخبز، وقُتل صياد في أثناء توجهه إلى البحر. وقُتل تسعة أشخاص في ثلاث غارات جوية شنتها إسرائيل في وسط وجنوب القطاع.

منطقة عازلة

في الوقت نفسه، توغلت القوات الإسرائيلية أكثر في الشمال، وكثفت القصف في هجوم رئيسي تشنه منذ أوائل الشهر الماضي.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى منع مقاتلي حركة «حماس» الفلسطينية من شن هجمات وإعادة تنظيم صفوفهم. ويعبّر سكان عن مخاوفهم من أن يكون الهدف هو إخلاء جزء من القطاع بشكل دائم ليكون منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

قال سكان في البلدات الثلاث المحاصرة في الشمال، وهي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن القوات الإسرائيلية فجرت عشرات المنازل.

وذكرت وزارة الصحة بغزة في بيان أن غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وهو إحدى المنشآت الطبية الثلاث التي تعمل بالكاد في المنطقة، مما أسفر عن إصابة ستة من العاملين في المجال الطبي، بعضهم في حالة خطيرة.

وأضافت: «أدى الاستهداف أيضاً إلى تدمير المولد الكهربائي الرئيسي بالمستشفى، وثقب خزانات المياه لتصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى، حيث يوجد فيه 80 مريضاً و8 حالات بالعناية المركزة».

أميركا والفيتو

وعدّ سكان في غزة قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي إلى اعتقال اثنين من الزعماء الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بمثابة اعتراف دولي بمحنة القطاع. لكن الواقفين في طابور للحصول على خبز من أحد المخابز في مدينة خان يونس بجنوب القطاع يشكون في أن يكون لهذا القرار أي تأثير.

وقال صابر أبو غالي وهو ينتظر دوره بين الناس: «القرار لا ولن يُنفذ؛ لأن إسرائيل تحميها أميركا، ولها حق الفيتو في كل حاجة، أما إسرائيل فلا ولن تُحاسب».

وقال سعيد أبو يوسف (75 عاماً) إنه حتى لو تحققت العدالة فسيكون ذلك بعد تأخير عقود، «المحكمة الجنائية الدولية اتأخرت كتير، إلنا فوق الستة وسبعين عام بنسمع قرارات اللجنة هذه ولا تنفذ ولا تطبق ولا تعمل إلنا أي شيء».

وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم «حماس» عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 44 ألف فلسطيني تقريباً قُتلوا في غزة منذ ذلك الحين، وتحول جزء كبير من القطاع إلى ركام.

تعثر جهود الوساطة

وقال ممثلو الادعاء في المحكمة إن هناك أسباباً كافية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت مسؤولان جنائياً عن ممارسات تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاحاً في الحرب، في إطار «هجوم واسع وممنهج ضد السكان المدنيين في غزة».

كما أصدرت المحكمة أمر اعتقال لمحمد الضيف، القائد العسكري في «حماس»، الذي تقول إسرائيل إنها قتلته في غارة جوية في يوليو (تموز)، إلا أن «حماس» لم تؤكد أو تنف مقتله.

وتقول إسرائيل إن «حماس» هي المسؤولة عن كل ما يلحق بالمدنيين من أذى في غزة؛ لأن مقاتليها مندسّون بينهم، وهو ما تنفيه الحركة.

وندد سياسيون إسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية بأمري الاعتقال، ورأوا أنهما صدرا بناء على تحيز، واستناداً إلى أدلة كاذبة. وتقول إسرائيل إن المحكمة ليست مختصة بنظر قضايا الحرب. وأشادت «حماس» بأمري الاعتقال بوصفهما خطوة مبدئية صوب تحقيق العدالة.

وتعثّرت جهود الوسيطين، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتريد «حماس» التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، في حين تعهد نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على «حماس».