23 قتيلاً وعشرات الجرحى في حادث مروري جنوب مصر

حافلة ركاب اصطدمت بشاحنة متوقفة

موقع اصطدام الحافلة والشاحنة في المنيا (وسائل إعلام مصرية)
موقع اصطدام الحافلة والشاحنة في المنيا (وسائل إعلام مصرية)
TT

23 قتيلاً وعشرات الجرحى في حادث مروري جنوب مصر

موقع اصطدام الحافلة والشاحنة في المنيا (وسائل إعلام مصرية)
موقع اصطدام الحافلة والشاحنة في المنيا (وسائل إعلام مصرية)

قتل 23 شخصاً وأصيب 30 آخرين في مصر، صباح (الثلاثاء)، جراء اصطدام حافلة للركاب كانت تقلّهم بشاحنة متوقفة في قرية «البرشا» بمحافظة المنيا، والتي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة.
وتقع حوادث سير عديدة في مصر على الطرق السريعة، رغم المحاولات الحكومية لتطوير الطرق ووسائل النقل.
وبحسب مصادر محلية رسمية، فإن الحافلة القادمة من محافظة سوهاج والمتجه إلى القاهرة، والتي كانت تقل أكثر من 50 راكباً، اصطدمت بشاحنة متوقفة على أحد جانبي الطريق لتغيير الإطار.
الحادث المأساوي قوبل باهتمام رسمي، على مستوى سرعة علاج المصابين، وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، تقديم الخدمات الإسعافية والطبية للمصابين. وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور حسام عبد الغفار، الدفع بـ28 سيارة إسعاف مجهزة، إلى موقع حادث التصادم، موضحاً أن سيارات الإسعاف قامت بنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام.
وأكد المتحدث رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة، وتوافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
وأضاف، أن الإصابات تراوحت ما بين كسور في العظام واشتباه كسور في العمود الفقري، وارتجاج، ونزيف، وجروح قطعية، وكدمات وسحجات، مؤكداً أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة بالمستشفيات، وتجري متابعتهم على مدار الساعة حتى تعافيهم وخروجهم من المستشفيات.


بدوره، أعرب اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، عن مواساته أسر الضحايا، واطمأن في زيارة للمستشفيات، على استقرار حالة المصابين. ووفق بيان إعلامي للمحافظة، كلف وكيل وزارة الصحة توفير جميع أوجه الرعاية والخدمات الطبية اللازمة طوال إقامتهم بالمستشفى لاستكمال العلاج حتى تماثلهم للشفاء وخروجهم، كما كلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي صرف الإعانات العاجلة المقررة في هذا الشأن.

وانتقد النائب البرلماني المصري، مصطفى بكري، تكرار حوادث الطرق في مصر، داعياً الجهات المعنية إلى «معرفة الأسباب الحقيقية لتكرار مثل هذه الحوادث».
وأضاف بكري، في تغريدة له «هذا الحادث المأساوي الذي وقع اليوم بمحافظة المنيا... هو مأساة بمعنى الكلمة ودليل على عبث بعض السائقين بأرواح الناس».

حوادث الطرق... ذُعر مستمر للمصريين
تشكل حوادث الطرق، ذُعراً مستمراً للمصريين، في ظل المعدل المرتفع بشكل اللافت لتلك الحوادث. ووفق الأرقام الرسمية، فإنه قضى نحو 7 آلاف شخص في حوادث سير في مصر، في عام 2020.
وتقع الحوادث، التي تتسبب في مصرع الآلاف سنوياً، عادة نتيجة سرعة فائقة أو طرق سيئة أو سوء تطبيق قوانين المرور.
وقبل أسبوع، لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 44 آخرون، في حادث تصادم أوتوبيس نقل ركاب بسيارة نقل بطريق أسوان - أبو سمبل (جنوب مصر).
وبحسب النشرة السنوية الأخيرة لنتائج حوادث السيارات والقطارات، والتي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن عام 2020، فإن إصابات حوادث الطرق في مصر سجلت 56 ألفاً و789 إصابة، في حين توفي 6164، مقابل 6722 متوفى 2019.

وجاءت إصابات حوادث الطرق حسب مستخدم الطريق (الركاب) في المرتبة الأولى بعدد 18 ألفاً و17 إصابة، تلتها (مشاة) بـ14 ألفاً و796 مصاباً عام 2020، وبلغ معدل الوفيات لكل 100 مصاب 10.9 متوفى عام 2020 مقابل 8.4 متوفى عام 2019، بنسبة ارتفاع 29.8 في المائة.
وبشأن حوادث القطارات، بلغ عدد حوادث القطارات 898 حادثة عام 2020 مقابل 1442 حادثة عام 2019. وأضافت النشرة، أن معدل حوادث القطارات بالنسبة للسكان بلغ 0.09 حادثة لكل 10000 نسمة، بينما بلغ المعدل بالنسبة لعدد الركاب 2.9 حادثة لكل مليون راكب عام 2020.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


هل ينجح «تخفيف» حظر تصدير السلاح إلى ليبيا في توحيد جيشها؟

جانب من حضور الناظوري والحداد مؤتمراً سابقاً نظّمته «أفريكوم» لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا (رئاسة أركان حكومة «الوحدة»)
جانب من حضور الناظوري والحداد مؤتمراً سابقاً نظّمته «أفريكوم» لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا (رئاسة أركان حكومة «الوحدة»)
TT

هل ينجح «تخفيف» حظر تصدير السلاح إلى ليبيا في توحيد جيشها؟

جانب من حضور الناظوري والحداد مؤتمراً سابقاً نظّمته «أفريكوم» لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا (رئاسة أركان حكومة «الوحدة»)
جانب من حضور الناظوري والحداد مؤتمراً سابقاً نظّمته «أفريكوم» لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا (رئاسة أركان حكومة «الوحدة»)

أعاد قرارٌ صادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن وضع «استثناءات» على حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، قضية توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة، إلى واجهة الأحداث.

