«قمة جدة»: رؤية مشتركة لشرق أوسط مستقر ومزدهر

صورة جماعية لقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» (واس)
صورة جماعية لقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» (واس)
TT

«قمة جدة»: رؤية مشتركة لشرق أوسط مستقر ومزدهر

صورة جماعية لقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» (واس)
صورة جماعية لقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» (واس)

أكد قادة الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» اليوم (السبت)، على رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وأهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحفظ أمن الشرق الأوسط واستقراره، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دوله، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهه، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
جاء ذلك في البيان الختامي للقمة المشتركة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، ومصر، والعراق، والولايات المتحدة، وذلك بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات.

ورحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزامها الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادي بأوروبا وأفريقيا والأميركيتين. كما جدد الرئيس الأميركي التأكيد على التزام واشنطن بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، مشيداً بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته.

وأكدوا ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية، وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض الحل، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. ونوهوا بأهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).

وجدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها استخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة. وأشاد القادة في هذا الإطار باتفاقيات الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، ومجلس التعاون والعراق، والسعودية وكل من الأردن ومصر، وبين مصر والأردن والعراق.

وأشاد القادة بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معربين عن تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح مؤتمري «الأمم المتحدة للتغير المناخي» السابع والعشرين في مصر، والثامن والعشرين بدولة الإمارات، و«المعرض الدولي للبستنة 2023» في دولة قطر بعنوان «صحراء خضراء، بيئة أفضل».

وأكدوا على أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار أسواقها، مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية، منوهين بجهود «أوبك +» الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرارها زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، وأشادوا بالدور القيادي للسعودية في تحقيق التوافق بين أعضاء المنظمة.
وجدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار تلك الأسلحة في الشرق الأوسط، كذلك دعوتهم إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء الخليج العربي خال من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.

وأكدوا إدانتهم القوية للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها، كما أدانوا الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية بمضيق هرمز وباب المندب، مشددين على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624.
وجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، مرحبين بالدور الإيجابي الذي يقوم به لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.

ورحبوا بالهدنة في اليمن وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها قرار مجلس الأمن 2216. ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، مؤكدين أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن.

وأكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، مشددين على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين، وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا.
وعبّروا عن دعمهم لسيادة وأمن واستقرار لبنان، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي، منوهين بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، داعين جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وأشادوا بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بينه وبين دول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش وقوى الأمن في حفظ أمن البلاد.

ونوه القادة بشكل خاص بمبادرات دولة الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول الخليج، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني. وأكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي. كما رحب القادة بالدعم الذي قدمته العراق للشعب والحكومة في لبنان بمجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية، داعين جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمنه واستقراره، ومؤكدين على أهمية بسط سيطرة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و«اتفاق الطائف»؛ لتمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقتها، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

وجددوا دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء، كما جددوا دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة، ومعبرين عن تقديرهم لاستضافة مصر للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة.

وأكد القادة دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وبشأن سد النهضة الأثيوبي، عبّر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة، مؤكدين ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملئه وتشغيله في أجل زمني معقول كما نص عليه بيان رئيس مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، جددوا التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها، حاثين المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة.

وحول أفغانستان، أكد القادة على أهمية استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لها، وللتعامل مع خطر الإرهابيين الموجودين فيها، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية وفقاً لأعلى المعايير الممكنة، وحق العمل خاصةً للنساء، معبرين عن تقديرهم لدور دولة قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني واستقراره.
ورحبوا باستعدادات دول قطر لاستضافة كأس العالم 2022، مجددين دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه. كما أكدوا التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجدداً في المستقبل.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جزر المحيط الهادي... ساحة حامية للصراع بين واشنطن وبكين

علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

جزر المحيط الهادي... ساحة حامية للصراع بين واشنطن وبكين

علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)
علما الولايات المتحدة (يمين) والصين يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي بالصين في 16 نوفمبر 2021 (رويترز)

انطلقت اليوم (الاثنين) قمة الولايات المتحدة مع دول جزر المحيط الهادي، في وقت تشتد فيه المنافسة بين واشنطن وبكين في جنوب المحيط الهادي، حيث تسعى كل واحدة منهما إلى تعزيز نفوذها في دول هذه المنطقة التي تتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية.

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقط صورة مع قادة منتدى جزر المحيط الهادي في البيت الأبيض بواشنطن الاثنين 25 سبتمبر 2023 (أ.ب)

موقع استراتيجي يزيد الاستقطاب

تقع دول جُزر المحيط الهادي بين الولايات المتحدة والصين وأستراليا، وتتمتع بأهمية استراتيجية أمنية دفاعية. لقد حافظت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على نفوذها ووجودها العسكري في منطقة المحيط الهادي. في المقابل، وعلى مدى العقد الماضي، ركّزت الصين على تعزيز علاقاتها في هذه المنطقة من خلال زيادة المساعدات والتنمية والدبلوماسية والتعاون الأمني، وفق تقرير سابق لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

لا تشكل جزر المحيط الهادي كتلة واحدة، بل هي منطقة متنوعة تتكون من كثير من البلدان والثقافات. وتختلف بلدان المنطقة من حيث الحجم، بدءاً من بابوا غينيا الجديدة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، إلى دول مثل ناورو وتوفالو، حيث يقترب عدد السكان من 10 آلاف نسمة.

صورة من قرية سيروا في جزيرة فيجي إحدى دول جزر المحيط الهادي في 15 يوليو 2022 (رويترز)

على الرغم من صغر مساحة هذه الدول، تتمتع كل دولة بصوت متساو في الأمم المتحدة. كما تسيطر على مصايد الأسماك ومعادن قاع البحر على مساحة من المحيط أكبر بثلاث مرات من مساحة الولايات المتحدة القارية. وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية في أي صراع يتعلق بالصين، وفق تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست».

وقال الأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادي، هنري بونا، في مناسبة أقيمت في نيويورك الأسبوع الماضي، إن منطقة جزر المحيط الهادي انتقلت من فترة الإهمال الاستراتيجي قبل عقد من الزمن فقط لتصبح موضع اهتمام ومنافسة و«تلاعب» اليوم، في إشارة إلى التنافس الجيوسياسي على النفوذ في المنطقة بين الولايات المتحدة والصين.

وتتعدد أنظمة الحكم في هذه المنطقة، من دول هي جمهوريات، وديمقراطيات برلمانية، ونظام ملكي في دولة وحيدة هي «تونغا». ثلاث دول فقط من جزر المحيط الهادي لديها جيوش. من هذا المنطلق، فإن الولايات المتحدة ستركز لفهم ومعالجة الاحتياجات المحددة لكل من هذه الدول في قمة الاثنين، على تنظيم اجتماعات ثنائية بين الجانب الأميركي وكل من قادة هذه الدول، وفق ما أفاد به «معهد الولايات المتحدة للسلام» الفيدرالي في تقرير له صدر الخميس.

طائرة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تقترب من الهبوط في مطار بوهنباي الدولي في كولونيا في دولة ميكرونيزيا إحدى دول جزر المحيط الهادي في 5 أغسطس 2019 (رويترز)

صعود النفوذ الصيني

أفاد تقرير صدر في سبتمبر (أيلول) عن مؤسسة «فردريش إيبرت» الألمانية للدراسات السياسية، أن الاهتمام الدبلوماسي الغربي تلاشى بمنطقة المحيط الهادي بعد الحرب الباردة، وفي فترة ما بعد 11 سبتمبر 2001، وبدأت المصالح الصينية وقتذاك في النمو بالمنطقة حيث دعمت الصين مجموعة من الاقتصادات النامية من خلال مبادرة «الحزام والطريق»، من خلال تقديم قروض للبنى التحتية منخفضة الفائدة لهذه الدول التي تعاني من ضعف البنى التحتية. وقد سمح ذلك بتوسيع النفوذ الصيني في المحيط الهادي.

وقد أثارت القروض المقدمة من الصين لهذه الدول مخاوف دبلوماسية؛ لأن هذه القروض تجلب معها النفوذ الصيني، وفق تقرير «فردريش إيبرت»، حيث إن خبراء يرجحون أن تستخدم الصين نفوذها المتزايد في المحيط الهادي لزيادة عزل تايوان عن الدعم الدبلوماسي الذي تتلقاه من المنطقة. إذ يعترف كثير من دول المحيط الهادي (جزر مارشال، وناورو، وبالاو، وتوفالو) بتايوان بوصفها دولة ذات سيادة. وبالتالي فإن التواصل الصيني ومناورات التنمية يمكن أن يساعد ذلك بكين في تقليل الدعم الإقليمي لاستقلال تايوان.

وتمكنت الصين بالفعل من أن تنتزع اعتراف عدد من دول جزر المحيط الهندي بتايوان لصالح بكين، وهو مطلب صيني أساسي. وحصلت بكين على وصول موسع لأسطول الصيد الخاص بها، وفق تقرير «واشنطن بوست».

وفقاً لأرقام الحكومة الصينية، توسعت تجارة بكين مع المنطقة، ومعظمها من تجارة المأكولات البحرية والأخشاب والمعادن لتصل إلى 5.3 مليار دولار في عام 2021، من 153 مليون دولار فقط في عام 1992.

رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري ورئيس الحكومة الصينية لي تشيانغ يصفقان بينما يتبادل مسؤولو البلدين الوثائق الموقعة على اتفاق في قاعة الشعب الكبرى في بكين الاثنين 10 يوليو 2023 (رويترز)

ولكن أكثر ما يقلق المراقبين الغربيين، وفق تقرير «فردريش إيبرت»، هو إمكانية استفادة بكين من نفوذها المتنامي في جزر المحيط الهادي لزيادة انتشار الجيش الصيني. ويخشى بعض القادة العسكريين الغربيين من أن يؤدي النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة إلى بناء المزيد من القواعد العسكرية الصينية في الخارج مما يهدد بعزل أستراليا، وقطع خطوط الإمداد من الخارج عنها، في حين أن كانبيرا هي حليف حيوي للولايات المتحدة في المحيط الهادي.

ففي مارس (آذار) الماضي، أعلن رئيس ميكرونيزيا آنذاك ديفيد بانويلو، أن بكين انخرطت في حرب سياسية للسيطرة على البنية التحتية الاستراتيجية لبلاده، والتي تقع على مسافة قريبة من قاعدة عسكرية أميركية رئيسية في غوام، وفق تقرير لـ«واشنطن بوست».

وفي عام 2022، وقعت جزر سليمان اتفاقية أمنية مع الصين، مما أثار قلقاً دولياً بشأن إمكانية بناء بكين أول قاعدة عسكرية لها في المنطقة.

علما دولتي جزر سليمان والصين يرفرفان بالقرب من بوابة تيانانمن في بكين بالصين في 11 يوليو 2023 (رويترز)

 

الرد الأميركي

عززت الولايات المتحدة دبلوماسيتها في منطقة المحيط الهادي في مواجهة الصين، واستضافت قمة تاريخية لزعماء منطقة المحيط الهادي وجولات سريعة لكبار المسؤولين، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس، وتعهدت بتقديم مزيد من المساعدات. وفي فبراير (شباط)، أعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها في جزر سليمان بعد غياب دام 30 عاماً. كما قامت أستراليا، التي اتُهمت بإهمال علاقتها مع دول المحيط الهادي، بحملة دبلوماسية وسط مخاوف من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة، وفق صحيفة «الغارديان».

قررت الولايات المتحدة في مايو (أيار) 2023 إجراء أول زيارة لرئيس أميركي إلى بابوا غينيا الجديدة، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر إلغاء الزيارة المخططة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي بما فيها إلى بابوا غينيا الجديدة، بالإضافة إلى إلغاء زيارة إلى أستراليا للاجتماع مع زملائه قادة الشراكة الرباعية (الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان)، حتى يتمكن من التركيز على محادثات الحد من الديون في واشنطن، وفق تقرير صدر الأحد عن وكالة «أسوشييتد برس».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوقع اتفاقية تعاون دفاعي مع وزير دفاع بابوا غينيا الجديدة وين داكي في 22 مايو 2023 (وزارة الخارجية الأميركية)

ودعا الرئيس الأميركي بالمقابل زعماء دول جزر المحيط الهادي إلى البيت الأبيض يومي 25 و26 سبتمبر الحالي - وهي القمة الثانية من نوعها خلال عامين - لمناقشة «الأولويات الإقليمية المشتركة»، مثل أزمة المناخ وتغير المناخ والنمو الاقتصادي، وفق «واشنطن بوست».

ووقعت الولايات المتحدة في مايو الماضي اتفاقية عسكرية مع بابوا غينيا الجديدة، سمحت بنشر قوات وسفن أميركية في ستة موانئ ومطارات رئيسية في الدولة الواقعة في منطقة المحيط الهادي، بما في ذلك في المرافق في العاصمة بورت مورسبي. وحصلت واشنطن بموجب الاتفاقية على «الوصول دون عوائق» إلى المواقع «للتجهيز المسبق للمعدات والإمدادات والمواد»، وبات بإمكانها «الاستخدام الحصري» لبعض المناطق، حيث يمكن تنفيذ التطوير و«أنشطة البناء»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان زعماء الجزر قد شعروا بالغضب في الماضي عندما قلل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب ورئيس الوزراء الأسترالي آنذاك سكوت موريسون من آثار تغير المناخ، الذي تعده دول جزر المحيط الهادي تهديداً وجودياً بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وقد تعهد الرئيس بايدن وسكوت موريسون، ورئيس الوزراء الأسترالي الحالي أنتوني ألبانيز، بالتزامات جديدة للحد من انبعاثات الكربون. كما غطت اتفاقية البيت الأبيض العام الماضي قضايا التنمية والأمن، والوعد ببناء بعض السفارات الأميركية الجديدة. وتم افتتاح سفارات أميركية جديدة في جزر سليمان في فبراير (شباط)، تلاه في مايو في تونغا. وقد انهارت محاولة الصين السابقة لإبرام معاهدة أمنية مع دولة فيجي، بسبب ما وصفه بعض المسؤولين الإقليميين بمحاولات بكين للتعجيل بتنفيذها، وفق «واشنطن بوست».

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش «قمة قادة مجموعة العشرين» في بالي بإندونيسيا في 14 نوفمبر 2023 (رويترز)

من جهتها، تفوقت أستراليا على الصين على اعتبار أنها «المصدر الرئيسي للقروض الثنائية لمنطقة المحيط الهادي»، وفقاً لبيانات عام 2022 الصادرة عن «معهد لووي» (مقره في سيدني بأستراليا). وقد انخفض حجم التمويل التنموي الذي قدمته الصين للمنطقة منذ عام 2016، وفقاً للبيانات، التي قال المعهد إنها «لا تتعارض مع التصورات الأخيرة بأن الصين سعت إلى (زيادة انخراطها) مع دول جزر المحيط الهادي»، حيث يبدو أن الصين تركز على تعزيز التعاون الأمني، كما كانت الحال مع الصفقة مع جزر سليمان، وزيادة الأنشطة التجارية مع دول جزر المحيط الهادي.

وفي قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول جزر المحيط الهادي العام الماضي، كشف البيت الأبيض عن استراتيجيته، وهي الخطوط العريضة لخطته لمساعدة قادة المنطقة في القضايا الملحة، مثل تغير المناخ والأمن البحري وحماية المنطقة من الصيد الجائر. وتعهدت الإدارة الأميركية بأن تضيف الولايات المتحدة 810 ملايين دولار مساعدات جديدة لدول جزر المحيط الهادي على مدى العقد المقبل، بما في ذلك 130 مليون دولار للجهود الرامية إلى إحباط آثار تغير المناخ، وفق «أسوشييتد برس».

الرئيس الأميركي جو بايدن (في الوسط) وقادة من منطقة جزر المحيط الهادي يلتقطون صورة في الرواق الشمالي للبيت الأبيض في 29 سبتمبر 2022 في العاصمة الأميركية واشنطن (أ.ف.ب)

 

انطلاق القمة

انطلقت قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادي الإثنين. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتراف الولايات المتحدة رسميا بجزر كوك ونيوي في المحيط الهادي، الاثنين، خلال استضافته قادة المنطقة، في مسعى للحد من نفوذ الصين. وأكد بايدن أن واشنطن تعترف بهما بوصفهما دولتين «مستقلتين ولهما سيادة»، وستقيم علاقات دبلوماسية معهما، مشيراً إلى أن الخطوة ستساهم في دعم «منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومنفتحة». وأضاف في بيان أن تاريخ ومستقبل جزر المحيط الهادي والولايات المتحدة «مرتبطان بشكل لا ينفض، والاعتراف بجزر كوك ونيوي وإقامة العلاقات الدبلوماسية لن يؤدي إلى تعزيز العلاقات فحسب، بل سيساعد في ضمان أن يكون مستقبلنا المشترك أكثر أمنا وازدهارا»، وفق ما أفادت الاثنين وكالة «رويترز» للأنباء.

وتستمر القمة حتى الثلاثاء، وهي تعقد للمرة الثانية، وتركز بشكل كبير على تأثيرات التغير المناخي، إلا أن الصين كانت محور النقاشات بشكل كبير وسط تزايد المخاوف الأميركية بشأن النفوذ العسكري والاقتصادي المتنامي للصين، والقلق المتزايد بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وكانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، قالت إن بايدن سيستخدم القمة لتعزيز «العلاقات مع جزر المحيط الهادي ومناقشة كيفية مواجهة التحديات العالمية المعقدة، مثل معالجة التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة».

الرئيس الأميركي جو بايدن متوسطاً قادة من دول جزر المحيط الهادي عقب قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» في الرواق الجنوبي للبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن في 25 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويضم المنتدى أستراليا وجزر كوك وميكرونيزيا وفيجي وبولينيزيا الفرنسية وكيريباتي وناورو وكاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا ونيوي وبالاو وبابوا غينيا الجديدة وجمهورية جزر مارشال وساموا وجزر سليمان وتونغا وتوفالو وفانواتو.

وسيستضيف وزير الخارجية أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الزعماء في وزارة الخارجية الأميركية لتناول العشاء.

أشخاص يتنقلون على متن قوارب بعد إعصار بام إلى بورت فيلا عاصمة جزيرة فانواتو في المحيط الهادي في 17 مارس 2015 (رويترز)

ومن المقرر أن يستضيف جون كيري المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ، وسامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، زعماء دول جزر المحيط الهادي يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن المناخ مع أعضاء المجتمع الخيري. ويخطط الزعماء أيضاً للقاء أعضاء الكونغرس. وستستضيف وزيرة الخزانة جانيت يلين اجتماع مائدة مستديرة مع قادة وأعضاء مجتمع الأعمال.

سافرت باور الشهر الماضي إلى فيجي لافتتاح مهمة جديدة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستتولى إدارة برامج الوكالة في تسع دول جزر في المحيط الهادي: فيجي، وكيريباتي، وناورو، وساموا، وتونغا، وتوفالو، وجمهورية جزر مارشال، وولايات ميكرونيزيا الموحدة، وبالاو. وفتحت الولايات المتحدة هذا العام سفارتين في جزر سليمان وتونغا، وهي في طريقها لفتح سفارة في فانواتو أوائل العام المقبل.

صورة تظهر سقوط كميات كبيرة من الرماد فوق نوموكا في دولة تونغا بعد أن تعرضت الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي لموجة تسونامي ناجمة عن ثوران بركاني تحت البحر في 17 يناير 2022 (رويترز)

وقال البيت الأبيض إن معظم أعضاء المنتدى المؤلف من 18 عضواً يرسلون كبار مسؤوليهم المنتخبين أو وزير خارجيتهم إلى القمة.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، شعرت الإدارة «بخيبة أمل كبيرة» لأن رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري، الذي كان في نيويورك الأسبوع الماضي لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختار عدم الاستمرار في حضور قمة البيت الأبيض، وفقاً لمسؤول في الإدارة الأميركية. وكانت جزر سليمان في 10 يوليو (تموز) الماضي وقعت مع الصين اتفاقا بشأن التعاون الشرطي في إطار رفع مستوى العلاقات بينهما إلى «شراكة استراتيجية شاملة»، وذلك بعد أربع سنوات من تحويل الدولة الواقعة في المحيط الهادي علاقاتها من تايوان إلى الصين.


ماذا يحدث في حالة «إغلاق» الحكومة الأميركية؟

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
TT

ماذا يحدث في حالة «إغلاق» الحكومة الأميركية؟

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)

أوضح تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الولايات المتحدة على مسافة أيام من الإغلاق الحكومي الـ22 خلال الـ50 عاماً الماضية، وكشف التالي:

لماذا يحدث الإغلاق؟ وماذا يعني بالنسبة للأميركيين؟

يقترب الموعد النهائي للكونغرس لتمرير ميزانية جديدة لمواصلة تمويل الوكالات الحكومية، وهو منتصف ليل السبت المقبل. ودون التوصل إلى اتفاق، ستتوقف بعض الإدارات الرئيسية عن العمل بداية من يوم الأحد.

ما هو الإغلاق؟

تعتمد الكثير من الوكالات الحكومية الفيدرالية على التمويل السنوي الذي يوافق عليه الكونغرس.

وفي كل عام، تقدم هذه الوكالات طلباتها التي يتعين على الكونغرس إقرارها، كما يجب على الرئيس التوقيع على ميزانية السنة المالية الجديدة.

ومع اقتراب الموعد النهائي، عادة ما يتفق المشرعون من كلا الحزبين على تمويل مؤقت يستند إلى طلبات العام المنصرم.

ويسمى ذلك «الاتفاق المستمر»، وهو السبيل لضمان استمرارية عمل الوكالات دون توقف لحين اعتماد الميزانية الجديدة.

وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق بحلول بداية السنة المالية يوم 1 أكتوبر (تشرين الأول)، يتم في هذه الحالة إيقاف جميع الوظائف غير الأساسية.

لماذا لا يوجد اتفاق هذه المرة؟

يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب في الكونغرس، وهناك خلاف عميق داخل الحزب بشأن خطط الإنفاق. ويطالب اليمين بتخفيضات حادة، كما يسعى لوقف تمويل الحرب في أوكرانيا.

ويجب أن تجري الموافقة على أي ميزانية لمجلس النواب في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ثم يُوَقَّع عليها من قبل الرئيس جو بايدن.

ما الذي يتوقف عن العمل في حالة الإغلاق؟

في حالة عدم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، ستشهد الولايات المتحدة أول إغلاق لها منذ أوائل عام 2019.

هنا، تقدم كل وكالة خطتها للإغلاق، وتتحدد الأنشطة الحكومية التي ستتوقف، وعدد الأشخاص الذين سيشملهم التغيير بحيث يكونون في إجازة غير مدفوعة الأجر بشكل مؤقت. فعلى سبيل المثال، تشمل هذه المجموعة عمليات إصدار بطاقات الضمان الاجتماعي، ووقف عمليات التفتيش على الأغذية، وكذلك إغلاق المتنزهات.

كما سيؤثر الإغلاق أيضاً على عمليات استرداد الضرائب والأنشطة الإدارية المتعلقة بذلك مثل الرهن العقاري.

الأنشطة التي لا تتأثر بالإغلاق؟

لا تتأثر الأنشطة التي تندرج تحت مظلة «الخدمات الأساسية» وهي المرتبطة بالسلامة العامة، حيث يطلب من العاملين الحضور دون أجر. كذلك حماية الحدود، والرعاية في المستشفيات، ومراقبة الحركة الجوية، وإنفاذ القانون، وصيانة شبكة الكهرباء.

ماذا عن المكاتب المركزية للحكومة؟

لرئيس الولايات المتحدة دخل مضمون. كذلك الكونغرس، فقد جرت الموافقة على مشروع قانون تمويله.

أما في ما يخص وزارة العدل، فهي من بين المتضررين بحيث يجري إيقاف الكثير من المحامين والقضاة في أثناء فترة الإغلاق. ويعمل آخرون دون أجر.

وفي السياق نفسه، تستمر عمليات التحقيقات الجنائية بشكل طبيعي، بينما تتأثر القضايا المدنية.

ما مدى شيوع الإغلاق في الولايات المتحدة؟

هو أمر شائع إلى حد ما، ففي عهد دونالد ترمب حدث 3 مرات من بينها الأطول في تاريخ أميركا، ووصل إلى 36 يوماً وانتهى في يناير (كانون الثاني) 2019. وكان سبب هذا الإغلاق الخلافات حول تمويل الجدار على حدود المكسيك.

الإغلاق الحكومي مسألة تتفرد بها السياسة الأميركية بشكل خاص. فوفق النظام الأميركي، يتعين على مختلف أفرع الحكومة التوصل إلى اتفاق بشأن خطط الإنفاق قبل تشريعها.

في معظم البلدان، يكون التصويت على الميزانية بمثابة تصويت على الثقة بالحكومة نفسها، على عكس الولايات المتحدة التي تضم حكومتها فروعاً متعددة ومتساوية.


دعوات لاستقالة عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

دعوات لاستقالة عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

تتصاعد الدعوات لاستقالة السيناتور الديمقراطي البارز بوب مننديز بعد اتهامات الفساد والرشى التي يواجهها. فرغم تنحيه عن منصبه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ بعد توجيه الاتهامات الرسمية له، فإن عدداً من زملائه الديمقراطيين طالبوه بشكل علني بالاستقالة من منصبه في المجلس بسبب «فداحة الاتهامات التي وُجهت بحقه»، لكن السيناتور الذي ينحدر من أصول لاتينية والبالغ من العمر 69 عاماً مُصرّ على موقفه الرافض للاستقالة، دافعاً باتجاه ترشحه لولاية جديدة في المجلس، ويتهم مننديز خصومه والنظام القضائي باستهدافه بسبب أصوله اللاتينية، فيقول: «لا تغيب عني السرعة التي اندفع بها البعض للحكم على لاتيني ودفعه من مقعده...».

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

دعوات استقالة

لكن الديمقراطيين من أصول لاتينية يرفضون هذه الحجة. وتقول النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز: «كامرأة من أصول لاتينية أوافق أن هناك انحيازاً في النظام، لكن ما نراه في هذه القضية هو بغاية الجدية». وضمت كورتيز صوتها إلى الأصوات المطالبة باستقالة مننديز كزميله في الشيوخ جون فيترمين، والنواب آدم شيف وكايتي بورتر واليسا سلوتكن.

ولعلّ الصوت الأبرز المطالب باستقالة مننديز هو حاكم الولاية التي يمثلها نيوجيرسي، فيل مرفي، الذي ترأس كذلك جهود الدعوة للاستقالة مع مشرعين ديمقراطيين في الولاية. وفي حال استقالة مننديز، سيُعين مرفي بديلاً له لاستكمال ولايته التي تنتهي في يناير (كانون الثاني) 2025.

إلى ذلك، أعلن النائب الديمقراطي اندي كيم عن ترشحه ضد مننديز في نيوجيرسي، في تهديد مباشر لمنصب السيناتور الذي يحتل مقعده في «الشيوخ» منذ عام 2006. وقال كيم في تصريح على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «أشعر بضرورة الترشح ضده. إنه ليس أمراً توقعت القيام به، لكن نيوجيرسي تستحق الأفضل. لا يمكننا تهديد مجلس الشيوخ أو المساومة على نزاهتنا».

وفي ظل التوازن الهش في مجلس الشيوخ، تحفظت القيادات الديمقراطية حتى الساعة عن دعوة السيناتور للاستقالة تخوفاً من عواقب ذلك على أجندتهم، مشيرين إلى أنه «بريء إلى أن تثبت إدانته». فأشاد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بمننديز ووصفه بـ«المسؤول المخلص»، في حين أشار السيناتور الديمقراطي البارز ديك دربن إلى خطورة الاتهامات الموجهة ضد مننديز، لكنه عدّ أن قرار الاستقالة يعود إليه.

صور تظهر مبالغ مالية صادرتها السلطات من منزل مننديز في 23 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

فحوى الاتهامات

في نص الاتهام الفيدرالي المؤلف من 39 صفحة، يواجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق سلسلة طويلة من التهم التي تتمحور حول تلقي رشى تخطت الـ500 ألف دولار توزعت بين دفعات مادية وسبائك ذهبية خبأها في منزله، بحسب المدعين الفيدراليين.

ويقول نص الادعاء إن مننديز استعمل منصبه في مجلس الشيوخ لتقديم خدمات لرجال أعمال ودفع الكونغرس نحو الموافقة على مساعدات للحكومة المصرية مقابل دفعات مالية.

مننديز وزوجته نادين أرسليان في مبنى الكونغرس في 20 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وتتصدر زوجة مننديز، اللبنانية الأصل، نادين مننديز، لائحة الاتهام؛ إذ كانت شريكاً أساسياً في تلقي الرشى، بحسب النص العلني.

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مننديز اتهامات بالفساد؛ فقد سبق أن تمت محاكمته في عام 2015 بتهمة تلقي رشى وصلت إلى المليون دولار من طبيب عيون مقابل خدمات سياسية، لكن تم إسقاط التهم بعد المحاكمة في عام 2017 بسبب عدم توافق هيئة المحلفين على الإدانة، إلا أن الديمقراطيين التفوا حينها حول مننديز، ودافعوا عنه بشراسة، على خلاف مشهد اليوم؛ إذ يسعى الحزب إلى إظهار عدالة النظام القضائي بعد الانتقادات التي يوجهها الجمهوريون لهم بتسييس القضاء.


بايدن يوجّه رسالة تحدٍ للصين عبر الاعتراف بدولتين في المحيط الهادي

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع القادة في منتدى «الولايات المتحدة والمحيط الهادي» بالبيت الأبيض الاثنين (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع القادة في منتدى «الولايات المتحدة والمحيط الهادي» بالبيت الأبيض الاثنين (أ.ب)
TT

بايدن يوجّه رسالة تحدٍ للصين عبر الاعتراف بدولتين في المحيط الهادي

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع القادة في منتدى «الولايات المتحدة والمحيط الهادي» بالبيت الأبيض الاثنين (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع القادة في منتدى «الولايات المتحدة والمحيط الهادي» بالبيت الأبيض الاثنين (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتراف الولايات المتحدة رسميا بجزر كوك ونيوي في المحيط الهادي، الاثنين، خلال استضافته قادة إقليميين في مسعى للحد من نفوذ الصين. وأكد بايدن أن واشنطن تعترف بهما بوصفهما دولتين «مستقلتين ولهما سيادة»، وستقيم علاقات دبلوماسية معهما، مشيراً إلى أن الخطوة ستساهم في دعم «منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومنفتحة». وأضاف في بيان أن تاريخ ومستقبل جزر المحيط الهادي والولايات المتحدة «مرتبطان بشكل لا ينفض، والاعتراف بجزر كوك ونيوي وإقامة العلاقات الدبلوماسية لن يؤدي إلى تعزيز العلاقات فحسب، بل سيساعد في ضمان أن يكون مستقبلنا المشترك أكثر أمنا وازدهارا».

وجاء الإعلان خلال انعقاد قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادي التي تستمر حتى الثلاثاء، وهي القمة التي تعقد للمرة الثانية، وتركز بشكل كبير على تأثيرات التغير المناخي، إلا أن الصين كانت محور النقاشات بشكل كبير وسط تزايد المخاوف الأميركية بشأن النفوذ العسكري والاقتصادي المتنامي للعملاق الأصفر، والقلق المتزايد بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

ويضم المنتدى 18 عضواً: أستراليا وجزر كوك وميكرونيزيا وفيجي، وبولينيزيا الفرنسية، وكيريباتي وناورو وكاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا ونيوي وبالاو وبابوا غينيا الجديدة، وجمهورية جزر مارشال، وساموا، وجزر سليمان، وتونغا وتوفالو وفانواتو.

واستقبل بايدن القادة المشاركين في القمة في البيت الأبيض، وتم التقاط صورة جماعية قبل بدء الاجتماعات التي أعقبها غداء عمل فيما تضمن جدول الأعمال في الجلسات المسائية، عقد طاولة مستديرة مع المبعوث الرئاسي للمناخ جون كيري وعشاء في مقر وزارة الخارجية يستضيفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد.

وتستضيف سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وجون كيري الزعماء صباح الثلاثاء، إضافة إلى اجتماع تستضيفه وزيرة الخزانة جانيت يلين، ويضم قادة وأعضاء مجتمع الأعمال، ويلتقي الزعماء أيضاً مع بعض قادة الكونغرس.

وتسعى إدارة بايدن إلى إعادة التفاوض مع جزر مارشال حول اتفاقيات الارتباط الحر قبل انتهاء مدته، وهو الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع ثلاث جزر أخرى، بما يسمح بالوجود العسكري الأميركي في هذه الجزر مقابل تقديم واشنطن مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية.

ويخطط البيت الأبيض لعرض مقترح لضم الجزر في المحيط الهادي إلى تحالف الرباعية «كواد» للتعاون الدفاعي الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، والتعاون في مجال المراقبة البحرية وتعقب السفن المتورطة في الصيد غير القانوني. وتأتي القمة بعد اجتماع الرباعية «كواد» يوم السبت الذي دعا فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان إلى تعاون أمني أكبر مع دول المحيط الهادي لمواجهة أي صفقات محتملة بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية للصحافيين إن بايدن يعمل على تحسين العلاقات في منطقة المحيط الهادي، ويستخدم القمة لتعزيز العلاقات مع جزر المنطقة، ومناقشة سبل مواجهة التحديات العالمية المعقدة، مثل معالجة التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة.

وفي خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكنها ستتصدى للعدوان والترهيب من جانب أكبر شريك تجاري لأميركا، وقال مسؤولو البيت الأبيض إن القمة وسيلة لتأكيد الارتباط الاستراتيجي مع منطقة المحيط الهادي في مقابل قيام الصين وروسيا وكوريا الشمالية بتعزيز تحالفها.

وتضغط واشنطن لتعاون أوثق مع الحلفاء في منطقة المحيط الهادي في جهود الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية، خاصة مع تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ باتخاذ خطوات لإعادة التوحيد مع تايوان خلال فترة ولايته الثالثة، التي بدأت في مارس (آذار) الماضي، وتهديدات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بشن هجمات عسكرية ضد الولايات المتحدة، ومواصلة تجارب إطلاق الصواريخ في المنطقة.

وقد ناقش الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الروسي صفقة محتملة تحصل بموجبها روسيا على ذخيرة لمحاربة أوكرانيا في مقابل إرسال تكنولوجيا أقمار اصطناعية وأسلحة أخرى إلى بيونغ يانغ.


بدء العد التنازلي في واشنطن لتجنب «إغلاق» مؤسسات فيدرالية

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
TT

بدء العد التنازلي في واشنطن لتجنب «إغلاق» مؤسسات فيدرالية

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)

بعد أربعة أشهر من تجنب عجز كارثي على سداد الديون، يبدو أكبر اقتصاد في العالم على حافة أزمة مالية كبرى مع نزاع مرير بين الديمقراطيين بزعامة الرئيس جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس بشأن التصويت على ميزانية الحكومة الفيدرالية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يتعين على الكونغرس التصويت على ميزانية لتمويل الحكومة الفيدرالية بحلول منتصف ليل الثلاثين من سبتمبر (أيلول).

ومن شأن الإغلاق تعريض الشؤون المالية لمئات الآلاف من العاملين في المتنزهات الوطنية والمتاحف ومواقع أخرى التي تعمل بتمويل فيدرالي للخطر، وقد ينطوي أيضاً على مخاطر سياسية كبيرة على بايدن أثناء ترشحه لإعادة انتخابه في عام 2024.

واتهم بايدن السبت «مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين» بأنهم يهددون بالتسبب في شل الإدارة الفيدرالية الأسبوع المقبل مع «إغلاق» عدد من مؤسساتها لانقطاع التمويل عنها.

وقال بايدن الذي كان يتحدث خلال عشاء في الكونغرس إنه اتفق مع الرئيس الجمهوري لمجلس النواب كيفن مكارثي على مستوى الإنفاق العام للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وتابع قائلا: «اليوم، ثمة مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين لا تريد احترام الاتفاق، وقد يدفع جميع الأميركيين الثمن».

وأضاف أن «تمويل الحكومة هو من أهم المسؤوليات الأساسية للكونغرس، حان الوقت لكي يبدأ الجمهوريون في إنجاز العمل الذي انتخبتهم أميركا للقيام به، دعونا نفعل ذلك».

والكونغرس منقسم حاليّاً، إذ يُهيمن الديمقراطيّون على مجلس الشيوخ، في حين أنّ مجلس النواب خاضع لسيطرة المعارضة الجمهوريّة.

ويسعى البيت الأبيض لإدراج 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا في الميزانية. ويحظى هذا الإجراء بدعم الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكن بعض أعضاء مجلس النواب يعارضونه بشدة.

وقالت النائبة الجمهورية المقربة من الرئيس السابق دونالد ترمب مارجوري تايلور غرين، في مقطع فيديو نشرته على منصة «إكس»: «لن أصوت لفلس واحد ليذهب إلى الحرب في أوكرانيا»، مؤكدة «أنا أضع أميركا أولا، أعمل من أجل الولايات المتحدة الأميركية، أنا أعمل من أجل الشعب الأميركي».

وردد الجمهوري في مجلس النواب إيلاي كرين هذا الرأي.

ووفق كرين في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي «الناس في كل البلاد تعبوا من تمويل الآخرين، نواصل الإنفاق والإنفاق والإنفاق بأموال لا نملكها»، ويضع كل هذا مكارثي في مأزق.

مواجهة متكررة

ويتحول التصويت على الميزانية في الكونغرس بانتظام إلى مواجهة بين الحزبين، حيث يستغل كل جانب احتمال حصول إغلاق لانتزاع تنازلات من الطرف الآخر، قبل التوصل إلى حل في اللحظة الأخيرة.

لكن هذا العام، فإن المواجهة تفاقمت بسبب مستويات غير مسبوقة من الاستقطاب.

وفي مجلس الشيوخ، فإن النقاش بقيادة شخصيتين تتمتعان بثقل، زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، ومن الجانب الجمهوري، ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية.

وأكد شومر في حديث لـ«سي إن إن» الجمعة أنه وماكونيل يؤيدان بشدة مساعدة أوكرانيا، مضيفاً أنه يعتقد أن غالبية أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ يوافقون على ذلك.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يلجأ المشرعون إلى إجراء تمويل قصير الأمد، يعرف باسم القرار المستمر، ما يمنح فترة للمشرعين لإيجاد أرضية مشتركة.

ويأتي هذا بعد أربعة أشهر فقط من أزمة سقف الدين، التي اقتربت فيها واشنطن بشكل خطير من إمكانية التخلف عن السداد، ما كان سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الأميركي وخارجه.

وفي إطار الاتفاق، وافق الديمقراطيون على تحديد بعض الإنفاق في مسعى للموافقة على الميزانية.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: «الاتفاق اتفاق»، وألقت باللوم على الجمهوريين من أجل مخاطرتهم بما وصفته بـ«إغلاق غير ضروري».

وفي حال قامت الحكومة بوقف العمليات، لن تحصل العائلات ذات الدخل المنخفض على شيكات المساعدات الغذائية، وستتعطل الحركة الجوية، وقد يتم إغلاق المتنزهات الوطنية.

وعند الإغلاق، يُطلب من موظفي الخدمة المدنية الذين يعدون «غير أساسيين» البقاء في منازلهم، ولن يتلقوا رواتبهم إلا بحل المشكلة.

وشهدت الولايات المتحدة أربعة إغلاقات مهمة منذ 1976، كان آخرها في أواخر عام 2018 واستمر لخمسة أسابيع. وكلف الاقتصاد الأميركي 3 مليارات دولار.

ويؤكد نواب معارضتهم لتكرار ذلك، لكن تجنب الإغلاق قد يبدو صعبا.

وأكد النائب الجمهوري في مجلس النواب توني غونزاليس في حديث لشبكة «سي بي إس» يوم الأحد «لا أريد أن أرى إغلاقا، لكن لا شك لدي بأن البلاد تتجه نحو الإغلاق، ويجب على الجميع الاستعداد».


زيلينسكي يعلن تسلم أول دفعة من دبابات «أبرامز» الأميركية

دبابة «أبرامز» الأميركية الصنع (رويترز)
دبابة «أبرامز» الأميركية الصنع (رويترز)
TT

زيلينسكي يعلن تسلم أول دفعة من دبابات «أبرامز» الأميركية

دبابة «أبرامز» الأميركية الصنع (رويترز)
دبابة «أبرامز» الأميركية الصنع (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، (الاثنين)، إن دبابات «أبرامز» الأميركية الصنع وصلت إلى أوكرانيا.

وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نُشر اليوم عن وصول دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا قبل الموعد المحدد لتسليمها، وفي الوقت المناسب لاستخدامها في هجوم كييف المضاد ضد القوات الروسية. وقال اثنان من مسؤولي الدفاع الأميركيين للصحيفة إنه ستُرْسَل المزيد من دبابات «إم1 أبرامز» في الأشهر المقبلة.

وأشار المسؤولان إلى أن شحنة الدبابات التي وصلت إلى أوكرانيا، أول من أمس، هي الأولى من بين 31 دبابة وعدت إدارة الرئيس الأميركي بايدن بإرسالها. ولم يذكر المسؤولان عدد الطلبات التي سُلِّمت حتى الآن.


ترمب يتقدم على بايدن بـ10 نقاط في استطلاع رأي عن الانتخابات الرئاسية

صورتا جو بايدن وسلفه دونالد ترمب على شاشة خلال المناظرة الرئاسية في 2020 (أ.ب)
صورتا جو بايدن وسلفه دونالد ترمب على شاشة خلال المناظرة الرئاسية في 2020 (أ.ب)
TT

ترمب يتقدم على بايدن بـ10 نقاط في استطلاع رأي عن الانتخابات الرئاسية

صورتا جو بايدن وسلفه دونالد ترمب على شاشة خلال المناظرة الرئاسية في 2020 (أ.ب)
صورتا جو بايدن وسلفه دونالد ترمب على شاشة خلال المناظرة الرئاسية في 2020 (أ.ب)

أظهر استطلاع رأي مبكر عن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، نظّمته شبكة «إيه بي سي»، بالشراكة مع صحيفة «واشنطن بوست»، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتأخر خلف سلفه دونالد ترمب بـ10 نقاط.

وأشار الاستطلاع إلى أن في حال تنافس الرئيسين السابق والحالي وجها لوجه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فسيحصل ترمب على 51% من الأصوات، بينما يحصل بايدن على 42%.

وتعترف «واشنطن بوست» بأن نتائج استطلاع الرأي هذه لا تتوافق مع نتائج معظم الاستطلاعات الأخرى، التي تشير، بشكل عام، إلى أن المنافسة بين بايدن وترمب ستكون محتدمة إذا خاضا غمار انتخابات الرئاسة عام 2024.

وكتبت «واشنطن بوست»، في تحليل لاستطلاع الرأي: «نتائج الاستطلاع تشير إلى أن بايدن خلف ترمب بـ10 نقاط في المرحلة المبكرة من السباق الانتخابي. ويُظهر هذا الفارق الكبير بين ترمب وبايدن خلافاً لنتائج الاستطلاعات الأخرى التي تقول إن السباق سيكون متقارباً».

ووفقاً للاستطلاع أيضاً، فإن 62 في المائة من المنتمين أو المؤيدين لـ«الحزب الديمقراطي» يرون أنه على الحزب اختيار مرشح آخر غير جو بايدن لخوض انتخابات الرئاسة، العام المقبل، أي أن ثلث المؤيدين أو المنتمين لـ«الحزب الديمقراطي» فقط يؤيدون ترشح بايدن لفترة جديدة. وعند سؤالهم «من المرشح الآخر غير جو بايدن؟»، أعطى 8 في المائة صوتهم لنائبة الرئيس كامالا هاريس، و8 في المائة لبيرني ساندرز، و7 في المائة لروبرت كينيدي جونيور، و20 في المائة كتبوا «مرشح آخر».

أما ترمب فيحظى بشعبية أكثر وسط الجمهوريين، فنتائج الاستطلاع تشير إلى أن 54 في المائة من المنتمين أو المؤيدين للحزب الجمهوري تدعم ترشح ترمب للانتخابات الرئاسية في 2024.

ويقول تحليل «إيه بي سي» للنتائج إن «هناك عدة عوامل أثّرت على النتائج بالنسبة لبايدن، منها السخط بسبب الأداء الاقتصادي، وشكوك واضحة بسبب كِبر سنه، والتعامل مع أزمة المهاجرين، وهي ملفات شهدت تغطية إعلامية مكثّفة، حيث ركّز الخطاب العام على سلبيات الرئيس».

وتابع: «أما ترمب فقد استغلّ الاتهامات الجنائية ضده لتوسيع قاعدة شعبيته، بدعوى أنها محاكمة سياسية».

عن الاقتصاد، ذكر الاستطلاع أن 44 في المائة من الأميركيين يرون أن وضعهم المالي أصبح أسوأ خلال إدارة بايدن.

شملت عيّنة الاستطلاع 1006 أشخاص، 20 في المائة منهم جمهوريون، و25 في المائة ديمقراطيون، و42 في المائة مستقلون. وجرى الاستطلاع عبر الهواتف النقّالة والأرضية، في الفترة من 15 إلى 20 سبتمبر (أيلول)، وباللغتين الإنجليزية والإسبانية.


هجوم بزجاجات حارقة على سفارة كوبا في واشنطن

سفارة كوبا فى واشنطن (أرشيفية - أ.ف.ب)
سفارة كوبا فى واشنطن (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

هجوم بزجاجات حارقة على سفارة كوبا في واشنطن

سفارة كوبا فى واشنطن (أرشيفية - أ.ف.ب)
سفارة كوبا فى واشنطن (أرشيفية - أ.ف.ب)

هاجم رجل سفارة كوبا في واشنطن بزجاجتين حارقتين مساء أمس الأحد، فيما وصف وزير الخارجية الكوبي الحادث بأنه «هجوم إرهابي».

وكتب برونو رودريغيس في منشور على موقع «إكس» أن «السفارة الكوبية في الولايات المتحدة كانت هدفاً لهجوم إرهابي قام به فرد ألقى زجاجتين حارقتين. لم يصب الموظفون بأي أذى»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذا ثاني هجوم على البعثة الكوبية في واشنطن في السنوات الأخيرة، بعدما أطلق رجل النار على المبنى في أبريل (نيسان) 2020. ولم تقع إصابات في حينه.

يأتي هجوم الأحد بعد ساعات من عودة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى هافانا إثر حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وأنشطة أخرى مع كوبيين في الولايات المتحدة.

وتظاهر كوبيون مقيمون في الولايات المتحدة في نيويورك احتجاجاً على حضور الرئيس الكوبي في الأمم المتحدة، بحسب منشورات ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد رودريغيس بعد هجوم الأحد: «الجماعات المناهضة لكوبا تلجأ إلى الإرهاب عندما تشعر بأنها تتمتع بالإفلات من العقاب، وهو أمر لطالما حذرت كوبا السلطات الأميركية منه».

في أبريل 2020، استدعى وزير الخارجية الكوبي، مارا تيكاش التي كانت تشغل منصب القائم بأعمال الولايات المتحدة في هافانا وأبلغها باحتجاج حكومته على ما سمّاه «الهجوم الإرهابي الخطر».

وخلَّف هذا الهجوم بإطلاق النار ثقوباً في الجدران والأعمدة الخارجية، وكسر أحد مصابيح الشارع وألحق أضراراً بعدة ألواح زجاجية وتماثيل في الجزء الأمامي من المبنى.

وأوقفت السلطات الأميركية ألكسندر ألازو الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 42 عاماً، بشبهة تنفيذ الهجوم.

ووجهت إلى ألازو في يوليو (تموز) 2020 تهم عدة من بينها «هجوم عنيف ضد مسؤول أجنبي أو مقر رسمي باستخدام سلاح فتاك»، بحسب وزارة العدل الأميركية.


بايدن يستضيف قمة لمواجهة نفوذ الصين في المحيط الهادئ

بايدن لدى استقباله قادة دول المحيط الهادئ في البيت الأبيض سبتمبر 2022 (رويترز)
بايدن لدى استقباله قادة دول المحيط الهادئ في البيت الأبيض سبتمبر 2022 (رويترز)
TT

بايدن يستضيف قمة لمواجهة نفوذ الصين في المحيط الهادئ

بايدن لدى استقباله قادة دول المحيط الهادئ في البيت الأبيض سبتمبر 2022 (رويترز)
بايدن لدى استقباله قادة دول المحيط الهادئ في البيت الأبيض سبتمبر 2022 (رويترز)

يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن قمة لزعماء دول جزر المحيط الهادئ، الاثنين والثلاثاء، في مسعى لمواجهة تصاعد نفوذ الصين التي تعمل على ترسيخ وجودها في المنطقة، بعد عام على قمة مماثلة في واشنطن. وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن بايدن سيعلن عن موقف أميركي أكثر حزماً في المنطقة، وتمويل مشاريع البنية التحتية وتعزيز التعاون البحري، خصوصاً مكافحة الصيد غير القانوني، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

نفوذ الصين

وسيجمع المنتدى دولاً وجزراً منتشرة عبر المحيط الهادئ من أستراليا إلى أرخبيلات ذات كثافة سكانية منخفضة ودول صغيرة. وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم يشأ الكشف عن اسمه، أنه «لا شكّ أن هناك دوراً ما لعبته جمهورية الصين الشعبية في كل هذا (...) إن إصرارها ونفوذها بما في ذلك في هذه المنطقة، كان عاملاً يتطلب منا الحفاظ على تركيزنا الاستراتيجي».

سيغيب رئيس وزراء جزر سليمان، وهو حليف وثيق لبكين، عن القمة. وكانت جزر سليمان وقّعت في أبريل (نيسان) اتّفاقاً أمنياً مع بكين يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها. ولم يرغب رئيس الوزراء ماناسيه سوفاغاري، الذي شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في البقاء. واعترف مسؤول أميركي كبير آخر: «نشعر بخيبة أمل لاختياره عدم الحضور في هذه القمة الخاصة للغاية».

مصالح متبادلة

يهدف الاجتماع أيضاً إلى إعادة التفاوض لتجديد «اتفاقية الارتباط الحر» مع جزر مارشال، التي تنتهي شروطها الحالية بحلول السبت المقبل. بموجب هذه الاتفاقية، التي أبرمتها واشنطن أيضاً مع كل من ميكرونيزيا وأرخبيل بالاو - وهي مناطق كانت خاضعة سابقاً للإدارة الأميركية - يسمح للولايات المتحدة بوجود عسكري في هذه الجزر. في المقابل، تقدّم واشنطن مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية، كما يصبح بإمكان سكان هذه الجزر العيش والعمل في الولايات المتحدة. وتطالب جزر مارشال بأن تأخذ واشنطن بالاعتبار في أي شراكة جديدة، آثاراً تسببت بها حملاتها التجريبية النووية الضخمة في أربعينات وخمسينات القرن الماضي. وتأمل إدارة بايدن، بحسب المسؤول، في الإعلان عن «تقدم كبير للغاية» في هذه المفاوضات.

جدول حافل

وستنطلق أعمال هذه القمة بمباراة رياضية؛ إذ سافر القادة في القطار، الأحد، إلى بالتيمور حيث يحلّون ضيوف شرف على مباراة لكرة القدم الأميركية بين فريقي «ذا ريفنز» و«ذا كولتس» من إنديانابوليس. ويضمّ جدول أعمال الاثنين اجتماعات، بالإضافة إلى غداء مع بايدن. ومن المقرر عقد اجتماعات الثلاثاء بين زعماء هذه الدول وكبار المسؤولين في مجال المناخ والاقتصاد، بالإضافة إلى لقاءات في الكونغرس. وستعلن الولايات المتحدة عن إقامة روابط دبلوماسية مع جزر كوك ونيوي، وهي منطقة صغيرة يعيش فيها أقل من ألفي شخص. وقامت واشنطن بفتح سفارات في جزر سليمان وتونغا، وتسعى إلى تدشين سفارة العام المقبل في فانواتو. كما سيعلن الأميركيون عن مساعدات في البنى التحتية، بما في ذلك تخصيص دعم مالي لكابلات الاتصالات تحت البحر. بالإضافة إلى ذلك، يسعى البيت الأبيض إلى اقتراح انضمام دول المحيط الهادئ إلى «الرباعية»، وهي منتدى دفاعي يجمع الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، ويتعلق بالمراقبة البحرية، لتعقب السفن المتورطة في الصيد غير القانوني.


كامالا هاريس تسعى لاستقطاب أصوات الشباب الأميركيين

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (إ.ب.أ)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (إ.ب.أ)
TT

كامالا هاريس تسعى لاستقطاب أصوات الشباب الأميركيين

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (إ.ب.أ)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (إ.ب.أ)

تأمل نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الحملة الانتخابية لعام 2024 باستقطاب الشباب الذين لم يعد جو بايدن يجذبهم كثيراً.

ولدى زيارتها إحدى الجامعات في ولاية بنسلفانيا (شرق)، الثلاثاء، استُقبلت الديمقراطية البالغة 58 عاماً، بحماس بالغ. وظهر هذا الدور المسند إلى نائبة الرئيس بوضوح، الجمعة، عند كشف النقاب في البيت الأبيض عن «مكتب مكافحة العنف بالأسلحة النارية» الذي أوكلت لهاريس مهمة الإشراف عليه.

على المنصة، وقف بايدن (80 عاماً) إلى جانب أول عضو في الكونغرس الأميركي ينتمي إلى الجيل «زد» (المولود بين عامي 1996 و2010)، ماكسويل فروست (26 عاماً)، وبينهما هاريس، وكأنها تشكل صلة وصل.

وفي حديثها عن عمليات القتل الجماعي التي تتخلل الأخبار الأميركية، لجأت هاريس، وقد تقلدت منصب المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا والتي تعرضت أحياناً للانتقاد بسبب صرامتها، إلى الخطابات المؤثرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت بأسف: «في أول يوم دراسي الآن نتعلم اسم المعلم وأين توجد الخزانة وكيفية الاختباء بصمت من مهاجم مسلح»، في إشارة إلى التدريبات التي تجري في المدارس الأميركية.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال عشاء في مركز مؤتمرات واشنطن (إ.ب.أ)

وتعد الأسلحة النارية والإجهاض والبيئة والتمييز من بين المواضيع التي تثير المخاوف وستتناولها نائبة بايدن في جولة بعنوان «النضال من أجل حرياتنا» تقودها على مدى شهر إلى عدة جامعات من أجل مخاطبة الطلاب الأميركيين من أصل أفريقي أو من الأقليات.

وهاريس أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس وأول أميركية من أصول أفريقية وآسيوية تشغل هذا المنصب، وتعمل بالتالي على حشد فئتين من الناخبين سمحتا لبايدن بدخول البيت الأبيض: الشباب والأقليات.

ونقلت وسائل إعلام محلية، الثلاثاء، عنها تصريحات أدلت بها خلال زيارتها لجامعة متخصصة في الدورات التدريبية القصيرة في ريدينغ، وهي بلدة صغيرة في ولاية بنسلفانيا (شرق): «عندما يبدأ جيلكم التصويت بكثافة، ستتغير أمور كثيرة».

وفي مقطع فيديو قصير تم تصويره مع طالب من إحدى جامعات ولاية كارولينا الشمالية، بعثت بنفس الرسالة: «إن إحدى أكبر الوسائل لإحداث تغيير في هذا العالم هي التصويت».

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (إ.ب.أ)

وفي جولتها، تم استقبال نائبة الرئيس بالفرق الموسيقية والرقصات والهتافات التي تتناقض مع استطلاعات الرأي القاتمة حول شعبيتها.

ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة «فايف ثيرتي آيت»، فإن أقل من 40 بالمائة من الأميركيين يؤيدون نائبة الرئيس. وحصل بايدن على النسبة نفسها تقريباً.

موسيقى «الراب»

كما تحاول هاريس التأثير بالتحدث عن جوانب شخصية، مثل ميولها الموسيقية، وبخاصة «الراب»، ويفضل أن يكون من الساحل الغربي.

ويبدو أن ذلك أثمر؛ فقد حازت صورها وهي ترقص في حفل استقبال مخصص للذكرى الخمسين لموسيقى «الهيب هوب» على الإطراء، ولكنها أثارت السخرية كذلك.

ولا يزال يتعين على البيت الأبيض أن يتحرّك لمواجهة المقالات السلبية عن نائبة الرئيس. وفي مقال لافت نُشر حديثاً، أثار الكاتب الأميركي الشهير ديفيد إغناتيوس في صحيفة «واشنطن بوست» ضجة عندما دعا بايدن وهاريس إلى عدم الترشح. وكتب أن نائبة الرئيس «فشلت في خلق زخم في البلاد وحتى داخل حزبها».

ولم يمنع ذلك إحدى مرشحات الحزب الجمهوري نيكي هايلي، من تصويب سهامها على نائبة الرئيس.

ولطالما أكدت المحافظة أنه بالنظر إلى عمر بايدن، فإن نائبة الرئيس التي ستخلفه في حالة الوفاة أو العجز، هي في الواقع من يجب التغلب عليها.

وقالت هايلي إن فكرة تولي «هاريس الرئاسة من شأنها أن تثير خوف كل أميركي».