أميركا تعيد تأسيس تحالفاتها في المنطقة

(تحليل إخباري)

بايدن مستقلاً الطائرة الرئاسية في طريقه إلى المنطقة مساء الثلاثاء (أ.ب)
بايدن مستقلاً الطائرة الرئاسية في طريقه إلى المنطقة مساء الثلاثاء (أ.ب)
TT

أميركا تعيد تأسيس تحالفاتها في المنطقة

بايدن مستقلاً الطائرة الرئاسية في طريقه إلى المنطقة مساء الثلاثاء (أ.ب)
بايدن مستقلاً الطائرة الرئاسية في طريقه إلى المنطقة مساء الثلاثاء (أ.ب)

جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة يحمل سمات إعادة تأسيس العلاقات الأميركية - العربية من جهة، والخروج من الجمود في عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية من جهة ثانية، وتمتين التحالف المواجه لإيران من جهة ثالثة.
اتساع المهمات التي طرحتها الإدارة الأميركية على نفسها في المنطقة والتي تناولها بايدن في مقاله في «واشنطن بوست» في التاسع من الشهر الحالي، يدعو إلى التساؤل عن حظوظ النجاح في تحقيق بعض الأهداف أو كلها في ظل وضع دولي يزداد تعقيداً وغموضاً. فرغم أن المقال تحدث عن تقلص الضغط الذي كانت المنطقة تعاني منه في الأعوام القليلة الماضية، فإن شكوكاً عميقة تحيط بالتقدم الذي قد تحرزه الجولة التي تشمل إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية، حيث سيَعقد هناك عدداً من اللقاءات مع زعماء الخليج، إضافة إلى مصر والعراق.
لكل من هذه المحطات همومه الخاصة. أمن إسرائيل وتجديد ضمان الولايات المتحدة له والمرحلة الحالية من المواجهة مع إيران هي النقاط الأبرز التي سيبحثها بايدن مع الحكومة الإسرائيلية التي نأت بنفسها عن الصراع السياسي الداخلي الأميركي خلافاً لما فعله رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي انحاز علناً إلى جانب ضد آخر في مسائل الانتخابات الأميركية وتأييد المرشحين الذين رأى فيهم مؤيدين لإسرائيل، خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. موقف نتنياهو الذي بدأ في أثناء عهد باراك أوباما ألحق ضرراً بالغاً بالعلاقات الأميركية - الإسرائيلية، وهو ما سعى نفتالي بنيت ومائير لبيد إلى تصحيحه والعودة إلى نوع من الحياد الإسرائيلي حيال السياسة الداخلية الأميركية.
ينسحب الأمر ذاته على العلاقات الفلسطينية مع واشنطن بعد التأييد المطلق الذي منحه الرئيس السابق دونالد ترمب لإسرائيل، سواء من ناحية نقل السفارة الأميركية إلى القدس ووقف المساعدات إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وإغلاق المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير في واشنطن. في مقال «واشنطن بوست» تحدث بايدن عن استئناف المساعدات البالغة 500 مليون دولار سنوياً واستئناف العلاقات مع رام الله. وفي أثناء زيارته إلى مقر السلطة سيشيد بايدن بالجهود المبذولة لإحياء عملية السلام على غرار الاجتماعات الأخيرة بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين. بيد أن الرئيس الأميركي لا يحمل مبادرة سلام جديدة. ومع خبرته الكبيرة في شؤون الشرق الأوسط، يدرك بايدن أن الوضع الحالي لا يسمح بانطلاقة حقيقية في المفاوضات التي يبدو أنها دخلت مرحلة الموت السريري وتنتظر إما دفنها وإما عملية إنعاش لا تتوفر مقوماتها حالياً. وهو ما يعرفه الفلسطينيون الذين يستقبلون بايدن بمطالب متواضعة من نوع تحسين العلاقات مع واشنطن.
العناصر الكبرى في جدول الأعمال الأميركي ستظهر في اجتماعات جدة. قضايا الطاقة التي باتت خانقة على أثر اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، المفاوضات الإيرانية - الغربية في شأن إحياء الاتفاق النووي الذي ألغاه ترمب في 2018، وصياغة علاقات أميركية - عربية جديدة من الأمور التي أدرك بايدن أنها في حاجة إلى حضوره الشخصي إلى المنطقة، وأن الاتصالات الدبلوماسية متوسطة ومنخفضة المستوى لم تأتِ بنتيجة إيجابية لها.
ورغم الانتقادات التي وُجهت إلى زيارة بايدن من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي ومن اليمين المتشدد أيضاً، حيث رأى يساريو الديمقراطيين أن بايدن يتنازل عن مواقفه السابقة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في المنطقة. أما اليمين، فرأى في الزيارة استثماراً انتخابياً لإنقاذ وضع الديمقراطيين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث يُنتظر أن يتعرض المرشحون الديمقراطيون لهزيمة كبيرة في انتخابات الكونغرس النصفية. في المقابل، يرى بايدن أن الموقف الدولي سواء من ناحية تصاعد المنافسة مع الصين أو مخاطر الأزمات المتلاحقة التي تتولد من الحرب في أوكرانيا، تهدد العالم بأسره وليس موقع حزبه في الانتخابات فحسب. وأن أي مقاربة لا تأخذ في الاعتبار التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط واحتفاظه بأهميته الاستراتيجية كعقدة للممرات المائية العالمية ومصدر رئيسي للنفط والغاز، يخطئ خطأ جسيماً في التعامل مع هذه المنطقة.
عليه، سيدعو بايدن إلى تأسيس علاقات أميركية - عربية تشمل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق، تتركز على الأمن الذي ستضمنه الولايات المتحدة لدول المنطقة في مواجهة التهديد الإيراني وتمتين التحالفات البينية في الشرق الأوسط وتخفيض التوتر المتعلق بالقضايا الإقليمية.
المقاربة الأميركية تسعى إلى بناء خط وسط بعيد عن تجاهل أوباما لمصالح دول المنطقة ومخاوفها وإغفاله أن التقدم في العلاقات مع إيران إنما يجري على حساب جيران إيران الذين يعانون من مشاريعها وتدخلاتها، من جهة، وبعيد أيضاً عن اعتبار الخليج والعالم العربي خارج الأطر التي تتحرك فيها السياسات الدولية وأنهما مجرد خزان وقود ينتظر من يأتي ليغرف منه.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

استعرضت صحيفة «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة؛ مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة مثل تركيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، في كتابين صدرا مؤخراً.

وأضافت أن هيغسيث الذي سيقود الجيش الأميركي ربط السياسة الخارجية الأميركية بالكامل تقريباً بأولوية إسرائيل، التي يقول عنها: «إذا كنت تحب أميركا، فيجب أن تحب إسرائيل».

وذكر أن الجيش الأميركي يجب أن يتجاهل اتفاقيات جنيف وأي قوانين دولية تحكم سلوك الحرب، وبدلاً من ذلك «يجب إطلاق العنان له ليصبح قوة قاسية وفتاكة ومجهزة لكسب حروبنا وفقاً لقواعدنا الخاصة».

وقالت إن وجهات نظر هيغسيث السياسية قد تثير مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، وتصعيد التوترات مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وإفلات مجرمي الحرب الأميركيين من العقاب، مثل أولئك الذين أقنع ترمب بالعفو عنهم في ولايته الأولى.

وقال توم هيل، المدير التنفيذي لمركز السلام والدبلوماسية، لـ«الغارديان»، إن ترشيح هيغسيث يعكس حقيقة مفادها أن «أحد أسس الدعم التي يدين بها دونالد ترمب هي الحركة الإنجيلية القومية المسيحية».

وقال هيل إن هيغسيث «يقدم سياسة إسرائيل وتشويه السياسة الخارجية لصالح إسرائيل مكافأة لهذه القاعدة القومية المسيحية».

وفي كتابه «الحملة الصليبية الأميركية»، الذي نُشر عام 2020، يسأل هيغسيث: «لماذا نمول الأمم المتحدة المناهضة لأميركا؟ لماذا تركيا الإسلامية عضو في (الناتو)؟».

وفي هذا الكتاب، ينتقد هيغسيث قوة حفظ السلام التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي أُرسلت إلى أفغانستان في عام 2006، مع ادعاءات تستند إلى خدمته الخاصة في أفغانستان: «على زي التمويه الخاص بي، ارتديت العلم الأميركي على كتفي وشارة إيساف على الآخر»، يكتب، مضيفاً: «كانت النكتة الجارية للقوات الأميركية في أفغانستان أن شارة إيساف تعني في الواقع (رأيت الأميركيين يقاتلون)».

ومثل ترمب، يصف هيغسيث حلفاء «الناتو» بأنهم لا يدفعون أموالاً: «حلف (الناتو) ليس تحالفاً، إنها ترتيبات دفاعية لأوروبا، تدفعها وتمولها الولايات المتحدة».

كما يدمج هيغسيث انتقاداته لحلف شمال الأطلسي في مزاعم عن نهاية العالم على غرار «الاستبدال العظيم» للهجرة الأوروبية.

ويقول: «لقد سمحت أوروبا لنفسها بالفعل بالغزو. لقد اختارت عدم إعادة بناء جيوشها، وتقبلت بسعادة استعداد أميركا للقتال والفوز بالحروب».

ويشعر هيغسيث بالغضب بشكل خاص من ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، ويزعم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يحلم علانية باستعادة الإمبراطورية العثمانية»، وهو «لديه رؤى إسلامية للشرق الأوسط».

وكتب هيغسيث: «إن الدفاع عن أوروبا ليس مشكلتنا؛ لقد كنا هناك وفعلنا ذلك مرتين»، مضيفاً: «حلف شمال الأطلسي هو من بقايا الماضي ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من أجل الدفاع عن الحرية، وهذا ما يقاتل من أجله ترمب».

من ناحية أخرى، يصف الأمم المتحدة بأنها «منظمة عالمية بالكامل تعمل بقوة على تعزيز أجندة معادية لأميركا وإسرائيل والحرية، وهذه مجموعة من القواعد للولايات المتحدة وإسرائيل، ومجموعة أخرى للجميع».

وعن وصف هيغسيث لتركيا بأنها «إسلامية»، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمه لتنظيمات مسلحة مثل «داعش»، قال هيل: «هذا خطاب متطرف يحاول تصوير الحلفاء باعتبارهم جهات فاعلة غير شرعية».

ويعكس اعتقاد هيغسيث بتحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل أعمق التزاماته الواضحة: أي رؤية للتعاون الدولي متجذرة في دعمه لإسرائيل، الذي يصوغه في بعض الأحيان بمصطلحات دينية.

ففي فقرة بكتابه «العالم في زمن الحرب»، يقدم دعمه لإسرائيل باعتباره تجديداً للحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وذكر: «لحظتنا الحالية تشبه إلى حد كبير القرن الحادي عشر، ونحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخواننا المسيحيين قبل ألف عام، يجب أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى حملة صليبية أميركية».

ويضيف: «نحن المسيحيين - إلى جانب أصدقائنا اليهود وجيشهم الرائع في إسرائيل - بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وبالنسبة لنا كصليبيين أميركيين، تجسد إسرائيل روح حملتنا الصليبية الأميركية».

وتابع: «إذا كنت تحب هذه الأشياء: الإيمان، والأسرة، والحرية، فتعلم أن تحب دولة إسرائيل».

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

وقال هيل إن القومية المسيحية التي يتبناها هيغسيث، والتي ترجع جذورها إلى المسيحية الأصولية، تشكل مفتاحاً لفهم وجهة نظره بشأن إسرائيل.

وأضاف: «هو يركز على إسرائيل في كل شيء بسبب اللاهوت ونهاية العالم وتفسير نبوي لسفر الرؤيا - المجيء الثاني، وهرمجدون، وعودة المسيح، وهو أمر مهم حقاً، وإسرائيل تشكل محوراً لهذا العلم نهاية العالم».

وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن هيغسيث، يحمل وشماً لشعار الصليبيين على نحو مماثل للصراع ضد «الأعداء الداخليين» بوصفه «حملة صليبية» أو «حرباً مقدسة».

وفي كتابه «الحرب الصليبية»، يربط بشكل صريح بين هذه الحملة الصليبية المحلية ودعمه لإسرائيل، فكتب: «لدينا أعداء محليون، ولدينا حلفاء دوليون، لقد حان الوقت للوصول إلى الأشخاص الذين يقدرون المبادئ نفسها، وإعادة تعلم الدروس منها، وتكوين روابط أقوى».

وأضاف أن «النزعة الأميركية حية في إسرائيل، حيث يقف بنيامين نتنياهو بجرأة ضد معاداة السامية الدولية والإسلاموية».

وتابع: «النزعة الأميركية حية في قلوب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة الذين يتوقون إلى السيادة الوطنية. والنزعة الأميركية حية في أماكن مثل بولندا، التي ترفض الرؤى العالمية للبيروقراطيين اليساريين في أوروبا القديمة، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل هزيمة أعدائها الإسلاميين - بفضل الجدار الكبير الجميل والجيش الكبير الجميل الذي بنته».

وفي كتاب «الحرب على المحاربين» الصادر في عام 2024، يزعم هيغسيث أن القوات الأميركية لا بد أن تتجاهل اتفاقيات جنيف وغيرها من عناصر القانون الدولي التي تحكم سلوك الحرب.

ويتساءل هيغسيث: «إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه جيلنا عن الحروب في العراق وأفغانستان أكثر تعقيداً: ماذا تفعل إذا لم يحترم عدوك اتفاقيات جنيف؟ ولم نحصل على إجابة قط، فقط المزيد من الحروب، والمزيد من الضحايا ولا انتصار»، وكانت إجابة هيغسيث أنه لا بد أن نتجاهل الاتفاقيات.

وقال: «ماذا لو تعاملنا مع العدو بالطريقة التي تعاملوا بها معنا؟ وألا يشكل هذا حافزاً للطرف الآخر لإعادة النظر في همجيته؟ مهلاً، أيها القاعدة: إذا استسلمتم فقد ننقذ حياتكم، وإذا لم تفعلوا فسوف ننزع أسلحتكم ونطعمها للخنازير».

وكتب هيغسيث، الذي أقنع ترمب في عام 2019 بالعفو عن الجنود الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب: «سترتكب قواتنا أخطاء، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تحصل على الاستفادة الساحقة من الشك».