وزيرة الخزانة الأميركية تعتبر الحرب في أوكرانيا «أكبر تحدٍّ» للاقتصاد العالمي

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين(ا.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين(ا.ب)
TT

وزيرة الخزانة الأميركية تعتبر الحرب في أوكرانيا «أكبر تحدٍّ» للاقتصاد العالمي

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين(ا.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين(ا.ب)

اعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمس (الخميس)، إن «التحدي الأكبر» للاقتصاد العالمي جاء من الحرب الأوكرانية، وأن الآثار السلبية لمغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا تمتد على العالم، ولهذا فإنه لا مكان للمسؤولين الروس في اجتماع يعقد في 15 و16 يوليو (تموز) لمجموعة العشرين صاحبة الاقتصادات الكبرى، لكنها تجنبت الرد عما إذا كانت ستخرج من القاعة عندما يتحدث مسؤولون روس كما فعلت هي وغيرها من المسؤولين الغربيين، في اجتماع سابق للمسؤولين الماليين لمجموعة العشرين في أبريل (نيسان)، وقالت إنها ستشجب الغزو الروسي لأوكرانيا «بأقوى العبارات». وأضافت: «أعتقد أنني أوضحت أن الأمور لا يمكن أن تكون كالمعتاد فيما يتعلق بمشاركة روسيا في مثل هذه الاجتماعات». وأضافت أنها تتطلع لاستقبال وزير مالية أوكرانيا خلال الاجتماعات في بالي بإندونيسيا.
وذكر المنظمون الإندونيسيون أنّ وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف سيحضر الاجتماع افتراضياً هذه المرة، وسيكون لديه ممثل في مكان الاجتماع. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حضر، الأسبوع الماضي، اجتماعاً لنظرائه في مجموعة العشرين، لكنه واجه سيلاً من الاتهامات بشأن الحرب وغادر الاجتماع في منتصف النهار.
ودعت يلين، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لوزراء مالية المجموعة، المجتمع الدولي إلى تحميل روسيا المسؤولية عن الحرب وتأثيراتها المأساوية على أسعار الطاقة والأمن الغذائي. وهزت الحرب التي اندلعت في 24 فبراير (شباط) في أوكرانيا الأسواق العالمية وأدت إلى ارتفاع معدلات التضخم وتفاقم أزمة الغذاء والطاقة التي تهدد بزعزعة استقرار البلدان الأكثر ضعفاً. وأضافت: «نشهد تداعيات هذه الحرب في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في أسعار الطاقة وتزايد انعدام الأمن الغذائي». وقالت يلين إنها ستواصل الضغط بقوة من أجل وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي الذي قالت إنه سيساعد على خفض أسعار الطاقة والحفاظ على تدفقات النفط العالمية بعد سريان العقوبات الأوروبية وربما البريطانية والأميركية على نقل النفط الروسي في نهاية العام.
وتأتي تصريحات جانيت يلين غداة تحذير للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا بشأن توقعات اقتصادية عالمية «قاتمة». وقالت غورغييفا إن المؤسسة المالية ستخفض مرة أخرى هذا الشهر توقعاتها للنمو لعامي 2022 و2023، بعد خفضها في أبريل. وفي مذكرة، حذّر صندوق النقد الدولي من أن الارتفاع الأكبر مما كان متوقعاً في التضخم يمكن أن «يشعل توترات اجتماعية». مع ذلك أحرزت روسيا وأوكرانيا تقدماً، الأربعاء، في المفاوضات بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية وأعلنت تركيا عن مزيد من المحادثات حول هذا الموضوع الأسبوع المقبل.
وأكدت يلين أنها ستطلب خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية للمجموعة من نظرائها الاستمرار بالضغط من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، بهدف حرمان موسكو من التمويل اللازم لمواصلة الحرب في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه الحد من التضخم. وقالت إن «تحديد السعر هو إحدى أقوى أدواتنا» لأنه «سيحرم بوتين من الإيرادات التي تحتاج إليها آلة الحرب». وتابعت المسؤولة الأميركية أنها تأمل في أن تنضم الهند والصين إلى المبادرة لأنها «تخدم مصالحهما الخاصة» عبر خفض أسعار المحروقات للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
ولفتت جانيت يلين إلى أن الهدف الآخر لاجتماع مجموعة العشرين يتمثل في تشجيع الدول الدائنة الرئيسية، بما في ذلك الصين، على إبرام اتفاق لخفض ديون الدول الفقيرة، مشيرة خصوصاً إلى اقتصاد سريلانكا المفلس. وقالت: «من الواضح أنّ سريلانكا غير قادرة على سداد ديونها وآمل أن تكون الصين جاهزة للتعاون معها لإعادة هيكلة الديون».
وشدّدت المسؤولة الأميركية على أنّ «ممثّلي نظام بوتين يجب ألا يكون لهم مكان في هذا المنتدى». وقالت: «لا يمكن العمل كالمعتاد... لكن يمكنني أن أخبركم أنني سأعبر عن رأيي بشأن الغزو الروسي بأقوى طريقة ممكنة... سأتحدث عن تأثيره على أوكرانيا وسأدينه». وتابعت الوزيرة الأميركية: «أتوقع أن يفعل الكثير من الزملاء الأمر نفسه». وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال إنه يأمل في التوصل إلى «اتفاق رسمي» قريباً عن «بارقة أمل» لأولئك الذين يعانون الجوع. وعلى هامش الاجتماع، وقّعت 11 دولة آسيوية، من بينها إندونيسيا والهند وهونغ كونغ وسنغافورة، على «إعلان بالي» برعاية منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، للالتزام بتعزيز الشفافية الضريبية بين اقتصاداتها. ورحّب الأمين العام للمنظمة ماتياس كورمان بـ«الالتزام السياسي الواضح» للموقّعين، مشيراً إلى أن دول المنطقة تخسر في الواقع نحو 25 مليار دولار من عائدات الضرائب سنوياً بسبب الأصول الخارجية.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