كان مجلس الأمن الدولي قد فرض حظراً كاملاً على تصدير السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011. وفي جلسته، الأسبوع الماضي، أقرّ بـ«استثناءات» عَدَّها محللون «حوافز» لدعم توحيد الجيش الليبي المنقسم منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

من جلسة سابقة لمجلس الأمن حول الأزمة الليبية (البعثة الأممية)

وتباينت آراء ساسة ومحللين ليبيين بشأن مدى فرص نجاح ذلك في دفع توحيد المؤسسة العسكرية.

ففي معسكر الساسة الليبيين، الذين توقعوا انعكاسات «إيجابية» لقرار مجلس الأمن على توحيد الجيش، كان الرئيس السابق للحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، الذي وصف القرار بأنه «حجر أساس في مسار إعادة توحيد المؤسسات الوطنية».

ووفق اعتقاد باشاغا، فإن قرار مجلس الأمن، الذي حظي بموافقة 14 عضواً، وامتناع روسيا عن التصويت، «يحُول دون انزلاق البلاد مجدداً إلى الفوضى أو الوقوع تحت طائلة الاستغلال الخارجي».

ويلحظ مراقبون أن قرار مجلس الأمن جاء بناء على رسالة من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لتسهيل التنسيق وتبادل المعلومات بين قوات الأمن الليبية وتعزيز القدرات في مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

صورة وزّعتها القوات البرية التابعة لحفتر على دورياتها جنوب غربي البلاد

وفي مقابل أمنيات باشاغا، رأى أمين سر «المجلس الانتقالي» السابق خالد الترجمان أن هناك «شكوكاً تحوم حول الأهداف المعلَنة لقرار مجلس الأمن»، بل عَدَّه «في مصلحة حكومة (الوحدة)، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والميليشيات المسلَّحة في غرب البلاد التي ستحظى بتدريب غربي، وستكون طوع بنان أجهزة استخبارات غربية»، وفق تعبيره.

ويشدد الترجمان، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، على أن « الجيش الوطني في شرق ليبيا (الذي يقوده المشير خليفة حفتر) يحتاج إلى رفع حظر السلاح، وليس إلى المشورة والتقنية»، لافتاً إلى أنه «يَبسط سيطرته على 78 في المائة من مساحة ليبيا، ويحظى بتراتبية عسكرية وقيادة عامة وهياكل إدارية لأسلحته، وأجهزة أمنية وشُرطية».

وتعطلت اجتماعات توحيد الجيش الليبي ضمن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، على أثر أزمات سياسية، رغم أنها كانت قد قطعت شوطاً على هذا المسار.

من مناورات مشتركة سابقة بين قوات ليبية وتركية بضواحي طرابلس (الشرق الأوسط)

وقبل أقل من عامين، اتفق رئيسا أركان الجيش في شرق ليبيا وغربها؛ الفريق أول عبد الرازق الناظوري، والفريق أول محمد الحداد، على تشكيل قوة مشتركة بوصفها «خطوة أولى لحماية الحدود»، بحضور قائد «أفريكوم» مايكل لانجلي، خلال مؤتمر رؤساء الأركان الأفارقة في روما، خلال مارس (آذار) 2023.

ويعتقد محمد الجارح، المحلل السياسي الليبي، أن «الرفع الجزئي لحظر السلاح يهدف إلى تحفيز القيادة العامة للقوات المسلحة في بنغازي ورئاسة الأركان في طرابلس، على تسريع الترتيبات اللازمة لإنشاء القوة العسكرية المشتركة».

كما يرى الجارح، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا القرار سيكون «محفزاً للأطراف الليبية العسكرية، لعدم الاعتماد الكلي على الدول التي تنتهك قرارات حظر توريد السلاح، واعتماد المسارات القانونية لذلك».

وتزداد شكوك متابعين حول جدوى قرار حظر تصدير السلاح، الذي جرى تجديده في 31 مايو (أيار) 2023، وكان أحدث إشاراته رصد 44 رحلة جوية مشبوهة إلى ليبيا، في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وفق ما أعلنت العملية البحرية الأوروبية «إيريني».

فريق عسكري تركي خلال إشرافه على تدريب عسكريين بمدرسة عسكرية بضواحي طرابلس (الشرق الأوسط)

التباين بشأن الاستثناءات لتصدير السلاح إلى ليبيا بدا واضحاً أيضاً في أروقة مجلس الأمن، ففي مقابل ترحيب أميركي وبريطاني امتنعت روسيا عن التصويت على القرار.

في السياق نفسه، يرصد الجارح ما عدَّه «انزعاجاً روسياً وتركياً من قرار مجلس الأمن»، ورأى أن القرار «يحدُّ من نفوذهما المتمثل في قدرتهما على تقديم دعم عسكري في شكل أسلحة متطورة».

ووفق نص قرار مجلس الأمن، فقد قررت الدول الأعضاء، بإجماع 14 دولة، «عدم انطباق حظر تصدير السلاح إلى ليبيا على أي مساعدة فنية أو تدريبية لقوات الأمن الليبية، لتعزيز عملية إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية».