بعد عامين من الاضطرابات الوبائية جراء انتشار فيروس «كورونا»، وما تبع ذلك من تقييد لحركة المسافرين حول عالم، عاد الزحام إلى المطارات الدولية مع بدء فصل الصيف، وقرار المواطنين التعايش مع الفيروس رغم ازدياد عدد الإصابات.
وأتت قرارات معظم البلدان بالتخفيف من إجراءات الدخول عبر الحدود، لتفتح الباب أمام موسم صيفي حافل، علَّه يعوض «حجر» السنتين الماضيتين، وما رافقه من تداعيات حدت من حرية الحركة والتنقل.
ازدهرت أعمال مكاتب السفر والفنادق، حتى أضحى البحث عن تذكرة أمراً شبه مستحيل. وشكل «الهجوم» الكبير للمسافرين مفاجأة لقطاع كان في سبات عميق، بعدما أدى تراجع أعداد الركاب خلال الجائحة إلى إلغاء رحلات الطيران أو القيام برحلات فارغة بين المطارات، ما خفض كثيراً من عائدات شركات الطيران، وأجبر العديد منها على تسريح موظفيها.
ظهرت الأزمة جلياً خلال الأيام الماضية في أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً: «هيثرو» في لندن. فالمدينة التي لطالما كانت مقصداً للسياح من حول العالم، وتحديداً العرب، لم يستطع مطارها استيعاب الأرقام الهائلة من المسافرين، وسادته حالة من الفوضى وصلت إلى طلب القيمين عليه الحد من أعداد المسافرين إليه ووقف بيع التذاكر.
انخفاض في الخدمة
وحدد الرئيس التنفيذي للمطار جون هولاند كاي سقفاً عند 100 ألف مسافر مغادر، حتى 11 سبتمبر (أيلول) 2022. وقال في رسالة مفتوحة إلى الركاب: «خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ حيث تجاوز عدد الركاب المغادرين بانتظام 100 ألف في اليوم الواحد، بدأنا في رؤية فترات تنخفض فيها الخدمة إلى مستوى غير مقبول: فترات انتظار طويلة، وتأخيرات للمسافرين الذين يحتاجون إلى المساعدة، وحقائب لا تسافر مع الركاب أو تصل متأخرة، وعدم التزام الطائرات بالمواعيد وإلغاء الحجوزات في اللحظات الأخيرة».
https://twitter.com/HeathrowAirport/status/1546799705769779204?s=20&t=6URprvVSs-XVoCem2YZIMQ
وأضاف: «اتخذت بعض شركات الطيران إجراءات مهمة؛ لكن البعض الآخر لم يفعل ذلك. ونعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات الآن لضمان تمتع الركاب برحلة آمنة وموثوقة. لذلك اتخذنا القرار الصعب بفرض حد أقصى للاستيعاب، بدءاً من 12 يوليو (تموز) إلى 11 سبتمبر. وقد تم تنفيذ إجراءات مماثلة للتحكم في إقبال الركاب في مطارات أخرى في كل من المملكة المتحدة وحول العالم».
وأشار إلى أن المطار طالب شركات الطيران بالتوقف عن بيع تذاكر الصيف للحد من انتظار الركاب. ولفت إلى أن بعض الأقسام المهمة في المطار تعاني نقصاً كبيراً في الموظفين، «خصوصاً الموظفين على الأرض الذين توظّفهم شركات الطيران» لإدارة تسجيل الأمتعة والتعامل معها.
أثار طلب كاي استياء عديد من شركات الطيران، أبرزها «طيران الإمارات» التي رفضت الإجراءات، قائلة في البداية إنها «غير معقولة وغير مقبولة» لتعود وتقبل بها بعد اجتماعات مع رئيس «هيثرو».
وقال رئيس «طيران الإمارات» تيم كلارك، وكاي، في بيان مشترك، إن «شركة (طيران الإمارات) مستعدة وراغبة في العمل مع المطار لتصحيح الوضع خلال الأسبوعين المقبلين، للحفاظ على توازن الطلب والسعة، وتزويد الركاب برحلة سلسة عبر مطار (هيثرو) هذا الصيف». وأضاف أن «(طيران الإمارات) أوقفت المزيد من مبيعات رحلاتها من مطار «هيثرو» حتى منتصف أغسطس (آب) لمساعدة المطار». وتابع: «في غضون ذلك، تعمل رحلات (طيران الإمارات) من مطار «هيثرو»، وفقاً للجدول الزمني، ويمكن للمسافرين من حاملي التذاكر السفر حسب الحجز».
تكدس الأمتعة
واشتكى ركاب المطار من طوابير طويلة، وحافلات النقل المزدحمة، وانتظار طويل للانتقال بين مباني الركاب. كما تكدست الحقائب بسبب فشل كارثي بنظام الأمتعة، وتم إخبار القادمين أنهم قد لا يحصلون على أمتعتهم لعدة أيام؛ حيث يستمر تراكم الأمتعة الهائل في المطار في النمو، بسبب «مشكلة في نظام الأمتعة».
ويأتي هذا في أعقاب إضرابات واسعة شهدتها معظم المطارات البريطانية خلال الأشهر الماضية، وذلك بسبب النقص في أعداد الموظفين، والاضطرابات الواسعة في سلاسل الخدمة التي أفرزتها أزمة انتشار فيروس «كورونا».