رئيس وزراء غرينلاند ردّاً على ترمب: لا نريد أن نكون أميركيين أو دنماركيين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث عن غرينلاند في الكونغرس (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث عن غرينلاند في الكونغرس (أ.ب)
TT

رئيس وزراء غرينلاند ردّاً على ترمب: لا نريد أن نكون أميركيين أو دنماركيين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث عن غرينلاند في الكونغرس (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث عن غرينلاند في الكونغرس (أ.ب)

رفضت الدنمارك، الأربعاء، تعهُّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام الكونغرس السيطرة على غرينلاند «بطريقة أو بأخرى».

وأكد رئيس وزراء غرينلاند ميوت إيغده، الأربعاء: «لا نريد أن نكون أميركيين أو دنماركيين».

وكتب ميوت إيغده عبر «فيسبوك» قبل 6 أيام من انتخابات تشريعية محلية: «ينبغي على الأميركيين ورئيسهم أن يدركوا ذلك. نحن لسنا للبيع، ولا يمكن ببساطة الاستيلاء علينا»، في إشارة إلى قول الرئيس الأميركي إنه يريد الاستيلاء على غرينلاند «بطريقة أو بأخرى».

وقال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، لشبكة البث العامة «دي آر»: «إن ذلك لن يتحقق»، وأضاف: «إن الاتجاه الذي ستسير فيه غرينلاند سيقرره الغرينلانديون»، لافتاً إلى أن ترمب عبَّر عن تأييده لتقرير سكان الجزيرة الدنماركية ذات الحكم الذاتي مصيرهم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أكد الثلاثاء طموحاته التوسعية، لا سيما بأن تُسيطر بلاده على غرينلاند التي ينوي الحصول عليها بطريقة أو بأخرى، في خطاب أمام الكونغرس؛ حيث لم تحظَ السياسة الخارجية مطلقاً بأي اهتمام يذكر.

وأوضح ترمب في أول خطاب له أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، «نحن بحاجة إلى (غرينلاند) حقّاً من أجل الأمن العالمي الدولي، وأعتقد أننا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها».