خريطة طريق أفريقية لليبيا: رفض تدويل الأزمة وإقصاء أي طرف

TT

خريطة طريق أفريقية لليبيا: رفض تدويل الأزمة وإقصاء أي طرف

صادقت اللجنة الفنية للإشراف والمتابعة لمشروع خارطة الطريق الأفريقية للمصالحة الوطنية الليبية في ختام اجتماعها الذي التأم في العاصمة الكونغولية برازافيل ما بين 12 و14 يوليو (تموز) (تموز) الجاري، على خمسة مبادئ مرشدة لمسار المصالحة الوطنية الليبية، أبرزها «الرفض التام لكل شكل من أشكال تدويل الأزمة وضرورة النأي بمسار المصالحة عن التدخلات الأجنبية».
وتضمنت المبادئ المذكورة «الحرص على أن تكون المصالحة مشروعا لا إقصاء فيه لأي مكون من المكونات السياسية والعسكرية والاجتماعية. وتجريم اللجوء إلى خطاب الكراهية والتحريض على الاقتتال وأعمال العنف والحقد والاحتقار والشتم والقذف والتعالي وغير ذلك من المواقف والسلوك المنافي للإخاء والتفاهم والتضامن والصفح. والتمسك بوحدة الوطن وعزته وكرامته واستقلاله وحريته والحرص على رفاهية شعبه وتمتعه بالأمن والاستقرار والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وتحقيق العدل والإنصاف وجبر الضرر والاعتراف بحقوق ضحايا الحروب والانقسام وإطلاق سراح سجناء الرأي واعتبار ذلك من أولويات المصالحة الوطنية».
في سياق ذلك، أقر المجتمعون، حسب بيان صدر عنهم أمس خطة للدفع بمشروع المصالحة «بصورة منهجية وتدريجية محكمة وفق الإطار العام للرؤيا الاستراتيجية للمصالحة الوطنية التي أعدها خبراء وطنيون من مجلس التخطيط الوطني ومركز دراسة القانون والمجتمع في جامعة بنغازي؛ وأقرها وأطلقها المجلس الرئاسي وباركها كل من رئيس مجلس النواب، والتي اعتبرها امتدادا لمبادرته للسلام، ورئيس مجلس الدولة من خلال مشاركتهما في حفل إطلاق الاستراتيجية في طرابلس في 22 فبراير (شباط) الماضي».
كما أشاد المجتمعون بكل المبادرات التي قدمت إلى المجلس الرئاسي «في شأن استراتيجية المصالحة الشاملة»، واتفق الحاضرون على «اتخاذ إجراءات تنظيمية إدارية وفنية عدة بهدف الإسراع في عقد اجتماع تحضيري للمؤتمر الوطني للمصالحة الشاملة؛ مع التأكيد على عدم إقصاء أي طيف سياسي أو اجتماعي أو عسكري له علاقة بالأزمة الليبية».
وأقر المجتمعون تكليف محمد الحسن لبات، وزير خارجية موريتانيا الأسبق (المكلف من الاتحاد الأفريقي) برئاسة لجنة الإشراف والمتابعة؛ على أن يتم اختيار نواب له من بين أعضاء اللجنة المكلفة.
وأشاد البيان بـ«الروح الوطنية العالية التي طبعت المداولات ما سهل اتخاذ كل القرارات بالإجماع التام والترفع النبيل عن كل أسباب ودوافع الفرقة والجدل والمشادات السلبية»، مشيرا إلى أن كل أعضاء اللجنة «أعطوا أروع مثال على روح التنازل المتبادل والتآخي والتصالح».
وأشاد بـ«الجو والسلوك خلال أعمال اللجنة» ورأى أن ذلك «كان خير مثال لما يجب أن يتحلى به كل الفرقاء المنخرطين في مشروع المصالحة الوطنية لما حمل من قيم ومثل وأخلاق رفيعة مؤسسة لمستقبل وضاء لليبيا».
وشددت اللجنة على «أن المصالحة هي العمود الفقري للخروج من الأزمة الأليمة التي لا تزال البلاد ضحية لدوامتها»، ودعت «إلى تغليب مصلحة الوطن والشعب، وتناسي خلافات الماضي والتطلع إلى بناء مستقبل مشرق».
ووجه المشاركون دعوة إلى «كل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية للتعاطي الإيجابي مع انطلاق عملية المصالحة الوطنية الشاملة للإسراع بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ديمقراطية ونزيهة على أسس دستورية من دون إقصاء وفي أسرع الآجال الممكنة».
وكان اجتماع اللجنة الفنية تم بناء على دعوة من اللجنة المعنية بالشأن الليبي؛ وبتنسيق مع مجلس النواب والمجلس الرئاسي في ليبيا، ودعي إليه ممثلون عن المجلسين وتيار المرشح سيف الإسلام القذافي، وذلك برعاية الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو الذي التقى أعضاء اللجنة مؤكدا لهم «اهتمام الاتحاد الأفريقي وشعوب القارة بضرورة الإسراع بشتى السبل والوسائل في حل أزمة ليبيا» مشددا على «وجوب أن تستعيد ليبيا دورها في بناء المشروع الاندماجي التحرري لأفريقيا»، وعلى ضرورة تعبئة الطاقات المحلية والأفريقية والدولية من أجل السلام والتسامح والمصالحة والاستقرار والديمقراطية والنمو في ليبيا


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».